كيف سيكون دور دنيس روس الجديد في الشرق الأوسط

27-06-2009

كيف سيكون دور دنيس روس الجديد في الشرق الأوسط

الجمل: تناقلت التقارير الصحفية والإعلامية المعلومات حول قرار الإدارة الأمريكية بإنهاء عمل دنيس روس في منصب مستشار ومبعوث وزارة الخارجية الأمريكية الخاص إلى منطقة الخليج وإيران وتعينه في منصبه الجديد بمجلس الأمن القومي الأمريكي.
* ماذا تقول المعلومات؟
أعلن البيت الأبيض الأمريكي رسمياً أمس الأول الخميس أن دنيس روس الذي ظل يعمل بوزارة الخارجية الأمريكية في منصب المستشار والمبعوث الخاص لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد تم تحويله رسمياً ليتولى منصبه الجديد الآتي:
• الوظيفة: مساعد خاص.
• الجهة: مجلس الأمن القومي الأمريكي.
• الصلاحيات: المشاركة في إعداد التقارير المتعلقة بشؤون منطقة جنوب آسيا (الهند – باكستان – أفغانستان – نيبال – سيرلانكا – بوتان – جزر المالديف) ومنطقة الخليج العربي (السعودية – إيران – قطر – الكويت – دبي – الإمارات – سلطنة عمان – البحرين) ومنطقة الشرق الأوسط (سوريا – مصر – إسرائيل – الأردن – تركيا – اليمن – الصومال – ليبيا – السودان – تونس – المغرب – الجزائر – موريتانيا - قبرص).
• مستوى الوظيفة: تقول المعلومات والتقارير بأن دنيس روس سيقوم بالمشاركة في إعداد التقارير التي يتم رفعها إلى رئيسه المباشر توم دونيلون الذي يتولى منصب مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي والذي يقوم بدوره بعد الاضطلاع عليها يرفعها إلى الجنرال جميس جونيز الذي يتولى حالياً منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي.
* خارطة طريق دنيس روس:
يعتبر دنيس روس من أكثر عناصر اللوبي الإسرائيلي الأكثر نشاطاً وحيوية في التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية وبرغم انتماء روس –كمعظم اليهود الأمريكيين- إلى الحزب الديمقراطي الأمريكي فإن تأثيره كان يمضي على وتيرة واحدة على السواء خلال الإدارات الأمريكية الجمهورية والديمقراطية.
كان من المتوقع أن يتولى دنيس روس منصب وزير الخارجية الأمريكي في حالة فوز هيلاري كلينتون بمنصب الرئيس الأمريكي ولكن فوز أوباما بالرئاسة جعل من كلينتون وزيرة للخارجية والتي بادرت على الفور بتعيين روس في منصب المستشار الخاص والمبعوث الخاص لوزيرة الخارجية الأمريكية لمنطقة الخليج وإيران.
بدأت متاعب دنيس روس عندما سعى إلى استغلال منصبه الجديد في توجيه دفة السياسة الإسرائيلية الجديدة التي يسيطر عليها تحالف الليكود – إسرائيل بيتنا ويتزعمها صديقه بنيامين نتينياهو عن طريق الآتي:
• تعديل طريقة ترتيب الأولويات في أجندة السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية بحيث تتم معالجة الملف الإيراني أولاً.
• دفع الإدارة الأمريكية إلى اعتماد مبدأ ارتباط أزمة الملف النووي الإيراني بأزمة الصراع العربي – الإسرائيلي وذلك على أساس افتراض أن حل الأزمة الإيرانية سيجعل الأطراف الشرق أوسطية المتشددة أكثر ضعفاً وبالتالي أكثر قابلية لقبول الشروط الإسرائيلية – الأمريكية.
• السيطرة على تحركات المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان هولبروك والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل.
• بناء شبكة من الداعمين لإسرائيل داخل الخارجية الأمريكية وعلى وجه الخصوص دائرة التخطيط السياسي ومساعدي وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا.
