التفوق صناعة المدارس العامة والأقساط المرتفعة ميزة الخاصة

27-08-2007

التفوق صناعة المدارس العامة والأقساط المرتفعة ميزة الخاصة

هل يكتفي المتفوق بالتفوق والناجح بالنجاح؟!

ثم ماذا يعني النجاح بالنسبة للمتفوقين؟!‏

سؤالان طرحهما السيد الرئيس بشار الأسد قبل أن يصبح رئيساً وعلى وجه التحديد بتاريخ الخامس والعشرين من أيلول من العام 1999 يوم كرم سيادته المتفوقين بالبرنامج الوطني لنشر المعلوماتية.‏

يومها كانت الإجابة من سيادته: (إن التفوق من وجهة نظري هو ذروة في العطاء.. والمتفوق يريد باستمرار متابعة الوصول إلى هذه الذروة من خلال المسير الدائم والمستمر والذروة بالمخطط البياني هي صعود أعلى القمم ومن ثم الهبوط ثم الصعود وهكذا.‏

ما أريد قوله إن مسيرة النجاح هي عبارة عن مجموعة لا متناهية من القمم لاتنتهي إلا بانتهاء حياة الإنسان,وخلال مسيرة التطور يرتقي الإنسان إلى مستوى معين فيرى مجموعة من القمم يختار قمة أعلى ليرى من جديد قمماً جديدة ظهرت أمامه وهكذا إلى ما لا نهاية, أي أن الإنسان كلما ارتقى وتعلم يكتشف أنه بحاجة لكثير من العلم, وأنه كلما تقدم متراً واحداً يقول بقي أمامي عشرة كيلو مترات وعندما يصل إلى تلك الكيلو مترات العشرة يجد نفسه بحاجة للمسير المتواصل ليصل إلى المسافة التي يريدها, أما الشخص الوحيد الذي يعتقد أنه يعرف الكثير فهو الإنسان الذي يجلس في قاع الوادي ويقول أمامي المزيد من الوقت لأصل وعندما يصل يكتشف أن الكثير من الأشخاص قد سبقوه في الصعود).‏

تلك هي الرؤية العلمية لموقع التفوق في الإنسان الذي يريد أن يتطور ويتقدم بمعارفه وعلومه بما يخدم عملية التنمية.. عطاء دائماً للوطن فيه المنهجية التربوية في استثمار الوقت والإمكانات لدى الإنسان وقدراته وتنمية مواهبه المتميزة في مسار حياته ومواقفه التعليمية.. وهي الحقيقة التي تستند إليها كما قلنا التنمية من خلال الإعداد والتأهيل المستمر للإنسان والتي تأكدت في ظهور أعداد كبيرة من المتفوقين في الشهادتين الثانوية العامة بفرعيها, والتعليم الأساسي الذي شهد هذا العام حالة غير مسبوقة في حصول 65 طالباً وطالبة على العلامة التامة موزعين في أغلب محافظات القطر حتى النائية منها.‏

إنها حركة الارتقاء والنهوض المتدرج لمسيرة الإنسان المتفوق, وهو يصعد سلم النجاح دون توقف وحتى نهاية الحياة.. فهي حركة الانتقال الهادف صعوداً بين قمم التخصص والعطاء, تستند في كل قمة يصل إلىها المتفوق إلى معارف جديدة وخبرات منظمة تتفاعل مع عوامل البيئة الاجتماعية والثقافية والمؤثرات التقانية لتخرج بالفرد من (حالة) التكيف الساكن إلى حركة التطور المتقدم, ينطلق منها وعبر مسار آخر إلى قمة أخرى أكثر ارتقاء وأعمق تخصصاً, وهي الحالة التي تنسجم مع التجدد الدائم لعناصر الحياة التي تشكل منظومة الوعي الإداري فترسم في الوقت ذاته مسارات التعلم النوعي للإنسان تفوقاً وإبداعاً في مسيرة الحياة وحتى نهاية الحياة.‏

رؤية مستقبلية متجددة تتسابق فيها الخطا للانتقال إلى قمم أعلى في التفوق, يسبقها العمل الدؤوب المنظم, ويترافق فيها التدريب والتعليم المجد مع نماء الدافعية والميول والمواهب في تعلم هادف ومتقن حرصاً وأملاً في تحصيل أكبر, واستثمار أجدى لأكثر تقانات العصر حداثة في جميع اختصاصات العلم والمعرفة. تلك هي عبارات التفوق وتكريمه.. عبارات تعزز الحوافز لدى المتفوقين بدافعية أكبر لتكون قاعدة انطلاق أكثر فاعلية في مساحات النفس والإدراك والمسؤولية فكانت بحق أعداد المتفوقين تزداد كل عام عن العام الذي سبقه لتثبت وبالدليل القاطع أن قاعدة الانطلاق من قمة إلى قمم أخرى لامتناهية هي الأقوى والأقدر لدى الجيل الذي يريد أن تكون سورية بلد الحداثة والتطور والتقدم.‏

الحديث عن التفوق والمتفوقين قد يطول لكن يجب أن نتوقف عند مسألة هامة هي تهافت الكثيرين في تسجيل أولادهم في بعض المدارس الخاصة ظناً منهم أن هذه المدارس هي صانعة التفوق, متناسين أن التأسيس لذلك كان في المدارس العامة.. ربما أن المدارس الخاصة تحقق بعض العلامات العالية لعدد من الطلاب هم بالأساس حققوا تفوقاً في مدارسهم التي كانوا منتسبين إليها عبر المراحل الثلاث الابتدائي والإعدادي والصفين الأول والثاني الثانوي هذا أولاً, وثانياً المرونة التي تتصف بها المدارس الخاصة, هذه المرونة تستقطب خيرة المدرسين كون ما يتقاضاه المدرس في المدرسة الخاصة لا يمكن لمدرس المدارس الرسمية أن يحصل عليه مع أخذ العلم بأن غالبية هؤلاء المدرسين هم بالأساس مدرسون في تلك المدارس الرسمية.‏

