شهيد المحراب: مسيرة مسلم غيور خلف طريقا من النور

22-03-2013

شهيد المحراب: مسيرة مسلم غيور خلف طريقا من النور

أكد سماحة مفتي الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن دم الشهيد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي سيكون نارا تشتعل في عالمنا العربي والاسلامي على كل من أفتى بقتل أبنائنا في بلاد الشام وسيكون نورا لطريقنا.
وقال الدكتور حسون في حديث للتلفزيون العربي السوري أمس: إن شهيدنا العلامة البوطي شهيد المحراب وسيبقى رمز التقاة والدعاة العاملين ولكن الإسلام لا يموت وسورية لن تركع وأقول لمن يرسل السلاح إلى سورية .. لن تهدموا عمود الإسلام فيها وسيبقى الإسلام نقيا وعزيزا وسيبقى الشعب السوري متماسكا.
وخاطب مفتي الجمهورية الشهيد العلامة البوطي بالقول: سيدي يا من حدثتك منذ أيام وسألتك الهدوء والرحمة لنفسك فقلت لي أهناك أعظم من الشهادة .. فاسمح لي يا سيدي أن أخاطبك يا شهيد المحراب ولست أول شهيد في تاريخنا أمام المحراب فهناك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه والإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وأبى الله تعالى إلا أن يكون رحيلك على بساط المسجد وفي المحراب تماما وأنت تجلس لتعلم الناس الخير.
وأضاف الدكتور حسون.. إن قول الله تعالى .. ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين.. ينطبق على هذا الرجل الشهيد الذي وقف من أول عمره داعية إلى الله ذي الحب والخير والداعي إلى السلام عن طريق الإسلام.
وقال سماحة المفتي حسون: إن شهيدنا اختلف مع الآخرين بالرأي فهل هذا يكون شفيعا له في اغتياله داخل المحراب.. وأقول لمن يفرح الآن باغتيال شيخنا ومن يكذب ويقول إن شيخنا ابراهيم السلقيني رحمه الله مفتي حلب قتل على أيدي السلطة واليوم شيخنا البوطي رحمه الله.. إن كذبتم على العالم كله أتكذبون على الله.. غدا أمامنا وأمامكم موقف أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين.
وأضاف المفتي حسون : من هنا أخاطب اتحادات علماء الدنيا إن كان ما زال عندهم ذرة من إيمان .. قفوا الآن أمام الله عز وجل واسألوا أنفسكم وأنا أعلم الناس بوفاة شيخنا السلقيني رحمه الله الذي توفي في بيته وعلى فراشه حينما جاءته جلطة دماغية ونقل إلى المشفى لمدة أيام ثم كذبتم فقلتم قتل وقلتم شهيد وقتلته السلطة واليوم تقولون هذا عن شهيدنا الثاني في المحراب وهو يقف في كل جمعة ليجمع الناس باسم السلام والخير.
وقال سماحة المفتي حسون.. أما قال لكم شهيدنا منذ أسبوع يا من تعتبرون أنفسكم مجاهدين.. اجتهدتم فقد تكونون أخطأتم فعودوا للصلاة ولكنه لم يكفركم ولم يخرجكم من الإسلام وأنتم الآن تقولون من وقف مع السلطة فهو كافر ونحن نحيلكم إلى الله عزوجل.
وأضاف الدكتور حسون.. نحن ما وقفنا مع سلطة ولا مع حكم بل وقفنا مع وطن فتحت عليه مدافع الدنيا لتدمره.. ألا ترون أنفسكم مع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وأمريكا وأنتم تعانقونهم .. ومن يتولهم منكم فإنه منهم.. ونحن ما تولينا أحدا من أعداء الله بل تولينا أبناءنا وأهلنا وجيشنا الذي نصحناه وعاهدناه وعهدنا له .. عاهدناه أن ندله على الخير وعهدنا إليه أن يكون في الخير ألا يقتل بريئا وألا يؤذي إنسانا في الوطن واليوم أنتم تزورون ذلك.
وقال الدكتور حسون: أيها الشهيد يا شهيد المحراب يا من ستقف الآن بشيبتك الجميلة أمام الله قل لهم ما يفعلون في سورية قل لهم إن الفضائيات العربية التي فيها من يدعي الإسلام تسجل كل يوم أعداد شهدائنا وما أرسلوا أحدا للصلح بيننا رغم أننا دعوناهم للصلح والسلام والخير وليعودوا إلى سورية ويتكلموا بما يريدون فأبوا إلا سفك الدماء وقتل الأبناء.
وأضاف المفتي حسون: إننا تولينا أهلنا وشعبنا وأمتنا وأبناء وطننا في سورية واختلفنا واتفقنا ولكن دماءنا حافظنا عليها وقدسناها فسفكتم دماءنا وهدمتم المساجد وهدمتم الجامع الأموي في حلب وقتلتم الناس داخله.
