حقيقة الموقف الروسي حول بقاء الأسد

25-12-2012

حقيقة الموقف الروسي حول بقاء الأسد

جولة (الجمل) على الصحافة الإيرانية:

لماذا ما يزال الرئيس الأسد يفرض على روسيا تقديم الدعم لسوريا؟
رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين في أول مؤتمر صحفي يجريه مع الإعلاميين منذ أربع سنوات بحضور 1000 إعلامي أجنبي أعلن بصراحة أن روسيا لا تسعى للدفاع عن الرئيس الأسد مؤكداً على أن التغيير في سوريا لا يمكن تجنبه.
ما يدفع للتساؤل؛ هل أثمرت الضغوطات الدولية على روسيا؟ هل سيتخلى الروس عن دعم سوريا؟
في الواقع تصريحات فلاديمير بوتين حول الرئيس الأسد ليست جديدة وقبله صدر عن سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا وميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ومعاون وزير الخارجية تصريحات مشابهة للرئيس بوتين. على أي حال تدفع تصريحات فلاديمير بوتين مرة أخرى للتساؤل لماذا وكيف دعم الروس حتى الآن الرئيس بشار الأسد؟ وماذا سيفعلون بعد ذلك؟


في حال تم التدخل العسكري الخارجي سيقتل مدنيين:
استخدمت روسا حق النقض الفيتو في مجلس الأمن لصالح الرئيس الأسد ثلاث مرات حتى الآن. يجدر الانتباه إلى أن الاستخدام غير المنطقي من قبل الروس لحق الفيتو له تداعياته وتكاليفه الجدية وعلى الأقل يظهرون أمام الرأي العام العالمي غير منطقيين. وتأتي دلائل استخدام الروس حق الفيتو لصالح سوريا مطابقة لما جاء في تصريحات بوتين في المؤتمر الصحفي: "لن نسمح بتكرار السيناريو الليبي في سوريا". حيث قامت الدول الغربية و الناتو بشن هجوم عسكري على ليبيا وأطاحوا بنظام العقيد معمر القذافي. وكانت روسيا أعلنت مراراً وبكل صراحة أن الهجوم على ليبيا أدى إلى مقتل مدنيين والتدخل الذي بدأ تحت ذريعة " الدفاع عن حقوق الإنسان" ناقض هذا الهدف. لذلك فإن أول استدلال روسي للدفاع عن سوريا يكمن في أن القرارات المقترحة في مجلس الأمن ليست إلا حلول تؤدي إلى ارتفاع عدد الضحايا أكثر في سوريا.


منع تكرار بدعة " التدخل الإنساني":
القضية الأخرى المتخفية بجلباب "الدفاع عن حقوق الإنسان" التدخل العسكري الذي حدث في لبيبا تحت ذريعة " التدخل الإنساني" السيناريو الذي بات يعرف بالنموذج الليبي حيث من الممكن أن يتحول إلى بدعة تؤدي إلى تغيير الأنظمة السياسية غير المرغوب بها من قبل الغرب. وقبل هذا النموذج جرب الأمريكان نموذج "التدخل الوقائي" في أفغانستان وبعدها في العراق وأثبتوا بعد ذلك أنه من الممكن استخدام "التدخل الإنساني" ثانيةً في دول أخرى، الأمر الذي يرفضه الروس مطلقاً وليسوا مستعدين للخوض فيه.


ميثاق الأمم المتحدة يمنع التغيير الإجباري لأي نظام سياسي في أي دولة:
لا يسمح ميثاق الأمم المتحدة لأي دولة أو منظمة دولية أن تتخذ إجراءات لتغير نظام أي دولة أخرى. لذلك فاستدلال الروس القانوني في مجلس الأمن نابع من أن أمريكا والغرب بذريعة حماية الشعب السوري يسعون إلى تغيير النظام السياسي في سوريا. وقد أعلنت الصين و روسيا مراراً بأنهما لا تعتبران نفسيهما معنيتين بدعم هذه الخطوة نظراً لأنها تنافي القانون الدولي.


تصريحات بوتين؛ ضد الأسد أم داعمة له؟!
بالرغم من كل الذي قيل في الماضي. هل ستستمر روسيا بسياستها السابقة تجاه سوريا؟
إذا أردنا أن نبني على تصريحات بوتين في المؤتمر الصحفي يتوجب أن نتناول المواضيع الأخرى التي طرحت في هذا المؤتمر. بالرغم من أن بوتين أعلن عن عدم تمسكه بشخص الرئيس بشار الأسد، لكنه قال مؤكداً في الوقت نفسه أنه ليس مستعد لتكرار السيناريو الليبي في سوريا. لذلك لا يجب أن نتوقع أن يتغير الموقف الروسي في مجلس الأمن بالنسبة للموضوع السوري. ومن جهة أخرى أكد بوتين : "نحن لا ندعم حل أن يرحل الرئيس أولاً وبعدها يتم تطبيق باقي الإجراءات". لذلك نفى بوتين ليس فقط استخدام التغيير على الطريقة الليبية بل بأي طرح آخر يبدأ بتنحي الرئيس السوري. لذلك بالرغم من هذه التصريحات التي تبدو ظاهرياً أنها ضد الرئيس الأسد لكنها تظهر الدعم العملي والفعلي أو على الأقل دعم الخروج الأمن من السلطة.


