سجال ديبلوماسي بين دمشق والقاهرة واستبعاد أميركي للتدخل عسكرياً

04-09-2012

سجال ديبلوماسي بين دمشق والقاهرة واستبعاد أميركي للتدخل عسكرياً

للمرة الاولى منذ امتداد النيران السورية الى حلب، تحدثت مصادر عسكرية سورية عن الاحتمالات الزمنية لانهاء المواجهات العسكرية فيها بين الجيش النظامي والالاف من مسلحي المعارضة، عندما قال مصدر عسكري، امس، ان ذلك قد يتحقق خلال عشرة ايام.

وفي هذه الاثناء، رجح مسؤولون أميركيون عدم تدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا، واستبعدوا إقامة «منطقة عازلة» داخل سوريا، على غرار ما تطالب به تركيا، فيما تحدث معارضون عن وجود 10 آلاف سوري على الحدود التركية.
وقدم المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمس، نظرة متشائمة لما يمكن أن يقوم به لحل الأزمة السورية، واصفا مهمته بأنها «شبه مستحيلة»، فيما أكدت دمشق انه لن يحقق أي تقدم إلا إذا توقفت الدول الأخرى عن دعم المقاتلين وأعلنت بدلا من ذلك دعمها لخطة النقاط الست.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان في جنيف، أن رئيسها الجديد بيتر ماورر سيحث الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين آخرين خلال زيارة لدمشق، بدأت أمس وتستمر لمدة 3 أيام، على تسهيل وصول عمال ومواد الإغاثة إلى المدنيين.

وتوقع لواء في الجيش السوري النظامي، يقود العمليات العسكرية في حلب، أن يتمكن الجيش من استعادة السيطرة على المدينة «خلال عشرة أيام» بعدما تمكن أولا من السيطرة على حي صلاح الدين، الذي كان  يشكل معقلا للمسلحين، فضلا عن انه على وشك السيطرة على حي سيف الدولة.
وأوضح المسؤول العسكري السوري ان نحو ثلاثة آلاف جندي نظامي خاضوا مواجهات في مجمل أحياء حلب مع سبعة آلاف «إرهابي»، وقد قتل من هؤلاء نحو ألفين منذ بدء العمليات.

وقال الإبراهيمي، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثت أمس «أعلم مدى صعوبة المهمة، وكيف أنها شبه مستحيلة. لا يمكنني القول إنها مستحيلة بل هي شبه مستحيلة»، مضيفا «نحن لا نفعل الكثير. وهذا في حد ذاته عبء كبير».
وتابع «أنا آت إلى هذا المنصب وعيناي مفتوحتان ومن دون أوهام وعلى علم بمدى صعوبته، وافهم إحباط البعض حيال غياب تحرك دولي في سوريا». وأقرّ بأنه «يشعر بالذعر من ثقل المسؤولية بعد أن بدأ الناس يتساءلون ماذا تفعل والناس يموتون»، مضيفا «نحن لا نفعل الكثير، وهذا في حد ذاته ثقل مرعب».
وأعلن الإبراهيمي انه «لم ير أي شقوق في جدار الطوب الذي هزم سلفه كوفي أنان جراء تعنت الحكومة السورية، وتصعيد العنف من قبل المتمردين، وشلل مجلس الأمن الدولي».
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن الإبراهيمي سيصل إلى القاهرة الأحد المقبل لإجراء مباحثات حول تطورات الأوضاع في سوريا ومهمته التي بدأها. وقال إن «الأوضاع في سوريا ستناقش من جميع أبعادها في اجتماع اللجنة الوزارية العربية الأربعاء، كما تناقش اللجنة الخطوات الواجب اتخاذها لدعم مهمة الإبراهيمي»، موضحا أنه سيتم رفع ما يتم اتخاذه من خطوات إلى الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة، برئاسة لبنان، لإقراره.
وأعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن الدم السوري في رقبة الرئيس المصري محمد مرسي والسعوديين والقطريين والأتراك ممن يرسلون السلاح إلى سوريا. وقال، في مؤتمر صحافي في دمشق، أن «لسوريا مصلحة في نجاح مهمة الإبراهيمي»، مضيفا «أعتقد أن شرط نجاح الإبراهيمي في مهمته يتوقف على قيام دول محددة، قطر والسعودية وتركيا بالالتزام علنا بنجاح خطة النقاط الست، والتوقف فورا عن إرسال السلاح وإغلاق حدودها في وجه المقاتلين وإغلاق معسكرات التدريب والإيواء». وتابع «الكرة ليست في الملعب السوري. الكرة في ملعب السعودية وقطر وتركيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة». وقال «قدمنا لكوفي أنان كل سبل المساعدة وهذا ما سنفعله مع الإبراهيمي».
وردت القاهرة على انتقاد الزعبي لمرسي، معتبرة أنه «لا يعنيها سوى مصلحة الشعب السوري». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي، في بيان، أن «مصر تدعو الحكومة السورية لتركيز جهودها على حقن دماء مواطنيها والتعاون مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إخراج سوريا من أزمتها الطاحنة الحالية».