وقال الدكتور حسون.. ضع يا شيخنا البوطي على يمينك كتاب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي انتشر في عالمنا الإسلامي فكان مدرسة لحياة النبي هذا الذي جعلته ضياء في سيرة حبيبك المصطفى وقدمته للناس فقدمه إلى رسول الله وقل هذه شهادتي بين يديك وقدم كتبك التي درت بها الآلاف من الأئمة والخطباء ممن أفتوا اليوم بحل الدماء في سورية.
وأضاف مفتي الجمهورية.. ما مات أحد إلا في أجله وأقسم بالله لو كان شيخنا على فراشه في هذه الساعة التي استشهد فيها لمات في لحظته ولبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ولكن كيف سيثبت لكم الله أنه شهيد المحراب وأنه شهيد المسجد وأنه جلس ليدرس وليعلم الناس الحكمة والحكم وهناك قام من اغتاله ليغتاله.
وقال المفتي حسون: أقول لكم يا علماء العالم الإسلامي في الأزهر ورابطة العالم الإسلامي والمؤتمر الإسلامي واتحادات علماء المسلمين إن سكتم اليوم عن اغتيال شيخنا فأشهد الله أنكم جميعا في سكوتكم مشتركون في قتل مئة ألف شهيد في سورية ودماؤهم في رقابكم وأنتم من حرضتم على القتل وجعلتم الجيش والشعب في سورية باسم الجهاد يقتتلون وأنتم الذين أفتيتم بذلك ولذلك ندع هذا الدم ليقف أمام الله عز وجل ويناشد ربه تعالى لنشر الأمان على وطننا والسلام لأمتنا.
وأضاف الدكتور حسون: لقد كفرتمونا فما كفرناكم وشتمتمونا فما شتمناكم وقلنا لكم "ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين" فأبيتم إلا سفك دمائنا فإن سفكتم دماءنا فسنحفظ دماءكم فقد كان هم شيخنا البوطي وهدفه وغايته أن يجمع الأمة بسلام ويحقن الدماء بسلام وهو صاحب الكلمة الحقة في عام 1980 حينما وقف أمام الرئيس حافظ الأسد رحمه الله وقال كلمته في نصح الحاكم التي لم يتجرأ أحد أن يقول مثلها ويومها استقبله الرئيس بصدره الرحب لذلك عودوا إلى تلك الخطبة التي وقف فيها ليقول كلمة الحق ورضي منه الرئيس يومها ووضع منهجا لبناء كليات الشريعة ومدارس الشريعة في سورية فما كان أحد أجرأ منه في الحق ولكنه كان يغلفها دائما بالحب والسلام.
وقال الدكتور حسون: شيخنا الغالي أستودعك الله ونحن على موعد لا ندري متى نلتقي فمهما طالت الأيام فقد تساوى في الثرى راحل غدا وماض من ألوف السنين فأنت الآن تقف بين يدي أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين فقل له ما صنعوا بنا وبسورية وكيف قتلوا الأبناء ودمروا الأرض وهتكوا العرض وقل له إنك المظلوم بدمك ومواقفك وصدقك ونزاهتك وأنت الذي ينطبق عليك حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .. لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه قل له عن عمرك يا سيدي الذي أفنيته منذ طفولتك إلى يومنا هذا وأنت الداعية إلى الله.. وعن شبابه فيما أبلاه فقل له إنك ملأت شبابك ضياء ونورا وما كانت لك صبوة ولا كبوة وستسأل عن علمك ماذا عملت به وهو يعلم أنك من الجزائر والمغرب إلى أوروبا وإندونيسيا والخليج كنت تقف على كل المنابر داعيا إلى الله بحب وصفاء ونقاء فكل من عرفك أحبك وكل من خالطك أعجب بلطافتك وتواضعك فقل لربك ولرسوله كم ظلموا هذا الوطن وآذوه.
وأكد مفتي الجمهورية أننا في سورية لا تريعنا هذه الأحداث ولا تخيفنا فمن كتبت له الشهادة فهو عند الله قبل أن يخلق قد سجل اسمه شهيدا وقبل أن يذهب قد سجل عند الله شهيدا وها هو اليوم يقول لمن اغتالوه ولمن يبتسمون الآن إن استطعتم ألا تلحقوا بي فلتفعلوا فموعدي معكم عند أحكم الحاكمين أنتظركم هناك لتقفوا بين يدي الله.
وقال المفتي حسون: يارب إنك قلت في كتابك إن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا فهل قتلت يا شيخنا أحدا وأنت الذي أحييت بكل علمك القلوب وجمعت الأرواح وهذبت النفوس.
وأضاف الدكتور حسون: إلى أسرتك شعبنا السوري بكل أطيافه وباسم المجلس الأعلى للإفتاء في سورية الذي تخرج من مدارسه الآلاف من العلماء وباسم دار الإفتاء والتدريس الديني نقول لعالمنا إن الإسلام لا يموت وإن سورية لن تركع وإن نبينا صلى الله عليه وسلم قال ولا يظهر منافقوها على مؤمنيها .. أليس هذا حديث الجمعة على منبرك قلته يا شيخنا البوطي .. ألم تنقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الدكتور حسون: إن بلاد الشام فيها عمود الإسلام إلى يوم القيامة فيا من أرسلتم إلى الشام أسلحتكم ودعوتم أن يسلح أبناء سورية لهدمها .. لن تهدموا عمود الإسلام فيها وسيبقى الإسلام نقيا وعزيزا وسيبقى الشعب السوري متماسكا وهي كلمة أقولها لكل من حمل السلاح في سورية .. حدد موقفك اليوم بعد استشهاد شيخنا البوطي وضع السلاح تحت قدمك وقل اجتهدت فأخطات كما دعاك منذ أسبوع وتعال لنفتح الصدور لبعضنا ونتعانق ونحمي وطنا باركته السماء وقدسته أقدام الأنبياء.