المصالح الروسية في مستقبل سوريا:
على أي حال المحفز الرئيسي لكل هذه المواقف والسياسات يجب بحثها في ضوء المصالح الروسية، لذا لتتغير السياسية الروسية تجاه سوريا يجب أن تتغير مصالح هذه البلد أو يتغير الاصطفاف أو أن تصبح تكاليف وتبعات الدفاع عن المصالح غير مجدية. على ما يبدو المصالح الروسية التي تدفع روسيا للدفاع عن سوريا لم تتغير كثيراً وما تزال القاعدة العسكرية البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري من أهم القواعد العسكرية الروسية الواقعة خارج إطار درع الدفاع الصاروخي لحلف الناتو. كما أكد بوتين أن الكرملين يعتبر الدرع الصاروخي تهديداً له. النقطة الهامة هنا هي أن سوريا تشكل القاعدة التقليدية للاتحاد السوفيتي السابق في منطقة الشرق الأوسط وروسيا غير مستعدة لخسارة هذه القاعدة. لذلك فما يزال الرئيس بشار الأسد مقرباً من بوتين ويحظى بدعم روسيا. لكن أثبت الروس مراراً بأنهم لم يعقدوا اتفاقية أخوة مع أي شخص وهم مستعدون لتغيير نهجهم ومواقفهم في أي وقت تقتضي مصالحهم فيه ذلك.
سيد محمد اسلامي
المصدر: خبر آنلاين
التاريخ:23/12/2012


هل سيتوسل عرب (النعاج) للأمريكيين للبقاء في الخليج؟
ايران "الرابح الأكبر" من الاكتفاء الذاتي الأمريكي في مجال الطاقة:


