أهداف أردوغان ، أوجلان وبارزاني في شمال سوريا

26-05-2013

أهداف أردوغان ، أوجلان وبارزاني في شمال سوريا

جولة (الجمل) على الصحافة الإيرانية:

أهداف أردوغان ، أوجلان وبارزاني في شمال سوريا:
ستكون مساعي الأكراد في شمال سوريا لاستغلال الفرص المتاحة في الظروف الحالية التي تمر بها سوريا أحد الأبعاد المهمة للتحولات القادمة.
 تتألف المجموعات الكردية في شمال سوريا من أطياف متباينة يمكن إدراجها في عدة مجموعات رئيسية هي:
1-ا لأكراد المقربون من مسعود بارزاني وأبرز مجموعاتهم "تيار بارتي" أو الحزب الكردي الديمقراطي السوري بزعامة عبد الحكيم بشار، وهناك مجموعات صغيرة أخرى هي: الحزب الديمقراطي التقدمي بزعامة عبد الحميد درويش، وجناح أخر لبارتي بزعامة نصر الدين إبراهيم، حزب المساواة الديمقراطية الكردي بزعامة عزيز داؤود، الحزب الوطني الديمقراطي بزعامة طاهر صفوك والحزب الديمقراطي الكردي بزعامة جمال محمد باقر. وتنشط هذه المجموعات تحت مظلة "مجلس اسطنبول" بزعامة فيصل يوسف و مصطفى جمعة وعبد الحكيم بشار.
2-الأكراد المرتبطين بطيف أوجلان وحزب الـK.K.P شكلوا حزب الاتحاد الديمقراطي بزعامة صالح مسلم (لهذا الحزب جناح عسكري قوامه 9.000 عنصر مسلح) وشكل مع عدة مجموعات أخرى متفرقة هيئة تدعى الهيئة الكردية العليا تسيطر هذه المجموعات على أغلب المناطق في شمال سوريا ، بعض التيارات السياسية بقيادة أشخاص مثل خير الدين مراد، محي الدين شيخ خاكي ومحمد موسى محمد إلى حد ما تعتبر مقربة من تيار بارزاني.    
3-الأكراد خارج هاتين المجموعتين جزء منهم قريب من التيارات الكردية القومية ويميل إلى التعاون مع ائتلاف الدوحة والجيش الحر ويندرج معظم أتباع السياسي الكردي السوري المقتول "مشعل تمو" في هذا الطيف وشخصيات أخرى مثل عبد الباسط سيدا وبعض المفكرين المستقلين الذين لديهم علاقات متوازنة مع تيار بارزاني، وبالرغم من وجود بعض المجموعات الكردية السورية الأخرى التي حملت السلاح إلى جانب ميلشيا الجيش الحر إلا أنه بشكل عام التصنيف الغالب لهذه المجموعات الثلاث يمكن أن يعطى مؤشرات واضحة عن التحولات الجارية في شمال سوريا.
طيف بارزاني:
يتبع الأكراد القريبين من بارزاني نسق سياسي معتدل مصرين في  الوقت نفسه على تحقيق المطالب الكردية ولا يعتقدون بضرورة حمل السلاح ومعارضة العرب ويسعون لإقامة علاقات معقولة مع ائتلاف الدوحة وسيطرحون مطالبهم وتطلعاتهم بعد سقوط النظام السوري المحتمل في معارك البرلمان السياسية. أحد أبرز الشخصيات في هذه المجموعة "عبد الحكيم بشار" الذي لديه علاقات قوية مع الدول العربية المتآمرة على سوريا.
تم إعادة أكثر من 3000 جندي كردي إلى داخل الأراضي السورية كانوا قد فروا من صفوف الجيش السوري النظامي إلى إقليم كردستان بعد خضوعهم لدورة تدريبية عسكرية لكن هذه المرة ليس للقتال في صفوف الجيش العربي السوري بل للقتال إلى جانب الأكراد التابعين لمسعود بارزاني.