وأضاف المفتي حسون.. شيخنا البوطي يا نور التقاة دمت رمزا للدعاة العاملين أنت في الشهبا التزام دائما وأنت في الفيحاء وضاء الجبين.. ويا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي.. وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإن على فراقك يا شيخ بلاد الشام لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا اليه راجعون.
وأوضح الدكتور حسون أن شيخنا رحمه الله أخافهم بلطفه وصفائه وسلامه ودعوته التي نشرها في الأرض حبا وأقول لكل دعاة العالم الإسلامي إن كان شيخنا البوطي ضعيفا وخطاب بلاد الشام ضعيفا وإن كنا لا نمثل الإسلام وإن كانت سورية ضعيفة فلماذا حجبوا إعلامها ولماذا منعوا الفضاء أن ينقل صوتها ولماذا لم يستقبلونا لننقل كلمتنا كما استقبلوهم جميعا ولماذا أردنا أن نذهب اليهم ونحاورهم فرفضوا ذلك.
وقال مفتي الجمهورية: إن شيخنا وشهيدنا البوطي كان يريد الحوار مع الجميع وهو من أعاد الشيخ عبد الفتاح أبو غدة الأمين العام للإخوان المسلمين إلى سورية في أواخر التسعينيات الذي عانقه وقال له رحمهما الله يا شيخنا البوطي أنت الذي ثبت ونحن خرجنا وتركنا سورية وبقيت فيها فهؤلاء طلابك ينتشرون في الأرض أما طلابنا الذين درسناهم خارج سورية فقد كتبوا ضدنا كتبا وهذا الفارق بين سورية وبين خارج سورية.
وأضاف الدكتور حسون إن الكلمة في سورية صادقة مؤمنة ولذلك خافوها وأغلقوا كل الفضائيات علينا ولكن نحن نسمع أصواتهم وكلامهم ونصر اليوم وغدا ونقول تعالوا فافتحوا الحوار معنا فإن كنتم على الحق سرنا معكم وإن كنا على الحق فسيروا معنا فلماذا الإكراه ولماذا الاغتيال ولماذا القتل.
وقال المفتي حسون: إن الذين أفتوا بقتل شيخنا البوطي وأفتوا بقتل أبنائنا في بلاد الشام بدءا من أطفالنا إلى نسائنا إلى رجالنا أيا كانوا سيرون هذه الدماء التي ستقف بعد اليوم في وجههم نارا وفي طريقنا نورا وسيكون دم شيخنا البوطي نارا تشتعل في عالمنا العربي والاسلامي على كل من أفتى بهذه الفتوى فوالله لقد قصموا ظهرهم وأضعفوا أنفسهم وأباحوا للعالم أن يستغيبهم وأن يهدر دماءهم.
وأضاف الدكتور حسون: لقد أشعلوها فتنة نسأل الله أن يطفئها بنوره فإنها فتنة أراها اليوم تشتعل في كل عالمنا العربي والإسلامي فأقول لهم هذه مصر قد فرقتم بين أبنائها وهذه ليبيا قد دمرتم كل رصيدها وهذه تونس ضائعة في توجهها وهذه السودان قد مزقتموها دولتين وهذا العراق سبع سيارات بالأمس تفجرت وهذا الصومال وذلك اليمن فماذا بقي حول إسرائيل.
وقال المفتي حسون: إن من يدعي أنها دولة الصهاينة وهو الرئيس الأمريكي يقول بالأمس إن تحالفه مع الصهاينة أبدي والولايات المتحدة هي التي تدعمكم وهي التي تقول أرسلوا السلاح إلى سورية ثم يقول هذا الرئيس الامريكي إن على الرئيس بشار الأسد أن يتنحى ولكن سأقول له.. من القدس قلت إن تحالفك أبدي مع بني صهيون وعلى الرئيس أن يتنحى فوالله إنك لصادق لأنه ما عاد هناك أحد تخاف منه إلا هذا الرجل وسورية .. فيا علماء العالم الإسلامي لماذا لم يقل عن غير الحكام تنحوا.. لأن هذا الرجل وشعب سورية وجيشها هو الوحيد الباقي لفلسطين.
وأضاف سماحة مفتي الجمهورية.. اللهم اشهد إننا دعوناهم للصلح وللسلام ولحقن الدماء فأبوا ووضعوا شروطا ونحن لا نضع أي شرط .. تعالوا هذه سورية فتحت أبوابها وهذا الرئيس قد أعلن أنه سيقبل بكل حوار وسيقبل بكل من يريد أن يحاور إلا من يصر على القتل ومن يحمل السلاح فهذا لا نستطيع أن نلقاه ولا نستطيع أن نجلس مع من تلوثت يده بالدماء ولذلك يخافون منا لأننا حتى هذه اللحظة ما سفكنا دماءهم ولا أفتينا بقتلهم وأشهد الله أننا لن نفتي أبدا فإن سفكوا دماءنا فنحن أمام الله سنقول ..حفظنا دماءهم وسفكوا دماءنا.

