دمشق تتجاهل إنذارات الجامعة العربية وعقوبات مقترحة اليوم

26-11-2011

دمشق تتجاهل إنذارات الجامعة العربية وعقوبات مقترحة اليوم

تجاهلت سوريا، المهل الشبيهة بالإنذارات، التي وضعتها الجامعة العربية لها للتوقيع على بروتوكول المراقبين، والتي انتهت امس، وسط توقعات ان يفتح باب التفاوض مجدداً غداً بعدما طلبت دمشق، بتأييد مصري وجزائري، من الوزراء العرب تقديم توضيحات حول بنود تعتبرها ملتبسة، حول مهمة المراقبين.
وفي هذه الأثناء، أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه سيشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة غداً، الذي يتوقع أن يتم خلاله إقرار العقوبات، فيما جددت موسكو اعتراضها على سياسة العقوبات محذرة من أن الفكرة الفرنسية حول إقامة «الممرات الإنسانية» قد تكون ذريعة لتدخل عسكري في نهاية المطاف.
في هذا الوقت، برز بيان قيادة الجيش السوري الذي أكد فيه مقتل 10 طيارين وفنيين في «هجوم إرهابي»، حيث اتهم «جهات أجنبية في دعم هذه العمليات الإرهابية بهدف إضعاف القدرات القتالية النوعية لقواتنا المسلحة الباسلة»، متعهداً «بتر كل يد آثمة تستهدف الدم السوري والتصدي بكل حزم لكل من يهدد أمن الوطن واستقراره».
وقالت مصادر  إن السوريين ردوا على مهلة الجامعة العربية حول توقيع بروتوكول المراقبين، التي انتهت امس، برسالة تجاهلوا فيها التحذير، مطالبين بايضاحات حول بعض النقاط في البروتوكول. وأشارت الى ان السوريين يحاولون العمل مع مصر والجزائر ودول أخرى من اجل تخفيف الضغوط، وهم يراهنون على أن يتم فتح الباب، خلال اجتماع المجلس الوزاري العربي في القاهرة غداً، لمفاوضات جديدة.
وذكرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في بيان، إن «الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي تسلم رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم طرح فيها مجموعة من الاستفسارات والتساؤلات حول بنود مشروع البروتوكول الخاص بالمركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا».
وأضافت «كان من المتوقع أن يتم اليوم (أمس) التوقيع على مشروع البروتوكول بين الأمانة العامة للجامعة العربية والحكومة السورية لبدء بعثة الجامعة العربية مهمتها إلى سوريا وفقاً لقرار مجلس الجامعة العربية الصادر أول أمس».
وكان مصدر عربي أعلن أن الحكومات العربية مددت المهلة من الساعة الواحدة ظهراً حتى نهاية يوم أمس. وكانت الجامعة العربية قد هددت بفرض عقوبات شديدة على سوريا ما لم تردّ، كما دعا وزراء الخارجية العرب، أول أمس، الأمم المتحدة إلى مساندة جهود الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا.
ومن المقرر عقد اجتماع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي اليوم لبحث مسألة العقوبات التي ستطرح غداً على وزراء الخارجية العرب. ومن بين العقوبات المحتملة وقف التجارة مع الحكومة السورية وتعليق الرحلات الجوية لسوريا ووقف التعاملات مع البنك المركزي وتجميد الحسابات المصرفية للحكومة السورية ووقف التعاملات المالية.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انه «مستعد» لتقديم مساعدة إلى الجامعة العربية في الخطوات التي تعتزم القيام بها بشأن الملف السوري.
وقال المتحدث باسمه مارتن نيسركي إن بان كي مون «قلق جداً إزاء تفاقم الأزمة وإزاء التزايد المطرد لعدد القتلى في سوريا»، مضيفاً أن بان كي مون «مستعد لتقديم الدعم اللازم بما يتوافق مع مسؤولياته وفي إطار التعاون بين الامم المتحدة والجامعة العربية». وأضاف إن بان كي مون يدعم «اقتراح الجامعة العربية بإرسال مراقبين لحماية المدنيين في سوريا ويحث السلطات السورية على الموافقة على هذه المهمة والتعاون معها بشكل كامل كما تطالب الجامعة العربية».
وأوضح أن أجهزة المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة نافي بيلاي «هي على اتصال بالأمانة العامة للجامعة العربية». وقال مصدر دبلوماسي إن الجامعة العربية يمكن ان تطلب مشاركة خبراء من الأمم المتحدة في مهمة المراقبين الى سوريا في حال حصلت هذه المهمة.
وأعرب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عن أسفه لصمت سوريا حيال إنذار الجامعة العربية، واصفاً هذا المسعى بأنه «فرصة أخيرة وجديدة» للنظام السوري.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن داود اوغلو قوله «إنها فرصة مهمة لسوريا، واختبار لحسن نياتها». وأضاف «إذا لم يكن لدى سوريا ما تخفيه حول الوضع في مدنها، وإذا كان لديها حسن النية لإنشاء إطار سلمي، عندها كان يمكن أن نتوقع ان تقول نعم لهؤلاء المراقبين». وأوضح أن «صمتها يعزز الهواجس حول الوضع الإنساني والشبهات حول ما يحصل في المنطقة».