وكان بارزاني قبل قيامه بهذا الخطوة يعمل على صعيدين اثنين:
الأول: العمل على تهيئة الأجواء لإمكانية عقد اجتماع للناشطين السياسيين السوريين
الأكراد وحتى خلق إمكانية للقائهم مع سياسيين مثل احمد داؤود أوغلو.
الثاني: إجراء محادثات مع انقره وبقية اللاعبين حول السيطرة على المناطق شمال سوريا.
التيار المقرب من حزب العمال الكردستاني:
سعى عبد الله أوجلان أثناء تواجده في لبنان وسوريا عام 1979 لجعل كل ظروف الأكراد السياسية والاجتماعية في شمال سوريا تصب في مصلحته. الموازنة السياسية لهذا الأمر جعلت الرئيس السوري السابق حافظ الأسد يغض الطرف عن ما يقوم به أوجلان. لكن في عام 1999 تغيرت الأوضاع وأخرج أوجلان قسراً من دمشق. مع دخول أمريكا إلى العراق وطرح مشروع الشرق الأوسط الجديد تغيرت نظرة حزب العامل الكردستاني إلى مستقبل سوريا حيث شكّل لأعضائه وكوادره السورية حزب تابع له يدعى حزب الاتحاد الديمقراطي (P.Y.P).  
أصيب حزب الـ K.K.Pبانهيارات تنظيمية مؤثرة بين 2002-2006 فقد على أثرها كوادر مهمة في صفوفه حاول تعويضها بكوادر سورية من أبرزهم: صوفي نور الدين (القائد الحالي للجناح العسكري لـ K.K.P) والدكتور باهوز أردال، شاهين جيلو، رستم جودي وعدة شخصيات أخرى.  
كما قام حزب الـ K.K.Pبتنصيب شخص مجهول يدعى "حاجي أحمد" زعيماً لحركة "بيجاك" واختير صالح مسلم الطالب السوري الذي يحمل إجازة في الكيمياء من جامعة اسطنبول لزعامة حزب الاتحاد الديمقراطي وقام هذا الحزب بتنظيم جناح عسكري تحت مسمى وحدات الدفاع الشعبي وأعلن أنها تتألف من لواءين عسكريين مختلطين وكتيبتين مستقلتين من القوات النسائية ويبلغ مجموع العناصر المسلحة /9.000 /ألف مقاتل.
طالب أوجلان في 2012 في أحد رسائله أن يوصل الأكراد السوريين تعداد قواتهم إلى /15.000/ ألف مقاتل ونقل عنه قبل مدة خلال لقاءه ثلاثة من النواب الأكراد قوله: "لا تقفوا بالضرورة في مواجهة النظام السوري، تعاونوا مع أي مجموعة تقبل أن تعطيكم حقوقكم" (صحيفة ملليت).
يُعرف حزب الاتحاد الديمقراطي بأنه الحزب الأكثر تنظيماً بين المجموعات السياسية الكردية السورية لكن في الواقع ليس لديه القدرة العملياتية الكبيرة وأغلب العناصر المسلحة من الشبان ليس لديهم تجارب قتالية. ولم تحدد هذه المجموعة حتى الآن علاقاتها مع الحكومة السورية بشكل واضح كما تُتهم من قبل معظم القوى السياسية الكردية بالتعاون والاتصال السري مع النظام السوري، ولم تنتزع السيطرة على المناطق الكردية من القوات الحكومية من خلال المعارك ولها اتفاقيات مع دمشق. حالياً من خلال استخدام هذا الحزب لتنظيم باسم الهيئة الكردية العليا يسيطر على معظم المناطق الكردية السورية.
ردود فعل أردوغان:
لحكومة أردوغان علاقات لصيقة مع المعارضة السورية وتعيش حالياً أفضل مراحل علاقاتها مع إقليم كردستان العراق وربما لهذا السبب اعتبر داؤود أوغلو أن تسليط الضوء على قضية احتمال تشكيل حكومة كردية مستقلة في شمال سوريا ليس إلا حربا نفسية قائلاً أن حدوث هكذا أمر غير ممكن.