بدورها نعت وزارة الأوقاف وعلماء سورية ومشايخها ومفكروها ودعاتها ومدرسوها واتحاد علماء بلاد الشام ببالغ الحزن والأسى العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطى الذي استشهد خلال إعطائه درسا دينيا لطلاب العلم فى جامع الايمان بدمشق.
وقال وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد ... بسم الله الرحمن الرحيم .. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون... ببالغ الحزن والأسى الذي يعتصر القلوب ننعي إليكم روحا طاهرة بريئة ارتقت إلى علام الغيوب إنها روح علامة هذا البلد وشيخ علمائها وكبير مفكريها العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطى خطيب الجامع الأموي بدمشق ورجل الكلمة والفكر والحوار ورجل المحبة والعزيمة والإصرار الذي اغتالته يد الحقد والإجرام وفتوى الغدر والتخطيط والتكفير لأنهم لم يحتملوا كلمته ولم يسعهم تقبل برهانه وحجته فقتلوه ليقتلوا فيه كلمة الحق التي طالما صدع بها رؤوسهم ولوى بها أعناقهم وأرغم بها أنوفهم.
وأضاف الوزير السيد... قتلوه ليقتلوا به صوت سورية وحق سورية وصورة سورية وليكسروا به ثبات سورية وصمودها وإن كان الحزن والألم يعتصر القلب فإنهم نالوا من جسده ولم ينالوا من فكره وروحه ونالوا من صورته وصوته ولكن لم ينالوا من صوت عقله وفكره.
وقال الوزير السيد.. لقد أحزنونا وأبكونا كما أبكونا على كل الشهداء ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله .. إن العين لتدمع وإن القلب ليجزع وإنا على فراقك يا أستاذنا ويا شيخنا لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي الله .. إنا لله وإنا إليه راجعون.
وأضاف وزير الأوقاف .. صحيح أن الأستاذ البوطي قد رحل إلى جوار ربه وهو أقرب ما يكون إليه في محراب الصلاة في جامع الايمان في هذه الأمسية من يوم الجمعة وهو رحل إلى ربه وهو يناجيه وكأنه لم ينتقل من مكان إلى اخر فقد كان في حياته كلها إلى جوار ربه وانتقل الان إلى جوار ربه.
وقال الوزير السيد.. سيبقى العلامة البوطي في قلوبنا وأعماقنا ووجودنا وفي فكرنا الإسلامي النير وفي اتحاد علمائنا وفي وزارة أوقافنا وفي كل عملنا الدعوي والإرشادي والإسلامي والوطني في سورية.
وأضاف وزير الأوقاف... سيدي يا شيخ العلماء ويا عالم الأدباء يعز علي في هذه الأمسية وأنت رفيق الدرب والمعلم والأستاذ والشيخ أن اقف في موقف رثائك وحين ترتفع المشاعر تضيق الكلمات وعندما يكون الرحيل لأمثالك يعظم المصاب.
وقال الوزير السيد.. ستذكرك ماذن جامع بني أمية ومحاريب العلم والإيمان والدعوة والجهاد وستذكرك مساجد سورية ومنتديات العلم والفكر والمناظرة والحوار وستذكرك سورية التي طالما افتخرت بأبنائها وأنت من فخر أبنائها وزينة علمائها .
واختتم وزير الاوقاف بالقول.. سلام على البوطي الذي أضاء بعلمه جهالات العقول وأعاد مجد علوم الإسلام بعد أفول وسلام على البوطي الذي تسربل بدمائه من اجل إيمانه وصدق يقينه وارتقى إلى منتهى الدرجات وأعلاها .. قال تعالى .. من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

