موسكو تكثف مشاوراتها الشرق أوسطية لحل أزمات المنطقة وترفعها إلى مستوى القمة

25-08-2015

موسكو تكثف مشاوراتها الشرق أوسطية لحل أزمات المنطقة وترفعها إلى مستوى القمة

تجري القيادة الروسية جولة جديدة من المشاورات رفيعة المستوى مع أطراف شرق أوسطية، إذ يصل إلى موسكو هذا الأسبوع زعيما الأردن ومصر وولي عهد أبو ظبي، وستتصدر المباحثات تسوية الأزمة السورية والتصدي لتنظيم داعش الإرهابي، وذلك بالترافق مع زيارة يقوم بها وفد من «لجنة متابعة مؤتمر طهران» إلى العاصمة الروسية، وزيارة مقبلة سيقوم بها وفد من «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» وتيارات معارضة أخرى إلى العاصمة الروسية.
ويلتقي الرئيس فلاديمير بوتين اليوم الملك الأردني عبد اللـه الثاني وولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محمد بن زايد آل نهيان، ومن المتوقع أن يركز اللقاءان على التطورات في الشرق الأوسط. وتأتي زيارة عبد اللـه الثاني ومحمد بن زايد آل نهيان إلى روسيا قبل يوم من اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي والمصري عبد الفتاح السيسي.
وأوضحت الدائرة الصحفية التابعة للكرملين، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن المحادثات بين بوتين وعبد اللـه الثاني ستتناول مسائل تعزيز العلاقات الثنائية، كما سيولي الزعيمان اهتماما خاصا لتنفيذ المشاريع الثنائية ذات الأولوية، بما في ذلك الخطط لبناء أول محطة كهرذرية في أراضي المملكة الأردنية الهاشمية. كما سيتبادل الزعيمان الآراء بشأن أهم القضايا المدرجة على الأجندة الإقليمية والدولية، بما في ذلك التصدي لتنظيم «داعش» الإرهابي وتسوية الأزمة السورية وعملية السلام الشرق أوسطية.
وبشأن اللقاء الثنائي بين الرئيس الروسي وولي عهد أبو ظبي، أوضحت الدائرة الصحفية، أنه من المتوقع أن يشهد استعراضا للمسائل الملحة فيما بخص التعاون الثنائي بين روسيا والإمارات، وبالدرجة الأولى التعاون في مجالي الاستثمارات والطاقة، بالإضافة إلى تبادل الآراء حول سبل ضمان الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
واعتبر المحلل السياسي سيرغي ماركوف لموقع «ريدوس» الروسي بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن مصر يمكن أن تكون مساعداً كبيراً لروسيا في استقرار الوضع في سورية، مؤكداً أن المشكلة في سورية لا يمكن حلها إلا بالوسائل السلمية، وعلاوة على ذلك، كانت مصر وسورية ذات مرة دولة موحدة، فالقاهرة يمكن أن تلعب دوراً مهماًَ في وقف الحرب على سورية التي تقوم بها، اليوم، السعودية، إضافة إلى تفعيل الحرب على داعش وتخفيف حدة التوتر بين إيران والمملكة.
ومن المتوقع أن يزور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز روسيا في الخريف المقبل، لمواصلة مشاوراته مع الرئيس بوتين التي جرت عبر الهاتف. وكان بوتين قد استقبل ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إذ أكد الطرفان بعد اللقاء أنه جاء بأهمية محورية لتطوير العلاقات الثنائية والتعاون الثنائي على الساحة الدولية. تأتي زيارة عبد اللـه الثاني ومحمد بن زايد آل نهيان والسيسي إلى روسيا في الوقت الذي تواصل فيه القيادة الروسية مشاوراتها على المستويين العالمي والإقليمي حول مبادرة الرئيس بوتين لتشكيل تحالف واسع لمواجهة تنظيم داعش.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في مقابلة صحفية الأربعاء الماضي: إن المبادرة الروسية الخاصة بتشكيل تحالف مناهض لـ«داعش» تحظى بتأييد واسع في الغرب والشرق الأوسط، على حد سواء.
واقترح الرئيس الروسي منذ أكثر من شهر تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب، لتشمل القيادة السورية، وتركيا والأردن والسعودية واللاعبين الإقليميين الآخرين.
بدوره أوضح وزير الخارجية سيرغي لافروف أن الحديث لا يدور عن تشكيل قوة موحدة أو قيادة عمليات مشتركة، بل عن تنسيق الجهود بين القوى التي تواجه داعش على الأرض، وعن تقديم الجهات الإقليمية دعما لهذه القوى.
