نظام أوباما/كيري/هاغل: بيع الموت وشراء القتلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (2)

25-03-2013

نظام أوباما/كيري/هاغل: بيع الموت وشراء القتلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (2)

الجمل- قسم الترجمة- بروفسور جيمز بيتراس- ترجمة: د. مالك سلمان:

نقاط الضعف والفشل في إرث أوباما/كلينتون
إن النجاحات الواضحة والحقيقية التي حققها نظام أوباما/كلينتون في بناء الإمبراطورية مشوبة بنقاط الضعف ومبنية على أسس سياسية واجتماعية-اقتصادية هشة. إذ تبين النجاحات التكتيكية المؤقتة نقاط الضعف الاستراتيجي والتكاليف العسكرية الباهظة دون إنجازات اقتصادية إمبريالية مناسبة.
إن الهجوم الرجعي لنظام أوباما/كلينتون ونجاحاته السياسية والعسكرية مبنية على مفهوم عسكري لبناء الإمبراطورية خال من أي تفكير اقتصادي. فليس من المدهش, إذاً, أن العديد من صناع القرار الكبار الذين يروجون لبناء الإمبراطورية على أساس عسكري هم إيديولوجيون عسكريون وصناع قرار صهاينة متخصصون بتدمير الأعداء (أعداء إسرائيل) وليس بدعم أو حماية النفط الأمريكي أو التصنيع أو المصالح الإمبريالية الأمريكية.
إن تحليلاً مفصلاً ونقداً لتدخلات السياسة الخارجية الرئيسة لنظام أوباما/كلينتون يلقي الضوء على نقاط الضعف والإخفاقات الإستراتيجية, حتى في المناطق التي يحتفي بها بناة الإمبراطورية بصفتها "نجاحات".
مع أن نظام أوباما/كلينتون نجح في ضمان ما يقارب 15 مليار دولاراً من أموال دافعي الضرائب وتقديمها كمساعدات لإسرائيل, إلا أنه فشل في ضمان تسوية نيوكولونيالية للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني, وحتى تسوية مبنية على التنازل عن جزء مقتطع من الضفة الغربية مكون من مناطق مجزأة ("بانتوستانز"). وكنتيجة للهيمنة الكلية على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط من قبل تجمع القوى الصهيونية (التي تمثل أقلَ من 1% من سكان الولايات المتحدة), تعرض نظام أوباما/كلينتون إلى "الإهانات" المتكررة من قبل أسياده الإسرائيليين. فقد أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي القوي والمترع بالثقة بالنفس, بنيامين نتنياهو, مستوطنات كولونيالية مخصصة لليهود حصرياً على الأراضي الفلسطينية, على الرغم من الإدانة العالمية شبه الشاملة, وهو يعرف أن بمقدوره الاعتماد على قوة الفيتو التي تمتلكها واشنطن في الأمم المتحدة وتأثيرها على حلفائها الأوروبيين وزبانيتها من العرب.
من الناحية الإستراتيجية, تتضمن العلاقات العميقة بين نظام أوباما/كلينتون وتجمع القوى الصهيونية تعيين الإسرائيليين المبتدئين في مواقع رئيسية في مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية. وقد ضمنت هذه التعيينات أن المصالح الإسرائيلية سوف تستمر في رسم السياسات الأمريكية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة الخليج. ويحدد هؤلاء الصهاينة المعيَنون الزبائنَ السياسيين المقبولين والأعداءَ الذين يجب استهدافهم وتدميرهم. فقد تجلى الفشل الأكبر لنظام أوباما/كلينتون في بنائه للإمبراطورية الأمريكية في فشله في الاستقلال عن الحاضنة الصهيونية واستيعاب نشوء قوى اجتماعية-سياسية جديدة, إضافة إلى فشله في تحقيق الأرباح الاقتصادية المتناسبة مع إنفاقاته وميزانياته العسكرية الضخمة.