مع تحول قضية السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني إلى أمر جدي أثر هذا الأمر على موضوع الحياة السياسية وقدرة المناورة لدى حزب الاتحاد الديمقراطي أيضاً. وتظهر المؤشرات أن أحد المحطات الهامة للمساومة بين تركيا و أوجلان كانت احتواء حزب الاتحاد الديمقراطي والتحكم به من خلال التعاون مع ائتلاف المعارضة السورية.
تشير الأجواء السياسية في سوريا إلى أنه في حال تنحى الرئيس الأسد فإن موضوع احتواء الأكراد السوريين والتحكم بهم والنموذج السياسي الذي يسعون لإتباعه و تشكيل تنظيماتهم في شمال سوريا بالموازاة مع النقاشات البرلمانية في دمشق كل هذه القضايا ستكون مرتبطة بالمساومة بين بارزاني و أوجلان مع رئيس الوزراء التركي أردوغان. 
هذا وكان قد أعلن زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي أنه إذا توصل أردوغان و أوجلان إلى اتفاق وفي حال طُلب منا التعاون مع ائتلاف الدوحة سنقبل هذا المقترح.
كما أظهر بارزاني أن الحفاظ على العلاقة مع تركيا أمر هام جداً حتى قال أنه مستعد حالياً ليأخذ على عاتقه تنفيذ مقترحات أردوغان للسيطرة والتحكم بالتيارات الكردية في شمال سوريا لحماية المصالح التركية، وعلى هذا المنوال يمكن القول أن بعض الاتفاقيات التي حدثت بين أردوغان وأوجلان ستؤثر بشكل مباشر على الأنشطة والفعاليات السياسية لأكراد سوريا.
محمد علي دستمالي:خبير في القضايا الكردية
المصدر : موسسه أبرار معاصر تهران


القاعدة والحدود الجغرافية-المذهبية لإيران:
في خضم تصاعد عملية تعقب وملاحقة متطرفي القاعدة والسلفيين من قبل أجهزة استخبارات دول مختلفة في نقاط مختلفة في الشرق الأوسط، أعلنت مصادر أمنية إيرانية عن اعتقال 3 من عناصر تنظيم القاعدة، ومن الواضح مما جاء في هذه التقارير أن عمليات اعتقال عناصر القاعدة قام بها الجيش ووحدة من الفرقة المدرعة في ولاية كرمانشاه الإيرانية، وقد لقي هذا الخبر صدىً واسعاً في المحافل الدولية التي تتابع وضع القاعدة لحظة بلحظة. 
إن مواجهة الإيرانيين على الصعيد السياسي والأمني لشبكة المجاهدين العرب أو القاعدة هو مسير ملئ بارتفاع الوتيرة وانخفاضها، وقد أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية بصراحة خلال السنوات الأولى للاحتلال الأمريكي لأفغانستان أثناء بدء موجة الفرار الجماعي لعناصر طالبان والمقاتلين العرب أعلنت أن عددا من المتواريين توجهوا باتجاه الحدود الشرقية للجمهورية الإسلامية حيث تم اعتقال بعضهم وأُعيد البقية إلى الدول التي قدموا منها. وخلال هذه السنوات كان أهم مطالب وزارة الخارجية والأجهزة الأمنية الأمريكية أن توقع طهران على برتوكول حكومة بوش لتعقب الإرهابيين المشتبه بهم، وبحسب هذه البرتوكول فإن الحكومات موظفة بشكل دوري عند اعتقال هذه العناصر تسليمهم إلى أمريكا بالطريقة نفسها التي وقعّت بها بعض حكومات المنطقة اتفاقيات سرية مع الـ CIA لنقل الإرهابيين المشتبه بهم إلى سجن غوانتينامو إلا أن طهران لم توافق على هذا الأمر. في هذه الأثناء لعب جهاز استخبارات