تقرير حول أبعاد مناورة "الأسد المتأهب" التي جرت في الأردن

01-06-2012

تقرير حول أبعاد مناورة "الأسد المتأهب" التي جرت في الأردن

الجمل-قسم الترجمة- (جولة الجمل على الصحافة الإيرانية):

تقرير يحلل أبعاد مناورة "الأسد المتأهب" التي جرت في الأردن:
هناك غموض كبير حيال الأهداف الموضوعة لمناورة "الأسد المتأهب" والتي شارك فيها الكيان الصهيوني، حيث يظهر إجراء أكبر مناورة في تاريخ الأردن وفي قلب الشرق الأوسط الإسلامي . كما أن تزامنها مع تصاعد وتيرة الأحداث في سوريا جاء بهدف ممارسة ضغوطات على محور المقاومة من جهة والبرنامج النووي الإيراني من جهة أخرى.
 
جرت أمور كثيرة بالغة السرية تتعلق بماهية ونوع العمليات المنفذة تحت غطاء هذه المناورة، حيث بلغت السرية حداً لم يعلن فيه في الأسابيع الأولى عن أسماء الدول المشاركة، وذكرت وسائل الإعلام الأردنية أن عدد الدول المشاركة "19" دولة، حتى الآن لم يتم الإعلان عن أسماء جميع الدول، من جهة أخرى ليس هناك معلومات دقيقة عن ماهية ونوع التدريبات العسكرية المقرر إجراؤها ،وتوجد معلومات كثيرة تدل على تزامن إجراء هذه المناورات مع الأحداث في سوريا، إلا أنهم يصرّون على الادعاء أن هذه المناورات لا علاقة لها بما يجري هناك وأنها مجرد تدريبات تقرر إجراءها منذ عاميين قبل اندلاع الأحداث في المنطقة.

اسم مشبوه لهذه المناورة الغربية-الصهيونية-العربية:
اختلف الخبراء والمراقبين حول اختيار اسم المناورة "الأسد المتأهب"، هل لأن اسم الرئيس السوري أصبح اليوم يتصدر قائمة أخبار المحطات الغربية والعربية والصهيونية، وعلى ما يبدو أن النظام الأردني وحلفائه العسكريين اختاروا هذه التسمية بشكل خاص لهذا الغرض، البعض يعتقد أن كلمة "المتأهب" يمكن قراءتها كمفعول فتصبح " المتُأهب" وتعني الأسد العالق في الكمين والمحاصر من قبل الصيادين وهذه كناية عن أن سوريا عالقة في كمين "19" دولة حليفة للنظام الأردني.

هل حقاً مناورة الأسد المتأهب لا علاقة لها بسوريا؟ 
تؤكد المصادر الإعلامية أن هذه المناورة ترتبط بشكل مباشر بأحداث سوريا حيث أجريت تدريبات تحاكي التواجد والانتشار العسكري في سوريا، يذكر أن محطة CNN أعلنت نقلاً عن مصادر أنه: قامت القوات الأمريكية والأردنية بإجراء تدريبات خلال هذه المناورة للنفوذ إلى الداخل السوري وبالتحديد إلى مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في حال شن هجوم محتمل على سوريا، وأضافت محطة CNN الأمريكية: قامت القوات بدراسة وتحليل الأخطار المحتملة لاستخدام هذه الأسلحة في تدريبات أجرتها في مناطق و أراضي في الأردن تشبه إلى حد كبير مناطق وأراضي في سوريا.
 
وقالت المحطة مستخدمة مصطلحات المسؤولين الأمريكيين الخاصة: أن هدف إجراء هذه التدريبات هو وجود احتمال لتدخل قوات عسكرية أمريكية خلال مدة زمنية أقصاها 18 ساعة لتأمين 20 موقع يحوي أسلحة سورية غير تقليدية وذلك للحؤول دون وقوعها في أيادي عناصر القاعدة، كما تم التدريب على كيفية تعامل المسؤولين الأردنيين مع موجة نزوح اللاجئين السوريين إلى هذا البلد.
هذا وكتب موقع "عربي برس" نقلاً عن مصادر سياسية أردنية أن الملك عبدالله الثاني سمح بعد الاتفاق مع الأمريكيين بأن تقوم قوات أمريكية خاصة بتدريب مئات الإرهابيين التابعين لميليشيا ما يسمى "الجيش السوري الحر" تحت غطاء هذه المناورة.