وأكد داود اوغلو مشاركته في اجتماع الوزراء العرب غداً، فيما سيشارك نائب رئيس الحكومة علي باباجان بزيارة في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي اليوم بصفة ضيف خاص. وأوضح أن «الاجتماعين سيضعان إطاراً للخطوات السياسية الاقتصادية التي ستتخذها بلادنا بالتنسيق مع الجامعة العربية، وستعقد منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً طارئاً الأربعاء المقبل، وسنشارك فيه أيضاً».
ورداً على سؤال حول رد فعل تركيا إزاء عدم انصياع سوريا لقبول استقبال مراقبين، قال «سننظر في الوضع، لدينا خريطة طريق اتفقنا عليها مع الجامعة العربية». ولم يتحدث داود اوغلو عن تفاصيل خريطة الطريق، ولكنه اشار الى انه والوزراء العرب سيواصلون التباحث مع الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي والدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي وآخرين في المجتمع الدولي حول ما يتعين فعله. وقال «اولويتنا الآن هي نجاح مبادرة الجامعة العربية».
وأكد نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينتش ان بلاده ترفض بشدة اي تدخل عسكري اجنبي في سوريا، كما ترفض اي مشاركة في تدخل كهذا. ونقلت قناة «سي ان ان تورك» الاخبارية عن ارينتش قوله «نرفض بشدة اي تدخل في سوريا ونرفض اي عملية يطلب من تركيا ان تكون طرفاً فيها ضد هذا البلد». وأضاف «هناك دول تقول إن تركيا ستتدخل في الأحداث الجارية في سوريا، وهذا امر خاطئ تماماً. ليس من المطروح البتة إرسال قوات (تركية) او حدوث تدخل تركي في سوريا، كما لن نسمح (لدول) اخرى بالتدخل». وأكد المسؤول التركي ان مثل هكذا سيناريو سيخلف تبعات ثقيلة على المنطقة.
وقال مسؤول حكومي تركي «تحدثنا كثيراً مع الفرنسيين بشأن العديد من الخيارات وما سيحدث إذا خرجت الامور عن السيطرة وإذا تدهورت. بالطبع هناك بعض الخطط البديلة لكننا لم نصل بعد إلى هذه النقطة». وأضاف «الامر يتوقف على ما اذا كان العنف سيخرج عن السيطرة او اذا وقع انقلاب او حرب اهلية بشكل خارج عن السيطرة. هناك العديد من الخيارات والعديد من الأشياء التي يمكن ان تغير الموقف».
وتدور الفكرة الفرنسية حول ممر آمن من حدود دول مجاورة مثل تركيا ولبنان، او حتى إلى مطار حيث تحط طائرات، او على الشاطئ حيث يمكن ان تفرغ سفن شحناتها. ويحتاج هذا الحل كي ينجح موافقة السلطات السورية. وتسعى الجامعة العربية والقوى الغربية إلى إقناع دمشق بقبول حل كهذا. وقال مصدر دبلوماسي غربي «حتى الآن لم يعلنوا رفضهم لذا فربما نتمكن من إقناعهم. ما دمنا في البعد الانساني يكون من الصعب على دول مثل سوريا رفض السماح بوصول المساعدات للمدنيين».
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، قبل ساعات من انتهاء المهلة الجديدة التي حددتها الجامعة العربية لسوريا، أن موسكو تعارض الضغط على دمشق أو فرض عقوبات عليها، وتطالب بالعودة إلى الحوار السياسي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكسندر لوكاشيفيتش، في مؤتمر صحافي، «في هذه المرحلة ما نحتاجه ليس قرارات أو عقوبات أو ضغوطاً، بل حوارا بين السوريين». وأضاف إن «روسيا تدعم نداء الجامعة العربية لوقف العنف لكن جماعات المعارضة الراديكالية، التي تحظى بدعم خارجي، يلقى عليها اللوم أيضاً».
وأضاف إن «روسيا ترفض رفضاً باتاً أي تدخل عسكري في سوريا». وتابع إن «التدخل بالقوة في الشؤون السورية غير مقبول في نظر روسيا. يجب ألا تكون حقوق الانسان ذريعة لتدخل من هذا النوع».
وذكر ان موسكو تبحث الاقتراح الذي عرضته فرنسا على شركائها الأوروبيين والأميركيين لإقامة «ممرات انسانية» في سوريا. وأضاف «نحاول ان نفهم ماذا يعني ذلك فعلاً. وأعتقد اننا سنعود الى هذه المسألة عندما يتوافر مزيد من الوضوح».
وكانت دول مجموعة «بريكس»، وهي روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا، اعلنت أمس الاول إنه يجب استبعاد أي تدخل لا يكون بتأييد من الامم المتحدة، وذلك بعد مشاورات بين نواب وزراء خارجية هذه الدول في موسكو. وأضاف البيان ان الدول الخمس «اكدت بشكل خاص على دور (مجلس الامن) الذي يحمل على عاتقه المسؤولية الرئيسية لدعم السلام والأمن الدوليين».