من جانبه أكد الشيخ حكمت الهجري شيخ العقل الأول لطائفة المسلمين الموحدين أن يد الغدر التي تستهدف سورية امتدت إلى العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رجل العلم المستنير وداعي السلم الأهلي.
وقال الشيخ الهجري في حديث للتلفزيون العربي السوري إن الشهيد البوطي كان يعكس دائما معاني ديننا الإسلامي الحنيف من أفكار ومبادئ وأخلاق صحيحة وهو كان يدعو دائما إلى وحدة الصف والوطن وإلى المقاومة في سبيل تحرير الشعوب المضطهدة مما تعانيه.
وأضاف الهجري.. إننا فقدنا رجلا من فئة النور وما يعزينا هو قوله تعالى في كتابه العزيز .. وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.

بينما قال الشيخ يوسف جربوع شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين إن استشهاد العلامة البوطي خسارة وطنية ودينية كبيرة وخسارة لكل الشرفاء في الوطن ونحن نستنكر هذا العمل الإجرامي البشع الذي تم في بيت من بيوت الله والذي يدل على الفكر الإجرامي لهؤلاء القتلة.
وأضاف الشيخ جربوع إننا نعزي أنفسنا وسورية والأمة الإسلامية بهذه الخسارة لرجل الدين والتسامح والمحبة والوئام والداعي لوقف الاقتتال والفتنة.
محمد توفيق البوطي: أيادي الغدر التي امتدت إلى الشهيد البوطي أياد مجرمة اختارتها الدوائر القذرة لتنفذ مؤامرتها على دين هذه الأمة
وأكد محمد توفيق البوطي نجل الشهيد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي أن أيادي الغدر التي امتدت إلى الشهيد البوطي أياد مجرمة اختارتها الدوائر القذرة لتنفذ مؤامرتها على دين هذه الأمة وهؤلاء يخوضون حربا بالوكالة عن العدو الإسرائيلي.
وقال البوطي في حديث مع التلفزيون العربي السوري إن أكبر عزاء بالنسبة لنا أن الشهيد قضى في سبيل الله وهو يدرس ويتابع مسيرة التعليم في مسجد الإيمان ومضى واقفا وصامدا ومبلغا للدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأضاف البوطي إننا باقون في هذا الوطن ولن نتزعزع ولن نتخلى عن رسالتنا في خدمة أمتنا ووطننا وخدمة ديننا وأتوجه إلى هذا الوطن ممثلا بقيادته ورئيسه وكل فرد من أبنائه وأقول لهم إننا نعلم جيدا أن المؤامرة تستهدف دين هذه الأمة وعقيدتها ورسالة الله التي بعث بها رسوله صلى الله عليه وسلم.

بدورها أدانت الهيئة الوطنية لاتباع مذهب آل البيت في سورية جريمة اغتيال العلامة محمد سعيد رمضان البوطي في جامع الإيمان بدمشق مؤكدة أن العلامة دفع حياته ثمنا للوطنية والحق والدفاع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم.
وقالت الهيئة في بيان لها أمس تلقت سانا نسخة منه أن الشعب السوري لن ينسى هذا الرجل الكبير وسوف يبقى في الوجدان السوري وفي قلب كل مؤمن بالله ورسوله والإنسانية.

وقال الشيخ خضر شحرور مدير أوقاف ريف دمشق إن الدكتور البوطي انتقل ولكن فكره باق ولم ينتقل وهو تحول من شخص إلى مؤسسة ففكره وعلمه موجود فينا وستكون إنشاء الله هذه الدماء الطاهرة الزكية التي سالت إطفاء لهذه النيران التي تشتعل في سورية.
وأضاف الشيخ شحرور إننا سنبقى على ما قال شيخنا واستاذنا البوطي وعلى نهجه وعلمه وهو الان عند اكرم الاكرمين يلقى صحابة رسول الله وملائكته وهو في عليين وستبقى دماؤه نورا لهذه الاجيال لأن فكره وعلمه ما زال موجودا وهذه المؤسسة العلمية التي تركها ستبقى منارة شامخة وعنوانا عريضا لهذا البلد سورية بلد الاعتدال والمنهج الوسط.
واستنكر الدكتور عبد القادر الشهابي مدير أوقاف حلب العمل الإرهابي الذي استهدف العلامة البوطي مؤكدا أن أعداء الإنسانية مهما قتلوا من مشايخنا وأئمتنا لن يستطيعوا أن يسكتوا كلمة الحق.
وقال الشهابي في اتصال مع التلفزيون العربي السوري:" مهما حاول أعداء الإنسانية أن يقتلوا من أراد الله عز وجل أن يبني به المجتمع فانهم لن يستطيعوا وإن شيخنا الذي ارتقى شهيدا له كل الأثر والخلف بمن سلفه من الخلفاء الراشدين وها هو اليوم يقتفي أثر هؤلاء الخلفاء ليرتقي شهيدا إلى جنات الخلد باذن الله تعالى".
وأشار الشهابي إلى أن الشهيد البوطى علمنا ألا نخاف فى الحق لومة لائم وتعلمنا منه كيف يكون الإنسان عبدا لله عزوجل وكنا نستمد من الشهيد القوة والإيمان بالقضاء والقدر وقال:" شيخنا رحمه الله تعالى قد علمنا أن نصدع بالحق وألا نخاف في الحق لومة لائم وأننا تعلمنا منه كيف يكون الإنسان عبدا لله سبحانه وتعالى وتعلمنا منه ألا نخشى قدرا قدره الله سبحانه وتعالى .. وكان رحمه الله مؤمنا بالقضاء والقدر وكنا نستمد منه القوة في إيماننا في القضاء والقدر.. وها هو اليوم كان قدره أن يكون شهيدا بين يدي الله سبحانه وتعالى تزفه الملائكة ويرتقي إلى جنة الخلد بإذن الله".
وأضاف الشهابي:" أقول لهؤلاء المجرمين إن إجرامكم لن يزيدنا إلا تصميما وإصرارا وعزيمة للصدوع بالحق.. ولو أنهم أرادوا الحقيقة كما يزعمون لأعدوا للحقيقة عدتها" مؤكدا أن عدة الحقيقة هي الفكر والحوار وليست الأسلحة الكيميائية والرصاص والسلاح والقذائف.
وأشار الشهابي إلى أن هؤلاء المجرمين "عندما عجزوا عن إعداد الفكر والحوار أرادوا تدمير الفكر والحوار في شيخنا ولكنهم لن يستطيعوا فكل طالب علم في سورية تتلمذ على يد شيخنا رحمه الله سيكون الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وسيصدح بالحق".
وأضاف الشهابي:" إن مداد العلماء ودماء الشهداء تبنى من خلالهما الحضارات ويدافع من خلالهما عن الحقيقة وعن الدين والإسلام لافتا إلى أن الشهيد البوطي قد جمع بين المداد وبين الدم فبذل دمه رخيصا في سبيل الله سبحانه وتعالى من أجل الحفاظ على وحدة سورية وشعب سورية".
وقال الشهابي:" هنيئا لك يا شيخنا ويا أستاذنا وعلامتنا أن أكرمك ربنا عز وجل بالشهادة وأسال الله ألا يحرمنا إياها ونسأل الله أن يعوض المسلمين وبلاد الشام وعلماء بلاد الشام خيرا" متضرعا لله سبحانه وتعالى أن ينصر سورية على اعدائها وينصر شعبنا على من عاداه وعلى من مزقه.
ودعا الشهابي أبناء الشعب السوري إلى الوحدة والوقوف وقفة واحدة لمواجهة هؤلاء الإرهابيين الذين أرادوا تمزيق كل شيء في سورية وقال: "هؤلاء الأعداء يستهدفون علماءنا ومساجدنا وشعبنا وأموالنا وكل شيء فهبوا لنصرة وطنكم وشيخكم وأنفسكم".

