قطار أنابوليس ينطلق نحو... التطبيع مع إسرائيل؟

21-11-2007

قطار أنابوليس ينطلق نحو... التطبيع مع إسرائيل؟

بعد أسابيع من الترقب، ارسلت الولايات المتحدة امس، بالإضافة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس، دعوات الى مجموعة من الدول العربية الرئيسية بما في ذلك سوريا والسعودية، للمشاركة في مؤتمر انابوليس المقرر عقده في 27 تشرين الثاني الحالي، علما ان لائحة المدعوين توحي بأن المؤتمر قد يتحول الى مسعى للتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، في وقت ترددت أنباء عن أن مصر تسعى لعقد قمة عربية خماسية في شرم الشيخ غدا، تضم السعودية وسوريا والاردن والسلطة الفلسطينية، وتستهدف بلورة موقف عربي موحد من المؤتمر، يستند الى إدراج مبادرة السلام العربية كأحد الأسس لأي مفاوضات مستقبلية بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش ان الولايات المتحدة ستستقبل يوم الثلاثاء في 27 تشرين الثاني
«وأعضاء في الجامعة العربية والأمم المتحدة ومجموعة الثماني وأطرافا دولية رئيسية اخرى للمشاركة في مؤتمر انابوليس».
وكان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة قال في وقت سابق «تلقى الرئيس محمود عباس دعوة رسمية من الرئيس الأميركي جورج بوش لحضور مؤتمر أنابوليس»، سلمها القنصل الاميركي في القدس المحتلة جيكوب واليس، مضيفاً انه «بعد الجلسة الرسمية التي سيتم فيها إلقاء كلمات رؤساء الوفود اي الرئيس عباس والرئيس بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، ستتم لقاءات ثلاثية وثنائية كما ستتم لقاءات مع وزيرة الخارجية رايس». وتابع أن «لقاءات منفردة بين كل من عباس واولمرت من جهة والرئيس بوش من جهة ثانية ستعقد في 28» من الشهر الحالي.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ميري ايسين، «تلقينا دعوة رسمية من وزارة الخارجية (الأميركية) للمشاركة في الاجتماع الدولي المقبل في أنابوليس» مؤكدة موعد 27 تشرين الثاني.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية ان بوش سيشارك في المؤتمر، ثم سيستقبل اولمرت وعباس في البيت الابيض بعد انتهاء المؤتمر.
ومن المتوقع ان يعقد مؤتمر انابوليس، برئاسة وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس، في مبنى الاكاديمية البحرية، تواكبه اجتماعات أخرى في واشنطن قبله بيوم ثم بعده بيوم. وستوجه الدعوات الى حوالى 40 دولة وهيئة دولية، بينها 13 دولة عربية عضو في لجنة المتابعة العربية، التي تضم لبنان والسعودية وسوريا وبلداناً أخرى، بالاضافة الى دول أخرى ليست من دول الطوق، مثل العراق وليبيا والإمارات وسلطنة عمان وتركيا، والجامعة العربية والامم المتحدة و«منظمة المؤتمر الاسلامي» و«البنك الدولي» و«صندوق النقد الدولي» و«مجموعة الثماني».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان واشنطن اجرت اتصالات غير رسمية، في الايام الماضية، مع عشرات الدول التي تأمل ان تشملها الدعوة «فقط ليعرفوا ان الدعوة آتية في المستقبل غير البعيد»، مضيفاً وهو يلوح بنسخة من برقية الدعوة التي سترسل الى السفارات الاميركية لتوزيعها، «عندما تصل هذه فمن المرجح ان تقول هذه هي المواعيد، وهذا هو المكان وهذه بعض الترتيبات اللوجستية، حتى تستطيعوا وضع بعض خططكم المسبقة». وتقع الرسالة في عشر صفحات، وتتضمن «عناصر المناقشات» لشرح أهداف المؤتمر وتفاصيل تنظيمه. وأوضح ماكورماك أن رايس أجرت، امس، اتصالات هاتفية بكل من عباس واولمرت ونظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني.
وأجرى بوش اتصالا هاتفيا، امس، بالملك السعودي عبد الله، تبادلا خلاله «وجهات النظر حول العملية التي يقوم بها حالياً الاسرائيليون والفلسطينيون والمجتمع الدولي»، بحسب المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو.
وأعلن الكرملين ان بوش اتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث «تبادل الرئيسان وجهات النظر بشأن الإعداد» لمؤتمر انابوليس، كما ناقشا «قضايا الساعة الاستراتيجية المطروحة». كذلك بحث وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركية كوندليسا رايس، في اتصال هاتفي، التحضير لمؤتمر انابوليس.
وقال المستشار السياسي لعباس، نمر حماد، «ستكون معجزة في أن يتوصل الجانبان الى وثيقة فيها مضمون وليس عناوين».