في أخر تقرير صدر عن وكالة الطاقة الدولية بخصوص موضوع آفاق الطاقة العالمية جاء فيه: ستصبح الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2020 أكبر دولة منتجة للنفط في العالم متخطية بذلك السعودية وحتى عام 2030ستحقق اكتفاء ذاتيا في مجال الطاقة، الأمر الذي يحمل تداعيات سلبية لباقي دول العالم، وفي حال استغنت الولايات المتحدة عن نفط الشرق الأوسط ستنخفض أهمية المنطقة بالنسبة لواشنطن ولن تشكل أولوية في السياسة الأمريكية. 
هناك مسافة كبيرة تفصل الخليج العربي عن أمريكا  وقبل الحرب العالمية الثانية لم يجد الكثير من الأمريكيين سبباً للسفر إلى هذه المنطقة والاحتفاظ بوجود عسكري دائم فيها.
تصاعد الطلب العالمي على النفط بعد الحرب العالمية حيث استهلكت أمريكا بالتدريج احتياطها الداخلي بشكل كبير، وعندما انضمت الشركات النفطية الأمريكية إلى المجتمع الدولي لإيجاد مصادر جديدة للطاقة اكتشف الجيولوجيين أن ثلثي احتياطي النفط العالمي وثلث احتياطي الغاز الطبيعي موجود تحت أراضي دول الخليج وهذا الأمر جعل موضوع تأمين أمن الدول النفطية الخليجية يشكل هاجس رئيسي للقادة العسكريين الأمريكيين.
وفي الوقت الراهن هناك احتمال لتتغير هذه الحالة حيث يتحدث أخر تقرير صدر عن وكالة الطاقة الذرية حول آفاق الطاقة العالمية عن أنه في عام 2020 ستصبح الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دولة منتجة للنفط في العالم متخطية بذلك السعودية وحتى عام 2030ستحقق اكتفاء ذاتي في مجال الطاقة، لأن استخدام تقنيات حفر جديدة وإيجاد طاقة بديلة وتخفيض الاستهلاك ساهم في تخفيض الحاجة إلى استيراد النفط. ومن الممكن أن تعتمد أمريكا على النفط الكندي أو الفنزويلي أو نفط الدول الأخرى لكن وكالة الطاقة الدولية تتوقع أن تستهلك الدول الأسيوية 90% من النفط المستخرج في منطقة الخليج، الأمر الذي يحمل تداعيات سلبية لباقي دول العالم، وفي حال استغنت الولايات المتحدة عن نفط الشرق الأوسط ستنخفض أهمية المنطقة بالنسبة لواشنطن ولن تشكل أولوية في السياسة الأمريكية.
يعتقد الكثير من المحللين أن؛ البنية العالمية الواحدة للوقود الأحفوري ستورط أمريكا في هذه المنطقة، نظراً إلى أن سعر الغاز الطبيعي حالياً يتحدد بالتناسب بين نفقات الوقود في أوربا وآسيا الشرقية وعلى ما يبدو  الأسعار العالمية غير منسجمة جداً.
الإطلاع على تاريخ النفط في العالم قبل بدء الحرب العالمية الثانية يظهر أن قضية الرغبة الأمريكية في استقلال مواردها من الطاقة موضوع ليس جديد لأن آسيا لها احتياجاتها الخاصة.
في المستقبل القريب الواقع ينبئ باحتمال عدم وجود رغبة أو قدرة لدى أي دولة غربية لتصبح شرطي الخليج العربي، في أواخر عام 1700 أخذت بريطانيا على عاتقها هذه المهمة واستمرت فيها حتى الحرب العالمية الثانية لكن بعد الحرب تغيرت ظروفها بشكل سيء وخسرت بسرعة كبيرة كل قواعدها العسكرية في شرق السويس، وعندما تضاءل الدور البريطاني في الشرق الأوسط تعاظم الدور الأمريكي بشكل ملحوظ-وخصوصاً بعد توالي أزمات الطاقة المفتعلة من قبل أعضاء اوبك- ما أوجد تحذيراً لواشنطن حدد لها إلى أي مستوى يجب أن يكون لها ارتباط متزايد بالنفط الخارجي. لذلك اعتاد البنتاغون على قضية ضمان عبور النفط من مضيق هرمز و الحفاظ على التواجد العسكري الأمريكي الدائم في منطقة الخليج العربي وأطرافها كما أصبح موضوع إرسال قوات برية بشكل دوري لحماية الدول الضعيفة المنتجة للنفط أمراً اعتيادياً لدى وزارة الدفاع الأمريكية.
إلا أنه لا شيء يدوم طويلاً واليوم بنوع من استقلال الطاقة وتأمين الاحتياجات الاقتصادية يمكن أن يؤدي إلى إنزواء أمريكا بشكل أكبر كما حدث للعاصمة لندن بعد الحرب، لذلك هناك احتمال واقعي لتسلك واشنطن الطريق نفسه الذي سلكته لندن عام 1960، النهج العسكري الجديد الذي تتبعه حكومة أوباما  في منطقة آسيا- أوقيانوسيا ربما يكون أول مؤشر يدل على أن أمريكا فقدت الرغبة  في تأمين أمن الدول المنتجة للنفط في منطقة الشرق الأوسط.
والآن يجدر التساؤل؛ في حال اتخذت أمريكا قرارا بأن لا تكون بعد الآن شرطي منطقة الخليج العربي فمن هم الرابحون والخاسرون؟
ستكون دول مجلس التعاون الخليجي المنتجة للنفط أكبر الخاسرين لأن أغلب حكام هذه الدول يحتفظون بمناصبهم بسبب عائدات النفط وتواجد القوة العسكرية الأمريكية. وبوجود عائدات النفط المرتفعة لا توجد دولة خليجية سوى السعودية لديها قوة كافية –في حال خروج أمريكا من المنطقة- للدفاع عن نفسها مقابل الضغوطات العسكرية للدول الأخرى.
إن الفراغ الذي سينتج في حال خروج أمريكا من الخليج العربي سيجبر دول كالبحرين وقطر للهرولة وراء حماة عسكريين جدد أو ربما يستسلمون لنفوذ القوى العظمى في المنطقة أو للصين.
الخاسر في المرتبة الثانية ستكون اقتصادات دول شرق آسيا وبحسب وكالة الطاقة الدولية ستصبح هذه الدول خلال السنوات القادمة المشتري الرئيسي لنفط الخليج.
ترتبط بشدة الصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان بموضوع عبور النفط من مضيق هرمز لكن للحصول على ضمانات لعدم اختلال عبور النفط نتيجة نشوب اضطرابات محلية أو إقليمية لن يقدموا على اتخاذ أي إجراءات خاصة لمنع حدوث مثل هذا الاحتمال، لكن في حال خرجت أمريكا من الخليج ستجبر هذه الدول على لعب دور عسكري أكبر في الشرق الأوسط أو عليها أن تجد مصادر نفطية أخرى.
وهناك احتمال لتكون اسرائيل خاسراً كبيراً في حال حدث هذا الأمر حيث أن واشنطن أنفقت مليارات الدولارات طوال هذه السنوات بهدف حماية أمن اسرائيل لأنه من الصعب على أمريكا فصل قضية تأمين أمن اسرائيل عن قضية تأمين أمن النفط في الشرق الأوسط. كما أن القوات العسكرية والخطط العسكرية الأمريكية التي تساعد في حماية اسرائيل هي نفسها التي تحمي الدول العربية المنتجة للنفط.
لكن إذا تقرر تخفيض الدور الأمريكي في ضمان أمن النفط سيكون من الصعب جداً التغاضي عن الميزانيات المخصصة للدفاع عن إسرائيل وهذا الأمر يمكن أن يجبر تل أبيب أن تعتمد على نفسها بشكل أكبر. في هذه الفترة سيكون هناك رابحين بالطبع وأحد هؤلاء ستكون إيران ولن ترى طهران بعد اليوم أن الوجود العسكري الأمريكي يقف عائقاً أمامها، لذا فإن التعداد السكاني الكبير لإيران ومصادرها الاقتصادية الضخمة يتيحان لها خلال فترة زمنية أن تهيمن على المنطقة، كما أن دافعي الضرائب الأمريكيين سيستفيدون جراء خروج قوات بلادهم من منطقة الخليج. لكن إلى أي مستوى سيصل ربحهم؟
سنوياً سيتم توفير 100 مليار دولار أو أكثر في الميزانية لأن السبب الرئيسي للتواجد والانتشار العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط -بعد مضي قرنين من تاريخ تأسيس الولايات المتحدة حيث لم يكن لهذه القوات أي دور في المنطقة- هو وجود النفط في المنطقة، والآن مع انخفاض تعداد الجيش الأمريكي وإسناد مهمات محدودة له في العالم سيوفر الأمريكيون سنوياً أكثر من 100 مليار دولار في ميزانيتهم.
المصدر: بولتن نيوز


مرسي-أردوغان- وكرة القدم الإيرانية!