من جهته قال مدير الإفتاء العام في وزارة الأوقاف الشيخ علاء الدين الزعتري إن العلامة البوطي جمع القلوب على الكلمة الصادقة ونحن في سورية مجمعون على أن تكون لحظة الاستشهاد هي لحظة الوفاء لعلم وفكر وقيم الشهيد المثلى.
وأضاف الزعتري إن هذا العمل الإجرامي يدل على رفض من قام به وخطط له للآخر ورأيه وهو ما يفيد فقط العدو الصهيوني مع كل ما يحصل في سورية.
وأكد الزعتري أن سورية بعلمائها وإعلامها من شمالها إلى جنوبها ومن سهلها إلى جبلها تقول إن الوطن باق بقوة أبنائه الشرفاء مهما كانت الأوضاع.
وشدد الزعتري على أن سبب استهداف علماء سورية وتدمير مساجدها وكنائسها وجامعاتها هو أنهم لا يريدون للعلم أن يبقى وينير الطريق بل يريدون تفتيت هذه الأمة لصالح أعدائها وأن يكون المجتمع السوري جاهلا لتسهل السيطرة عليه.

بدوره قال الشيخ زكريا سلوايا مفتي محافظة اللاذقية إن لكل واحد منا أجلا محتوما ولكن شتان بين من يموت قاتلا مجرما وبين من يموت شهيدا عظيما مثل شيخنا البوطي الذي مات شهيد المحراب والحق والمحبة وحقن الدماء والدفاع عن تراب الوطن وشرفه وكرامته وعزته وشهيد أمن وأمان الوطن والمواطن.
وأضاف سلوايا: إن الشهيد البوطي كان يحمل فكرا وينشر دعوة الخير والمحبة والسلام وإسلام رسول الله الحق الذي ارتضاه الله لنا كمسلمين لا إسلام الإرهاب والتكفير .
وقال سلوايا: إن شهيدنا لم يبح ولم يفت بدم أحد يوما فلماذا امتدت إليه يد الغدر والإجرام ولكن لن يستطيع أحد أن يطفأ نور دين الله أو أن يمحي ذكره وإن استشهد الدكتور البوطي فكل شريف مؤمن حر كريم سيبقى يقول كلمة الحق وضد القتل والفتنة والطائفية والإجرام والتخريب وقتل الأبرياء وانتهاك الحرمات والتدخل الخارجي.
ولفت سلوايا إلى أن سورية هي أمانة الشهيد في أعناق أبنائنا التي يجب أن يدافعوا عنها.
من جهته قال الشيخ أحمد بلال أمين سر جمعية الشيخ صالح العلي في طرطوس: إننا نعزي وطننا بشهيدنا العلامة البوطي مستنكرين لما جرى ويجري من قتل وإرهاب باسم الإسلام مسلمين بقضاء الله تعالى وقدره وننعي لأمة الإسلام وللإنسانية جمعاء شهيدا كفنه بساط مسجد هو بيت من بيوت الله ومعراج شهادته محراب جامع للمؤمنين بالله شاهدين أن للشهيد البوطي امتيازا باختلاط مداد علمه وآدابه بدماء شهادته في محرابه.
وأضاف الشيخ بلال إننا إذ ننعي رئيس اتحادنا اتحاد علماء بلاد الشام نجدد تمسكنا بروحية سيرته واعتداله ووسطيته المستمدة من حقيقة الشرع الشريف الذي أفنى شبابه ونضارة عمره في خدمته معاهدين الله وكل الشرفاء من أبناء الإنسانية بالتصدي لكل محاولات الفتنة بين أبناء الأمة موءكدين على طريق الكلمة والحوار الذي طالما اعتمده كبير المفكرين شيخ الشهداء العلامة الدكتور البوطي.
وقال الشيخ بلال إن البوطي رجل جعل البوصلة لكل القضايا ولكل الأمور المسجد الأقصى معراج النبي محمد أولى القبلتين واليوم ترقى هذه الروح الطاهرة إلى الرفيق الأعلى من عاصمة العروبة وعرين المقاومة والإسلام وهذه الروح التي حلقت إلى فضاء الرحمة وملكوت الرحمن من تحت أجنحة ملائكة الرحمة التي بسطت وتبسط أجنحتها فوق الشام.