إن الفرض الناجح لأنظمة زبانية جديدة في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية (اليمن) هو نصر قصير الأمد مبني على القوة واستمرار جهاز الدولة القمعي السلطوي. فإدخال السياسات الرجعية الليبرالية الجديدة سوف يقوض هذا النجاح قصير الأمد. فإذا كانت الولايات المتحدة قد "ربحت" الجولة الأولى في "الربيع العربي", فإن زبانيتها من الحكام يواجهون اضطراباً اجتماعياً أكثر راديكالية, اضطراباً يتجاوز الصراعَ السابق ضد الدكتاتورية يستهدف, بشكل علني, الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي و "صندوق النقد الدولي". فإمكانية تحقيق الزبانية الجدد للاستقرار عن طريق الاستشفاء الاقتصادي شبه معدومة. حيث أن التطبيق الكامل لأجندة نظام أوباما/كلينتون – "صندوق النقد الدولي" في إنهاء المساعدات الغذائية والنفطية, وزيادة الضرائب الارتدادية, والخصخصة الشاملة, سوف تخلق نوعاً من الغضب المتفجر في صفوف الجماهير العربية. فتحت ضغط الموجات الجديدة من الانتفاضات الجماهيرية ضد السياسات الاقتصادية النيوليبرالية المتوحشة, يمكن للتواطؤ القائم بين الزبانية العرب وإسرائيل, والذي تديره الولايات المتحدة, أن ينتهي.
ترافق إسقاط نظام أوباما/كلينتون الناجح للرئيس القذافي واغتياله مع التدمير الكامل للدولة القومية الليبية, واقتصادها, ونسيجها الاجتماعي. فقد أنتجت سياسة نظام أوباما/كلينتون في الحرب الشاملة مجتمعاًً بائساً فوضوياً يغيب فيه القانون و "يترأسه" ليبراليون جدد مغتربون لا سلطة لهم في القمة ويديره زعماء قبليون محليون, وقتلة إسلامويون, وعصابات إجرامية على الأرض. وهم متخصصون في تهريب السلاح, وإرسال المرتزقة المسلحين إلى الخارج (وخاصة إلى سوريا), والاتجار بالعمال المهاجرين, والمخدرات, والعبودية الجنسية. فقد تعافى قطاع الصناعة النفطية لكن الأرباح النفطية لا تصل إلى الولايات المتحدة إلا بنسبة ضئيلة جداً.
كما أن موظفي السفارة الأمريكية (بمن فيهم السفير) قد تعرضوا للقتل, ويتنقل المسؤولون الأمريكيون الزائرون في عربات مصفحة. فعوضاً عن تحقيق نصر سياسي, خسرت واشنطن شريكاً نفطياً محتملاً مفيداً لصناعتها القائمة على استخراج النفط. ويمكن للمرء القول إن "المستفيد" الحقيقي من الحرب الأمريكية-الأوروبية التي دمرت ليبيا هي إسرائيل: فقد كان القذافي حليفاً قوياً للشعب الفلسطيني وداعماً له. وقد أدى غزو ليبيا إلى التهجير شبه الكامل للمجتمعات الإثنية المسلحة, مما زاد من حدة النزاع في المستعمرات الجديدة الصحراوية الغنية بالنفط.
نجح تجمع القوى الصهيونية, المتأصل في الكونغرس والخزينة وداخل نظام أوباما/كلينتون, في فرض عقوبات اقتصادية جديدة أكثر قسوة على 75 مليون إيراني دعماً لهدف إسرائيل في "تغيير النظام" في طهران". ومع ذلك, فقد نتج عن ذلك تعزيز وحدة الشعب الإيراني المتنوع إثنياً, وخاصة عندما يتم تضخيم التهديدات العسكرية العلنية, الصادرة عن إسرائيل النووية, من قبل البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي الذي يهيمن عليه الصهاينة.
ويستمر برنامج إيران النووي السلمي؛ حيث تستمر مبيعات النفط والغاز للصين واليابان والهند وكوريا وباكستان. وقد تم توقيع اتفاقية جديدة لتمديد خط غاز بقيمة مليار دولار مع باكستان. كما حلت إيران محل الولايات المتحدة بصفتها القوة المسيطرة في العراق.
بكلمات أخرى, لم يتمكن نجاح نظام أوباما/كلينتون الدبلوماسي ("العقوبات ضد إيران") من تعزيز سلطة الولايات المتحدة, كما أنه لم يحقق أية أهداف إستراتيجية. وفوق ذلك, كان للعقوبات التي صممها الصهاينة تأثير سلبي على أسعار الطاقة الأمريكية وأرباح الشركات النفطية الأمريكية. لقد "نجحت" سياسة نظام أوباما/كلينتون تجاه إيران في الحفاظ على إسرائيل بصفتها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط, وهو أحد أهداف تل أبيب.
