أوباما يرى الوضع في سوريا سيكون طويل الأمد والأردنيون يتظاهرون ضد الوجود الأميركي العسكري

27-04-2013

أوباما يرى الوضع في سوريا سيكون طويل الأمد والأردنيون يتظاهرون ضد الوجود الأميركي العسكري

اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أن الوضع في سوريا سيكون طويل الأمد، ولن تحل الأزمة بين عشية وضحاها، واعدا بإجراء تحقيق قوي بشأن «مؤشرات» احتمال استخدام السلطات السورية سلاحاً كيميائياً، معتبراً أن استخدام هذا السلاح «سيغير قواعد اللعبة»، بالرغم من إشارته إلى أن تقييمات الاستخبارات الأميركية، لا تزال أولية.
وقال أوباما، خلال لقائه الملك الأردني عبد الله الثاني في البيت الأبيض، «نملك بعض المؤشرات التي تفيد بأن سلاحا كيميائيا استخدم ضد السكان في سوريا. إنها تقديرات أولية تستند إلى عملياتنا الاستخباراتية». اردني يحمل لافتة كتب عليها «يانكيز لا تأتوا» خلال تظاهرة في عمان امس رفضا لتعزيز واشنطن وجودها العسكري في الاردن (ا ف ب)
وأضاف أوباما، الذي يتعرض لضغوط داخلية وخارجية للتدخل عسكريا في الأزمة السورية، «هناك أسئلة عديدة حول كيفية استخدام هذه الأسلحة، ومتى حصل ذلك وأين». ووعد «بأن نقوم بأنفسنا بتحقيق قوي جدا، وبأن نجري مشاورات مع شركائنا في المنطقة وكذلك مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتحقيق في هذا الأمر في أسرع وقت وأكبر قدر من الفاعلية».
وأضاف «لكنني كنت أفكر في ما قلته وأكرره، إن سقوط قذائف هاون على مدنيين، وقتل أناس من دون تمييز، هو أمر فظيع بالتأكيد، لكن احتمال اللجوء إلى أسلحة دمار شامل بحق مدنيين يتجاوز خطاً آخر على صعيد القوانين الدولية ويغير قواعد اللعبة».
وتابع ان استخدام الأسلحة الكيميائية «سيغير قواعد اللعبة. علينا التحرك بحكمة. علينا إجراء تلك التقييمات بروية. لكني أعتقد أننا جميعا ندرك كيف أنه لا يسعنا الوقوف مكتوفي الأيدي والسماح بالاستخدام الممنهج لأسلحة مثل الأسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين». واعتبر ان «استخدام أسلحة كيميائية والخطر الذي يمثله هذا الامر للمجتمع الدولي وجيران سوريا وإمكان أن تقع (هذه الاسلحة) في أيدي إرهابيين، كل ذلك يضفي طابعا ملحا على ما هو أصلا مشكلة إنسانية وأمنية كبيرة في المنطقة».
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني قد أعلن أن أوباما يريد «تقييماً حاسماً» قبل اتخاذ قرار في هذا الصدد، مضيفا أن الرئيس سيدرس خيارات بينها القوة العسكرية، لكنها لا تقتصر عليها فقط، إذا تأكد أن سوريا استخدمت أسلحة كيميائية.
وكان متظاهرون أردنيون قد أحرقوا علم الولايات المتحدة وسط عمان، فيما شارك المئات بتظاهرات في مدن أخرى، رفضا لتعزيز واشنطن وجودها العسكري في المملكة لاحتمال التدخل في سوريا.
وشارك المئات في تظاهرة نظمتها مجموعات شبابية وأحزاب يسارية معارضة انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان، وسط هتافات «ياللي طالع من صلاتك الاميركي دخل بلادك»، و«عالمكشوف وعالمكشوف، أميركي ما بدنا نشوف». وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «الجيش العربي (الأردني) يحمينا»، و«الوجود الأميركي يمس السيادة الوطنية»، و«من يأتي بالاميركان ليرحل معهم»، فيما أحرق العلم الأميركي.
وفي اربد والزرقاء شارك المئات بتظاهرات مماثلة وسط هتافات بينها «أميركا هي هي، أميركا رأس الحية»، و«سوريا حرة حرة وأميركا تطلع برا».
واتهمت موسكو الأمم المتحدة بتسييس التحقيق حول «الكيميائي» عبر مطالبة دمشق بالموافقة على إنشاء آلية تفتيش دائمة على كامل الأراضي السورية ودون قيد للدخول إلى كل الأمكنة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إن «الآلية المقدمة لتنفيذ عمليات التفتيش مماثلة لتلك التي تم استخدامها في العراق».
وقال مسؤول حكومي سوري لوكالة «اسوشييتد برس» إن القوات السورية «لم ولن تستخدم أسلحة كيميائية، حتى ولو كانت تملكها». وأعلن أن القوات السورية لا تحتاج لاستخدام أسلحة كيميائية «لأنها قادرة على الوصول إلى أي منطقة في سوريا».
وشدد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، على أن «المجموعات الإرهابية المسلحة هي التي استخدمت السلاح الكيميائي في منطقة خان العسل في حلب»، مرجحا أن تكون الأسلحة الكيميائية جاءت من تركيا.
وفيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وباريس الحكومة السورية السماح لفريق دولي بالتحقيق في الاتهامات بشأن استخدام أسلحة كيميائية، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية ليفنت جومروكجو أن استخدام دمشق الأسلحة الكيميائية «سينقل الأزمة إلى مستوى آخر»، لكنه رفض الحديث عن إمكانية أن تسمح تركيا بانطلاق عمل عسكري ضد سوريا من أراضيها.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، «إنها أدلة محدودة، لكن كان لدينا نحن أيضا أدلة متزايدة عن استخدام أسلحة كيميائية على الأرجح من قبل نظام (الرئيس) بشار الأسد»، لكنه أعرب في الوقت ذاته عن معارضته لإرسال قوات بريطانية إلى سوريا. (ا ف ب، ا ب، رويترز)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...