بدوره أكد المطران لوقا الخوري النائب البطريركي العام لبطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أن العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي سيبقى كلمة الحق التي تعلمناها منه وستبقى تعاليمه عالقة في عقول كل السوريين من مسيحيين ومسلمين.
وقال المطران الخوري في اتصال هاتفي مع التلفزيون العربي السوري إن قلوبنا بكت وعيوننا أدمعت على اغتيال شيخنا الجليل صاحب كلمة الحق العلامة الدكتور البوطي وأنا أتقدم بالنيابة عن صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بالتعازي القلبية إلى أهلنا واخوتنا وأبناء وطننا باستشهاد الدكتور البوطي الذي اغتالته يد الغدر في جامع الإيمان وهو يقول كلمة الحق.
وأضاف المطران الخوري إننا نصلي مع كل السوريين كي يرحم الله شهيدنا الذي نكن له كل محبة وتقدير وأن يجعله من سكان الملكوت وأن يعطي السلام لنفوس كل السوريين وأن يبعد الشر عن بلدنا سورية.
وأوضح المطران الخوري أن يدي شيخنا الكريمتين الطاهرتين لطالما ارتفعتا إلى السماء تدعوان من أجل سورية وشعبها الطيب ومن أجل جيشها البطل ولذلك أرادوا أن يسكتوا صوت الإيمان وصوت المحبة والصوت المدافع عن هذه الأرض المقدسة وعن الحق والحقيقة والاستقلال.
وقال المطران الخوري يا شيخنا الجليل سيشتاق إليك كل السوريين الشرفاء المؤمنين وسيشتاقون إلى بحة صوتك ودمعتك التي كنت تذرفها محبة وايمانا وإلى ادعيتك إلى العلي القدير وأنت تطلب منه زوال الشدة وإبعاد الأشرار عن سورية الحبيبة.
وشدد المطران الخوري على أن السوريين مسيحيين ومسلمين سيبقون متمسكين ببلدهم وحقهم في الحياة وسينتصرون على كل من يريد النيل من بلدهم سورية الحبيبة.
من جانبه قال القس ابراهيم نصير الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية في حلب: إنني أعزي كافة أبناء سورية بمحبة الله والوطن والإنسان عموما والإنسان السوري بخصوصيته فتلك الكلمات دأب على ترديدها علامتنا البوطي وزرعها في نفوس وعقول وعواطف سامعيه لسنين طويلة.
وأضاف القس نصير إن الشيخ البوطي أحب الله وسورية وشعبها إلى درجة سامية فدفع ثمنا باهظا هو ذاته ووضع نفسه ذبيحة مقدسة من اجل الله والوطن والإنسان حيث انه احب الله فدافع عن صورته وأحب الوطن سورية فقدمه نموذجا للعيش المشترك واحب الإنسان فقدمته مقدسا على سائر عن الشرائع دون النظر إلى لونه وجنسه وعرقه واليوم عانق بتضحياته أقواله وأفعاله.
وقال القس نصير إن من استهدف العلامة البوطي أراد للإسلام صورة داكنة يسيطر عليها الدم وأن يجعل منه صورة سوداء وهؤلاء لم يعرفوا الإسلام والإنسان والوطن فهم جاهلين لأنهم باستهداف البوطي أرادوا إسكات صوت الحق من أجل أن يسود الباطل مؤكدا أنهم مهما فعلوا ومهما استهدفوا من علمائنا وعلاماتنا وقادتنا ستبقى سورية شعلة نور تضيء في وسط ظلامهم وسيبقى البوطي حيا بيننا.
بدوره قال الأب غبرييل داؤود من بطريركية السريان الأرثوذكس في دمشق إن عزاءنا في سورية كلها واحد فسماحة العلامة البوطي لم يكن يمثل طيفا واحدا من أطياف هذا الوطن بل كان يمثل كل الأطياف حيث كنا نرى المسيحية في إسلامه والإسلام في مسيحيته وكان يدعو دائما إلى المحبة والسلام.
وأضاف الأب داؤود إنهم من وراء هذه الجريمة النكراء أرادوا أن يسكتوا صوت حق هدار كان يطالبهم دائما بان يكفوا أيديهم عن العبث بأمن المواطنين وسورية الوطن ويصوب البوصلة إلى أزمتنا في سورية مرتبطة بالتعمية والتغطية عن مشكلة أكبر وهي الكيان الصهيوني المحتل لأراضينا وقال الأب داؤود إن علامتنا البوطي كان رمزا للإسلام والمسيحية في سورية.

من جانبه استنكر المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بشدة جريمة اغتيال العلامة الشهيد البوطي.
وقال المطران حنا: إنها جريمة تهدف إلى إسكات صوت العلامة الجريء وهي رسالة تهديد ووعيد لكل متضامن مع سورية ولكل من يرفض الحرب التي تستهدف هذه الدولة الشقيقة.
وأضاف المطران حنا: "أرادوا إسكات صوت الدكتور البوطي ولكن شرفاء هذه الأمة سيتابعون المسيرة.. لن ننساك يا أيها الشيخ فأنت شهيدنا جميعا .. لن ننسى مواقفك الجريئة ولغتك العربية الفصيحة ومواقفك الانسانية الواضحة المعالم..إنه وبحق علم من أعلام أمتنا العربية وإننا ندين وبشدة هذة الجريمة النكراء التي ارتكبت بحقه وبحق من كانوا معه".
وتابع المطران حنا: نتقدم بالتعازي الحارة إلى الشعب السوري بكافة طوائفه ومذاهبه وأديانه لأن الشهيد العلامة البوطي كان عزيزا على كل أبناء شعبه والأمة العربية بمسلميها ومسيحييها فهو فقيدنا جميعا.