الوقفة التالية مع بعض المعنيين بالجانب التربوي وبعض أصحاب المدارس الخاصة. تضع النقاط على الحروف حول تنامي ظاهرة التفوق.. أسبابها.. نتائجها.. تداعياتها.. ما هو مطلوب لجعل هؤلاء المتفوقين مستمرين بتفوقهم في المرحلة الجامعية وحتى ما بعد المرحلة الجامعية..‏

قبل أن ندخل إلى التعرف من أين بدأ التفوق لدى الطلاب المتفوقين وقبل سنوات عديدة حيث حقق الطالب كفاح مقبل ولأول مرة 260 درجة في الفرع العلمي.. من هنا كانت بداية التنافس والسؤال هنا:‏

هل كان التفوق نتيجة ما قدمته المدرسة الرسمية من تأسيس عبر مراحل الدراسة إلى أن وصل المتفوق إلى ما وصل إليه في تلك المدرسة رسمية كانت أم خاصة؟!‏

أم أنه وصل إلى مرحلة معينة ثم انتقل من المدرسة الحكومية لتستقبله المدرسة الخاصة وتعتبر تفوقه وساماً لها؟‏

د.سعد: المجتمع الذي يحقق ذاته هو مجتمع المتفوقين والمبدعين‏

أسئلة كثيرة سنجيب عليها لاحقاً من خلال التحقيق الذي يرصد مسألة التفوق بكل أمانة بعيداً عن التعصب للمدرسة الحكومية.. لكن في البداية لنرى ماذا يقول الدكتور علي سعد وزير التربية في مسألة التفوق:‏

التفوق ظاهرة اجتماعية فردية, تظهر ويعبر عنها عندما يتجاوز أداء فرد ما أو مجموعة ما في مهارة بعينها, أو مجموعة مهارات, متوسط أداء أقرانه وبشكل ملحوظ.‏

حيث يتدرج التفوق من هذا المستوى إلى المستوى الأعلى الذي لا يتجاوز في أحسن حالاته نسبة 2.5% من المجتمع المعني.‏

* ماذا عن التفوق التحصيلي؟!‏

** التفوق التحصيلي هو شكل من أشكال التفوق يعبر عنه كمياً بمجموع الدرجات التي تمنح لأدائه في مجموعة مؤثرات. ويعد هذا الشكل من التفوق قاعدة أساس لكثير من أشكال التفوق حيث يوجد لدينا تفوق خاص, بمعنى في مادة أو مهارة ما. ولدينا تفوق عام بمجموعة مهارات, وأبناؤنا الطلبة الذين يحصلون على العلامة التامة هم مثال واضح وصريح للتفوق المدرسي العام. وبالتالي فإنه من السهل التنبؤ بأشكال التفوق الذي يستطيع هؤلاء الأبناء تحقيقه.‏

أما عوامل التفوق كظاهرة فردية اجتماعية تقوم على الفروق الفردية بين الأفراد فهي عديدة ومتقاطعة.‏

العامل الشخصي يلعب دوراً كبيراً عبر مهاراته واستعداداته وقدراته.. ينميها مناخ التفوق بمكوناته الأسرية والمدرسية والاجتماعية بشكل عام, حيث يعطي هذا العامل الدور الحاسم في تحضير وتشجيع وإظهار قدرات المتفوقين والمبدعين.‏

فبقدر ما يتأمن محيط ومناخ التفوق ويضبط من حيث أخذه بعين الاعتبار إمكانية تنمية مواهب وقدرات الناس, ينتعش أداء الأفراد المتفوقين, ويجد التربة المناسبة للنمو والتجدد ومن غير المتوقع العثور على متفوقين سواء في الميدان التحصيلي أو الميادين الأخرى دون أن يكون هناك بروز لأحد عوامل محيط التفوق أو كل عوامله مجتمعة.‏

ولذلك قد نعثر على مهارات المتفوقين في بيئة أقل تفوقاً أو مدرسة غير مكتملة الاستعداد أو في أسرة غير متكاملة, ولكن هذا سيشكل الندرة وشذوذ القاعدة, ولكن القاعدة تبقى في تضافر العوامل المحيطة كاملة.‏

ويضيف الدكتور سعد: المجتمع الذي يحقق ذاته ويستقل في تقرير مصيره هو مجتمع المتفوقين المبدعين في مجالات الحياة كافة.‏

ولعل لواء السبق في هذا الصراع سيكون من سيكتشف ويوجه ويستثمر ويدعم الطاقات الإبداعية التي تعمل على تحقيق التفوق الذي بات سمة تتصف بها مدارسنا حيث باتت حالة التنافس بين الأبناء الطلاب حالة تستحق الوقوف عندها, تساعد على تحقيق هذه الحالة الأسر التي تشكل المؤسسة الأولى التي يقع عليها أمر اكتشاف الطفل المتفوق, وهي التي تضع اللبنة الأولى في التنشئة الاجتماعية الأولى للأفراد في سن مبكرة, وكذلك في أسس أمنهم النفسي..‏

ويضيف السيد وزير التربية قائلاً:‏

ما أشرت إليه لا يقلل من دور المدرسة بل على العكس يدعمه عندما يتكامل معه, حيث تتوافر في المدرسة الأدوات العلمية والمنهجية التي تطور عملية الاكتشاف, وتعمل على إنضاجها وبلورة مقدماتها الأولى التي بدأت في نطاق الأسرة.‏

