الجعفري يتهم دول الغرب بالاتجار السياسي بالشعب السوري

28-05-2016

الجعفري يتهم دول الغرب بالاتجار السياسي بالشعب السوري

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الدول التي تدعم المجموعات الإرهابية في سورية وترفض إدراجها على قائمة الإرهاب تفرض إجراءات مجحفة بحق الشعب السوري وتستغل احتياجاته ومعاناته لاستخدامها في الاتجار السياسي.

وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الحالة في الشرق الأوسط الليلة قال الجعفري.. “كنت اتوقع من وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إن يبدأ بيانه بتقديم التعازي للحكومة والشعب في بلادي على المئات من الضحايا الابرياء المدنيين الذين قضوا في التفجيرات الإرهابية في جبلة وطرطوس وهو أمر بادر مجلسكم الموقر الى ادانته وتقديم التعازي بشأنه في البيان الصحفي الذي صدر قبل ايام ولكنني فوجئت مثلكم بحديث وكيل الأمين العام حول زيارته إلى تركيا وما شاهده من مشاهد مذهلة حسبما قال في مخيمات اللاجئين السوريين هناك”.

وتساءل الجعفري.. أين ذهبت مليارات الدولارات التي قدمت الى الامم المتحدة في المؤتمرات الاستعراضية في الكويت وغيرها لمساعدة اللاجئين السوريين في الدول المستضيفة لهم وأعني بذلك تركيا والأردن ولبنان وأين ذهبت كل تلك البروباغندا الخليجية التركية التي تظهر مخيمات اللاجئين السوريين في هذه الدول المستضيفة لهم على أنها فنادق خمسة نجوم.

واستغرب الجعفري عدم اطلاع وكيل الأمين العام طالما أنه كان في تركيا على الأخبار المؤلمة جدا التي تتعلق بتجنيد الأطفال من قبل الداعية السعودي الإرهابي عبد الله المحيسني وهو يلعب دور مفتي التنظيم الإرهابي المنتشر في شمال حلب وإدلب ويدعى بـ “أحرار الشام” داعيا إلى التوقف عند هذه الحقائق.

وقال الجعفري.. “بالنسبة لما قاله وكيل الامين العام من ان جبلة وطرطوس قد تعرضتا الى قصف عندما فجر احد الارهابيين نفسه فهذا توصيف أقل ما يقال بشأنه انه غير كامل ويفتقد الى الشمولية لأن وكيل الأمين العام يعرف تماما أن تنظيمي “داعش” و”أحرار الشام” تبنيا علنا قيامهما بهذه التفجيرات الإرهابية في جبلة وطرطوس وبالتالي فهوية المنفذ الإرهابي الإجرامي معروفة لدى وكيل الأمين العام”.

وأضاف الجعفري.. “تدعي بعض الدول في هذا المجلس بأنها حريصة على الوضع الانساني وحماية حقوق الانسان في سورية فتعقد الاجتماعات وتصدر البيانات وتطلق التصريحات وكأنها حمامة سلام ولا هم لها إلا رفاه وسلام واستقرار ومصلحة الشعب السوري إلا أن واقع الحال يكشف عكس ذلك تماما وبنظرة بصيرة وسريعة الى سلوك هذه الدول على ارض الواقع نجد انها تلعب دورا رئيسا في معاناة شعبي وتفاقم من محنته وتقوم بالاتجار بها برخص لا سابقة له يذكرنا بنتائج تدخلها الرائع لحماية المدنيين في العراق وليبيا ودول أخرى”.

وقال الجعفري.. “إن هذه الدول التي دعمت المجموعات الارهابية في سورية وعملت على حمايتها والتغطية على جرائمها في مجلس الامن رفضت دول معينة منها طلب الاتحاد الروسي بإدراج تنظيمي “حركة أحرار الشام” و”جيش الإسلام” على قائمة التنظيمات الإرهابية في مجلس الأمن على الرغم من أن هذين التنظيمين يعملان على الارض ضمن حلف واحد مع “جبهة النصرة” الإرهابية ويقومان يوميا بنشاطات إرهابية موصوفة”.

