الإبراهيمي استقال ولم يستقل وصبرا يؤكد تسليح المعارضة واستشهاد سبعة جنود في قرية البيضا

03-05-2013

الإبراهيمي استقال ولم يستقل وصبرا يؤكد تسليح المعارضة واستشهاد سبعة جنود في قرية البيضا

تسارعت التطورات على الساحة السورية، إن كان ميدانيا عبر مواصلة القوات السورية تحقيق إنجازات ميدانية نوعية من دمشق إلى طرطوس، بهدف تقطيع أوصال المناطق التي يسيطر المسلحون عليها، أو سياسيا عبر إعداد القاهرة لاجتماع جديد للجنة «الرباعية» التي تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا، لبحث إمكانية توسيعها لإيجاد حل سياسي للازمة السورية.
في هذا الوقت، عقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اجتماعا طارئا مع مندوبي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وسط تقارير عن نية المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي الاستقالة من منصبه، وإمكانية تعيينه مبعوثا خاصا للامين العام إلى المنطقة.
وقتل سبعة جنود سوريين في معارك عنيفة اندلعت للمرة الأولى بين القوات السورية والمسلحين في قرية البيضا قرب مدينة بانياس. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «وحدة من جيشنا ضبطت مستودعين للأسلحة والذخيرة في عملية نفذتها ضد أوكار للإرهابيين في قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس في محافظة طرطوس». ونقلت عن مصدر مسؤول قوله إن القوات السورية «قضت على عدد من الإرهابيين في قريتي المرقب والبيضا وحي رأس النبع في مدينة بانياس». علم «جبهة النصرة» الاسلامية المتشددة يرفرف وسط الساحة الرئيسية في الرقة امس الاول والتي تم تغيير اسمها لتصبح ساحة النبي محمد (رويترز)

وأقر مسلحون ومعارضون بسيطرة القوات السورية على حي وادي السايح وسط حمص. ويربط الحي بين معقل المسلحين المحاصرين في الخالدية بالمدينة القديمة. كما سيطرت القوات السورية على بلدة القيسا الى الشرق من دمشق، ما يخلق محورا يقطع محاولات الدخول إلى العاصمة من الشرق كما يقطع خطوط الإمداد بالسلاح عبر الحدود الأردنية.
وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني فيليب هاموند في واشنطن، ردا على سؤال عما إذا كانت واشنطن تعيد النظر في رفضها تسليح المعارضة السورية، «نعم». واضاف «أنت تنظر إلى الأمور وتعيد النظر في كل الخيارات. هذا لا يعني أنك تفعل أو ستفعل»، إلا انه أشار إلى أن أي قرار لم يتخذ في هذا الصدد بعد، مضيفا انه لم يقرر شخصيا بعد ما اذا كان من الحكمة تقديم أسلحة إلى المعارضين.
وأعلن هاموند، من جهته، أن الحكومة البريطانية لم تقدم أسلحة إلى المعارضين السوريين، لكنها لا تستبعد القيام بهذا الأمر. وأعلن انه يلزم «دليل من نوعية جيدة جدا» قبل اتخاذ إجراء بشأن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، من المكسيك، أن تعليقات هايغل تعكس ما كان يقوله منذ أشهر، معتبراً أن النظام السوري يتلقى أسلحة قاتلة ومساعدات من دول أخرى، مشيراً إلى أن واشنطن تريد بحث كل الاحتمالات قبل التدخل في سوريا، والتأكد من أن ما ستقوم به لن يؤدي إلى أن يسوء الوضع.
واستبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اجتماعه مع نظيره الأميركي جون كيري، في موسكو الثلاثاء المقبل، بالإعلان أن «مواقف روسيا والولايات المتحدة، بالرغم من أهميتها، لا تحسم الوضع في سوريا».
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الهنغاري يانوش مارتوني في بودابست، إن «روسيا تعد حاليا ردا على رسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي وجهها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي»، مضيفا أن «اللقاءات مع كيري ستكون مفيدة جدا بالنسبة لإعداد هذا الرد». وشدد على «ضرورة احترام جميع أطراف النزاع السوري بنود بيان جنيف الذي تم تبنيه في اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في 30 حزيران» الماضي. وأضاف «يجب على أطراف النزاع التخلي عن أية شروط مسبقة وعدم مماطلة بدء الحوار بطريقة متعمدة».
وأكد لافروف أن «موسكو تصر على تقديم رد إيجابي على طلب سوريا بإجراء تحقيق أممي في التقارير عن استخدام سلاح كيميائي قرب حلب في آذار الماضي». وقال «ربما استخدم سلاح كيميائي أو مادة كيميائية قرب حلب. لقد أبلغت الحكومة السورية الأمم المتحدة بهذا، وطلبت إجراء التحقيق في هذا الحادث. وصرح الأمين العام للأمم المتحدة أن إجراء هذا التحقيق ممكن، لكنه بعد يومين قال إنه مشروط بتقديم إمكانية الوصول إلى جميع المنشآت وجميع الأشخاص في سوريا». وتابع «ليس هذا صحيحا، إذ أنه يشبه القرارات التي تبنتها الأمم المتحدة في شأن العراق».