كان نجاح نظام أوباما/كلينتون في توسيع المواقع والمهمات ومنصات الطائرات الآلية والجيوش المرتزقة في أفريقيا مكلفاً جداً, كما أنه أدى إلى زعزعة سياسية, كما أنه لم يضع حداً للنفوذ الاقتصادي الصيني الضخم وطويل المدى في مناطق الطاقة الرئيسة في المنطقة. إن الولايات المتحدة تتمتع بعلاقات أوثق مع جنرالات وديكتاتوريي أفريقيا, حيث يصول مصرفيوها ويجولون, لكن خروج رأس المال من أفريقيا يترافق مع تدفق المساعدات الأمريكية الخارجية. فبينما كان نظام أوباما/كلينتون يبني منصات انطلاق الطائرات الآلية (بدون طيار), كان الآلاف من عمال المناجم الصينيين والمستثمرين وشركات البناء والنقل الصينية يؤسسون إمبراطورية اقتصادية سوف تعزز, مع مرور الوقت, قوة الصين بعد سقوط الإمبراطورية الأمريكية بوقت طويل.
يزعم نظام أوباما/كلينتون أنه حقق "نصراً عسكرياً" في العراق, إلا أن ما نراه في الواقع هو "الهزيمة عبر الانسحاب" على الأرض. فقد أنفقت الولايات المتحدة 2 تريليون دولار بهدف إسقاط وقتل الرئيس العراقي صدام حسين. لقد جعل نظاما بوش وأوباما/كلينتون الفرعَ التنفيذي للحكومة الأمريكية يبدو كمجموعة من الأغبياء من خلال تبرير الحرب على أساس معلومات استخباراتية مفبركة (من خلال الزعم الكاذب بوجود أسلحة دمار شامل) عبر سلسلة من الأكاذيب طبخها المتعاونون مع إسرائيل في البنتاغون والبيت الأبيض و "نيويورك تايمز" (وخاصة الداعية الدجالة جوديث ميللر).
النتيجة النهائية تمثلت في دولة فاشلة: انقسامات إثنية-دينية بدائية, ملايين القتلى, ملايين المهجرين والمصابين, تفجيرات إرهابية يومية ضد شعب يتعرض لكل أنواع العنف والدمار, وقفزة كبيرة إلى الوراء للعراق من النواحي الاقتصادية والعلمية والاجتماعية. ومن الناحية السياسية, تحكم العراق الآن نخبة شيعية مقربة من إيران – وهي المستفيد الأكبر من الغزو الأمريكي للعراق والعدو الرئيسي لمشروع بناء الإمبراطورية الأمريكية. يتكون العراق الآن من شعب عدائي في معظمه, وبلد مقسم ومشرذم يحرض العرب على الأكراد, حيث تم تهجير أو اغتيال النخب العلمية والمهنية وتدمير المجتمعات المسيحية العريقة. إن مزاعم نظام أوباما/كلينتون في تحقيق "النجاح في العراق" تكشف عن إضعاف الوجود الأمريكي في منطقة الخليج. فمن الناحية الاقتصادية, أصبحت تركيا الشريك التجاري الرئيسي للعراق, حيث تتوثق العلاقات التجارية بين البلدين أكثر فأكثر في كل سنة.
وبكلمات أخرى, دمر الغزو الأمريكي للعراق أحد أعداء إسرائيل, وحطم الاقتصاد الأمريكي (2 تريليون دولار والإنفاق لا يزال قائماً), وعزز السيطرة الإيرانية, كما سلمَ السوق الاستهلاكي القائم على البترو-دولار وعقود البناء لتركيا. ولذلك فإن مزاعم نظام أوباما/كلينتون في تحقيق النصر العسكري لا تجد سوى صدىً فارغاً في الخزينة الأمريكية – فأين هي "غنائم هذه الحرب الإمبريالية"؟ لم يعد معظم مهندسي غزو العراق في الحكومة الأمريكية وهم يقبعون بارتياح الآن في مراكز الأبحاث الصهيونية (طواحين الدعاية) في واشنطن, أو يوقعون عقوداً "استشارية" مشبوهة في "وول ستريت" أو تل أبيب. أما دافعو الضرائب الأمريكيون فقد وجدوا أنفسهم يصارعون ديناً حربياً ضخماً ويحزنون على مئات الآلاف من الجنود المصابين في الحرب – جنود فقدوا حياتهم, أو أعضاءهم, أو عقولهم – وكل ذلك بسبب كذبة فاضحة عملت على تلفيقها قوة أجنبية هي إسرائيل.