بدورها استنكرت هيئة علماء لبنان جريمة اغتيال العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بينما كان يرشد طلبة العلم إلى مرضاة الله ورسوله في جامع الايمان.
وأكدت الهيئة في بيان تلقت سانا نسخة منه أن استشهاد العلامة البوطي جاء دفاعا عن بلاد الشام التي بارك الله فيها وبشعبها .
وتقدمت الهيئة من الأمة العربية والإسلامية بأحر التعازي باستشهاد المربي والعلامة البوطي على أيدي عصابات الإجرام الوهابية الممولة سعوديا وقطريا بإشراف أمريكي إسرائيلي أوروبي.
بدوره قال رئيس هيئة علماء جبل عامل العلامة عفيف النابلسي إن العلامة الكبير الشهيد البوطي هو الرجل الأول في بلاد الشام الذي نحترم ونعتز بوجوده وقد حقق ما لم يحققه غيره وكان رجلا كريما عظيما صاحب أياد بيضاء على أهلنا ومدارسنا ومجتمعاتنا.
وأوضح العلامة النابلسي في حديث للتلفزيون العربي السوري: إن الشهيد البوطي كان يعد ويستعد لملاقاة الله عز وجل وكان دائما في محرابه ومنبره وساحته ومدرسته وحوزته يرفع من شأن الأمة ويعبئ الأجيال واحدا بعد واحد.
وأضاف العلامة النابلسي إن الشيخ البوطي قريب منا ونحن قريبون منه وكان دائما في حله وترحاله وفي ليله ونهاره متكل على الله سبحانه وتعالى بإعداد الأمة وإعداد المجموعات الطيبة المؤمنة التي تحضر دروسه وصلاته وما عرفنا له إلا أنه من رجال الله الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم.
وقال العلامة النابلسي: إننا في هذه الساعة التي فقدنا فيها شيخنا وعالمنا وأستاذنا نستنكر على هؤلاء القتلة ومن معهم أن يذبحوا العلماء ويدمروا المساجد وننكر عليهم عدم الاستجابة لدعوات الحوار والسلام.

بينما قال الشيخ محمد زغموت رئيس المجلس الإسلامي الفلسطيني في الشتات إننا نسأل الله أن يقبل شهادة العلامة البوطي ومن استشهد معه في المحراب فهؤلاء هم شهداء المحراب ونحن كمسلمين لنا أسوة حسنة بمن استشهد في المحراب من عمر إلى علي وهؤلاء اليوم يمثلون دور هؤلاء الذين استشهدوا سابقا.
وأضاف الشيخ زغموت إن هؤلاء الناس لم يبدلوا ومضوا على خطوات رسول الله وعلى خطوات من جاهد وقاوم ومن نطق بالحق والمصيبة جلل ولكن الله أنعم على الشيخ البوطي بالشهادة وهي أقصى ما يتمناه الانسان في حياته.
وقال الشيخ زغموت: إننا نعزي أنفسنا ونعزي الأمة من طنجة إلى طشقند برحيل هذا العالم لانه كما نعلم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "العلماء ورثة الأنبياء" وهذا وارث علم رسول الله الذي نشره وكان رجلا في أمة وأمة في رجل وكم من العلماء تخرجوا على يديه وكم من تلامذة نشروا العلم واصبحوا دعاة بفضل الله و بفضل علمه وعلم من تعلم على يديه.
وأوضح الشيخ زغموت أن لكل شيء في هذه الحياة ضريبة والشيخ البوطي دفع ضريبة الجهاد أولا ضريبة الحق ثانيا وضريبة الجهاد في سبيل استرجاع الأقصى واسترجاع فلسطين ثالثا.


في حين قال الشيخ سليمان العنتير رئيس الفعاليات الوطنية في فلسطين المحتلة إن شيخنا الجليل البوطي التحق بالكرام الذين استشهدوا في المسجد أثناء أداء الفرائض الدينية وما حصل هو اعتداء على النور من قبل الباطل لأن الشيخ البوطي كان مدرسة للهدى وطريقا الحق.
وأضاف العنتير إن المجرمين اعتدوا وأجرموا بحق الشيخ البوطي لأنه دافع عن الحق بوجه الباطل وهذا العمل منكر وإجرامي بحق الرموز الدينية والمدنية وهو عدوان على كل من يدافع عن الوطن ووحدته وسيادته وسلامته.
وشدد العنتير على أن المستفيد من هذه الجريمة التي ارتكبت بأيدي التكفيريين هو الكيان الصهيوني والإمبريالية العالمية الذين لا يريدون قوة عربية ذات سيادة نيرة حكيمة وفيها الفكر المسلم والتسامح السليم وخاصة أن الشهيد البوطي كان يدعو إلى الوفاق والتسامح والمحبة والعودة إلى الوطن للدفاع عنه.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...