وكان عباس، الذي تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري حسني مبارك، قد قال أمس إن «المفاوضات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بالامس (الاول) كانت صعبة، ولكن لنقل إنها صعوبات المرحلة الاخيرة، نأمل ان نتجاوزها، والخيارات مفتوحة بالنسبة للبيانات التي ستلقى في المؤتمر»، معتبراً «ان زيارة اولمرت لمصر، كانت لها فوائد كثيرة».
قمة خماسية؟
ونقلت «يونايتد برس انترناشونال» عن دبلوماسي عربي أن مصر وجهت دعوات الى قادة كل من السعودية وسوريا والأردن والسلطة الفلسطينية، للمشاركة في القمة المصغرة في شرم الشيخ غداً الخميس، موضحاً أن القاهرة لا تزال تنتظر ردوداً على دعوتها من الدول المعنية.
وشدّد الدبلوماسي العربي على ان مصر تسعى لبلورة موقف عربي موحد من مؤتمر أنابوليس، يستند إلى إدراج مبادرة السلام العربية كأحد أسس أي مفاوضات مستقبلية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مشيراً إلى ان مبارك يسعى لعقد هذه القمة ليضغط على إسرائيل والولايات المتحدة لإدراج المبادرة العربية.
وكان مبارك قد رجح، بعد لقائه أولمرت في شرم الشيخ، امس، ان تشارك سوريا في مؤتمر انابوليس، مبدياً استعداده لزيارة اسرائيل، فيما «أغرى» اولمرت الدول العربية لحضور المؤتمر، متعهداً بأن تتناول المفاوضات مع الفلسطينيين «كل القضايا الرئيسية»، لكنه اشترط للتوصل الى أي اتفاق ان تحارب السلطة «الإرهاب في غزة».
وأعلن مصدر مقرب من الرئاسة المصرية ان عباس والملك الاردني عبد الله الثاني، سيصلان الى شرم الشيخ غداً لإجراء محادثات مع مبارك حول انابوليس. وستأتي هذه القمة، اذا عقدت، قبيل اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة المتابعة العربية، يومي الخميس والجمعة في القاهرة، لتحديد موقف عربي موحد من المؤتمر، يشارك فيه عباس. وتضم اللجنة 13 دولة هي الاردن والبحرين والسعودية وسوريا وفلسطين ولبنان ومصر والمغرب واليمن وقطر وتونس والجزائر والسودان.
وقال رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، هشام يوسف إن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل سيترأس الاجتماعات التي سيكون الموضوع الرئيسي على جدول أعمالها «الاتفاق على ما اذا كانت المشاركة العربية في اجتماع انابوليس ستتخذ بقرار موحد أم انه سيترك لكل دولة اتخاذ موقفها على حدة».
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» «نحن مع أي جهد دولي سواء أكان بمؤتمر أم بغير مؤتمر، من أجل إنصاف الشعب الفلسطيني ووقف شلال الدم في المنطقة وتمكين الشعب من حق تقرير المصير»، مضيفاً «لكن السؤال هو: هل سيحقق أنابوليس ذلك للشعب الفلسطيني؟ هل لأنابوليس مقومات أن يصنع السلام في المنطقة؟... أنا أشك، والرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه يشك، بدليل ما قاله للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في السعودية حيث بدا متشائماً».
ولفتت ليفني إلى أن عملية السلام مع الفلسطينيين هي ذات منحى «تقسيمي»، تمنح إسرائيل بموجبها أراضي للسلطة، فيما تسعى الى «الاحتفاظ بالسيطرة على الكتل الاستيطانية الكبرى» في الضفة الغربية. وشددت على ان تطبيق الاتفاقات مع الفلسطينيين «سيكون مرتبطاً بالحرب على الإرهاب».
من جهته، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، في بيان، انه «من غير الممكن من الناحية القانونية وقف المشاريع الجاري بناؤها منذ سنوات»، في المستوطنات. أضاف البيان ان باراك حرص على ايضاح هذه النقطة لتفادي «اي إحراج في الحكومة (الاسرائيلية) او ازاء الادارة الاميركية». واشار باراك الى ان البؤر الاستيطانية التي بنيت في الضفة «سيتم اخلاؤها، ولن يكون هناك بناء لمستوطنات جديدة او مشاريع كبرى».
وكانت «يديعوت أحرونوت» قد نقلت عن باراك قوله، خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أمس الاول، «أكن الاحترام والتقدير للمستوطنين في المناطق (الفلسطينية) ولن نتمكن من خنقهم في الكتل الاستيطانية، كما أقدر المستوطنين في البؤر الاستيطانية غير المسموح بها وسنضطر إلى تزويدهم هناك أيضاً باحتياجاتهم اليومية»، مضيفا «قلت لكوندي (رايس) إن هناك مشاريع لبدء بناء آلاف الشقق (في المستوطنات) وإذا صورت (قناة) «الجزيرة» بدء البناء هذا سنقول لهم إننا ملزمون بإنهاء بناء الشقق التي تم تسويقها وبيعها للمستوطنين».
واعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أنّ مؤتمر أنابوليس «لن يعود سوى بالضرر على قضية فلسطين»، موضحاً أنّ منظميه «يسعون إلى ربط الدول العربية بالكيان الصهيوني».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...