السعودية موطن الكثير من مقاتلي القاعدة دوراً كبيراً في الحرب النفسية على ايران. حيث ادعى السعوديون أن عائلة بن لادن محتجزة في ايران وهم مجبرين تحت الضغط والإجبار على تحمل السجن لمدة طويلة. وفي هذا السياق أظهروا مرة واحدة بالاتفاق مع الأمريكيين رسالة لعطية عبد الرحمن الرئيس السابق  لمكتب بن لادن ادعوا أن عبد الرحمن كتب في رسالة إلى سعد بن لادن الابن الأكبر لأسامة أن قوات الأمن الإيرانية أخذته رهينة، طبعاً بعد الإفراج عن عطية قُتل في 2011 بقصف طائرة أمريكية بدون طيار. في هذه الرسالة المفبركة يقر عطية بأن الإيرانيين لا يرغبون بإجراء محادثات معنا (القاعدة) ويتصرفون بلا مبالاة تجاه ضغوطنا وتهديداتنا. ويذكر أنه لمدة اتهمت الحكومات الأمريكية والعربية مؤسسات صناعة القرار في ايران بإتباع ازدواجية اتجاه المتطرفين العرب وبناءً على هذا الأساس تم الادعاء أن جهاز الدبلوماسية الإيرانية لديه رغبة بالتعاون في الملف الدولي لمكافحة الإرهاب حيث بادر في هذا السياق إلى إخراج أمثال "حكميتار" من الأراضي الإيرانية في حين يريد رؤساء المؤسسات الأمنية الحفاظ على العلاقات القديمة التي أقيمت بين الأجنحة الجهادية للجيش ومجاهدي عرب الأمس في الحرب ضد الجيش الأحمر. وفي هذا السياق انتشرت قصص كثيرة مثل: الاحتفاظ بأخطر زعماء القاعدة في منازل أمنة في أطراف مدينة كرج ونظر آباد تحت إشراف قوات القدس وإدارة اللواء قاسم سليماني. الحقيقة هي أنه طوال السنوات التي دخل فيها الأمريكيون حربين تحت مسمى "مكافحة الإرهاب" كانت وسائل الإعلام الغربية تعج بالتقارير التي تتبع في معظمها محورين اثنين وهما:
المحور الأول يتحدث عن أن الإيرانيين يريدون إيواء عناصر القاعدة على أراضيهم ليطمئنوا إلى أن القاعدة لن تقدم على أي عمل ضد المصالح الإيرانية في الداخل والخارج. المحور الثاني يتحدث عن احتمال أن يكون الإيرانيون يحتفظون بهذه العناصر لاستخدامهم كورقة ضغط لدفع مفاوضاتهم مع الأمريكيين قدماً.
وكانت أخر مرة أقدمت إيران فيها على اعتقال وتسليم عناصر القاعدة كانت قبل 3 سنوات حيث تم تسليم "إيمان" ابنة بن لادن إلى السفارة السعودية.
خلال هذه السنوات رغبت كل من أمريكا والسعودية والمحافل الدولية بحضور إيران في ملف مكافحة المشتبه بهم في العمليات الإرهابية وخاصةً تنظيم القاعدة، وادعوا أن الحدود الإيرانية من جملة النقاط التي يستخدمها عناصر القاعدة للانتقال من أفغانستان إلى العراق أو إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
لكن طهران فضلت أن تكون جميع سياساتها وعلاقتها بملف مكافحة الإرهاب المثير للجدل في فضاء شفاف وبعيداً عن "الدبلوماسية السرية". ومن خلال الاستمرار بهذه السياسة توصلت طهران في مرحلة ما إلى اتفاق غير مكتوب مع الأمم المتحدة لمواجهة القاعدة وفي هذا السياق أعلنت أنه تم اعتقال العشرات من العناصر الأجنبية المقاتلة أثناء عبورهم المخالف للقانون من الحدود وتم تسلميهم إلى دولهم الأم وخاصة إلى دول مشايخ الخليج و اليمن والسودان وأفغانستان وباكستان.