هذا، وتقول المعلومات أن توجهات روس قد اصطدمت برفض ومعارضة العديد من الخبراء الأمريكيين وزعماء الكونغرس الأمريكيين إضافة إلى قيام العديد من الصحفيين الأمريكيين بإعداد التقارير والتحليلات التي سعت إلى كشف التحركات المزدوجة التي يقوم بها دنيس روس وجاءت الصدمة الأكبر عندما قام روس بجولته الأولى التي شملت السعودية وإيران وبلدان الخليج، فقد اعترضت إيران على التعامل معه بسبب انتمائه اليهودي وولائه وارتباطه الشديد ليس بإسرائيل فحسب وإنما بالمسؤولين الإسرائيليين كذلك، وقد وجدت وجهة النظر الإيرانية التأييد والدعم بواسطة العديد من الصحفيين الأمريكيين والأوروبيين على النحو الذي لفت أنظار الرأي العام الأمريكي وجعل الإدارة الأمريكية تدرك بكل وضوح أن روس وأفكاره التي جاهر بها في كتابه الأخير الذي نشره بالمشاركة مع خبير اللوبي الإسرائيلي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد مالوكفيسكي هي أفكار تتعارض مع توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة وكان من أبرز أفكاره السماح للإسرائيليين ببناء المستوطنات.
* كيف سيكون دور روس الجديد؟
يعتبر مجلس الأمن القومي الأمريكي من المرافق التي تلعب دوراً هاماً في السياسة الخارجية الأمريكية ولكن مشكلة دنيس روس ستتمثل في أن دور مجلس الأمن القومي الأمريكي هو صياغة المبادئ العامة للسياسة الخارجية الأمريكية وهو أمر لا يتناسب مع توجهات دنيس روس التي تركز على متابعة التفاصيل وتوجيه حراك السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية بما يتيح توجيه وإعادة توجيه الوقائع والأحداث إضافة إلى اعتراض التقارير وتوجيه أجندة جدول الأعمال اليومي الخاص بالسياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية. وبكلمات أخرى سيشارك دنيس روس في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية بما يشمل وضع الموجهات العامة المتعلقة بمنطقة واسعة تمتد من موريتانيا وحتى جزيرة سيرلانكا، ومن قبرص إلى الصومال. ولما كانت هذه الموجهات العامة لن تتدخل في التفاصيل فإن نقل روس إلى هذه الوظيفة الجديدة يحمل في طياته القرار بإبطال مفعول سمومه التي كان يزرعها في مفاصل السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية.
إضافة لذلك، تجدر الإشارة إلى أن روس لن يستطيع القيام بالدور الحاسم في التأثير على توجهات مجلس الأمن القومي الأمريكي ولا على قراراته بسبب الآتي:
• أن روس ليس عضواً في مجلس الأمن القومي الأمريكي إنما مجرد مستشار لأحد كبار مسؤولي المجلس.
• أن توم دونيلون الذي يعمل روس تحت إمرته هو نفسه ليس عضواً في مجلس الأمن القومي.
• أن تأثير دونيلون صغير للغاية في التأثير على توجهات مجلس الأمن القومي.
• أن الجنرال جيمس جونيز مستشار الأمن القومي الأمريكي هو مجرد عضو في المجلس الذي يضم الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية كلينتون ووزير الدفاع غيتز ورئيس الأركان مايك مولين وغيرهم.. وجميعهم ليسوا على وفاق مع توجهات روس.
حتى الآن لا يمكن القول أن عصر سموم روس قد انتهى لأن الخارجية الأمريكية ما تزال عامرة بالكثير من أنواع السموم الأخرى التي تتضمن على سبيل المثال جيفري فيلتمان السفير الأمريكي السابق في لبنان،ولكن برغم ذلك على ما يبدو أن إقصاء روس من الخارجية هو خطوة لا بأس بها خاصة أن السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط قد أصبحت بعد قرار واشنطن بإعادة سفيرها إلى دمشق أكثر قابلية للانفتاح والحوار والتفاهم وهو ما كان روس يسعى لعرقلته ومنع حدوثه.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...