وتابع الجعفري.. “إن تنظيم “جيش الإسلام” الإرهابي يمطر المدنيين بالقذائف الصاروخية يوميا في دمشق وحلب وتنظيم “أحرار الشام” يقوم بتفجيرات انتحارية إرهابية كان آخرها بالشراكة مع “داعش” في مدينتي جبلة وطرطوس وراح ضحيتها مئات الابرياء “.

وأضاف الجعفري.. “هذه الدول رفضت بالأمس طلب الحكومة السورية إدراج تنظيم ما يسمى “جيش محمد” على قوائم الإرهاب وتطلق هذه الدول عينها على هذين التنظيمين اسم المعارضة السورية المسلحة المعتدلة وتدعوهما إلى المشاركة في محادثات جنيف وكأن هناك إرهابا معتدلا وإرهابا متشددا .. إرهاب حلال وإرهاب حرام”.

ولفت الجعفري إلى قيام هذه الدول بتنظيم جولات لممثلي التنظيمات الارهابية في عواصمها وفتح وسائل اعلامها لهم كما حصل مع زعيم تنظيم “جبهة النصرة” الذي استضافته قناة الجزيرة القطرية اكثر من مرة ومع مسؤول العلاقات الخارجية في تنظيم “أحرار الشام” الذي قام بجولة في الولايات المتحدة الامريكية في شهر كانون الاول الماضي بجواز سفر بريطاني ونشرت له صحيفة الواشنطن بوست مقالا في العاشر من تموز عام 2015 وكذلك فعلت صحيفة التلغراف البريطانية في 21 تموز عام 2015 في محاولة لتبييض صورة تنظيمه الارهابي.

وأكد الجعفري دعم هذه الدول للتنظيمات الارهابية بهدف استخدامها كسلاح للابتزاز السياسي وتحقيق الاجندات الخاصة وهذا ما يبدو واضحا في تصريحات مسؤولي السعودية وتركيا وغيرهما حيث يتوعدون صراحة باستمرار دعمهم للارهاب في سورية.

وقال الجعفري.. “إن تلك الدول ذاتها تفرض اجراءات اقتصادية احادية الجانب وغير مشروعة على الشعب السوري ما يزيد من معاناته ويفرض ضغوطا كبيرة على القطاعين الخاص والعام في تأمين الاحتياجات الرئيسية من خدمات وغذاء وأدوية ومستلزمات طبية وغير ذلك وهو الامر الذي يدفع اضافة الى الارهاب قسما من السوريين الى مغادرة بلادهم مكرهين بحثا عن الأمان ولقمة العيش ولكن البعض في هذا المجلس يتجاهل هذا الجانب الاسود من الصورة الانسانية في سورية.

وأضاف الجعفري.. “كيف يمكن الحديث عن إنهاء أوجاع وآلام السوريين في الداخل والخارج وعن إنهاء الازمة الانسانية في سورية في ظل استمرار تسييس الوضع الانساني واستخدام معاناة السوريين لتحقيق غايات سياسية ضيقة من قبل البعض وكأن هذه المعاناة مجرد سلعة للاتجار السياسي والاقتصادي من قبل هذه الحكومة أو تلك وليس أدل على هذه الحالة الدنيئة اكثر من تصريحات أردوغان قبل يومين والتي هدد فيها بانه سيعرقل الاتفاق التركي الأوروبي حول تدفق اللاجئين في حال رفض إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرات الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي” .

وتساءل الجعفري.. كيف يمكن إنهاء الأزمة الإنسانية في سورية في ظل السكوت عن قيام نظام أردوغان باستخدام الأراضي التركية مقرا وممرا لعشرات الآلاف المقاتلين الإرهابيين الأجانب بما في ذلك عبر المعابر التي تستخدمها الامم المتحدة لتقديم المساعدات الانسانية .. هذا اضافة الى قيام هذا النظام بمد الارهابيين بالاسلحة وبتسهيل تجنيد الاطفال السوريين في مخيمات اللاجئين بتركيا.
وقال الجعفري.. “يبدو أن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية لم يسمع بعد بهذا الحديث رغم إنني أثرت معه هذا الأمر عدة مرات كما لفتنا عناية كل الدول الاعضاء في مجلس الامن الى هذه الامور بتفاصيلها عبر ارسال العشرات من الرسائل الرسمية”.