من ناحية أخرى أعلن الدبلوماسيون الإيرانيون خلال الاجتماعات الدولية التي عقدت لمكافحة الإرهاب أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قامت بمساعي واسعة النطاق لإبعاد الشبكات المشتبه بها بالقيام بعمليات إرهابية عن حدودها. الأمريكيون مطلعون على التعارض الأيدلوجي بين السلفيين المتطرفين مع إيران الشيعية  وأذعنت محطة "إن بي سي" الأمريكية لبرهة من الوقت أن: عناصر القاعدة بعد سقوط قلعتهم الآمنة في مرتفعات أفغانستان لم يجدوا الأراضي الإيرانية مناسبة للاختباء واللجوء لهذا السبب هدد هذا التنظيم الإرهابي طهران مرات عدة باستهدافها بعمليات انتقامية وأقدم على اختطاف دبلوماسيها.
تتحدث أحد أهم الوثائق الموثقة في الأمم المتحدة عن عداوة تنظيم القاعدة لإيران والشيعة وتشير إلى قضية هجوم فريق القوات التي تأتمر بأمر أسامة بن لادن على السفارة الإيرانية في مزار شريف وقتل الدبلوماسيين والصحفي الإيراني. مع أن طهران تعتقد أن زعماء القاعدة قتلوا أقوى حلفاء الناطقين باللغة الفارسية في مدينة "بنتششير" (أحمد شاه مسعود) بهدف تقليص النفوذ الإيراني في أفغانستان. خلال السنوات الأخيرة صرحت الصحف الأمريكية أن الوثائق التي وجدت في مقر بن لادن تتضمن بشكل واضح خطط  تم وضعها لشن عمليات ضد إيران وقتل الشيعة. كما ذكّر الدبلوماسيون الإيرانيون في المحافل الدولية مرات عدة بخطر ازدواجية المعايير التي يتبعها الغرب وبعض دول المنطقة مع المقاتلين العرب- في وقت ما أُطلق اسم "العرب الأفغان" على الذين قاتلوا تحت قيادة الجيش الأمريكي ضد الاتحاد السوفيتي وفي وقت أخر يسمونهم "القاعدة" ويضعونهم في مقدمة أعدائهم- هذا وقد تسبب هذا السلوك المزدوج بعد مدة قصيرة من مقتل بن لادن في "ابيت آباد" في باكستان حيث كان أوباما يتحدث عن تخطيط القاعدة تشكيل تحالف ثلاثي ضد الرئيس بشار الأسد بنفس أسلوب عقد الثمانيات أيام الحرب مع الجيش الأحمر، وأقدموا على تسليح عناصر القاعدة والمتطرفين لإسقاط عدوهم المشترك أي النظام السوري.
 
دون شك تقوم اليوم المؤسسات الأمنية في طهران للهدف نفسه بعملياتها لاعتقال عناصر القاعدة على حدودها في الغرب أمام عدسات وسائل الإعلام لسحب الذريعة  عند شن حرب نفسية جديدة من قبل المحافل السعودية أو الغربية ضد طهران.
الإيرانيون لم يتصالحوا أبداً ولم يقيموا علاقات مع مجاهدي خلق الذين يعارضون بشدة المسلمين الشيعة أكثر من التكفيريين والقاعدة. في حين أن بعض المحافل في طهران يغريها استخدام ورقة القاعدة وطالبان لإضعاف الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان وتوجيه ضربات له والعمل بالقانون القائل "عدو عدوي صديقي" وتعزيز قوة تنظيمات المتطرفين في المنطقة لمواجهة أمريكا.
مهدي تارورديزاه
المصدر: سياست ما


لماذا تفقد أرواح البشر في الشرق الأوسط قيمتها؟
يتصدر خبر انفجار سيارة مفخخة في العاصمة السورية دمشق صدر الأخبار خلف هذا التفجير الإرهابي أكثر من /100/ بين قتيل وجريح من الرجال والنساء والأطفال ولم تصدر حتى الآن الحصيلة النهائية لعدد الضحايا والجرحى وحجم الدمار الناجم عن التفجير.