ومن أجل تقريب وجهات النظر بهذا الشأن، عقد لافروف لقاءات مكثفة، إذ شارك يوم 3 آب في لقاء ثلاثي في الدوحة جمعه مع نظيريه الأميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير، ومن ثم عقد لقاءين مع كل منهما على حدة في كوالالمبور يوم 5 آب وفي موسكو 11 آب.
وقال لافروف تعليقا على لقاءاته، إن موسكو وواشنطن والرياض اتفقت على توحيد الجهود في مكافحة داعش، لكنها لم تتوصل بعد إلى مقاربة مشتركة في هذا المجال.
كما من المتوقع أن تكون القضيتان السورية والإيرانية حاضرتين بقوة خلال محادثات بوتين الشرق أوسطية اليوم وغدا.
وقبل أيام قليلة أعلنت موسكو على لسان بوغدانوف أنه قد بدأت الاستعدادات لمؤتمر «جنيف-3»، وذلك بعد أن توصل الوزيران لافروف والجبير إلى اتفاق بشأن التنسيق من أجل المساهمة في توحيد صف المعارضة السورية.
وفي سياق هذه الجهود تستقبل موسكو منذ منتصف الشهر الجاري وفودا لمختلف أطياف المعارضة السورية، كان أبرزها وفدا الائتلاف المعارض برئاسة خالد خوجة ولجنة المتابعة بمؤتمر القاهرة برئاسة هيثم مناع.
ودعت موسكو مراراً جميع اللاعبين الإقليميين والخارجيين ذوي التأثير إلى توحيد الجهود من أجل المساهمة في توحيد المعارضة السورية، لكي تصل إلى قاعدة بناءة مشتركة قبيل استئناف التفاوض مع دمشق.
وكان لافتا، أن موسكو استقبلت وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم 17 آب، أي بعد مرور أسبوع على زيارة الجبير، إذ أعلنت موسكو في أعقاب المحادثات بين لافروف وظريف عن اتفاق على تنسيق جهودهما بقدر أكبر، في إطار «مساهمة البلدين في تسوية النزاعات في سورية والعراق واليمن، وتعزيز تصديهما المشترك للتهديد الناجم عن تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتطرفة».
على خط مواز تواصل موسكو مشاوراتها مع مختلف القوى السياسية السورية، إذ يزور العاصمة الروسية هذه الأيام وفد من لجنة متابعة مؤتمر طهران برئاسة علي حيدر، ومن المقرر أن يستقبل بوغدانوف أعضاء الوفد.
كما سيجري الوفد لقاءات في مجلسي الاتحاد والدوما الروسيين وفي مجلس مفتي روسيا، بالإضافة إلى اللقاء مع منسق لقاءات موسكو التشاورية حول التسوية السورية والمدير العلمي لمعهد الاستشراق في موسكو فيتالي نعومكين.
وأعلنت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» أن وفداً منها ومن تيارات معارضة أخرى تلقت دعوة من روسيا لزيارة موسكو في 31 الجاري وذلك في إطار النشاط الدبلوماسي الجاري لعقد «جنيف 3»،
 وأمام المنتدى الشبابي الروسي في مقاطعة فلاديمير اعتبر وزير الخارجية الروسي أن حقبة الهيمنة الغربية على الاقتصاد والسياسة في طور الانتهاء. وقال بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إننا نراقب محاولات (الغرب) الحفاظ على الهيمنة بطريقة مصطنعة، بما في ذلك الضغط على دول أخرى، واستخدام العقوبات، وحتى استخدام القوة العسكرية خرقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهذا يزيد الفوضى في العلاقات الدولية».
كما أشار الوزير الروسي إلى أن اعتبار إصابة مجلس الأمن الدولي بالشلل غير صحيح. وقال بهذا الصدد: إن «محاولات العمل من طرف واحد على الساحة الدولية تزداد، وهي تُبرر وكأن مجلس الأمن مشلول، لكن هذا ليس صحيحا»، مؤكداً استعداد روسيا للعمل مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من دون أن تتخلى عن مصالحها وهويتها.
وقال: «نحن جاهزون لحوار بناء وكامل مع شركائنا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولكننا لن نتخلى عن السياسة الداخلية والخارجية المستقلة».
وأعاد الوزير إلى الأذهان في هذا السياق كلام الرئيس فلاديمير بوتين الذي صرح بأن روسيا «لا تتاجر بالسيادة»، مشيراً إلى أن العلاقات في العالم المعاصر يجب أن تُبنى على أساس الحوار والأخذ بعين الاعتبار المصالح المتبادلة، «المبادئ التي لو عمل بها الغرب لما كانت هناك مجابهة بشأن زحف الناتو إلى الحدود الروسية ولا كانت هناك أزمة أوكرانية».

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...