وتابع الجعفري.. “إن نظام أردوغان يزج في السجون التركية من يفضح ممارساته من ضباط جمارك وقضاة وصحفيين أتراك” متسائلا.. “لماذا تكافىء الامانة العامة للأمم المتحدة نظام أردوغان هذا باستضافة أول قمة إنسانية عالمية في اسطنبول”.

وتساءل الجعفري كيف يمكن إنهاء الأزمة ومعالجة الوضع الإنساني في سورية دون التعامل بجدية تامة مع انتهاكات السعودية وقطر وإسرائيل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الارهاب وخاصة القرار /2253/ لافتا إلى استمرار هذه الانظمة في تمويل وتدريب وتسليح المجموعات الارهابية التكفيرية دون أي اعتبار لخطر هذا السلوك على أمن واستقرار شعوب المنطقة والعالم.

وأشار الجعفري إلى “بعض النقاط المحددة التي يتم التلاعب بها من قبل بعض اعضاء المجلس بخصوص “الوصول الإنساني” والتي للأسف تناولها تقرير الأمين العام قيد النظر بشكل مغلوط ومجاف للواقع معتمدا في ذلك على مصادر غير ذات مصداقية أو غير معلومة وقد قمنا قبل يومين بتوجيه رسالتين متطابقتين الى رئيس مجلس الامن والأمين العام بهذا الخصوص”.

وأكد الجعفري أن الادعاء بأن الحكومة السورية قد منعت دخول المساعدات إلى بلدة داريا هو ادعاء باطل تماما وفيه تضليل واضح “فالحكومة سمحت للأمم المتحدة وللجنة الدولية للصليب الأحمر بالدخول إلى داريا بتاريخ 17 الشهر الجاري لإيصال المساعدات الإنسانية المتفق عليها لكن ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أبلغ وزارة الخارجية السورية بعدم القدرة على الدخول إلى داريا لأسباب لوجستية وإدارية وأمنية كما قال”.

وبشأن اللغط الذي يثيره البعض بخصوص تقديم المساعدات الطبية قال الجعفري.. “تستغرب الحكومة السورية اغفال البعض لحقيقة انها توافق على إيصال المساعدات الطبية إلى جميع المناطق باستثناء الأدوات التي تستخدم من قبل الإرهابيين والحكومة جاهزة للتعاون مع الجانب الاممي لمعالجة أي اشكالات في عمليات الايصال إن وجدت”.

وأما بخصوص الموافقات على طلبات القوافل المشتركة أوضح الجعفري بأن الامم المتحدة قدمت 26 طلبا لإيصال قوافل مساعدات مشتركة إلى مناطق ساخنة ضمن خطة شهر أيار الحالي حيث منحت الحكومة السورية موافقات الى 19 طلبا منها إلا أن الأمم المتحدة لم تنفذ حتى تاريخ 24 من هذا الشهر قبل يومين إلا ثلاث قوافل مساعدات إنسانية مشتركة فقط.

وأكد الجعفري أن أي تأخير في إعطاء بعض الموافقات أن وجد فيعود ذلك لضرورة ضمان أمن وسلامة العاملين في المجال الإنساني إضافة إلى ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.

وجدد الجعفري التأكيد على التزام الحكومة السورية بواجباتها ومسؤولياتها في تخفيف العبء الإنساني عن شعبها واستعدادها لاتخاذ كل ما يلزم من اجراءات وطنية في سبيل تحقيق ذلك ومتابعة التعاون مع الأمم المتحدة وتسهيل مهامها لافتا إلى أن هذا التعاون ليس طريقا باتجاه واحد بل على الأمم المتحدة بالمقابل أن تتعاون مع الحكومة السورية وتنسق معها وتحاورها في مختلف القضايا الانسانية بدلا من اللجوء الى التشكيك والانتقاد الذي لا يؤتي أكله.

وقال الجعفري.. “إن الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى لم تنجح على مدى سنوات الأزمة الخمس في تقديم المساعدات الإنسانية إلى ملايين السوريين شهريا إلا بفضل التعاون والتسهيلات الحكومية السورية”.