عندما ظهر أردوغان على الساحة السياسية التركية مطلقاً شعاراته الإسلامية انطلقت صيحات الإيرانيين فرحاً مرحبين به؛ بالضبط كما حدث في اليوم الذي هبط فيه "دنيزلي التركي" (مدرب كرة قدم تركي درب نادي برسبوليس الإيراني الذي لعب له في الماضي اللاعبان السوريان زياد شعبو وطارق الجبان) على مدرج المطار ليقود الفريق الإيراني المحبوب، بالرغم من أن هاتين الواقعتين حدثتا في مجالين مختلفين كلياً لكنهما تتشابهان من حيث حرارة الترحيب الإيراني لكن المتسرع!
لم يمض وقت طويل حتى تحول دنيزلي المحبوب إلى شخص غير مرغوب فيه وشتمه السلاطين والزعماء الإيرانيين –الذين أحضروه إلى طهران حملاً على أكتافهم- وجعلوه السبب في كل الاخفاقات والحظوظ السيئة التي يعاني منها ليس فقط ناديهم بل كرة القدم الإيرانية وقاموا بأعمال جعلت دنيزلي يجمع حقائبه ويرحل ويبعث رسالة الوداع من بعيد!
بالضبط كما حصل مع أردوغان؛ لم ينس أحد هذين السلوكين الإيرانيين حيث لم تكن هناك فاصلة زمنية طويلة ما بين كيل المدائح والإشادات غير المحدودة لمواقف أردوغان الإسلامية ومواقف حزبه وبين ظهوره يحتسي الشراب مع الزعماء الغربيين فأطلقوا عليه لقب أردوغان الإسلامي الخائن.
 
