روسيا تحذر من «ديبلوماسية القنابل» وإيران تجدّد دعوتها للحوار

03-10-2012

روسيا تحذر من «ديبلوماسية القنابل» وإيران تجدّد دعوتها للحوار

استمرت حالة المراوحة السورية على المسارين السياسي والعسكري. وبينما بدت جهود التسوية بانتظار العودة القريبة للمبعوث المشترك الاخضر الابراهيمي الى القاهرة، او اعادة تحريك مبادرة «اللجنة الرباعية» الاقليمية، فان معركة حلب ظلت في مكانها، لا الجيش السوري تحرك لاستعادتها بالكامل، فيما يعزز حشوده العسكرية، ولا مسلحو المعارضة حققوا تعهدهم بالسيطرة عليها.
وفي هذه الاثناء، التقطت روسيا المزيد من الاشارات المقلقة حول احتمالات التمدد الاقليمي للنزاع السوري المسلح، بعد مقتل مسلحين سوريين من الاكراد بنيران قوات تركية، واطلقت دعوتها الى كل من دمشق وانقرة الى ضبط النفس، فيما دعت الدول الغربية، خصوصا حلف شمال الاطلسي، الى التخلي عن افكار التدخل العسكري مهما كان شكله، بعدما برهنت «ديبلوماسية القنابل» عن عقمها في نزاعات اخرى وزعزعت استقرار الدول. وحذرت طهران من أن الصراع في سوريا يمكن أن يبتلع المنطقة، مكررة ان السبيل لحل الأزمة هو الحوار الوطني وانتخابات جديدة وليس الحرب وإن الشعب السوري ينبغي أن يختار طريقه بنفسه.
وأعلن نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون، في مؤتمر صحافي في نيويورك، إن الإبراهيمي سيعود إلى المنطقة هذا الأسبوع لمحاولة خفض حدة القتال تمهيدا لإجراء حوار سياسي.
وقال الياسون إن الإبراهيمي «سيعود إلى المنطقة لمواصلة العمل، ونأمل أن نتمكن على الأثر من التقدم نحو خفض العنف الذي يجب أن يكون الأولوية بالنسبة لنا». وأشار إلى أن السيناريو الايجابي هو أن توافق الحكومة السورية على وقف القصف، معتبراً أن هذه التهدئة يمكن أن «يعقبها خفض للعنف من قبل الفريق الآخر، ووقف إطلاق نار في أفضل الأحوال»، موضحا ان ذلك «سيحسن فرص التقدم على الصعيد السياسي» بين دمشق والمعارضة .
وبشأن المبادرة التي طرحها الرئيس المصري محمد مرسي بتنظيم لقاء في القاهرة حول سوريا يضم إيران والسعودية وتركيا، أوضح الياسون أن «الإبراهيمي سيعمل من القاهرة اعتباراً من الأسبوع المقبل، ليكون أكثر قرباً من المنطقة وليعمل بشكل وثيق مع المسؤولين المصريين».
ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مصادر ملاحية في مطار القاهرة قولها إن وفداً عسكرياً رفيع المستوى سافر إلى دمشق أمس الأول، وانه سيبقى هناك لمدة يومين، لكن المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي نفى هذا الأمر. وأعلن مسؤول امني رفيع المستوى انه لا يعرف شيئاً عن الموضوع، من دون أن ينفي سفر الوفد.
وفي حين أكد رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي، أمام البرلمان، دعم العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمنية، يبدو أن السلطات السورية قررت تسريع عملية الحسم العسكري في حلب، حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية السورية والمسلحين.
وذكرت صحيفة «الوطن» إن تعزيزات عسكرية جديدة وصلت إلى حلب «ما يعني أن الجيش عازم على تطهير ما تبقى من أحياء المدينة من المسلحين، خصوصاً الشرقية منها في أسرع وقت ممكن». وأشارت «البعث» إلى قرب انتهاء العمليات الأمنية في «كامل» ريف دمشق.
وبعد ساعات من نقل وكالة «رويترز» عن صحيفة «الديار» إن الرئيس بشار الأسد موجود في حلب، وانه أعطى الأوامر لقوات يقدر قوامها بثلاثين ألف جندي و2000 ناقلة جند وآلية بالانتقال إلى المدينة لقتال المسلحين، نقل موقع «داماس بوست» عن مصادر مطلعة قولها إن الأسد زار حلب بعد تقارير وردت إلى رئاسة الأركان السورية عن أن الوضع صعب في المدينة، خاصة بعد احتراق الأسواق القديمة.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في مقابلة مع وكالة «انترفاكس» الروسية، «خلال اتصالاتنا مع شركائنا في حلف شمال الأطلسي وفي المنطقة ندعوهم إلى عدم البحث عن ذريعة لتطبيق سيناريو يشمل القوة، أو إطلاق مبادرات تتعلق بممرات إنسانية أو مناطق عازلة» في سوريا، مكرراً موقف موسكو الداعي إلى التوصل إلى حل سياسي ديبلوماسي للأزمة السورية.
وذكر غاتيلوف أن هناك أمثلة معروفة على التدخل العسكري في المنطقة، أظهرت أن «ديبلوماسية القنابل» لم تؤد أبداً إلى النتائج المطلوبة منها، بل أدت إلى زعزعة الوضع الأمني في تلك الدول والمنطقة بأكملها. وقال «من المهم الآن بذل قصارى الجهود من أجل إقناع الأطراف السورية بوقف العنف وإقامة حوار وطني وتنفيذ بيان جنيف».
ودعا غاتيلوف دمشق وأنقرة إلى «ضبط النفس» بعد قتل جنود أتراك لمسلحين كرديين داخل الأراضي السورية. وقال «نعتبر أن على السلطات السورية والتركية إبداء أقصى درجات ضبط النفس في هذا الوضع، عبر الأخذ بالاعتبار ارتفاع عدد المتطرفين في صفوف المعارضة السورية الذين يمكن أن يتسببوا بنزاعات عبر الحدود». وأشار إلى أن «روسيا قلقة بشأن خروج الأزمة السورية من نطاق الحدود الجغرافية لهذا البلد، وزعزعة الأوضاع الأمنية في دول الجوار من خلال تزايد اللاجئين من سوريا».