وبقدر ما تزداد العناية بالمتفوقين والاهتمام بحاجاتهم المعنوية والمادية والمعرفية يصبح المتفوق على مقربة من إمكانية استخدام تفوقه في خدمة مجتمعه ووطنه حين ينضم إلى قوة العمل ويصبح التطبيق العملي لتفكيره الإبداعي ممكناً.‏

* وماذا بعد؟!‏

** لابد من دراسة حالة التفوق بشكل معمق والنظر إلى هذه الحالة على أنها تشكل مقطعاً عرضياً في ظاهرة أعم أو نظام فرعي في نظام أشمل, وفي هذا السياق فإن المعرفة الواقعية والعقلانية لهذه الحالة, هي وحدها التي ينبغي أن يبنى عليها القرار بشأن توجيه واستثمار هذه الطاقة التي يحتاجها المجتمع.‏

من هذه الأهمية تأتي مسألة تكريم المتفوقين من قبل السيد الرئيس بشار الأسد وتوجيه سيادته بتوفير كل المستلزمات لهم والعناية بهم, ودراسة أوضاعهم بشكل دائم ومستمر وتوفير السبل لتنمية مهاراتهم, ثم متابعتهم إلى حيث يأخذون مواقعهم المناسبة كأشخاص مناسبين للمواقع التي تنسجم مع قدراتهم وإمكاناتهم ولا يسعني هنا إلا القول إن مدارس المتفوقين التابعة لوزارة التربية هي مراكز إشعاع لتنمية وتوجيه قدرات هؤلاء المتفوقين الذين كما قلت باتوا بازدياد مستمر عاماً بعد عام عندما نلحظ أن في هذا العام حصل خمسة طلاب على العلامة التامة في الثانوية العامة الفرع العلمي و65 طالباً في شهادة التعليم الأساسي يحصلون على العلامة التامة ومن مختلف المحافظات بما فيها المحافظات النائية فهذا مؤشر على أن حالة التفوق باتت ميزة رئيسية لدى الأبناء الطلاب, يتنافسون في الحصول عليها وهذا أيضاً مؤشر خير ليس لهؤلاء الطلاب وحسب, إنما للبلد بأسره..‏

د. هزوان الوز مدير تربية دمشق حدثنا عن التفوق وعوامل تحصيله وما تقوم به المديرية من نشاطات لها دورها في تحقيق هذه الحالة قائلاً:‏

- المتفوقون رواد الحياة وثروتها الحقيقية, منهم من سيقود سفينة المجتمع نحو التطوير والتقدم وهم أملنا في صنع مستقبل أمتنا المشرق, والتفوق هو تحقيق إنجاز يتميز خلاله الطالب عن أقرانه في إحدى جوانب الحياة ويتعلق بعوامل عدة أهمها:‏

1- العوامل العقلية للطالب وتتعلق بقدراته ونسبة ذكائه.‏

2- العوامل الذاتية وترتبط باهتمام الطالب بإثراء معارفه والاعتماد على الذات وامتلاك الدافعية للتعليم والتي ترتبط بخصائصه الشخصية وقدرته العقلية ومنها الثقة بالنفس وامتلاك اتجاهات إيجابية نحو التعلم والتفاعل الجيد مع نشاطات المدرسة.‏

3- البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها الطالب حيث تشكل حافزاً مهماً لتفوقه من خلال تشجيعه على الاهتمامات الفكرية وتكوين المواقف الإيجابية إزاء المعلمين والمدرسة والتعلّم وتوفير البيئة الاجتماعية والنفسية السليمة وإتاحة الإمكانات المادية التي تلبي متطلبات الطالب الدراسية وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والأمن النفسي للطالب.‏

4- البيئة المدرسية ومدى توفيرها لمناخ تعليمي يشجع التفوق ويغذي روح المنافسة حيث تعد المدرسة الشريك الأكبر للأسرة في إعداد الطالب المتفوق فهي تهيئه للتفوق من خلال حذف وتصحيح الأخطاء التي اكتسبها من المحيط إضافة إلى دورها في تأمين المدرس الجيد المؤهل الذي يعمل على إشباع حاجات الطالب النفسية والحركية والانفعالية والمعرفية والاجتماعية فالتفاعل بين المعلم والطالب والمنهاج يؤدي إلى حدوث التعلم والتحصيل الجيد.‏

أما العوامل التي تساعد الطالب على التفوق فهي:‏

1- التقيد بأنظمة وتعليمات المدرسة.‏

2- مذاكرة الدرس بشكل دائم ومنذ بداية العام الدراسي.‏

3- الانتظام في الدراسة وعدم الغياب والتأخر.‏

4- التركيز الجيد مع المدرس وسؤاله عما يصعب فهمه والالتزام بإرشاداته وملاحظاته.‏

5- حل التمارين والواجبات اليومية والانتظام فيها.‏

6- الاعتماد على النفس في أداء الواجبات المدرسية.‏

7- تنمية القدرات والمهارات ومطالعة الكتب المفيدة.‏

ويضيف الدكتور الوز:‏

إننا نهتم بالمتفوقين من خلال:‏

1- توفير بيئة تعليمية محفزة للتفوق مزودة بالتقانات والوسائل التعليمية.‏

2- الارتقاء بالخدمات التربوية والتعليمية التي تقدمها المدرسة للطلاب والمجتمع.‏

3- توجيه جهود المدرسين للمساهمة في خدمة الطلاب والمدرسة.‏

4- تنمية قدرات المدرسين ومهاراتهم من خلال الدورات التدريبية التي تقيمها مديرية التربية عملاً بتعليمات الوزارة.‏