يظهر علم الاجتماع الإيراني أن هذا الشعب المثقف والعريق لديه خاصية عجيبة وهي أنهم مستقبلين بشوشين ومودعين سيئين جداً، حيث يقدمون بكل جوانحهم على كيل المديح والإشادة والاهتمام بشخص أو بمجموعة وبعدها وبسرعة عجيبة وغريبة يودعونه وكأنه لم يأت إلى المنزل تاركينه للنسيان!
ربما في عالم كرة القدم يسهل تبرير سلوك كهذا لكن في عالم الدبلوماسية لا يجدر التصرف بهذا الشكل، الإطلاع على السوابق والأسس الفكرية وعلى كل الهوامش التي تصنع هوية وأداء شخص أو جماعة وتحدد في المستقبل الملامح العامة يمكن أن يحد ويمنع سقوط المنظومة الفكرية التي تسيّر الجهاز الدبلوماسي في فخ التفكير البسيط والانسياق وراء الأحاسيس.
ربما لو تعاملنا مع أردوغان وأشياعه بتدابير محتاطة أكثر ومنحنا الخبراء مجالاً لتحليل ودراسة هذه الظاهرة السياسية ليضعوا طريقة واضحة للتعامل معه ومع جماعته لما كان حدث ما حدث ولما ملأنا العالم صراخاً عند انتخابه بأن تركيا تأسملت وأصبح زعماءها يعادون ويناهضون الصهيونية، واليوم نشاهد وقوفه ضد إيران ومواجهته لجبهة المقاومة الإسلامية فلا نجبر ونضطر للتراجع عن أقولنا الثابتة والراسخة ونتقبل أننا أخطأنا!
بطبيعة الحال، هناك احتمال للخطأ في عالم الدبلوماسية؛ لكن آلا توجد إمكانية للتجربة أيضاً؟
تتوفر هذه الأيام فرصة التجربة على الساحة الدبلوماسية وهذه التجربة تدعى "مرسي". يمكن القول وبجرأة أن "مرسي" جاء ليكمل امتحان جهازنا الدبلوماسي مرة أخرى.
بالرغم من أن مضي الوقت ساعد كثيراً في أن تتوضح ماهية مرسي وأشياعه لكن على ما يبدو العبرة التي أخذناها لم تظهر في زمن قريب.
بعكس ما يتم الإعلان عنه بشكل مركز في إيران، ليس فقط تفكير وتوجه محمد مرسي بعيد عن إيران بل ما يصرح به أحياناً لم يخرج حتى من فم أحمد شفيق (المرشح المقرّب من مبارك)!
"محمد مرسي" في رده على سؤال أحد الصحفيين حول إيران قال: "رفضت مقابلة القائم بالأعمال الإيراني، طبعاً إلى حين تبين موقفهم من سوريا، لكن حول تصريحاتك أوكد أن أمن واستقرار المنطقة العربية يحتاج لوجود علاقات إيجابية بين مصر والمنطقة ( الدول العربية) لأنه لا أحد من الطرفين يستطيع أن يستغني عن الآخر، ريادة المشروع السني ستظل بين الأزهر والسعودية وأجنحته دول الخليج، طبعاً دون الدخول في تفاصيل حول المشروع المقابل له، علاقتنا مع دول المنطقة (العربية) أبدية وقوية واستراتيجية وباقية".
بعدها يؤكد: "نحترم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ولا نعتبره شيئاً سيئاً، لكن في المقابل لن نقف أبداً في صف أي من القوى التي تهدد الدول الصديقة في منطقة الخليج العربي".
وحول موضوع القضية الفلسطينية الإسلامي بالكامل يؤكد على استمرار التعامل مع الكيان الصهيوني واحترام معاهدة كامب ديفيد ويقول: "نحترم المعاهدات الرسمية المصرية حتى تصبح في غير صالح الشعب المصري، الشعب المصري لديه رأيه في تقرير مصيره "السلام"، في المحصلة الشعب من يقرر، لقد وجدت المعاهدات ليبقى الطرفان متسميكن بها وليس طرف واحد وبما يتعلق بالغاز المصري، فإن مصالح الشعب المصري في الأولوية".
كل هذه التصريحات أضيفوها إلى مواقفه بعد الانتخابات حيث تظهر مواقف واضحة منه؛ بدءا من سفره إلى السعودية وتقبيله ليد الملك السعودي ورسالة الشكر الذي بعثها إلى الكيان الصهيوني مضمنها أمنياته "بحياة مليئة بالسلام والاستقرار للإسرائيليين" إلى مواقفه الصريحة خلال مؤتمر رؤساء الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز في طهران ورسالته الأخيرة إلى رئيس الكيان الصهيوني وأمانيه بالسعادة والسعة والبركة للكيان الذي يغتصب القدس تحت عنوان بأنه "دولة".
هذا وجه واحد لعملة تحولات مصر. الالتفات إلى مواقف الحزب الداعم لمرسي لا يخلو من لطف. بنظرة واحدة على الموقع الرسمي للإخونجية في مصر والتعرف على نوع الجبهة الي يقوفون فيها في مواجهة الحكومات الدينية- والتي يعتبرونها بشكل رسمي مخالفة للإسلام- والمواقف الرسمية لهذه الجماعة اتجاه أحداث سوريا [سوريا؛ اصبري فالنصر للصابرين] وكثرة اللافتات التي يحملها أنصار هذه الجماعة في انتخابات رئاسة الجمهورية المصرية حيث يعتبرون مرسي "أردوغان مصر" وفي المحصلة المقابلات الرسمية للسيد مرسي، كل هذا دليل على أنه يتوجب علينا (الإيرانيين) الابتعاد عن المبالغة في الاحاسيس في عالم الدبلوماسية وفي تحولات مصر (وخاصة بعد أن تكشف الآن الفضاء السياسي لهذه البلد).
وهذا ليس دعوة للحكم على المرشحين السابقين للرئاسة في مصر أو ترجيح أحمد شفيق على مرسي أو العكس وليس دعوة بعض الأصوات التي تنصح بإقفال الأبواب الدبلوماسية في وجه العالم وقطع العلاقات خوفاً من الوقوع في فخ الأخطاء.
تحمل هذه المقالة نقطة واضحة وهي: لا تتسرعوا، لا تلقوا بكامل إمكانيات وثقل الجهاز الدبلوماسي في دعم شخص دون التعرف والإطلاع على خبرته الذهنية و أعماله وعلاقات حزبه وجماعته. ودعوا مجالاً في حال غيّر رئيس مصر في المستقبل وجهه الإسلامي وحاد عن الوجه الاسلامي الأصيل، الاسلام المحمدي الأصيل وليس ما يروج له مفتي السعودية.
 ويجب التنبه في حال أصبح أردوغان ثاني يشتم إسرائيل في المؤتمرات علناً ولكن في العمل يحمل السلاح لتدمير جبهة المقاومة خدمة للكيان الإسرائيلي الغاصب، وحتى لا نجبر إلى حشد الجهاز الدبلوماسي ووسائل الإعلام لتوضيح ادائه وسلوكه المضاد للإسلام أمام الرأي العام الإيراني.
وحبذا ولو لمرة واحدة أن نستقبل الأحداث القادمة على الساحة الدبلوماسية متفكرين ودون استعجال وفرط في الاحساس وأن نفصل بين عالم الدبلوماسية وعالم كرة القدم.
تذكر:
كنت قد قلت من قبل أن الثورة المصرية هي امتداد واستمرار للثورة الإسلامية الإيرانية وتشبهها إلى حد كبير؛ لكن شاهدنا في التاريخ الكثير من الثورات والانتفاضات تنفذ إليها الأفكار المنحرفة والغطرسة والاستكبار بسبب عدم انتباه مطلقيها وقادتها وحفاظهم على مكتسباتها وفي النهاية تقع الثورة في يد غير المؤهلين!
مهدي فتحي
المصدر: مشهد خبر