إن شعوبَ أفغانستان والعراق وليبيا والآن سوريا – الضحايا المتسلسلين للآلة العسكرية الأمريكية/الأوروبية والمرتزقة الإسلامويين – يواجهون عسكرة متسارعة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا, مناطق تشهد حروباً جديدة تنز كالقيح من الجراح. ففي ليبيا, يرتجف الدبلوماسيون الأمريكيون والأوروبيون في مخابئهم ولا يتجرؤون على التنقل إلا في سيارات مصفحة, وهي نتيجة طبيعية لتحالفاتهم الإمبريالية – الإسلاموية "الإنسانية".
مع تسليح الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للإرهابيين الإسلامويين والعصابات المجرمة التي تقوم بنهب وتدمير المدن السورية وتقطيع أوصال العسكريين وإعدام المدنيين (موظفين حكوميين, مثل معلمي المدارس), يواجه المجتمع السوري العلماني المتنوع نهاية محتومة. يقوم المتعصبون الإسلامويون, المزودون بأسلحة متطورة من الملك السعودي وأمراء النفط الخليجي, باحتلال المدن السورية الحديثة ويفرضون قانون الشريعة القروسطي على مجتمعات كانت فيما مضى إحدى أكثر المجتمعات علمانية وتنوعاً في المنطقة كلها.
إن العلويين والمسيحيين الأرثوذكس والسريان, والأكراد, والسوريين العلمانيين المتعلمين يواجهون خطر الإبادة الجماعية أو التهجير على يد المتعصبين الوهابيين الممولين من قبل المملكة السعودية. فالزبائن "العلمانيون" المدعومون من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي (ومعظمهم من المغتربين السوريين الذين يحملون جوازات سفر أمريكية أو بريطانية) يلعبون دور الغطاء الدعائي للإسلامويين المسلحين المجرمين المرتزقة. ويقدم رئيس الوزراء التركي المستبد إيردوغان, وهو إسلاموي "معتدل", القواعد والتدريب والدعم اللوجستي لغزو سوريا. فقد أصبحت تركيا المحور الإسلاموي بالنسبة إلى القوى الأصولية التي تسعى إلى الهيمنة على سوريا والمشرق العربي. إذ إن العنف الإرهابي الإسلاموي آخذ في التمدد عبر الحدود إلى لبنان اليوم, والأردن غداً, ويمكن أن يقود في النهاية إلى حروب متعددة تشترك فيها الزبانية الخليجية الهشة.
أجل, قام نظام أوباما/كلينتون بتقويض خصم مستقل وعلماني وقومي يتمثل في بشار الأسد, وبهذا فهو يدمر داعماً لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم, لكن النتائج النهائية لن تكون مفيدة للمصالح الأمريكية الإمبريالية العسكرية, أو الاقتصادية, أو الدبلوماسية. فقد دمرت حروب نظام أوباما/كلينتون المصالح الأمريكية التجارية لعقود طويلة قادمة؛ إذ إن انتصار "ثوارهم" الإسلامويين المرتزقة يولد نسخة مسلحة عن القاعدة تتمتع بقاعدة جغرافية وتمتلك حرية الوصول إلى كميات ضخمة من الأسلحة الحديثة في مناطق مجاورة لأنظمة الزبانية التابعة للولايات المتحدة.
يزعم نظام أوباما/كلينتون أنه اكتشف تقنية قليلة الكلفة (فيما يخص الدم الأمريكي) لفرض الهيمنة العسكرية الأمريكية: اغتيال المعارضين للإمبريالية الأمريكية بواسطة الطائرات الآلية أو "القوات الخاصة". فتبعاً لمخططي النظام الإستراتيجيين, تتمثل ميزات الاغتيال بواسطة الطائرات الآلية في حماية حياة الجنود المقاتلين و "القوات الخاصة", التي تعمل في الخفاء ويتم تمويلها من خارج الميزانية الرسمية بحيث لا تثير أي اهتمام شعبي أو قانوني. لكن الطائرات الآلية أصبحت مرئية جداً, حتى بالنسبة إلى الكونغرس