ماذا يقول الخبراء العسكريين والأمنيين:
قال الخبير الأكاديمي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط "فلاديمير ساجين"  في مقابلة مع إذاعة "صوت روسيا" حول أهداف هذه المناورة: يرى الخبراء أن أغلب الدول المشاركة في مناورة الأردن هي من الدول التي تناصب سوريا وإيران العداء ، ومن جهة أخرى تعاني الكثير من دول منطقة الشرق الأوسط حالة من عدم الاستقرار. وأضاف: من بين الدول العربية المشاركة في المناورة هناك مشيخات الخليج المعادية بالأساس لحكومة الرئيس الأسد والحكومة الإيرانية.
وحسب ما يعتقد "الكسي أرباتوف" رئيس مركز الأمن الدولي، أن إجراء هذه المناورة في الأردن ما هو إلا طريقة لزيادة الضغط على الرئيس الأسد. ويقول أيضاً: ليس فقط توقيت إجراء المناورة هو الذي يثير التساؤل لأن إجراءها في الظروف الراهنة هو تكريس "لتقسيم العالم الإسلامي" ويضيف: الآن تقف الدول السنية والغرب في طرف و في الطرف الأخر يقف الشيعة مع روسيا والصين وايران.
"مارينا أوتودايي" باحثة في "معهد كارنغي" تعتقد أن لقاء المسؤولين الأردنيين مع الأمريكيين جاء في إطار إيجاد مناخ مناسب لإجراء مناورة "الأسد المتأهب" ومن الممكن أن تكون أبعادها ترتبط بما يحدث في سوريا.

ماهية المناورة:
كان قد تقرر أن تجري هذه المناورة على طول أسبوع واحد فقط لكن بطريقة مشكوك فيها بدأت هذه المناورة في 7 نيسان وانتهت يوم الأربعاء 30/5/2012 وفق هذا تكون المدة الزمنية الجديدة أكثر بـ 4 مرات من الزمن الذي اتفق عليه سابقاً، وحتى الآن غير معروف كيف تم تأمين القوات والأسلحة اللازمة.
الدول المشاركة هي: الأردن، السعودية، استراليا، البحرين، سلطنة بروناي، مصر، فرنسا، العراق، ايطاليا، الكويت، لبنان، اسلوفينا، قطر، الإمارات ،بريطانيا، الباكستان. لكن المسؤولين الرسميين أعلنوا أن "19" دولة شاركت في هذه المناورة، أي ما يزال هناك دولتين لم يعلن عنهما، ووفق التسريبات فإن الكيان الصهيوني واحد منهما.
 
بدأت مناورة اليوم الأول من الأسبوع الأخير بحضور الملك الأردني عبدالله الثاني وعدد كبير من المسؤولين الحكوميين والعسكريين والأمنيين، كما حضر عدد من الضباط القادة العرب والأجانب حيث جرى هذا الجزء من المناورة في موقع يبعد 330 كم جنوب العاصمة عمان و40كم من الحدود السعودية. وقد حضر الإعلاميون الأسبوع الأخير من مناورة "الأسد المتأهب" والذي تضمن عمليات وتدريبات جوية للمقاتلات وللمروحيات العسكرية الأمريكية والأردنية كما جرى التدريب على العمليات البرّية، وعلى الاشتباك مع الدبابات والرشاشات الثقيلة والقصف.

التزامن المشبوه للمناورة مع انطلاق معرض دولي للتجهيزات العسكرية في قلب الشرق الأوسط:
اعتبر المسؤولين الأردنيين قيام الدول الغربية بإرسال أسلحة إلى الأردن تحت ذريعة إجراء المناورة أمر غير كاف، حيث قاموا بإحداث معرض ضخم للتجهيزات العسكرية المتطورة في العاصمة عمان، ليتمكنوا بسهولة أكبر من الانتشار على الحدود السورية، وليقوموا بتنفيذ العمليات الأمريكية عند الطلب دون تضييع الوقت. هذا ومنذ أشهر تتحدث التقارير الواصلة من عمان أن الفنادق الأردنية مليئة بالمقاتلين الذين تم إحضارهم من دول عدة وهم متأهبون لتنفيذ أعمال إرهابية في سوريا وينتظرون تحديد إعلان ساعة الصفر للهجوم على سوريا. وقد انطلقت أخيراً فعاليات معرض سوفكس في الأردن بحضور عدد من رؤساء الدول ووزراء الدفاع ورؤساء هيئات الأركان والضباط القادة في القوات البحرية والجوية في المنطقة والعالم، كما تشمل البرامج الجانبية لهذا المعرض عروض لوحدات المهام الخاصة.
يرعى هذا المعرض العاهل الأردني عبدالله الثاني، وينعقد على مرحلتين، المرحلة الأولى استمرت لثلاثة أيام عرض خلالها أحدث المعدات العسكرية والأمنية، كما أقيم على هامش هذا المعرض مسابقات للمقاتلات الحربية وهذه هي المرة الأولى في المنطقة التي يجري فيها هذا النوع من المسابقات، وبالإضافة إلى ذلك تم تخصيص يوم واحد لعروض قوات العمليات الخاصة.