قدرة إيران الانتقامية التحدي الأمريكي الأهم:
تتبع أمريكا برنامجاً لإسقاط إيران من ثلاث مراحل لكنه يدخل في إطار التمني والرغبات ونجاحه صعب جداً. حول هذا الأمر كتب المعهد الصيني للدراسات الدولية (CIIS): تدرك أمريكا أن مصالحها الحيوية والحياتية تنتشر في كل مكان في العالم وتدّعي أن مصيرها يحدد من خلال السيطرة و "تغيير العالم" باستخدام النظام والنموذج والايدلوجيا الغربية. إيران صاحبة الحضارة القديمة والتاريخ الطويل والتي خلقت عبر العصور ثقافات مشعة قامت عبر الثورة الإسلامية التي قامت في عام 1979 والتي تعتبر من أكبر الأحداث في تاريخ الإسلام والعلاقات الدولية المعاصرة بتغير ميزان توازن القوى في العالم الإسلامي والشرق الأوسط.
"دونك مانيوان" معاون رئيس المعهد الصيني للدراسات الدولية يقول في هذا التحليل: منذ عصر الحرب الباردة ومنطقة الشرق الأوسط تشكل أحد المحاور الاستراتيجية للاهتمام الأمريكي. وتتلخص الأهداف الاستراتيجية الأمريكية في المحافظة على وجود إسرائيل وأمنها والسيطرة والتحكم بمنابع النفط والأسواق والمعابر الاستراتيجية في الشرق الأوسط وخصوصاً في الخليج الفارسي والسعي لتغيير النظام الإيراني. كما أن إيجاد تحالف إقليمي لإسقاط النظام الإيراني في الفرصة المواتية تحول إلى أحد الأهداف الاستراتيجية الأمريكية.
وأضاف: الحكومات الأمريكية المختلفة منذ عهد ريغان تعتبر إيران أكبر العوائق التي تقف في وجه تنفيذ الأهداف الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. لكن الأهداف الأمريكية تتعارض مع الأهداف الاستراتيجية الإيرانية الطموحة وهذا التعارض يوجد تناقضات بنيوية مما يجعل من التوافق والمصالحة أمر غير ممكن.
الباحث في المعهد الصيني للدراسات الدولية يتطرق إلى أفكار الإمام الخميني قائلاً: تطبق هذه الأفكار في برامج السياسة الخارجية الإيرانية وخصوصاً السياسات المرتبطة بمنطقة الشرق الأوسط. وتعتبر هذه السياسات محاولة لمناهضة سياسة أمريكا في الشرق الأوسط كما أنها ستؤثر على مسير مستقبل المنطقة أيضاً.
يشير التقرير إلى أن إيران بعكس ما تعتبره الأدبيات الأمريكية تصف التحولات الثورية في المنطقة بأنها "صحوة إسلامية" ويضيف: للحرب بين أمريكا وإيران خصوصيات استراتيجية، وفي الوقت الراهن تحول البرنامج النووي الإيراني إلى المحور الرئيسي للمفاوضات الأمريكية-الإيرانية في وقت تتجه فيه المنافسات الاستراتيجية بين أمريكا وإيران لخلط الأوراق وتعقيد العلاقات المتعلقة بالأحداث الساخنة جراء حوادث المنطقة حيث تقوم إيران كل مرة تتعرض للضغط الأمريكي بشن هجوم مضاد يمس قضايا المنطقة.
ويتطرق الباحث إلى بحث الآفاق المستقبلية للمنافسة الاستراتيجية بين أمريكا وإيران ويضيف: خلال مدة قصيرة، لن تكون أمريكا وإيران قادرتان على إلحاق الهزيمة ببعضهما البعض بالرغم من أنهما يعتبران بعضهما أعداء. إيران لن تستسلم وأمريكا الآن في مرحلة التجميع وتوحيد المصادر تنتظر إيجاد كعب آخيل . ويضيف دونك مانيوان: من هنا فإن تغيير النظام في إيران في ليلة واحدة غير ممكن، وترغب أمريكا بإضعاف قدرة إيران في المنطقة  على مراحل، حيث تقوم كخطوة أولى بإسقاط النظام السوري والإطاحة بائتلاف إيران –سوريا الاستراتيجي.
و المرحلة الثانية عبارة عن اغتنام الفرصة السانحة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، المرحلة الثالثة عبارة عن تحريض وتحريك التمرد في المدن الإيرانية الذي سينجر في النهاية لتدخل القوات الأجنبية لإسقاط النظام الإيراني وتطبيق مخطط "الشرق الأوسط الكبير".
ويضيف الباحث الصيني: إيران لا تقف متفرجة على ما يجري في سوريا ودون شك تسعى لتعقيد وتصعيب أوضاع أمريكا في سوريا. وهناك إمكانية لدى أمريكا لتطبق المرحلة الثانية من برنامجها لكن إيران ستنتقم وستجبر واشنطن على دفع تكاليف باهظة في الشرق الأوسط وفي كل العالم.
اما السيناريو الثالث هو أمل أمريكا الأخير لكن نجاحه صعب ومعقد وفي حال تم تطبيقه من المحتمل أن تصل أمريكا إلى مرادها لكن الشرق الأوسط سيدخل بسرعة وعلى نطاق واسع عصر الاشتباكات والحروب.
المصدر: صحيفة كيهان
التاريخ:23/11/2012


