على منهج اسبينوزا يتابع فاضل الربيعي تفكيك حكايات النبي سليمان الأسطورية، بدءاً من روايات الإخباريين اليهود كوهب بن منبه وكعب الأحبار المدسوسة في الثقافة الإسلامية حيث تحولت بمرور الزمن إلى حقائق يتبناها المسلمون بما فيهم رجال الدين الذين يستشهدون بها في خطبهم على أنها مواعظ الأولين، وهذا أخطر ماوقع فيه عرب اليوم، إذ تشابكت ثقافتهم مع ثقافة عدوهم الذي يستعمر بلادهم وتماهت إلى درجة نجد فيها أغلب ضحايا إسرائيل من الفلسطينيين يحملون اسم سليمان وموسى ويوسف وهارون ! إذ كيف ستقارع عدواً وتنتصر عليه وأنت مازلت تؤمن بأساطيره التي تشيطن أهلك الفلسطينيين وتجعل من الإسرائيليين شعب الله المختار الذي وعدهم بأرض فلسطين؟ وأمام هذه الأحجية يمكننا أن نفهم لماذا لايمكننا الإنتصار على دولة إسرائيل حتى الآن، فالأمر يتعلق بإهمال برنامج الأمن الثقافي العربي ومحتوياته المفخخة بالإسرائيليات؛