الأسد: الحسم العسكري ضد الإرهابيين قد بدأ ولا عودة عن مسيرة الإصلاح

02-02-2012

الأسد: الحسم العسكري ضد الإرهابيين قد بدأ ولا عودة عن مسيرة الإصلاح

حذرت موسكو، صراحة أمس، من أنها مستعدة لاستخدام حقها في النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد أي مشروع دولي حول سوريا تعتبره «غير مقبول»، معتبرة أخذ الدول العظمى خطوطها الحمراء بشأن سوريا في الاعتبار أمراً مشجعاً، فيما تم تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الى 11 شباط الحالي، مع الإبقاء على عقده في القاهرة وليس في الدوحة، كما طلبت قطر.
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد «أن الحسم العسكري مع الإرهابيين قد بدأ ولا عودة عنه، ولو استغرق بعض الوقت». وعلم أن الأسد قال إن هناك تلازماً بين مساري الحسم والإصلاح اللذين يسيران معاً، مشيراً إلى حرصه على مواصلة تنفيذ السلة الإصلاحية حتى النهاية، وبوتيرة سريعة تتلاءم مع الرزنامة المحددة.
وأبدى الأسد عدم قلقه من الضغوط الدولية والإقليمية التي تتعرض لها بلاده، مبدياً ارتياحه واطمئنانه إلى صلابة المواقف الروسية والصينية والإيرانية. وتوقع أن تكون معركة سوريا، نقطة تحول على مستوى الوضع الدولي ككل، في اتجاه كسر الأحادية الأميركية. وأكد «حرص سوريا على ضرورة الاستقرار في لبنان لما لهذا الاستقرار من تداعيات إيجابية على الساحة السورية».
وعقد أعضاء مجلس الأمن على مستوى السفراء اجتماعاً لمواصلة النقاشات الصعبة حول مشروع قرار حول سوريا. وأعرب عدد من الدبلوماسيين عن تشاؤمهم إزاء فرص إقناع روسيا والصين بالموافقة على مشروع قرار توافقي قبل نهاية الأسبوع الحالي. وكان وزراء خارجية دول غربية شنوا هجوماً في مجلس الأمن على سوريا، مطالبين بدعم مشروع قرار غربي-عربي يدعو إلى تسليم الأسد صلاحياته لنائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات، وهو ما رفضته موسكو وبكين مشددتين على ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، للصحافيين في موسكو من خلال مؤتمر عن طريق الفيديو من نيويورك، «إذا كان النص غير مقبول لنا، فسنصوت ضده بالطبع». وأضاف «لن نسمح بأي نص نعتبره خاطئاً ومن شأنه أن يؤدي إلى تفاقم النزاع. لن نسمح بتبنيه، نقولها بصراحة لزملائنا».
وأعلن تشوركين إنه لن يتم إجراء تصويت قبل الثلاثاء المقبل على أقرب تقدير، وبعد اطلاع أعضاء مجلس الأمن على تقرير بعثة المراقبين العرب إلى سوريا هذا الأسبوع. وأشار إلى أن موسكو ستكافح بشدة من أجل إدخال تعديلات جادة على المشروع الحالي وأنها ليست في عجلة من أمرها، في الوقت الذي تأمل فيه في التوصل إلى توافق.
وقال تشوركين إنه مسرور لأن الغرب يستمع الآن على الأقل لموقف بلاده، وذلك في إشارة إلى بيان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الذي قال إن موقف روسيا أصبح «أقل سلبية». وقال «عندما يعرف شركاؤنا خطوطنا الحمراء ويقولون إننا سنتوصل إلى توافق، فإن ذلك أمر يشجعني».
واتهم تشوركين جامعة الدول العربية بأن خطواتها بشأن سوريا كانت غير منطقية. وقال «لا نتفهم هذا الأمر، فهم يقررون تمديد عمل بعثة المراقبين، وبعد ذلك يقوم البعض بسحب مراقبيهم من البعثة. ويعد ذلك أمراً غير منطقي في عمل الجامعة». وشدد على ضرورة ان يدعم الغرب بعثة المراقبين العرب في سوريا.
