تبني زيادة عديد المراقبين يتزامن مع تصاعد الهجمات الإرهابية في سورية

23-04-2012

تبني زيادة عديد المراقبين يتزامن مع تصاعد الهجمات الإرهابية في سورية

أعلن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان، أمس، إن قرار مجلس الأمن الدولي نشر 300 عنصر لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا يمثل «لحظة حاسمة لاستقرار البلاد»، معتبراً أن «عمل البعثة يجب أن يساعد على تهيئة الظروف التي تؤدي إلى بدء عملية سياسية مطلوبة بشدة يمكن أن تعالج بواعث القلق والتطلعات المشروعة للشعب السوري».
في هذا الوقت، تواصلت الخروقات لوقف إطلاق النار، على الرغم من وجود المراقبين في عدد من المناطق السورية. وقتل خلال اليومين الماضيين، 28 شخصاً، بينهم عدد كبير من العسكريين، وفجرت «مجموعات إرهابية» سكة قطار محمل بالقمح في إدلب غداة تفجير أنبوب نفط في محافظة دير الزور.
وكان مجلس الأمن، تبنى أمس الأول، بإجماع أعضائه، القرار الرقم 2043 الذي يتيح إرسال 300 مراقب لوقف إطلاق النار في سوتشوركين (في الوسط) ومندوب الصين لي باودينغ (إلى اليمين) والجعفري قبل جلسة مجلس الأمن في نيويورك أمس الأول (أ ب) ريا لمدة 3 أشهر. ويتوقع ارتفاع عدد المراقبين من ثمانية حالياً إلى 30 خلال أيام.
وقامت روسيا بإعداد القرار، وتولت فرنسا والصين وباكستان والمغرب وألمانيا رعايته بمعزل عن بريطانيا والولايات المتحدة. ووفق القرار، على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن يحدد ما إذا كان «تعزيز» وقف إطلاق النار يتيح انتشار المراقبين الذين سيكونون تحت حماية القوات السورية. وأشار إلى أن وقف العنف من جانب الحكومة والمعارضة «غير كامل بشكل واضح»، وحذر من أن مجلس الأمن قد يتخذ «خطوات أخرى» في حالة عدم الالتزام بشروطه.
ويحث القرار سوريا على التوصل إلى اتفاق مع الأمم المتحدة حول «الوسائل الملائمة للنقل الجوي» ويدين الحكومة بسبب «الانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان». وطلب المجلس من بان كي مون ان يرفع إليه تقريراً خلال 15 يوماً، ثم كل 15 يوماً حول تطبيق القرار، وأن يبلغه «فوراً» في حال قام النظام السوري او المعارضة بعرقلة مهمة البعثة. وإضافة الى العسكريين الـ300، ستضم البعثة «مكونات مدنية» اي عدداً غير محدد من الخبراء في مجالات مختلفة.
وكانت واشنطن وموسكو تبادلتا الانتقادات امس الاول. وقالت المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس، بعد اصدار القرار إن «صبرنا نفد. يجب ألا يستنتج احد ان الولايات المتحدة ستوافق على تمديد المهمة بعد تسعين يوما»، ملوحة ضمنياً بأنها قد تستخدم حق النقض «الفيتو». ورد المندوب الروسي فيتالي تشوركين بالقول ان ملاحظات رايس «غير مفيدة». وأضاف إن «إطلاق تكهنات سلبية يشبه احيانا إطلاق نبوءة يريد البعض ان تؤخذ على محمل الجد». وتابع «لنحاول الاستمرار» في استراتيجية ايجابية «بدلاً من إطلاق التهديدات والتوقعات السلبية». وأمل في أن يتحلى المراقبون «بالشجاعة والمهنية وأن ينتقدوا الحكومة وأيضاً المعارضة» السورية على السواء.
أنان
ودعا أنان، في بيان في جنيف، إلى التنفيذ «الكامل» لخطته المؤلفة من ست نقاط لحل الأزمة في سوريا. وقال «إنها لحظة حاسمة الآن بالنسبة لاستقرار البلاد»، مضيفاً «أناشد جميع القوات، أكانت حكومية او من المعارضة او اخرى، إلقاء السلاح والعمل مع مراقبي الامم المتحدة لترسيخ الوقف الهش للعنف بشتى اشكاله».
واعتبر انان، الذي يتوقع ان يقدم ملخصاً امام مجلس الأمن غداً، أن «عمل البعثة يجب أن يساعد على تهيئة الظروف التي تؤدي إلى بدء عملية سياسية مطلوبة بشدة يمكن أن تعالج بواعث القلق والتطلعات المشروعة للشعب السوري». وقال «أدعو الحكومة والمعارضة وكل أبناء سوريا إلى الاستعداد للانخراط في مثل هذه العملية باعتبار أن لها أولوية قصوى».
وأعلنت فنلندا ان عشرة عسكريين فنلنديين سيصلون في الرابع من أيار المقبل الى سوريا في إطار بعثة من 300 مراقب. وقال وزير الخارجية الفنلندي اركي تيومويا، كما نقلت عنه الاذاعة العامة، ان «ما مجموعه عشرة مراقبين فنلنديين سيغادرون» الى سوريا.