بالتزامن مع هذا الخبر يصل خبر مقتل 11طفل أفغاني في عمليات لحلف الناتو في ولاية "كنر" الأفغانية في الوقت نفسه يصل خبر مقتل /63/ باكستاني في اشتباك وقع بين الجيش الباكستاني والمليشيات المسلحة، في وقت يذاع فيه خبر الإبادة الجماعية لـ/50/مواطن سوري على يد تنظيم القاعدة حيث قامت "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة بهذا العمل الشنيع في منطقة "المسرب" في محافظة دير الزور السورية؛ وجاءت تفاصيل الخبر على الشكل التالي: في عمل انتقامي لمقتل زعميها أقدم إرهابيو جبهة النصرة على قتل كامل أفراد قبيلة "عساف" رمياً بالرصاص كما قاموا بتفجير مئذنة مسجد "المفتي" في شارع بورسعيد في دير الزور. 
يومياً وباستمرار تتصدر أخبار القتل والدمار في كل أنحاء دول الشرق الأوسط من باكستان حتى أفغانستان والعراق والبحرين واليمن ومن سوريا إلى لبنان ومصر وليبيا و... صدر أخبار الصحف ونشرات الأخبار على المحطات الفضائية.
 
وتحولت هذه الأخبار إلى أمر عادي وطبيعي لأن موت البشر مجرد خبر وحياة الإنسان في الشرق الأوسط لم يعد موضوع جذاب ولا يلقى اهتماماً صحفياً كبيراً، الجميع ينتظر أخبار القصف والتفجيرات والقتل، تم حصر أرواح البشر في الشرق الأوسط في هذه الدائرة من الأخبار في حين أن القوى الحاكمة في دول المنطقة والعالم لا تولي أي قيمة لأرواح الناس في هذه المنطقة.  منذ عامين والحرب القذرة مستمرة في سوريا، وقد قامت أمريكا وشركائها الأوربيين بوضع ملامح وتفاصيل سياسة هذا النوع من الحروب حيث يتم تأمين شراء سلاح القتل من خلال دولارات نفط مشايخ الأعراب ودول كقطر والسعودية، في حين تحولت الحكومة التركية إلى مركز لإدارة وتنسيق استمرار الحرب والقتل في جارتها سوريا.
يعتبر الكيان الصهيوني الأزمة السورية أعظم هدية تقدم له حيث خلفت هذه الحرب حتى الآن أكثر من /70.000/ ألف ضحية كما تقود هذه الأزمة الدولة العربية الرئيسية في خط المقاومة المتقدم إلى حافة الانهيار. 
وأصبحت جرائم الحرب في سوريا بعد مضي عامين هكذا.. حيث كتب رئيس ائتلاف الدوحة "معاذ الخطيب" على صفحته الرسمية على الانترنت أن السبب الرئيسي لاستقالته قوله: "نحن نتعرض لمؤامرة معقدة من الغرب والصهاينة لقد رسم الغربيون سياسة هذه الأزمة وخططوا للحرب. في حين يقطرون علينا الدولارات القطرية والسعودية والدعم التركي بالقطارة لنشتري السلاح ونقتل بعضنا بعضاً وندمر بلدنا"!! لقد خلفت الحرب آلاف الضحايا والمهجرين خلال العامين الماضيين لا يريدون لهذه الحرب أن تنتهي وأن يكون فيها منتصر واحد، يريدون إجبارنا حتى نقتل بعضنا بعضاً وتستمر الحرب دون نهاية. في نهاية هذه الحرب يبدؤوا بحرب داخلية أخرى مدمرة".