وأعلن لافروف انه سيناقش مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون المسألة السورية، خلال لقائهما على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (ابيك)، في مدينة فلاديفوستوك.
وقال «مبدئيا لا يوجد اختلاف في موقف روسيا وأميركا. كلانا يريد أن تصبح سوريا ديموقراطية ذات نظام متعدد يحققه السوريون بأنفسهم، مع احترام كافة الدول سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية»، لكنه أشار إلى أن «الاختلاف يكمن في كيفية الوصول إلى الهدف»، موضحا أن واشنطن تريد «تحديد مجرى الأحداث أولا وتنحية الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية، من دون التشاور مع السلطات السورية الحالية، أي فرض التسوية من الخارج. أما روسيا فتقترح تسوية الأزمة السورية على ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف، والذي بموجبه على الأطراف المتنازعة وقف إطلاق النار وتعيين ممثلين لهم للمفاوضات».
وكرر لافروف أن روسيا «لا تتمسك بأي نظام أو شخصيات سورية محددة، بل تتمسك بما هو واقعي ومطلوب لتحقيق المهمة الأكثر أهمية: وقف العنف وإنقاذ حياة الناس».
وأعلن نائبه ميخائيل بوغدانوف أن موسكو «تأمل ألا يرتكب أحد حماقة» التدخل العسكري في سوريا، في اشارة الى تهديد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للنظام السوري من أن الرد الغربي سيكون «هائلاً وصاعقاً» إذا استخدم الأسلحة الكيميائية. وقال بوغدانوف إن «دمشق أكدت لروسيا أكثر من مرة، أن الأسلحة الكيميائية في سوريا مؤمنة، وذلك من خلال الاتصالات على المستوى العالي وبيانات الحكومة السورية».

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مسؤولين أميركيين ترجيحهم عدم تدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا. وأعلنوا أنهم يستبعدون أي توسيع، ولو ضئيل، للدور الذي تقوم به واشنطن في الأزمة السورية خلال الأشهر التي تسبق الانتخابات الأميركية، وربما بعدها. وقال احدهم «يمكن أن ننجر إلى هذا الأمر لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد».
وقال مسؤول آخر إن «إمكانية إقامة (منطقة عازلة في سوريا) يحتاج إلى حظر للطيران»، موضحا انه لا يوجد أي منظمة إنسانية قد تفكر بدخول سوريا إذا لم يكن هناك حماية من الهجمات الجوية و«هذا الأمر يستدعي ضرب الدفاعات الجوية السورية».
لكن المسؤولين الأميركيين كرروا أن جميع الخيارات، ضمنها التدخل العسكري، مطروحة. وقال احدهم «لا يوجد أمر لم ندرسه. نريد القيام بالمزيد، لكننا نضع في الاعتبار ما يمكن أن يكون فعالا وفي مصلحتنا».
وأعرب المسؤولون عن تخوفهم من تسليح المقاتلين بأسلحة مضادة للطيران أو الدبابات، ومن أن تقع في أيدي متشددين. وقال مسؤول «إننا قلقون من أن هناك نسبة كبيرة من الإسلاميين المتشددين في سوريا، ونحن لا نريد أن تقع الأسلحة، في النهاية، في الأيدي الخطأ».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...