"الأسد المتأهب" عملية ردع أردني أم مؤامرة أمريكية؟
أحيطت المناورة بسرية كبيرة ويعتقد المحللون أن حضور "19" دولة في هذه المناورة دون وجود تمثيل عسكري حقيقي هو أسلوب للدعاية ليس إلا، حيث أن أغلب القوات المقاتلة والمعدات العسكرية الموجودة تم تأمينها من قبل ثلاث دول فقط هي أمريكا والسعودية والأردن.
هناك أمر غريب أخر ، تعداد قوام القوات البشرية المشاركة في هذه التدريبات لا يشكل تهديداً حقيقياً، حيث شاركت الأردن فقط بـ 3853 مقاتل والسعودية 800 مقاتل أما أمريكا فشاركت بـ 6237 مقاتل بينما شاركت باقي الدول مجتمعة بما يقارب 1110 مقاتل. هذا يظهر أن المناورة قبل أن تكون أردنية الطابع تهدف إلى الدفاع عن الأردن، وما هي إلا مخطط يستهدف المنطقة، قامت أمريكا بالتخطيط له وتقع على عاتق حكومة الملك عبدالله الثاني بصفتها عملية لأمريكا في المنطقة موضوع تنفيذ هذا المخطط.

الأردن الفقير، من أين دفع نفقات إجراء المناورة؟
حسب الإحصائية الرسمية فقد تلقى الأردن من أمريكا خلال السنوات الخمس الماضية مساعدات عسكرية واقتصادية بقيمة 4مليار و200 مليون دولار . حيث تجاوز عجز الخزينة الأردنية وميزان الديون الخارجية حدود 20 مليار دولار وهذا دليل آخر على أن الأردن غير قادر على التخطيط لهذه المناورة وتأمين النفقات المالية المترتبة على إجراء هكذا مناورة ضخمة، وطبعاً هناك احتمال كبير في أن تكون الزيارة الأخيرة التي قام بها عبدالله الثاني إلى السعودية ولقاءه مع الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود تأتي في إطار طلب مساعدات مالية غير التي تقدمها أمريكا.
يذكر أن مجلس تعاون مشيخات الخليج قرر في آخر اجتماع عقده تقديم مساعدات إلى الأردن كمنح سنوية تبلغ نصف مليار دولار وبمدة 5 سنوات مع أن الأردن لم ينضم إلى مجلس المشيخات حتى الآن.

تداعيات مناورة "الأسد المتأهب" وانطلاق فعاليات معرض سوفكس العسكري:
انتهت مناورة "الأسد المتأهب" لكن ماتزال أجواؤها وتداعياتها والمناخ الذي أوجدته موجودة على سبيل المثال تسهيل حركة تنقل الإرهابين بين الحدود السعودية والعراقية والأردنية وحدود لبنان باتجاه سوريا وبيع وشراء معدات وتجهيزات عسكرية على هامش معرض سوفكس الدولي كما ألقت بظلها على شعوب بلاد الشام ظل أسود وقاتل ومن المستبعد أن يزول في عدة سنوات قادمة ويترك شعوب المنطقة تعيش بسلام.

مناورة "الأسد المتأهب" تستهدف سوريا وإيران:
أعلن موقع دبكا الإسرائيلي المقرب من أجهزة الاستخبارات الصهيونية مؤكداً أن مناورة "الأسد المتأهب" التي جرت أخيراً في الأردن تستهدف سوريا وإيران، مما زاد من احتمال القيام بشن هجوم عسكري على هاتين الدولتين. وأضاف الموقع: تضمنت التدريبات والعمليات البحرية في هذه المناورة عمليات افتراضية لشن هجوم لاحتلال الجزر البحرية المتنازع عليها بين الإمارات وإيران، أما في القسم البّري تم التدريب ومحاكاة هجوم على سوريا.
وقال موقع دبكا نقلاً عن مصادر مطلعة: جرى في هذه المناورة التدريب على إنزال القوات على السواحل الأردنية والتدريب على السيطرة السريعة على القواعد المحصنة وغير القابلة للنفوذ في المناطق الجبلية في الأردن والتي تشبه إلى حد كبير الطبيعة الجغرافية للجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات في مضيق هرمز.
كتب "دبكا" أن هذه المنطقة الجبلية تقع وراء خليج العقبة يبلغ ارتفاعها 6000 قدم عن سطح البحر، وأعلن الأردن أنه يدعم الإمارات في قضية الجزر الثلاث، وكشف "دبكا" أنه خلال إجراء هذه المناورة قام مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى بزيارة سرية لمكان إجراء العمليات البرّية والبحرية.


 عن موقع مشرق نيوز الإيراني


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...