وفي شرح للجغرافيا السياسية العالمية يعتبر الشرق الأوسط مركز الطاقة والأزمات. يقع الشرق الأوسط في غرب آسيا وإذا قسمنا آسيا إلى قسمين شرقي وغربي نلاحظ أنه كلما ابتعد شرق آسيا قليلاً عن الحروب كلما دخل في مراحل النمو والتطور. يدور المحور الرئيسي للوظائف التي تضطلع بها الحكومات في شرق آسيا حول محور النمو الاقتصادي والرفاهية العامة لشعوب هذه الدول ومضاعفة المكاسب  وأخبار شرق آسيا ليست أخبار موت بل أخبار حوادث الحياة الطبيعية، في حين أن أخبار غرب آسيا وخاصةً في المحيط الغني المترامي الأطراف  في الشرق الأوسط كلها أخبار عن الفقر والتخلف والأزمات.
ما تزال معادلة "الطاقة-الأزمة" في الشرق الأوسط معادلة محورية -نعطي الغرب النفط ونأخذ منه الأزمات- وهي عبارة عن تبادل النفط والسلاح وسيادة حكومات فاسدة. تُعرف معظم الدول الغنية في الشرق الأوسط بشعوبها الفقيرة والمسؤولين الفاسدين وحكومات تواجه أزمات دائماً.
منذ مدة صدرت إحصاءات عن الكونغرس الأمريكي تتحدث عن قروض بملايين الدولارات وطريقة توزيعها في أفغانستان تصاحب هذا الخبر بضجة إعلامية كبيرة في وسائل الإعلام الغربية وتشير هذه التقارير إلى آلاف الدولارات التي قدمت للحكومة الأفغانية ووصلت إلى جيوب العديد من المسؤولين الأفغان عبر دوران عجلة الفساد الحكومي العملاقة في حين لم يستفيد الشعب الأفغاني الفقير من هذه القروض بل أزداد فقراً على فقر.  
هذا وتزامنت زيارة الرئيس الأفغاني حامد كرازي إلى أمريكا مع انتشار هذه الإحصائيات حيث قال بشكل علني : "أنا رئيس حكومة فاسدة بالكامل حاولت لكن لم أستطيع الوقوف في وجه الفساد الواسع الانتشار في الحكومة. لن أترشح مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقبلة وستكون نهاية هذه الدورة هي مرحلة تقاعدي". 
أما في دول الخليج العربي إذا كانت تعكس معادلة "دولارات النفط - شراء البضائع" من الصين واليابان وأوربا وأمريكا حياة مرفهة رغيدة إلا أنه في كل مرة تقوم بها أحد الصحف الغربية بنشر كاريكاتير أو صورة لكروش المشايخ والأمراء العرب المنتفخة تتداول الأحاديث عن ثرواتهم الأسطورية التي تصل إلى حد شراء جزر غير معروفة في المحيطات ويعتبرون أن براميل النفط تشكل الداعم الرئيسي الذي يستند عليه هؤلاء الحكام وهو الأمر ذاته الذي حافظ على معادلة "النفط-الأزمة" حية في الشرق الأوسط. إلى جانب هذه الصور تظهر آلام الشعوب في الشرق الأوسط التي تسعى على الأقل لتأمين أسباب العيش وكسب خبزها ومائها لاستمرار حياتها. 
يعتبر الخبراء أن منطقة الشرق الأوسط تمثل قلب الطاقة في العالم إلا أن هذه الطاقة (النفط) كانت على طول التاريخ ترتبط بقوة بمعادلة "النفط-الأزمة" ودائماً محصلتها عدم إعطاء أي قيمة لحياة الإنسان في الشرق الأوسط . اليوم تُعرف آسيا الغربية في العالم بمركز الأزمات الدولية، حيث أن المعادلة التاريخية "النفط-الأزمة" ما تزال مستمرة في الشرق الأوسط حتى يومنا هذا.
تفقد حياة الإنسان قيمتها في الشرق الأوسط في دائرة هذا التعريف الذي وضعته القوى العظمى وخصوصاً رؤساء هذه الدول. تتحدث الأخبار في منطقتنا عن الفقر والتخلف وحكومات ديكتاتورية فاسدة، وفي أي مكان تفقد فيه روح الإنسان قيمتها تسود الحرب والقتل والأزمات ويشاع الدمار وتصبح هذه الأمور عادية ولا يلمس من الحرية والعدالة والتنمية والتطور سوى الكلام و الشعارات .