وكررت بكين مطالبتها بوقف فوري لأعمال العنف في سوريا وحل الأزمة في إطار جامعة الدول العربية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو وى مين إن «الأزمة السورية يجب أن تحل في إطار جامعة الدول العربية، حيث إن هذا الأسلوب يتماشى مع المصالح المشتركة لسوريا والدول العربية والمجتمع الدولي ككل»، موضحاً أن «الصين تهتم اهتماماً شديداً بالموقف الحالي في سوريا وتدعو سوريا للبدء في عملية سياسية تقوم على التسامح والتوازن لتخفيف حدة الوضع».
وأشار ليو إلى أن «الصين تتوقع أن تقوم الجامعة العربية وسوريا بتعزيز الاتصالات والتنسيق من أجل حل القضايا الوثيقة بشكل ملائم من منظور المصالح الجوهرية للشعب السوري، فضلاً عن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».
وقال المستشار الخاص للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، هنري غينو إن باريس تهدف من وراء طرح فكرة إقامة ممرات انسانية في سوريا «القيام بكل ما هو ممكن لإنقاذ ارواح».
وقال غينو، في تصريح لتلفزيون «فرانس-24»، «لا بد من القيام بكل ما هو ممكن لإنقاذ ارواح ولا اعتقد ان ذلك يندرج في إطار إرضاء الضمير». وأضاف «نحن نقوم بما لا يؤدي الى تداعيات يمكن ان تكون أسوأ من الشر الذي نسعى الى مواجهته».
وأضاف «نرغب بمساعدة الناس وحمايتهم وعلينا ان نقيس تداعيات ما يمكن ان نقوم به. هذا ما نقوم به في سوريا». ودعت وزارة الخارجية الفرنسية، في موقع لها على الإنترنت، الفرنسيين المقيمين في سوريا الى مغادرة هذا البلد «من دون تأخير»، كما طلبت من الذين ينوون السفر الى سوريا «إلغاء سفرهم او إرجاءه».
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان، إن «مجموعة إرهابية مسلحة قامت بعملية اغتيال آثمة أدت إلى استشهاد ستة طيارين وضابط فني وثلاثة صف ضباط من الفنيين العاملين في إحدى القواعد الجوية العسكرية أثناء مرورهم على محور تدمر حمص بعد ظهر أول أمس».
وأضاف البيان إن «هذا الاستهداف المباشر لنخبة من نسورنا البواسل المدربين تدريباً نوعياً على قيادة الطائرات الحربية الحديثة استعداداً لأداء الواجب المقدس في تحرير الأرض واستعادة الحقوق المغتصبة هو تصعيد إرهابي خطير يكشف عن الوجه الحقيقي للمخطط الذي يستهدف بنية قواتنا المسلحة بمختلف أنواعها وصنوفها، ويؤكد تورط جهات أجنبية في دعم هذه العمليات الإرهابية بهدف إضعاف القدرات القتالية النوعية لقواتنا المسلحة الباسلة».
وتابع البيان إن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ ترى أن المستفيدين من هذا العمل الإرهابي هم أعداء الوطن والأمة، وفي مقدمتهم إسرائيل، تؤكد عزم قواتنا المسلحة على الاستمرار في تنفيذ كل ما يوكل إليها من مهام وجاهزيتها الدائمة للدفاع عن أمن الوطن والمواطنين، وبتر كل يد آثمة تستهدف الدم السوري والتصدي بكل حزم لكل من يهدد أمن الوطن واستقراره».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «قتل 6 مدنيين في حمص ودير الزور وريف درعا وريف دمشق»، فيما نفى التلفزيون السوري وقوع قتلى في دير الزور وحمص، مؤكداً «إنها أنباء لا أساس لها من الصحة وهو تحريض على القتل».
وأشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى «استشهاد اثنين من عناصر وحدة الهندسة في محافظة حماه أثناء قيامهما بتفكيك عبوة ناسفة زرعتها المجموعات الإرهابية المسلحة في حي الملعب البلدي». وأشار إلى «أن عدداً من عناصر قوات حفظ النظام أصيبوا بجروح جراء إطلاق النار عليهم من قبل مجموعة إرهابية مسلحة في حي الأربعين في حماه».
تظاهرات
وذكرت «سانا» ان «تظاهرات خرجت في دمشق وريفها واللاذقية وطرطوس وبانياس والسويداء ودير الزور وإدلب والقامشلي وحلب ومصياف في حماه تندد بقرارات جامعة الدول العربية بحق سوريا وترفض التدخلات الخارجية في شؤونها، وتدعم برنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس بشار الأسد».
وذكر المرصد ونشطاء انه «تلبية لدعوة أطلقها ناشطون سوريون في ما اطلقوا عليه جمعة الجيش الحر يحميني خرجت تظاهرات في معرة النعمان وسرمين وحزانو والتح وتفتناز تطالب بإسقاط النظام».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...