وتطرق تشوركين إلى التعامل بين روسيا والصين في مجلس الأمن. وقال «لدينا تعاون وثيق جداً حول المسائل كافة التي تناقش في مجلس الأمن الدولي. وتصوراتنا حول ما يحدث في سوريا متقاربة جداً. وأنا على اتصال دائم مع نظيري الصيني، ونبحث الوضع المترتب في مجلس الأمن بالنسبة لمناقشة الموضوع السوري».
وقال إن روسيا تسعى للتوصل إلى نص «يكون واضحاً فيه أنه لن يتم استخدام أي تدخل عسكري في الأزمة السورية». وشدد على ان روسيا «تعارض تماماً» أي حظر للسلاح على سوريا. وقال «هذا يبدو منطقياً. إذا كان هناك صراع، فلنوقف تسليم الأسلحة. لكننا شاهدنا ما حدث في ليبيا. كان محظوراً تسليم أسلحة للحكومة لكن الجميع سلموا أسلحة لجماعات معارضة مسلحة». وأضاف «كيف يمكن عندئذ أن ننتهك العقود، وعلاقتنا القديمة مع سوريا، لا سيما أن ما نقدمه ليس ما يمكن ان يستخدم ضد متظاهرين».
وقال إن «روسيا تسعى إلى تمكين الشعب السوري من تحديد السبل المناسبة لإجراء التحولات اللازمة في بلاده بنفسه. أما بالنسبة للمجتمع الدولي فعليه أن يعمل وفق البيان الصادر عن رئيس مجلس الأمن في آب والذي تضمّن ضرورة وقف العنف من قبل جميع الأطراف وإخراج سوريا من أزمتها بطريق عملية سياسية يجريها السوريون بأنفسهم».
ودعا إلى ضرورة منع تفاقم الأزمة السورية، مشيراً إلى أن وقوع الأزمة في مزالق «فوضى نزاع واسع» من شأنه أن «يفجع الشعب السوري ويزلزل الأوضاع في بلدان الجوار وفي منطقة الشرق الأوسط». ودعا المعارضة للدخول في حوار مع السلطات السورية.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لقناة «أي بي سي» الاسترالية، أن سياسة العزل والسعي لتغيير النظام ربما تؤدي لمزيد من الاضطرابات في الشرق الأوسط. وقال «المهووسون بإطاحة أنظمة في المنطقة يجب أن يفكروا حقاً في الصورة الأكبر. وأخشى أنه إذا استمرت هذه الرغبة القوية في تغيير الأنظمة أن نشهد وضعاً بالغ السوء. أكبر بكثير من مجرد سوريا أو ليبيا أو مصر أو أي بلد آخر بمفرده».
وقال نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف إن الدبلوماسية تحرز تقدماً «للتوصل إلى نص مقبول لجميع الأطراف ويساعد على إيجاد حل سياسي للوضع في سوريا». وتابع «وبالتالي فإنه لن يجري أي تصويت خلال الأيام المقبلة».
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في واشنطن، إن الجهود متواصلة لتمرير مشروع القرار الغربي ـ العربي في مجلس الأمن. وأضافت «على كل عضو في مجلس الأمن اتخاذ قرار، إلى جانب مَن يقف؟ هل أنت إلى جانب الشعب السوري أو مع النظام الدكتاتوري؟». جوبيه
وأعلن جوبيه أن مجلس الأمن لن يصوت هذا الأسبوع بشأن سوريا. وقال «نأمل أن نرى التصويت ربما خلال الأسبوع المقبل».
ورغم التصريحات الروسية اعتبر جوبيه أن «نافذة أمل» فتحت. وقال، أمام البرلمان في باريس، «سنعمل بدأب في الأيام القليلة المقبلة سعياً للتوصل إلى قرار سيسمح لجامعة الدول العربية بالمضي قدماً في أن تجد حلاً». وأشار الى ان تشوركين اوضح امام مجلس الأمن «انه يوجد في القرار عناصر مهمة وأن روسيا مستعدة لمناقشتها».