غداً وفي الأيام المقبلة انتظروا أخبار التفجيرات والقتل والدمار في أي مكان لا توجد فيه حرية وعدالة لأن "الموت" سيكون خبر اليوم.    
أبو القاسم قاسم زاده
المصدر: صحيفة اطلاعات

"فرق تسد" شعار الغرب المعروف لإيجاد صراع طائفي في المنطقة: 
قبل 4 أعوام مضت قال "ديفيد بتراوس" بشكل صريح عندما وصل إلى رئاسة القوات الأمريكية في أفغانستان في مؤتمر صحفي في مطار بغرام أن: "حل القضايا الأمنية الأفغانية ليست من مهامنا ولا من مهام قوات التحالف. وظيفتنا هي منع تدهور الأوضاع الأمنية في أفغانستان". بالتزامن مع هذا التصريح شاهدنا كيف بدأ الأمريكيون مفاوضات مع حركة طالبان من جهة ومع حكومة كرازي من جهة أخرى دون أن يسجل أي تحسن يذكر في القضايا الأفغانية على الصعيد السياسي والاجتماعي. الإحصائيات التي نشرت فيما بعد تشير إلى أن معدل خسائر قوات التحالف الغربي في أفغانستان انخفض إلا أن حجم القتلى الأفغان جراء العمليات الإرهابية بين عامي 2011و 2012 ليقترب من الـ10.000  ضحية بمعدل عشرة أضعاف العدد السابق.
 
على الصعيد الاستراتيجي يعوض الصراع الطائفي في العالم الإسلامي دول الغرب عن دفع تكاليف سياساتهم التوسعية ويسمح لهم بالبقاء في لعب دور"الموازن". على سبيل المثال شاهدنا كيف أن الأمريكيين يقومون حالياً بإحداث قواعد دائمة لهم في أفغانستان وإدارة الأوضاع الأمنية في هذا البلد باستخدام قوات أمنية قليلة العدد بالتزامن مع هذا أعلن المسؤولون في حكومة كرازي عن دعمهم لبقاء القوات الأمريكية في أفغانستان وهم الآن منهمكين في إعداد اتفاقية أمنية مع واشنطن مما يعني بيع استقلال أفغانستان وأمنه للأمريكيين لسنوات طويلة.  
إذا نظرنا إلى الوقائع نلاحظ أن المسافة بين السنة وأمريكا والمسافة بين الشيعة وأمريكا بشكل قاطع هي أطول من المسافة بين الشيعة والسنة. وإذا ألقينا نظرة على الـ 200 عام الماضية ندرك أنه ليس هناك دولة سنية ظلت بمنأى عن أطماع دول الغرب كالتوسع والاعتداء والاحتلال وعاش الشيعة أيضاً في ظل هذه الظروف، لكن ليس هناك أي دولة شيعية أو سنية أو هوية ما في المنطقة عُرفت بطباعها التوسعية ولم تقع أي حادثة بين دولتين مسلمتين كما أن أضرار هذه الحوادث وتوقيتها الزمني أقل بكثير من الأحداث التي وقعت بين الدول المسلمة والغرب.
بريطانيا منذ عام 1820 وحتى 1970 يعني خلال دورة زمنية تمتد لـ 150عام سيطرت على القسم الأكبر من العالم الإسلامي في حين بلغ عمر الصراعات بين دول المنطقة أقل من 10 أعوام. من هنا ودون شك فإن انفصال الشيعة والسنة عن بعضهم وانفصال السنة عن بعضهم البعض والشيعة عن بعضهم الآخر هو أكبر خدمة تقدم لأعداء الإسلام والمسلمين ويتوجب الحذر جيداً من هذا الأمر.
الدكتور: سعد الله زارعي
المصدر: بصيرت

الجمل: قسم الترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...