وأضاف الجعفري.. “إن حديثنا المستفيض وتأكيداتنا المستمرة على خطر الارهاب وعلى اهمية مكافحته لا يجب ان يفهم منها أبدا أننا ننكر عمق الإزمة الإنسانية في بعض المناطق السورية أو إننا لا ندرك أهمية مناقشة كيفية تحسين الوضع الإنساني في سورية بل يعني عكس ذلك”.

وأكد الجعفري أن “إنهاء الأزمة الإنسانية بشكل نهائي ومستدام يتم عبر معالجة جوهر المشكلة بجدية تامة وهو ظاهرة الارهاب المدعوم خارجيا والتدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية وليس عبر مجرد جمع المساهمات المالية في مؤتمرات استعراضية أو تقديم بعض المساعدات هنا او هناك على أهميتها”.

وختم الجعفري حديثه بالقول.. “إن الحكومة السورية ملتزمة بدفع المسار السياسي قدما حيث شارك وفد الجمهورية العربية السورية في محادثات جنيف وأبدى جدية والتزاما بهذه المحادثات إلا أن المشكلة كانت بفرض بعض الدول لما يسمى وفد الرياض كمحاور وحيد وقدوم هذا الوفد الى جنيف بشروط مسبقة وبهدف وحيد ألا وهو افشال المحادثات وهو الأمر الذي بدا واضحا في انسحاب هذا الوفد من المحادثات أكثر من مرة بتعليمات مباشرة من المشغلين الخارجيين له”.

وردا على ما قالته السفيرة الأمريكية بأن مندوب سورية لا يكترث بالرد على الأمم المتحدة قال الجعفري في مداخلة له.. “هذا الكلام غير صحيح لأن معظم بياني كان توضيحا وردا على ما ورد في تقرير الامين العام ولذلك فنحن لا نوجه الاتهامات لأحد وإنما نحاول أن نفتح عيون أعضاء المجلس إلى وجود خلل كبير ينظم عملية تقديم المساعدات الإنسانية إلى بلادي”.

وقال الجعفري.. “قدمت واقعا لا يدحض وإذا كان هناك من توضيحات في هذا الشأن تخالف ما ذهبت اليه فنحن مستعدون لسماع ذلك على الرحب والسعة لكننا لا نسيء للأمم المتحدة لأننا عضو مؤسس في هذه المؤسسة الدولية ودافعنا عنها دفاعا مستميتا وما زلنا لكن الأمم المتحدة ليست مليئة بالملائكة .. هناك شياطين في هذه المنظمة الدولية وانا عندما أتحدث عن وجود خلل ما في هذه المنظمة فأنا أعني بذلك أولئك الشياطين تحديدا”.

وأوضح الجعفري.. “قلنا عشرات المرات أن تركيا تستخدم المعابر الانسانية على الحدود لتمرير السلاح فلم يرد علينا السيد اوبراين ولا زميلته قبله وثبت مؤخرا وفقا لمصادر تركية أن نظام أردوغان يستخدم معابر المساعدات الانسانية لتمرير السلاح إلى الإرهابيين وحكم على قضاة وضباط جمارك وضباط أمن بالسجن.. إذا كان هذا الكلام تهجما على الامم المتحدة فهذا يعني أن الخبر الذي وردنا من تركيا غير صحيح .. فلتتفضل السفيرة الامريكية وتقل لنا إن معلوماتها تخالف ما ذهبت إليه في بياني”.

وقال الجعفري.. “إن الأمم المتحدة تسببت بكوارث في أكثر من دولة .. في ليبيا والعراق على سبيل المثال .. والجميع يعرف ما يجري في افريقيا .. نحن نريد أمما متحدة تعبر عن حيثيات الميثاق ولا نريد ميثاقا جديدا غير مكتوب ولا قواعد عمل جديدة غير مكتوبة نحن كدول اعضاء ندافع عن أحكام الميثاق .. كرامة الدول وسيادتها .. وليس انتهاك سيادة الدول على مدار الساعة ومن ثم تغطية ذلك بعبارة حماية المدنيين وتقديم مساعدات إنسانية”.

سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...