وقال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، رداً على سؤال خلال مشاركته في حلقة حوار نظمها مجلس العلاقات الخارجية الأميركي للدراسات في نيويورك بشأن احتمال استخدام دمشق أسلحة كيميائية ورد فعل طهران على مثل هذه الخطوة، انه «إذا ما تحققت هذه الفرضية سيكون ذلك نهاية كل شيء». وأضاف «إذا ما قام أي بلد، بما في ذلك إيران، باستخدام أسلحة دمار شامل، ستكون نهاية صلاحية شرعية هذه الحكومة». وشدّد على أن «أسلحة الدمار الشامل، كما سبق وقلنا، ضد الإنسانية، انه أمر لا يمكن القبول به بتاتاً». وذكر بأن القوات الإيرانية كانت ضحية هجمات بأسلحة كيميائية من جانب القوات العراقية خلال الحرب بين البلدين.
وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» بثت أمس، إن الحرب ليست السبيل الصحيح للمضي قدماً، مضيفاً «هناك طريقة ثانية لا بد أن ننتبه إليها هي التفاهم الوطني من أجل خوض الانتخابات في المستقبل». وتابع إن «قضية سوريا معقدة وهي أيضاً مسألة مهمة. هل أنضم إلى دعاة الحرب؟ لا أعتقد أن لغة الحرب لغة جيدة». وقال «لا بد أن تكون هناك طريقة جديدة لحل الخلاف. أنا منذ البداية عارضت الحرب، ولكن الذين يريدون أن تسوّى الأمور بالحوار هم أقلية وربما الغالبية هي التي تريد أن تنطلق في إطار الحرب».
وحذر نجاد من أن الصراع في سوريا يمكن أن يبتلع المنطقة. وقال إن السبيل لحل الأزمة السورية هو الحوار الوطني وانتخابات جديدة وليس الحرب وإن الشعب السوري ينبغي أن يختار طريقه بنفسه. وأضاف «هناك طريقة ثانية لا بد أن ننتبه إليها هي التفاهم الوطني من أجل خوض الانتخابات في المستقبل».
وقال نجاد، خلال مؤتمر صحافي في طهران، «أنا لا أقرر ما الذي يجب أن يسير عليه الشعب السوري. الشعب السوري هو الذي يجب أن يحدد مصيره ومستقبله بنفسه». واعتبر أن كل القوى العالمية التي انخرطت في الأزمة السورية ارتكبت «أخطاء»، محذراً من أن الصراع السوري سيمتدّ إلى دول أخرى في المنطقة إذا لم يحل. وقال «من الممكن أن تشهد الأجواء الأردنية غداً مثل ما تشهده سوريا حالياً. لذلك يجب أن نفتش عن حل عملي وجيد لشعوب المنطقة كافة، لكن إذا صارت الأمور على هذا المنوال فإن الكوارث ستنزل علينا جميعاً».
وألمح نجاد إلى أن الأزمة السورية تستخدم لتقويض إيران، قائلاً «كل الشعب السوري محترم، ولكن البعض يريدون تصفية الحسابات مع إيران». وعبر عن قلقه من تزايد الدعوات للتدخل العسكري في سوريا، مضيفاً «أنا منذ البداية عارضت الحرب، ولكن الذين يريدون أن تسوى الأمور بالحوار هم أقلية، وربما الغالبية هي التي تريد أن تنطلق في إطار الحرب».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...