وناقش الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، مع مندوبي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، الجهود المتعثرة لإنهاء النزاع في سوريا وســط تزايد المؤشـــرات على احتــمال استـــقالة الإبراهيمي.
وأكد ديبلوماسيون والمتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي الاجتماع، إلا انه رفض الكشف عما إذا كان الإبراهيمي ابلغ الأمم المتحدة والجامعة العربية بأنه يعتزم الاستقالة.
وقال احد كبار مساعدي الإبراهيمي، لوكالة «فرانس برس»، انه من غير المرجح أن يتم الإعلان عن أية استقالة حتى منتصف أيار الحالي، إلا أن ديبلوماسيين قالوا إن الإبراهيمي مصمم على الاستقالة.
وقال احد مساعديه في القاهرة «الناس يقولون نريد حلا سياسيا، لكن لا احد يقوم بأية خطوات جادة في هذا الاتجاه». وأعلن انه لم يستقل بعد «ولكن كما تعلمون، فقد قال انه يفكر في ذلك كل يوم».
وقال نيسيركي إن بان كي مون وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجروا مناقشات غير رسمية حول سوريا. وأضاف «لقد ناقشوا التحركات الديبلوماسية المحتملة لإنهاء الأزمة. وأطلعهم (بان كي مون) على آخر التطورات المتعلقة بمهمة التحقيق في استخدام أسلحة كيميائية» في سوريا، و«ناقشوا كذلك الوضع الإنساني المتدهور داخل سوريا».
وقال ديبلوماسيون إن الإبراهيمي قد يحتفظ بدور كمستشار للامين العام لشؤون سوريا والشرق الأوسط. وقال ديبلوماسي في مجلس الأمن إن «بان كي مون لن يستعجل تعيين شخص ثالث، فأولا (كوفي) انان ثم الإبراهيمي، هل تستطيع أن تأتي بشخص أفضل منهما؟».
و في قطر دعا رئيس «الائتلاف » المعارض بالإنابة جورج صبرا المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي الى الاستقالة، معتبراً أن «خطته لحل الأزمة لم تعد مجدية ضمن أجواء العنف التي تعيشها البلاد».
وقال صبرا، في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز عربية»، من إسطنبول، « لابد للإبراهيمي من الاستقالة لأنه لم يعد هناك أي جدوى للحل السياسي في سوريا ضمن أجواء العنف التي يخلقها النظام». واعتبر أن «الوعود الدولية بتسليح المعارضة قد تمّ تنفيذها بالفعل»، معتبراً أن «المجتمع الدولي يرى حجم الفوضى التي سببها النظام السوري في المنطقة ووصلت إلى لبنان والعراق». وأضاف إن الرئيس السوري بشار «الأسد أفشل كل الحلول المقترحة للأزمة السورية ابتداء من المبادرة العربية ثم خطة كوفي انان ثم الإبراهيمي».
إلى ذلك، كشف مصدر ديبلوماسي في القاهرة، أمس الأول، أنه «يجري الإعداد حاليا لعقد اجتماع وزاري في القاهرة خلال الأسابيع المقبلة لإحياء مبادرة الرئيس محمد مرسي الخاصة بحل الأزمة السورية». وقال إن «القاهرة تسعى لبلورة طرح يحشد مزيدا من الجهود لوقف سفك الدماء في سوريا وإحياء المبادرة المصرية، استنادا إلى ما طرحه مؤخرا رئيس الائتلاف السوري المستقيل احمد معاذ الخطيب عن استعداده للحوار للتوصل إلى حكومة انتقالية تقود مرحلة إعادة الهدوء إلى البلاد».
وأضاف «أننا نسعى لتوسيع هذا المفهوم، وإشراك الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والإبراهيمي، لتكون الأطراف الثلاثة راعية وضامنة لإنجاح المبادرة وتطبيقها».
وأشار المصدر إلى أن «هناك اتجاها من العديد من الدول الآن يميل إلى تفضيل الحل السياسي باعتباره الحل الوحيد المناسب للازمة في سوريا، التي أصبحت تنذر بالتحول إلى مستنقع يؤثر على دول الجوار، ويكون أفضل السيناريوهات فيه سيئا، وينذر كذلك بأن تتحول سوريا إلى رأس حربة في صراع السنة والشيعة».
وقال مصدر ديبلوماسي مصري في حديث ان القاهرة تحاول التوفيق بين توجهين يبدوان متناقضين، الأول قرارات القمة العربية بالسماح لكل دولة عربية على حدة تسليح المعارضة السورية، والآخر توجهات الأمم المتحدة في رفض التسليح و«العسكرة».
واعتبر أن سبب المحاولة المصرية في التوفيق هو بالأساس أميركي، حيث ظلت واشنطن مترددة بين تسليح المعارضة، ومخاوفها من «وقوع هذا السلاح في الأيدي الخطأ» حسب ما صرح أكثر من مسؤول في إدارة أوباما. وأضاف أن «العائق الرئيسي أمام مصر هو ضرورة موافقة السعودية على حضور المؤتمر، كما لم يعد هناك من سبب لقصر المبادرة دون دخول حلفاء الأسد الروس والصينيين».
ولم تتفاوض القاهـــرة حتى هذه اللحظة مع الأوروبيين أو الأميركيين حول المؤتمر، وهو ما يلقي بظـــلال من الشك على نجاحه وقدرته على التأثير.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...