عقدة أميركية ــ روسية تعرقل القرار «الكيميائي» السوري

24-09-2013

عقدة أميركية ــ روسية تعرقل القرار «الكيميائي» السوري

دخلت المفاوضات بين موسكو وواشنطن بشأن إصدار مجلس الأمن الدولي قرار تطبيق الاتفاق بينهما بشأن إزالة الأسلحة الكيميائية السورية، نفقاً مسدوداً، مع تمسك كل طرف برأيه، فيما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، من أي تدخل عسكري في سوريا، معتبراً أنه سيكون بمثابة «عدوان» ينتهك القانون الدولي ويزعزع الوضع في المنطقة، وأن «المتشددين» قد يوسعون هجماتهم إلى خارج سوريا والشرق الأوسط.
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد عدم وجود مشكلة من جهة السلطات في تأمين وصول المفتشين الدوليين إلى مواقع تخزين الأسلحة الكيميائية، لكنه حذر من حصول إعاقة من ناحية «الإرهابيين، ونعرف أن هؤلاء الإرهابيين يعملون تحت إمرة دول أخرى». مسلحان سوريان يصوبان سلاحيهما في منطقة بستان القصر في حلب أمس (رويترز)
وقال الأسد، في مقابلة مع قناة «سي سي تي في» الصينية بثت أمس، إن «الأسلحة الكيميائية في سوريا موجودة في مناطق ومواقع آمنة. هناك سيطرة كاملة عليها من قبل الجيش العربي السوري». واعتبر أن الهدف مما تقوم به الآن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من خلال مشروع القرار المطروح على مجلس الأمن «هو أن يظهروا منتصرين في معاركهم ضد عدو وهمي يفترضون أنه سوريا»، لكنه أكد أنه «غير قلق» من هذا الأمر لان موسكو وبكين تقفان بوجهه.
وقال بوتين، خلال قمة «منظمة معاهدة الأمن الجماعي»، التي تضم روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجكستان في سوتشي، إن «أعضاء معاهدة الأمن الجماعي أجمعوا على أنه لا يمكن تسوية الوضع في سوريا إلا عبر السبل السياسية والسلمية، وأن أي تدخل خارجي باستخدام القوة سيكون انتهاكاً فظاً للقانون الدولي، أو عدواناً، إذا تحدثنا بلغة ميثاق الأمم المتحدة». وأضاف ان «مثل هذا السيناريو لا بد أن يؤدي إلى المزيد من زعزعة الوضع في سوريا والشرق الأوسط بأسره، وأن يؤثر سلباً على الوضع في منطقة مسؤولية المنظمة».
وتابع ان «الجماعات المتطرفة (في سوريا) لم تأت من فراغ ولن تتبخر. مشكلة امتداد الإرهاب من دولة إلى أخرى مشكلة حقيقية ويمكن أن تؤثر مباشرة على مصالح أي من دولنا»، مشيراً إلى الهجوم المميت الذي وقع على مركز تجاري في نيروبي عاصمة كينيا. وأشار إلى «ضرورة اغتنام كل الفرص لوقف العنف في سوريا وإطلاق الحوار بين السلطات السورية والمعارضة».
وقال زعماء المنظمة، في بيان مشترك، «تدعو الدول الأعضاء في منظمة الأمن الجماعي إلى خروج عاجل لسوريا من أزمتها بجهود السوريين مع احترام سيادة سوريا، ووقف العنف في هذا البلد وبدء الحوار السياسي الواسع غير المشروط بين السلطة والمعارضة».
وقال ديبلوماسيون في الأمم المتحدة في نيويورك إن المفاوضات بين الأميركيين والروس حول قرار في مجلس الأمن يجبر دمشق على احترام وعودها بنزع سلاحها الكيميائي، دخلت في طريق مسدود.
ويصطدم تبني هذا القرار بإدراج النص تحت «الفصل السابع» من ميثاق الأمم المتحدة أم لا. وقال ديبلوماسي لوكالة «فرانس برس»، إن «التفاصيل حول كيفية المضي قدماً في نزع السلاح هي عموماً موضع اتفاق، لكن كل شيء يصطدم بوسائل تطبيقه، وهذا يعود إلى الأميركيين والروس في مجلس الأمن». وأضاف «في هذه الظروف يبدو التصويت في مجلس الأمن هذا الأسبوع غير مرجح»، برغم أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعتبر أنه من الممكن التوصل إلى قرار هذا الأسبوع، مكرراً أن باريس تريد «قراراً ملزماً».
وأشار ديبلوماسيون إلى أن لافروف ونظيره الأميركي جون كيري لديهما فرصة للقاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لفك عقدة هذا الملف. وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي انه من المقرر عقد لقاء بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ولافروف وكيري الجمعة المقبل لبحث الاستعدادات لعقد مؤتمر «جنيف 2».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...