واستبعد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن يكون مصير بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا كمصير البعثة التي كانت الجامعة العربية قد أرسلتها إلى هناك، معرباً عن تطلعه أن يؤدي وجود البعثة الأممية إلى وقف إطلاق النار.
وقال العربي، في القاهرة، إن «بعثة جامعة الدول العربية أجهضت لأسباب مختلفة، ولم يكن لديهم العدد والعتاد الكافي، كما أن الجامعة العربية ليس لديها خبرة في هذه المواضيع، أما الأمم المتحدة فلديها خبرة وعدد وعتاد، كما أنه سيكون لديها انتقال بالجو وهذه أمور مهمة، ونتطلع إلى أن يؤدي وجود المراقبين الدوليين الى وقف إطلاق نار». وأعلن انه سيكون هناك مشاركة عربية في البعثة.
وعما اذا ناقش مع «المجلس الوطني السوري» التدخل العسكري في سوريا، قال العربي إن «هذا الموضوع يجب أن يكون خارج الجامعة العربية». وأضاف «تحدثنا مع وفد المجلس الوطني السوري حول وقف إطلاق النار من جهة والمسار السياسي»، مشيراً إلى أن «المسار السياسي لم يبدأ بعد والتركيز الآن على إرسال عدد كاف من المراقبين لضمان وقف العنف والقتل».
وحول ما قالته المتحدثة باسم المجلس بسمة قضماني من اعتراف للجامعة العربية بالمجلس، قال العربي إن «الجامعة العربية لا تعترف بأحد، والمجلس الوطني السوري هو مظلة لكل الفئات، ونحن نتعامل معه لأن هناك قرارات من مجلس الجامعة العربية بالتعامل مع المجلس، أما الاعتراف فيكون من الدول وليس من الجامعة العربية».
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن الوزير محمد كامل عمرو سيستقبل في القاهرة اليوم رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون. وأضافت أن اللقاء يندرج في اطار «جهود مصر لحث المعارضة السورية على توحيد صفوفها والانتظام فى كيان واحد يطرح رؤية متفق عليها في ما بينهم بشأن مستقبل سوريا».

وتابع فريق المراقبين امس جولته في المناطق السورية، وزار مدينة حماه والرستن في ريفها. وأظهر مقطع فيديو بث على شبكة الانترنت قائد فريق المراقبين العقيد المغربي احمد حميش إلى جانب من وصف بأنه «قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في محافظة حمص» قاسم سعد الدين يتجولان في شوارع الرستن.
وقال المسؤول في طليعة بعثة المراقبين نيراج سينغ امس إن اثنين من مجموعة مراقبين دوليين زارت مدينة حمص، بقيا فيها «تلبية لرغبة السكان». وأوضح «لقد كانت زيارة طويلة التقى جنود حفظ السلام خلالها السلطات المحلية وجميع الاطراف وتكلموا الى الناس وقاموا بجولة في المدينة وتوقفوا في عدد من المناطق». وأشار الى وجود «ثمانية مراقبين في سوريا التي من المنتظر ان يصلها ايضاً مراقبان آخران الاثنين».
وذكرت وكالة  (سانا) ان «مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت بعبوة حافلة على طريق الرقة - حلب تقل عددا من الضباط وصف الضباط ما ادى الى استشهاد أحد العناصر وإصابة 42». وأشارت الى «تفكيك عبوتين ناسفتين زنة كل منهما 50 كيلوغراماً بالقرب من مكان استهداف الحافلة معدتين للتفجير عن بعد». وأضافت «استهدفت مجموعة إرهابية بعبوة قطاراً محملاً بالقمح المستخدم لتصنيع مادة الخبز في المنطقة الواقعة بين محمبل وبشمارون في ادلب ما أدى الى إصابة طاقم القطار وأضرار مادية كبيرة».
وذكرت الوكالة ان «مجموعة إرهابية اغتالت عنصرين من قوات النظام في دير الزور والبوكمال. وخطفت مجموعة أستاذاً في جامعة البعث ومدرسين وسائقهما في ريف حماه، واغتالت موظفين اثنين في فرع لمركز البحوث العلمية» في المدينة.
وكانت «سانا» ذكرت امس الاول ان جماعة «إرهابية مسلحة فجرت انبوب نفط في محافظة دير الزور». وكانت ذكرت ان «السلطات افرجت عن 30 موقوفاً «تورطوا بالاحداث الاخيرة ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين». ونقلت إذاعة «شام إف إم» عن مسؤول عسكري سوري نفيه ما بثته قناة «الجزيرة» امس الاول عن حدوث انفجار فى مطار المزة العسكري.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...