واعتبر جوبيه خصوصاً انه في احد ابرز نقاط الخلاف التي يتضمنها مشروع القرار، وهي نقل سلطات الاسد الى نائبه، فإن الموقف الروسي قد يتطور ايضاً. وأوضح «اعتقد انه بالإمكان تفادي التجميد في هذه النقطة»، مشيراً الى ان مشروع النص لا يتحدث بالمعنى الحصري «لا عن تغيير النظام ولا عن رحيل» الرئيس السوري.
واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في تصريح لقناة «روسيا اليوم»، أن «الموقف الروسي ايجابي، وأن أهم أمر في هذا الموقف هو مشروع القرار الذي يطالب بوقف العنف فوراً»، موضحاً «انه أساس لكل شيء».
وأشار العربي إلى «وجود ناحية إيجابية في الموقف الروسي تتمثل في دعوة موسكو الى إجراء اجتماع بين الحكومة السورية والمعارضة»، موضحاً ان هذا الأمر بحثه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ بضعة ايام. وأكد ان الهدف ايجاد حل سياسي للأزمة في سوريا».
وأكد الوزير المغربي المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون يوسف العمراني أن المغرب «ملتزم بالعمل مع جميع شركائه من اجل التوصل إلى توافق» حول مشروع القرار الذي قدمه أول أمس إلى مجلس الأمن بشأن سوريا، مضيفاً «الأهم اليوم هو وقف العنف ودعم الخطة العربية التي ستسمح بتوفير الاستقرار في البلاد». وكرر دعوته مجلس الأمن إلى «مساندة هذه الخطة لوقف أعمال العنف فوراً والسماح للشعب السوري بتحقيق تطلعاته المشروعة لبناء دولة ديموقراطية».
وأعلن مصدر مسؤول في الجامعة العربية أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في 11 شباط الحالي في القاهرة لبحث الأوضاع في سوريا ووضع بعثة المراقبين العرب في هذا البلد.
وكانت قطر قد طلبت استضافة هذا الاجتماع إلا انه تقرر بعد مشاورات عربية عقده في القاهرة. وقال المصدر إن الوزراء سيناقشون «وضع بعثة المراقبين في سوريا التي تم تعليق مهمتها بسبب تصاعد أعمال العنف»، كما سيناقش الوزراء «التحركات العربية المقبلة لحل الأزمة السورية، وما يمكن أن تقدمه الجامعة في هذا الخصوص في ضوء المشاورات الجارية».
وقال دبلوماسي في الجامعة العربية إن التأخير يستهدف «مجرد إعطاء بعض الوقت للامم المتحدة لاتخاذ قرار او لمعرفة رد فعل الحكومة السورية في ما يتعلق بموقف الامم المتحدة».
وخطف مسلحون سوريون مجدداً أمس 11 من الزوار الإيرانيين خلال قيامهم بزيارة إلى المقامات في سوريا، ما يرفع الى 29 ايرانياً عدد المختطفين.
من جهتها، ذكرت وكالة  (سانا) ان «مجموعة إرهابية مسلحة اقدمت على مهاجمة سيارة تنقل التموين لأحدى الوحدات العسكرية بريف درعا وتصدت لها العناصر المرافقة للسيارة والجهات المختصة وأسفر الاشتباك عن مقتل 11 إرهابيا وجرح آخرين واستشهاد عسكري وجرح اثنين آخرين».
وفي ريف دمشق، اضافت الوكالة ان «الجهات المختصة القت القبض على مجموعة إرهابية مسلحة في عربين وعثرت على مصنع في سقبا اتخذته المجموعات الارهابية المسلحة لإعداد المتفجرات». وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن العميد راجح محمود قتل هو وثلاثة جنود على مشارف دمشق.

المصدر: السفير+ وكالات

التعليقات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...