تفاصيل جديدة ودقيقة عن طائرة الاستطلاع الأمريكية التي سيطرت عليها إيران مؤخراً:
"ScanEagle" أو "النسر المستطلع" هي طائرة استطلاع بدون طيار وقعت في فخ نصبته وحدات من قوات الحرس الثوري البحرية في منطقة الخليج الفارسي ونظراً للصور المتوفرة فالطائرة تقريباً في وضع جيد وسالم بشكل كامل. لكن من أين أتى هذا النسر الأمريكي ولماذا اقترب من المجال الجوي الإيراني هذا ما سنتناوله في هذا التقرير
بشكل عام تلبي طائرة "ScanEagle" الحاجة لطائرة استطلاع خفية الوزن بهدف تأمين احتياجات كـ: جمع المعلومات، دعم واسناد عمليات القوات الخاصة، محرك مناوب سريع للاتصالات الصوتية والبصرية لاسلكياً، مواكبة وحراسة القوافل البحرية والبرية الهامة وكذلك القيام بأعمال الدورية والمراقبة للمنشآت الثابتة ذات الأهمية الكبيرة ومنها الوظائف والأعمال التي أنيطت بطائرة "ScanEagle".
في بداية عام2000، أعلنت شركة  "Insitu" الأمريكية الكائنة في ولاية واشنطن أنها تتعهد صناعة هذا الطراز من طائرات الاستطلاع البحرية بإمكانية الإقلاع والطيران من على متن السفن العسكرية الأمريكية. ودخلت هذه الشركة في شراكة مع الشركة الأمريكية العملاقة المشهورة شركة بوينغ الفضائية. الشيء الهام بهذا المشروع هو مشاركة القسم الأكثر سرية وتطوراً في شركة بوينغ.
"Phantom Works" تولى قسم الأبحاث المتطورة في هذه الشركة مسؤولية تصنيع هذا التصميم الحساس والبالغ الأهمية ويعتبر نوع من أنواع الاستراتيجية المستقبلية. ويمكن الإشارة إلى عدة تصاميم ومشاريع نفذها هذا القسم كمقاتلة الجيل الخامس من طراز " YF-23 "، طائرة الاستطلاع المقاتلة طراز  X-45ومشروع طائرة الاستطلاع المسماة عين الشبح والمروحية المسيرة بدون طيار من طراز A-160 وقامت شركة بوينغ عام 2008 بشراء شركة"Insitu" بشكل كامل.
بالرجوع إلى موضوعنا الرئيسي فإن وجود أجنحة طويلة وصندوق شفاف في المقدمة وعدم وجود ذيل يشكل بعض من المزايا الظاهرية لهذه الطائرة التي يمكن مشاهدتها من النظرة الأولى. أثناء قيام الأمريكيين بتصميم طائرة الاستطلاع هذه أخذوا بعين الاعتبار عدة نماذج وتصاميم، وقد أدى عدم استخدام الذيل إلى تخفيض الوزن، في الوقت الراهن استخدام الأجنحة الطويلة القادرة على الثبات يضيف ميزات على هذه الطائرة، كما يضفي وزن الـ 12كغ أسلوب خاص عليها حيث يضعها في مصاف طائرات الاستطلاع "الميني" العالمية. ويمكن تجهيز طائرة الاستطلاع هذه في عمليات تجري في ظروف جوية باردة أو حاّرة جداً بغطاء مقاوم للحرارة والبرودة.
لكن من الخطأ الظن أن طائرة "ScanEagle" الصغيرة الحجم ذات المحرك المروحي القادر على توليد 0.97 كيلوواط لا تتمتع بقدرة عالية. وزنها الخفيف يمنحها قدرة على التحليق لمدة 20 ساعة في الجو وتستطيع الطيران على ارتفاع يصل حتى 4800متر عن سطح الأرض وبسرعة تصل إلى 120كم/سا. ويحتاج محرك الطائرة طوال مدة الطيران إلى 4.300 ليتر وقود فقط. لا تنسوا أن أغلب محركات طائرات الاستطلاع المسيرة بدون طيار هي محركات بستونية وتتبع هدف رئيسي آلا وهو تخفيض انبعاث الأشعة تحت الحمراء.
منذ الوقت الذي تم فيه طرح  موضوع الهياكل الخفية في عالم الطيران الكثير من الخبراء وخصوصاً الروس انخرطوا في مجال إيجاد منظومات استطلاع ورصد تلتقط انبعاث الأشعة تحت الحمراء لكشف الطائرات الخفية غير الظاهرة. منذ ذلك الوقت وحتى الآن الكثير من صانعي الطائرات في العالم يتطلعون إلى المحركات البستونية كونها الحل الأفضل لتخفيض انبعاث الأشعة تحت الحمراء.
يجدر القول أن طائرة "ScanEagle" في موضوع هيكلها تفتقد إلى الأصول الدقيقة للتخفي التي تتمتع بها طائرة الاستطلاع " RQ-170 " لكن تركيب الهيكل الصغير الحجم والمحرك الذي يبث أشعة تحت حمراء منخفضة يجعل من كشفها أمر صعباً.