5- الاهتمام بمجالس أولياء الأمور كونها إحدى حلقات الاتصال بين المدرسة والأهل.‏

6- الاهتمام بالأنشطة الصفية واللاصفية كونها تشكل ميداناً رحباً يعزز التواصل بين المعلم والتلميذ وبين المدرسة وتلاميذها ما يعزز الوظيفة الاجتماعية والتعليمية للمدرسة ويعزز اندماج المتفوقين مع محيطهم.‏

1- يتم اختيار الإدارات المدرسية في المدارس الرسمية من العناصر التي تتمتع بالكفاية الإدارية والتربوية ما ينعكس على الطالب.‏

2- بث روح التنافس الشريف بين المدارس الرسمية من خلال منح كتب الثناء والشكر للمدارس التي حققت نسب نجاح عالية في الشهادتين ما يشكل حافزاً للمدارس الأخرى.‏

3- متابعة العملية التربوية والتعليمية من قبل الموجهين الاختصاصيين لمختلف المواد.‏

4- تأمين الكادر التدريسي المختص والمؤهل في جميع المدارس الرسمية والاستمرار في تأهيلهم من خلال الدورات التدريبية.‏

5- تنمية الدوافع الدراسية ومقاومة الشعور بالعجز والفشل لدى الطلاب من خلال تفعيل دور المرشد النفسي في المدارس.‏

6- تنصب الجهود في المدارس الرسمية على الطالب كونه محور العملية التعليمية بينما تتجه المدارس الخاصة نحو تحقيق الربح المادي ما يجعلها تتغاضى عن سلوكيات بعض الطلاب.‏

7- متوسط الكثافة الطلابية في الشعبة الواحدة في المدارس الرسمية أقل من نظيرتها في المدارس الخاصة.‏

وحول نسبة العلامات الحاصل عليها الناجح ويعيد في دمشق على سبيل المثال لا الحصر يقول د.الوز:‏

تتراوح الدرجات التي حصل عليها بعض الطلاب ممن هم في عداد الناجحين ويعيد في دمشق (نموذجاً) بين 25 درجة و7 درجات باستثناء بعض الحالات التي وصلت إلى 48 درجة وقد تزيد على 80 درجة وهي حالات استثنائية جداً..‏

ناهيك فإن غالبية هؤلاء الطلاب كانوا في مدارسنا العامة عندما تقدموا لامتحانات الشهادة الثانوية لأول مرة.‏

الجدول يوضح بعض الحالات في دمشق (ناجح ويعيد) ومعدل الدرجات التي حصل عليها الابناء الطلاب في دورة عام 2006 ودورة عام .2007‏

الموجه الاختصاصي علي ناعسة يقول: التفوق أمر مهم على صعد عدة, وأثره بالغ على الفرد والجماعة لذا وجبت دراسته, ودراسة عناصره للتمكن من صناعة التفوق والارتقاء بها.‏

ونظراً لإلصاق التفوق في السنوات الأخيرة بمدارس التعليم الخاص بشكل أساسي تهافت التواقون إلى حصد الدرجات على الدراسة في تلك المدارس باذلين المال والرجاء للظفر بدوام صباحي أو مسائي أو ما بينهما, ولأن تلك النظرة ليست دقيقة يجب أن نوضح الأمر.‏

يدرس الطلاب في المدارس العامة في الصفين السابع والثامن على أيدي أساتذة متخصصين وعندما يصلب العود وتظهر أمارات التميز والتفوق على عدد منهم يقررون الهجرة إلى حضن آخر إلى المدارس الخاصة, والحال ذاتها مع طلاب الصفين الأول الثانوي والثاني الثانوي فإذا ما انتهت المدارس العامة من صناعة تفوقهم تخطفهم المدارس الخاصة في الثالث الثانوي تاركة لمديري المدارس العامة مشاعر الاحباط والأسى, لا ينقذهم منها إلا الاحصائيات التي تؤكد أن نسبة التفوق هي الأعلى في المدارس العامة, ولئلا أفهم خطأ أقر بأنني لست ضد التعلم في المدارس الخاصة لأن التعليم الخاص والعام في بلدنا يتم تحت سقف الوطن ويفرحني التفوق في أي منهما ونظرتي إليه نظرة الرشيد إلى الغيمة عندما قال لها ما معناه:‏

سيري أنى شئت فخراجك لي.. لكن قول الحقيقة وإنصاف المظلوم واجب على الجميع, مما تقدم تبرز الحاجة ملحة وضرورية لدراسة موضوع التفوق بكل عناصره وجوانبه بدءاً بالطالب الذي يجب أن نكف عن التعامل معه على أنه وعاء يحشى بالمعلومات والمعارف والتعليمات وصولاً إلى المدرسة التي يجب أن تتغير شكلاً ومضموناً لنتوقف أمام المناهج التي تحتاج إلى خطوات ثورية للارتقاء بها.‏

وهذا ما تحرص الوزارة على تحقيقه بالتوازي مع إجراءات واسعة لتأهيل الكوادر التربوية والتعليمية والاهتمام المتزايد بالمكتبات والمخابر المدرسية والارشاد النفسي والتطور الحاصل على صعيد المعلوماتية للوصول بكل ما تقدم إلى بيئة تعليمية تفتح الآفاق واسعة أمام التفوق المنشود الذي يتجاوز ربطه حصراً بمجموع الدرجات.‏

ويبقى أن أقول إن إدارات المدارس الخاصة تلح على قبول الطلاب أصحاب العلامات العالية فقط كي تتصف مدارسهم بأنها تحقق تفوقاً أكثر من المدارس الرسمية.‏

