القوات السورية تتقدم في حلب ودمشق وموسكو تتمسّك بموقفها واجتماع وزاري عربي غداً

02-11-2013

القوات السورية تتقدم في حلب ودمشق وموسكو تتمسّك بموقفها واجتماع وزاري عربي غداً

يبدو أن التقدم السريع في عملية إتلاف الأسلحة الكيميائية السورية، وضبابية الرؤية بشأن مؤتمر «جنيف 2»، قد وفرا للنظام السوري هامشاً كبيراً من المناورة، مكنته من استعادة زمام المبادرة على الأرض، وهو ما ترجم في التقدم الواضح الذي حققته القوات السورية في الميدان خلال الأيام الماضية، وكانت نتائجه الأولية إعلانها، يوم امس، إحكام السيطرة على بلدة السفيرة، ذات الأهمية الإستراتيجية، في ريف حلب، والمضي قدماً في العملية العسكرية الهادفة الى إحكام «فكي كماشة» على البلدات التي يسيطر عليها المسلحون في ريف دمشق.
وفي موازاة الحراك الديبلوماسي الذي يقوم به المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في المنطقة، الذي يهدف اساساً إلى الترويج لعقد مؤتمر «جنيف 2جنود سوريون في بلدة السفيرة في ريف حلب امس (ا ب ا) »، وقبل يومين من وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى السعودية، واجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لمناقشة بند وحيد هو المؤتمر الدولي حول سوريا، تمسكت موسكو بموقفها من الأزمة السورية، مع إعلان رئيس الحكومة ديمتري ميدفيديف انه من غير الممكن وضع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد شرطاً مسبقاً للمحادثات.
ميدانياً، وبعد فترة من الجمود استمرت طويلاً ـــ أقله منذ الهجوم الكيميائي المثير للجدل في الغوطة الغربية وتهديد واشنطن بضربة عسكرية تم احتواؤها بتسوية «الكيميائي» بين الولايات المتحدة وروسيا ـــ عادت القوات السورية
لتحقق تقدماً بطيئاً في مناطق حساسة في دمشق وحلب.
ووجهت القوات السورية ضربة قوية إلى المسلحين، عبر سيطرتها على السفيرة في ريف حلب، وذلك في عملية عسكرية تشبه إلى حد بعيد ما حصل في القصير في ريف حمص. وقال متحدث باسم الجيش السوري، في بيان، إن «القوات المسلحة تسيطر سيطرة كاملة على بلدة السفيرة بعد سلسلة من العمليات»، مضيفاً «أهمية هذا الانتصار الجديد تكمن في أهميته الإستراتيجية عند البوابة الشرقية لحلب». وتقع السفيرة على طريق حماه ـــ حلب، وهو أهم طرق الإمداد بالنسبة للقوات السورية إلى مدينة حلب.
ويطرح سقوط السفيرة علامة استفهام كبيرة حول قدرة الفصائل الكبيرة على الصمود في مواجهة القوات السورية، خاصة أن الثلاثي المقاتل في المنطقة هو الأقوى والأكثر تنظيماً وقدرة تسليحية.
وفي المواقف الدولية من تطورات الأزمة السورية، أعرب رئيس الحكومة الروسية ديميتري ميدفيديف عن أمله عقد مؤتمر «جنيف 2» قبل نهاية العام الحالي، موضحاً انه «يجب على الجميع تقديم تنازلات بمن في ذلك بالطبع زعماء المعارضة والحكومة السورية». وقال ميدفيديف: «أعتقد أن الأفكار التي تطرح في بعض الأحيان - دعونا نضع الرئيس الأسد جانباً ثم نتفق بعد ذلك على كل شيء - غير واقعية ما دام الأسد في السلطة. يجب أن يحصل على بعض الضمانات أو بأي حال نوع من المقترحات بشأن تطوير الحوار السياسي داخل سوريا نفسها بخصوص الانتخابات المحتملة».
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن مجلس الأمن القومي الروسي، برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين، أكد أن «المحاولات الرامية إلى نسف عملية التحضير لمؤتمر جنيف 2 غير مقبولة».
وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعلنت انتهاء كل الاستعدادات لاستضافة الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة غداً. وأوضحت أن «الاجتماع سيناقش بنداً واحداً هو تطورات الأوضاع في سوريا، في ضوء المساعي التي يبذلها الإبراهيمي من أجل تهيئة الأجواء لعقد جنيف 2 الخاص بسوريا، خاصة في ظل تزايد التكهنات بإمكانية تأجيله».
وقال المتحدث باسم الجامعة نصيف حتي إن «الجامعة تقوم بتحضيرات مهمة لهذا الاجتماع الوزاري الذي سيناقش عدداً من الخطوات التي تستهدف تهيئة الأجواء لعقد جنيف 2، وكذلك محاولة التغلب على العراقيل الكثيرة التي تعترض عقد هذا المؤتمر»، مكرراً «موقف الجامعة العربية الداعي لضرورة عقد المؤتمر الدولي لإيجاد حل سياسي للأزمة باعتباره المخرج الوحيد لها».
في هذا الوقت، أعرب وزيرا الخارجية التركي احمد داود اوغلو والإيراني محمد جواد ظريف، في أنقرة، عن قلقهما بشأن تزايد الطابع الطائفي للحرب السورية، وهو قلق مشترك ربما يشير إلى تحسن في العلاقات التي توترت بسبب خلافات بشأن الأزمة السورية، أو على الأقل إلى توافق عام على ضرورة إيجاد حل للصراع في أسرع وقت ممكن.
وقال ظريف، الذي أجرى محادثات مع الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، إن «الاضطرابات الطائفية تشكل خطراً أكبر حتى من استخدام السلاح الكيميائي». وأضاف «أعتقد أن الصراع الطائفي يمثل خطراً أكبر وليس قاصراً على منطقة واحدة»، مضيفاً «إذا اندلعت نيران الطائفية في الشرق الأوسط، سترون نتائج ذلك في شوارع لندن ونيويورك وروما ومدريد».
وقال داود أوغلو، من جهته، «بالجلوس هنا مع وزير الخارجية الإيراني يمكن التأكيد أننا سنعمل معاً على مكافحة مثل هذه السيناريوهات التي تهدف إلى أن يكون الصراع طائفياً».
وبشأن التقارير عن شن إسرائيل هجوماً على اللاذقية، اعتبر ظريف أن «أي هجوم يستهدف سوريا لن يؤدي سوى إلى تأجيج التوتر وسيخدم مصالح الأطراف التي تريد استمرار الحرب وسيعرقل أي محاولة من اجل السلام».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...