لكن القضية الرئيسية بخصوص "ScanEagle" تتمثل في حمولتها، طائرة الاستطلاع هذه تحمل على متنها حمولة بوزن 2كيلو غرام إلى جانب 4 كيلو غرام وقود فيصبح الوزن الكامل 6 كيلو غرام. هذه الحمولة توضع في القسم الأمامي لرأس الطائرة يمكن تغير مكانه بحسب المهمة الموكلة. بالمعايير العالمية تستطيع هذه الطائرة من خلال كاميرا التصوير التي تحملها أن تلتقط صور بنظام الأشعة تحت الحمراء وصور عادية بدقة 640×480 بكسل.
وفي مهمات أخرى يمكن تجهيز هذه الطائرة بمنظومات مختلفة مثل : نظام تحديد العوامل الكيمائية والبيولوجية في ميادين الحرب، منظومة تحديد المجالات المغناطسية وأجهزة استشعار الكتروبصرية. ومن الإمكانيات الأخرى التي تمت إضافتها خلال السنوات الأخيرة بالاستفادة من التجارب المكتسبة في الحرب في الشرق الأوسط؛ زودت الطائرة بمنظومة تكشف بسرعة مكان إطلاق النار في حال تم مهاجمة طلعات أسراب الطيران ومسير القوافل.
تستخدم الطائرة حزمة UHF لنقل البيانات بمقدرة 900 ميكا هرتز بالإضافة إلى أنها مزودة برابط حزم من طراز S بمقدرة تصل حتى 2.4كيكاهرتز لبث صور حية ومباشرة وهذه الميزة قادرة على إرسال صور حية وقد ساعدت عام2009 في عملية وحدات البحرية الأمريكية الخاصة Navy Seal Team 6" " في المحيط الهندي عندما قام القراصنة بأخذ قبطان سفينة أمريكية رهينة ووضعوه داخل قارب نجاة استطاعت طائرة "ScanEagle" التحليق فوق القارب والتقاط صور مناسبة عن وضعية الرهينة والمختطفين وإرسالها إلى القوات المختصة حيث ساعدتهم بإطلاق 3 رصاصات في وقت واحد على القراصنة وقتلهم وإنقاذ الكابتن "ريتشارد فيلبس".
وفي برنامج أخر تم تطبيقه مؤخراً على هذه الطائرة تقرر نصب أصغر رادار اصطناعي في العالم عليها حيث يمنح الطائرة قدرة على التقاط صور لسطح الأرض بشكل مباشر بدقة عالية جداً وارسالها إلى الطاقم الذي يقود الطائرة ويتحكم بها.
وهناك موضوع أخر يجري بحثه الآن وهو نصب هذه الطائرة داخل طائرات الآواكس طراز" E-3 " التابعة للقوات الجوية الأمريكية وإيجاد قدرة التحكم بها. هذه القضية تسمح لباقي أقسام القوات المسلحة الأمريكية في مدة زمنية قصيرة بالاطلاع على المعلومات التي ترسلها طائرة الاستطلاع "ScanEagle".
لإطلاق هذه الطائرة يتم استخدام منظومة إطلاق هوائية تطلق الطائرة من خلالها بسرعة ابتدائية تصل إلى 25م/ثا يمكن نصب هذا النظام على سطح السفن واستخدامه من البر أيضاً.
ولتحسين قدرات هذه الطائرة يتم استخدام نظام يدعى "التعليق الهوائي" ويضم هذا النظام كبل معلق ومتحرك لجر الأوزان الثقيلة بارتفاع 15متر حيث يتم إطلاق الطائرة بشكل اتوماتيكي ويتم التقاطها من خلاله.
وحدات مختلفة في القوات البحرية، وحدات مشاة البحرية الأمريكية والجيش الاسترالي يستخدمون هذه المنظومة. تركيب هذه المنظومة يظهر حساسية أمريكا المرتفعة لاستطلاع ورصد الإمكانيات والمقدرات التي تملكها ايران في المنطقة. لكن المهم هنا هو ظهور قدرة ايران وتفوقها الكبير في هذا المجال يظهر هذا من خلال الصور التي نشرتها لهذه الطائرة حيث تبدو سليمة لم تصب بأي أضرار كأنه تم إمساكها بشكل كامل وطبيعي في ايران من خلال منظومة تشبه "التعليق الهوائي".
يجدر بالذكر بأن هذه الطائرة ليس لديها أي إطارات أو نظام حماية للهبوط كالوسائد الهوائية، لن تكشف إيران الكثير من المعلومات لمعرفتها بحساسية وأبعاد الحرب الإلكترونية وحروب سايبري الواسعة النطاق، لكن يمكن القول أن الهيكل وشفرات المحرك، والرفارف سليمة والكاميرا ومكانها الشفاف يبعث رسالة شفهية لصانعي "النسر المستطلع". لكن هل هذا آخر طائرة بلا طيار سيتم السيطرة عليها في سماء ايران؟
 المصدر: مشرق نيوز

الجمل- قسم الترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...