نعمة مسوح مدير ثانوية الباسل للمتفوقين يقول: الإبداع هو حصيلة توافق عدد من العناصر الداخلية والفطرية المتمثلة في النشاط الذهني والوجداني الذي يحدث داخل عقل المبدع مع عوامل أخرى خارجية أو بيئية.‏

ومنذ تأسيس مدارس المتفوقين اعتباراً من العام الدراسي 1998-1999 سعت وزارة التربية إلى تفعيل العملية التربوية في هذه المدارس بما يتناسب مع حاجات ورغبات الطلبة المتفوقين ومتابعتهم على مختلف المستويات بدءاً من زيادة التحصيل وصولاً إلى الابداع حيث يعتبر التفكير الابداعي أرقى الوظائف العقلية عند الإنسان والمتمثلة بأربعة عوامل هي: الطلاقة والمرونة والأصالة والحساسية للمشكلات.‏

وقد سعينا في ثانوية الباسل للمتفوقين بدمشق وبالتعاون مع مديرية التربية بدمشق لإنجاح هذه العملية وتأمين كل مستلزماتها بدءاً من الكادر الإداري والتدريسي الجيد ومن ثم الوسائل التعليمية والأجهزة المخبرية الحديثة وصولاً إلى تقانة الحاسوب وربط التكنولوجيا بالتعليم وقد تمثل ذلك بإقامة عدد من المشاريع في الثانوية ومنها: المدرسة الذكية ومشروع ورد لينكس ومشاريع أخرى.‏

وأمام هذه المعطيات لاقت المدرسة إقبالاً كبيراً للانتساب إليها من قبل الطلبة المتفوقين وذلك بسبب البيئة التربوية والتعليمية المناسبة لهؤلاء الطلاب والرعاية الخاصة التي يحاطون بها ولكن ضمن القوانين والأنظمة النافذة للعملية التربوية وكذلك النظام والانضباط المرافق لهذه العملية..‏

وكل ما نقوم به في الثانوية ينبع من واجب وطني أولاً ثم من واجب تربوي وما يمليه علينا ضميرنا للتعامل مع هؤلاء الطلاب بعيداً عن أي نظرة أخرى لأننا نعتبرهم عماد الوطن وأساس بنائه لما يتمتعون به من قدرة عالية على التحصيل وكذلك على البحث العلمي والتجريب وصولاً إلى الابداع إذا اتيحت لهم الفرصة لذلك.‏

وكان لطلابنا الذين شاركوا في دورات أو مؤتمرات أو مسابقات في مختلف الاختصاصات الحصة الأكبر في الحصول على المراكز الأولى وتحقيق الحضور الجيد دائماً.‏

وهنا لابد من الإشارة إلى أن بعض المدارس الخاصة مع احترامنا لجميع هذه المدارس التي تعتبر مع المدارس الرسمية نواة لبناء هذا الجيل وتربيته تربية صالحة.‏

ولكن أن تسعى هذه المدارس إلى محاولات استقطاب الطلاب المتفوقين وجذبهم من مدارسهم بعد وصولهم إلى الصف الثالث الثانوي عن طريق الترويج والدعاية لهذه المدارس من خلال الصحف التجارية والاعلانية وإعلان الاسماء وإظهار النتائج على أنها النتائج الأفضل والأحسن دائماً متناسين أن هؤلاء الطلاب قد تم تأسيسهم وتأهيلهم وتربيتهم ورعايتهم منذ دخولهم المدرسة وحتى وصولهم إلى الثالث الثانوي.‏

ولكن نحن برعايتنا ومتابعتنا حافظنا وسنحافظ على طلابنا وسوف لا ندخر جهداً في السعي إلى تحقيق الأفضل دائماً, لأن عملنا ومتابعتنا ونتائجنا المميزة تعبر عن ذاتها وليست بحاجة لإعلانها في وسيلة اعلانية اقتصادية.‏

وأخيراً فإننا نقول إننا في مدارس المتفوقين بشكل عام وفي ثانوية المتفوقين بدمشق بشكل خاص وبالتعاون مع مديرية التربية بدمشق متمثلة بالسيد مدير التربية الذي لم يبخل علينا بأي مطلب تربوي أو تقني.‏

وبرعاية كبيرة وتوجيه مستمر من السيد وزير التربية ومتابعته الدائمة من خلال حضوره لكافة ورش العمل التي تقيمها الوزارة في هذا المجال, سنتابع مسيرة هذه المدارس وتطويرها للوصول إلى مستوى الطموح انسجاماً مع مسيرة التطوير والتحديث التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد.‏

المتفوقون في الفرع العلمي‏

دمشق: 14- ما بين 260 درجة و 258 درجة‏

ريف دمشق: 10- ما بين 258 درجة و 256 درجة‏

القنيطرة: 10- ما بين 258 درجة و 251 درجة‏

درعا: 10- ما بين 260 درجة و 257 درجة‏

السويداء: 12- ما بين 258 درجة و 253 درجة‏

حمص: 17- ما بين 259 درجة و 256 درجة‏

حماة: 10- ما بين 259 درجة و 255 درجة‏

حلب: 13- ما بين 259 درجة و 256 درجة‏

ادلب: 11- ما بين 259 درجة و 254 درجة‏

اللاذقية: 12- ما بين 259 درجة و 257 درجة‏

طرطوس: 10- ما بين 259 درجة و 256 درجة‏

دير الزور: 14- ما بين 258 درجة و 254 درجة‏

الحسكة: 10- ما بين 259 درجة و 252 درجة‏

الرقة: 10- ما بين 258 درجة و 252 درجة‏

بلغ عدد المتفوقين في كافة مديريات التربية بالفرع العلمي (163) متفوقاً منهم (15) متفوقاً من دارسي المدارس الخاصة و (3) دراسة حرة.. وهذا يعني أن نسبة المتفوقين في المدارس العامة تصل إلى 95% بالمئة في حين نسبة التفوق في المدارس الخاصة لا تتجاوز 5% بالمئة.. وإن غالبية المتفوقين هم من طلاب مدارس المتفوقين التابعة لوزارة التربية ومديرياتها.‏

و في الفرع الأدبي‏

دمشق: 10- ما بين 236 درجة و 226 درجة‏

ريف دمشق: 10- ما بين 236 درجة و 221 درجة‏

القنيطرة: 10- ما بين 229 درجة و 221 درجة‏

درعا: 10- ما بين 227 درجة و 219 درجة‏

السويداء: 10- ما بين 224 درجة و 217 درجة‏

حمص: 10- ما بين 227 درجة و 220 درجة‏

حماة: 11- ما بين 233 درجة و 221 درجة‏

حلب: 13- ما بين 227 درجة و 221 درجة‏

ادلب: 10- ما بين 232 درجة و 218 درجة‏

اللاذقية: 12- ما بين 234 درجة و 222 درجة‏

طرطوس: 11- ما بين 231 درجة و 223 درجة‏

دير الزور: 10- ما بين 231 درجة و 225 درجة‏

الحسكة: 11- ما بين 231 درجة و 221 درجة‏

الرقة: 12- ما بين 226 درجة و 219 درجة‏

بلغ عدد المتفوقين في كافة مديريات التربية بالفرع الأدبي (150) متفوقاً منهم (14) متفوقاً دراسة حرة ومتفوق واحد من طلاب المدارس الخاصة.. وهذا يعني أن نسبة المتفوقين في المدارس العامة تتجاوز 98% بالمئة إذا احتسبنا الدراسة الحرة مع الدراسة في المدارس الخاصة.‏

الموجه الأول الاختصاصي لمادة الفيزياء والكيمياء السيد علي الفقير يقول:‏

التفوق ثمرة تنضج بعد زراعة سليمة وتربة خصبة من مناهج متطورة تواكب التقدم العلمي المتسارع وتراعي الدقة العلمية والبساطة والتعمق في العرض النظري ودقة في اللغة العلمية وكثرة للتجارب الأساسية تجعل رعاية مديدة وتنمية مستمرة للإبداع والعبقرية تمتد لسنوات لذلك أثر المدرسة كبير وخاصة المدارس الرسمية العامة لما توفره من تجارب مخبرية عملية توضح الأفكار النظرية وتزيل الغموض وتحث المتعلم على التعلم الذاتي لاكتساب خبرات كبيرة, هذا غير متوفر في المعاهد أو المدارس الخاصة لأن معظمها لا يملك المختبرات الحديثة التي توفرها وزارة التربية للمدارس العامة.‏

لذلك ظاهرة التفوق في المدارس الخاصة وبعض المعاهد يعود إلى وجود الطالب المتميز الجاهز الذي نبت في مدارسنا العامة وتوسعت مداركه من خلال جهد دوام سنوات عديدة‏

لكن حرص الطالب على وجوده مع مجموعة كبيرة من زملائه المتفوقين في صف واحد يزيد عمق التنافس ويتيح له فرصة أكبر للمعرفة ومساحة أوسع لخبرات مدرسين لهم باع طويل جداً في ميدان التربية خسرتهم مدارسنا العامة إما لبلوغهم سن التقاعد وهم ببنية قوية أو استقالة نتيجة إغراء مادي الزميل بحاجة له تعرف الطالب المتفوق عليهم من خلال الدورات الصيفية وخاصة في المواد الأساسية والتنافس بين المدارس الخاصة ذات السمعة جعلهم أشبه بالنوادي الرياضية تدفع مبالغ كبيرة لبعض المدرسين تحثهم على الاستقالة لتضمهم إلى ملاكها لذلك لا بد من تطوير التدريس في مدارسنا العامة وتقديم موضوعات الكتاب بشكل متين مبسط دقيق وترك فرصة لتنويع الأسئلة التي يميل إليها الطالب المتفوق والمبدع والعبقري وجعل المدرسة أكثر مجتمعية من خلال ربطها بالمجتمع المحلي, وتنمية الإدارة التربوية من خلال الندوات والحوار مع المتفوقين للاستماع إلى مشكلاتهم وعدم الاستهزاء بإمكانياتهم حتى لا يتخلوا عن مدارسنا العامة ليلجوء إلى المدارس الخاصة في صف الشهادة الثانوية, حيث نرى عرضاً للعضلات فبعض منها لا يقبل إلا الطالب أو الطالبة التي حصلت فوق (275/ 290) في شهادة التعليم الأساسي ومن العشرة الأوائل في مدرستها والغريب أن هذه المدارس تنسب كل جهد الطالب وتفوقه لها.‏

ونحن لا ننكر عليهم تعبهم ومتابعتهم لأنهم يشاركون الدولة في بناء المواطن الصالح المتفوق لكننا نريد منافسة تحث الزملاء المدرسين على التطوير ورفع الكفاءات من خلال اتباع الدورات التي تجريها وزارة التربية للتعرف على التجهيزات الحديثة المتوفرة في معظم مدارسنا الرسمية العامة وخاصة في العطلة الصيفية وعدم التهرب منها ورفع التعويضات والمكافآت للزملاء المتفوقين والمبدعين من مدرسينا‏

الآن وبعد ان عرفنا آراء بعض ممن لهم علاقة بالعملية التربوية خاصة اولئك الذين عزوا مسألة التفوق في المدارس الخاصة الى المدارس الرسمية كونها هي التي تؤهل الطالب منذ مراحله التعليمية الاولى وتستقبله المدارس الخاصة جاهزاً لتحصيل العلامات العالية في الثانوية العامة .... لكن قبل ان نتعرف على رأي احد المعنيين بالمدارس الخاصة لابد من ان نشير الى ان جدولاً تقويمياً قد حصلنا عليه يوضح اسماء المدارس الرسمية والخاصة التي حصلت على درجات تزيد عن230 درجة بعد طي علامة التربية الدينية /الفرع العلمي/ ....الجدول يوضح عدد المتقدمين للامتحانات لدورة عام 2007م وعدد الناجحين منهم مع نسبهم بالنسبة للمدرسة ونسبتهم للناجحين / في دمشق نموذجياً / ونشير هنا الى اعداد الشعب في ببعض المدارس الخاصة ومبالغ الاقساط التي تتقاضاها على سبيل المثال لاالحصر :‏

* المحسنية 4 اربع شعب القسط السنوي 60 الف ليرةسورية + تبرع 40 الف ليرة سورية . * الاوائل 4 اربع شعب القسط السنوي 50 الف ليرة سورية . * السعادة 16 شعبة القسط السنوي 28 الف ليرة سورية . * الاندلس 8 شعب القسط السنوي 30 الف ليرة سورية .‏

هذا بالاضافة الى كون المدرس في المدارس الحكومية يتقاضى اجور تدريس الساعة الواحدة نحو 60 ل.س بينما يتقاضى مدرس المدارس الخاصة مابين 400 الى 1200 ل.س سورية .....ناهيك بعملية المتابعة الدائمة والمستمرة من قبل بعض ادارات المدارس الخاصة لطلابهم من خلال إما الاتصال بذويهم او ارسال رسائل عبر الهاتف الجوال تخبرهم بتطورات ولدهم التعليمية ....طبعاً تلك هي بعض المؤشرات التي تدل عليها نتائج بعض المدارس الخاصة ....‏

> السيد عمار الناشف المشرف على ثانوية السعادة يقول نيابة عن اصحاب تلك المدارس : الحصول على العلامة التامة ليس سهلاً التفوق لايأتي بالصدفة انما هو نتيجة عدة عوامل مترابطة ومتكاملة تبدأ بالطالب ثم بالمدرسة ثم الأسرة ثم الصديق ولاشك أن الطالب هو العامل الأهم فالكثير من الطلاب تتوفر لهم نفس الظروف المدرسية والأسرية الا أن المتفوق منهم هو الذي يملك الهدف والدافع لتحقيق التفوق و من ثم فهو يترجم هدفه وحماسه الى عمل دؤوب وجاد ومنظم .‏

الشهادة الثانوية هي المفصل في حياة كل شاب ونتيجتها الدراسية غالباً ماتحدد مصير هذا الشاب وهي تأتي في سن حساسة وحرجة في حياة الطالب من حيث تكوينه ومراهقته وغالباً مايكون المتفوق من استطاع التحكم بذاته وظروفه وابتعد عن الملهيات واختار أصدقاءه بعناية فائقة .‏

من المؤكد أن الطالب الذي استمر في تفوقه منذ الصغر مؤهل لاحراز التفوق في الشهادة الثانوية الا أن تجربتنا في ثانوية السعادة قد أثبتت من خلال نتائجها أن التفوق ليس حكراً على أحد بل هو متاح لكافة الطلاب على اختلاف مستوياتهم العلمية السابقة فقد رأينا من الطلاب من كان تحصيله العلمي متوسطاً اوعادياً في مرحلة التعليم الأساسي أو بداية المرحلة الثانوية وتمكن من احراز التفوق في الشهادة الثانوية كماأشارت نتائج مدرستنا أن العديد من الطلاب المعيدين زادت درجاتهم أكثر من 80 درجة عن سنتهم الأولى ورأينا الكثير من الذين رسبوا في سنتهم الأولى حققوا أعلى درجات في سنتهم الثانية .‏

لقد آلت ثانوية السعادة على نفسها ان تحافظ على تفوق الطالب المتميز واستمرار تفوقه وايصاله الى اعلى الدرجات كماآلت على نفسها ان ترفع سوية بقية الطلاب ليلتحقوا بركب المتفوقين علماً ان نسبة النجاح لطلابنا المستجدين المتقدمين باسم المدرسة هي 98,34% وهذه النسبة تشكل 7,8% من أًصل الناجحين في مدينة دمشق .‏

ويضيف قائلاً : دور المؤسسة في التفوق يأتي من خلال تأمين الجو العلمي والتربوي المناسب بكافة جوانبه و المتابعة الحثيثة من الكادر التعليمي والتربوي والاداري والتنسيق مع الأهل وتحفيز الطالب نفسياً وفكرياً وارشاد الطالب على طرق الدراسة المثلى كالابتعاد عن الأسلوب التقليدي في الحفظ واعتماد الفهم والبحث الذاتي عن المعلومة والتمرين الدائم وتنظيم الوقت .‏

يعتقد البعض ان تدريس الطالب المتفوق سهل الا أن الحصول على العلامة التامة في الشهادة الثانوية وهو ماحصل في ثانويتنا لثلاثة اعوام على التوالي ليس بالأمر السهل والبسيط بل هو نتاج عمل فريق متكامل وحرص على وصول الطالب الى المعلومة بدقة متناهية وبشكل كامل.‏

ان المتفوقين هم ثروة وطنية وكنوز بشرية لابد من استثمارها والعناية بها وتوفير كافة السبل لها لاستمرار تفوقها والاستفادة منها في البحث العلمي لتكون دعماً في عملية التطوير التي نحن بحاجة لها .‏

الموجه الاختصاصي لمادة الرياضيات عيسى عثمان يقول:‏

إن التربية هي الحياة, ومهمة تربية وتعليم الأجيال وبناء الإنسان لا شك أنه نبيلة وشريفة ولكنها لا تخلو من الصعوبات والتعقيد وتحتاج إلى مناهج ملائمة ومتابعة مستمرة وتقويم دائم للطلبة من أجل معرفة تطور أوضاعهم من النواحي المعرفية والسلوكية ومدى تحصيلهم الدراسي والتعرف على الموهوبين منهم ومتابعتهم وتشجيعهم والوصول بهم إلى مرحلة التفوق والإبداع وذلك من أجل مساهمتهم مستقبلاً في بناء الوطن وازدهاره.‏

وتعقد كل الدول الأمل على المتفوقين من أبنائها وتعمل أغلبها على خلق بيئات وظروف تدعم موهبتهم وترفع من مستوى تحصيلهم بما يعود عليها بالفائدة والتقدم. ويعرف المتفوق بأنه (الشخص الذي يرتفع انجازه أو تحصيله الدراسي بمقدار ملحوظ فوق الأكثرية أو المتوسطين من أقرانه).‏

ولقد حظي المتفوقون دوماً بعناية تختلف عما حظي به غيرهم من الأفراد العاديين وذلك منذ بدء الحضارات القديمة حتى يومنا هذا والشواهد على ذلك كثيرة منها وضع مقياس لمعدل الذكاء للأشخاص, الذي ظهر في مطلع القرن الماضي (1905) في فرنسا وانتشر في أوروبا والولايات المتحدة وغيرها وذلك من أجل التعرف على المتفوقين ودعمهم والإفادة منهم. وفي القطر العربي السوري تم الاهتمام بالمتفوقين بشكل تنفيذي منذ مطلع الحركة التصحيحية المباركة حيث صدر المرسوم رقم (33) لعام 1971 الذي ينص على إعطاء منحة مالية شهرية للطلبة المتفوقين في الشهادات العامة الإعدادية والثانوية خلال مدة دراستهم المستقبلية وأيضاً أحدثت جائزة الباسل للمتفوقين في التعليم الجامعي.‏

وأيضاً تعزز دعم المتفوقين والأوائل والاهتمام بهم من قبل السيد الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية الذي أولاهم كل عناية وتشجيع.‏

إن العناية بالمتفوق وتربيته وتأسيسه تبدأ في المرحلة الأولى من التعليم الأساسي وفي جميع المدارس وذلك من قبل وزارة التربية والمنظمات الشعبية مثل الطلائع والشبيبة وما تقوم به من مسابقات للرواد والمتفوقين والعناية بهم ومتابعتهم بشكل دائم . وكذلك أنشئت في كل محافظة مدرسة للمتفوقين تستقبل الطلاب من الصف السابع الأساسي وما فوق وتقدم لهم منهاجاً اثرائياً إضافة للمنهاج المقرر وذلك من خلال تنمية مواهبهم ورفع سويتهم. وفي نتائج شهادة التعليم الأساسي يظهر التفوق في المدارس بشكل عادي دون استقطاب لمدرسة معينة على غيرها ويكون الاهتمام بهم من ضمن الاهتمام بالتعليم ككل وفي كل المحافظات. أما طلاب الشهادة الثانوية وخاصة الفرع العلمي نلاحظ أنه في بعض المحافظات ومراكز المدن يوجد استقطاب وسحب للمتفوقين من المدارس التي درسوا فيها الصفين الأول والثاني وأحياناً ما قبل إلى مدارس ومعاهد معينة لها سمعة ويغلب عليها الدعاية في التفوق ما جعل التهافت على هذه المدارس والمعاهد منقطع النظير وذلك من جميع شرائح الطلاب أملاً في التفوق والحصول على علامات أعلى, وهذا يسبب إرباكاً وخيبة أمل للمدارس التي ربتهم ورعتهم في السنوات السابقة رغم أن أغلب هذه المدارس ذات سوية جيدة من ناحية المدرسين والإدارة والمتابعة وقد خرّجت أجيالاً من المتفوقين؟!.‏

أقترح إحداث مديرية خاصة بالمتفوقين في وزارة التربية ولها دوائر في المحافظات تعنى بالمتفوقين في كل المدارس وتسعى إلى استقرارهم في مدارسهم الأصلية ورعايتهم لأنهم أمل المستقبل وعماد الوطن.‏

ويبقى القول : قدمنا رؤية للتفوق ابطالها المدارس الحكومية الرسمية والخاصة لكن هذه الرؤية لايمكن ان تكتمل في مدارسنا الرسمية الا عندما تكون لدينا ادارات متابعة ليس فقط للطلاب المتفوقين بل لكافة الطلاب وعملية المتابعة هذه تبدأ من عملية الانضباط في اعطاء الدروس من قبل المدرسين اضافة لتحسين مردود هذه الدروس حيث لايعقل ان يكون الفارق بين مايتقاضاه المدرس في المدارس الرسمية والمدرس في المدارس الخاصة فارقاً كبيراً جداً وهو مايدفع المدرسين الجيدين لترك مدارسهم والالتحاق بركب المدارس الخاصة هذا بالاضافة الى ضرورة ان تكون لدينا ادارات تعمل بحس وطني ومسؤولية عالية ونعتقد ان تجربة ادارات مدارس المتفوقين خير دليل على ذلك ....وهنا نسأل : لماذا لاتكون كل اداراتنا المدرسية كذلك ؟!.... اجابة تحتاج لوضع النقاط على الحروف لاسيما بعد ان وجدنا العزيمة لدى الابناء الطلاب على تحقيق التفوق الذي يزداد رواده عاماً بعد عام ....والمتفوقون اولاً و أخيراً أهم ثروة للوطن .‏

اسماعيل جرادات

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...