المتواطىء, وتتم إدانتها بشكل روتيني حتى من قبل أنظمة الزبانية في باكستان وأفغانستان. كما أن الأمم المتحدة أدانت عمليات الطائرات الآلية بشكل علني بعد أن فاق عدد المصابين والقتلى المدنيين عدد ما يسمى بالأهداف "الإرهابية". ويجمع معظم الخبراء على أن الاغتيالات بواسطة الطائرات الآلية قد ضاعفت أعداد الخصوم وسهلت تجنيد مقاتلي المقاومة. فقد زادت حرب الطائرات الآلية من عزلة أنظمة الزبانية مثل اليمن التي تسمح بهجمات الطائرات الآلية ضد مواطنيها. لم تنجح استراتيجية السياسة الخارجية بواسطة "الطائرات الآلية وفرق الموت" الحاجة إلى القوات البرية في مهمة بناء الإمبراطورية. فحالما تنسحب القوات البرية الأمريكية, يتبين أن جيوشها المرتزقة عاجزة أو غير راغبة في إطاعة المستشارين أو المدربين الأمريكيين, أو "القوات الخاصة".
يتمثل التعبير الأوضح عن هذه الإستراتيجية الفاشلة في العدد المتزايد للانشقاقات في قوات الأمن الأفغانية وقتل ضباط الناتو والولايات المتحدة على يد الجنود والضباط الأفغان – وحتى أولئك الذين يتمتعون بسجل أمني نظيف. ويشير هذا الاختراق لأعلى مستويات الجيش والأمن الأفغاني إلى السقوط القريب لنظام الدمية الذي يترأسه كرزاي. ويعرف وزراء النظام الأفغاني الزبانية وشركاؤهم من المصرفيين الفاسدين أنهم لن يسلموا بعد انسحاب القوات الأمريكية: فهم يحملون عدة جوازات سفر ويملكون الملايين من الأموال المسروقة المودعة في حسابات مصرفية في "بنك الخليج", كما أن عائلاتهم موجودة في الخارج, وطائراتهم الخاصة جاهزة للإقلاع في أي لحظة. ويمكننا أن نرى مشاهد الرعب والذعر في السفارة الأمريكية, كما حدث سابقاً في سايغون (فيتنام), حيث يهرع المتعاونون المحليون للحاق "بآخر الرحلات الجوية" أمام مسلحي طالبان المتقدمين – هذا إن كلفت وسائل إعلامنا الرسمي نفسها عناءَ تغطية المشهد. لقد أغضبت محاولة الولايات المتحدة الراهنة عقد صفقة, تحافظ على ماء الوجه, مع "طالبان السياسية" (برعاية "أصدقائنا", الأوتوقراطيين السعوديين) دميتَنا الحالية في كابول, حميد كرزاي. ونتيجة لذلك فإنه يدين علناً عمليات "القوات الخاصة" وعمليات التعذيب والقتل والعشوائي التي تقوم بها ضد القرويين, بالإضافة إلى هجمات الطائرات الآلية ضد المدنيين الأفغان.
لم تنجح مساعي نظام أوباما/كلينتون في عقد صفقة مع طالبان حتى الآن لأن الوطنيين الإسلامويين يشترطون الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الأمريكي العسكرية والمدنية: وبكلمات أخرى, السقوط غير المشروط للقوة الأمريكية في أفغانستان. ولا تحتاج طالبان إلى تقديم عرض "يحفظ ماء الوجه" لأوباما يسمح ببقاء "نواة" للقوة الأمريكية. ومع تسارع الانسحاب, سوف تنتقل أعداد أكبر من الضباط الأفغان إلى الطرف الآخر, حيث سيقوم هؤلاء بالتخلي عن الخاسرين وبناء جسور مع القادة الجدد. أما إذا حاولت الولايات المتحدة الحفاظ على مسارها والإبقاء على "قوات محصنة" في أفغانستان, فسوف تواجه حرباً استنزافية متواصلة في ظروف الميزانية المحدودة وعدائية الناخب الأمريكي.

(يلي الجزء الثالث من المقالة: نتائج وآفاق: حقبة أوباما/كيري/هاغل)

تُرجم عن ("غلوبل ريسيرتش", 23 آذار/مارس 2013)

الجمل: قسم الترجمة

التعليقات

من الملاحظ أننا اليوم وبالأخص مغتربينا في الدول الغربية تم غسل دماغ معظمهم وبذلك ضمنت الولايات المتحدة وشركائها من البريطانيين والفرنسيين والاسرائيلين غطاء شرعيا لتحركاتهم وكون ذلك الاعلام بعيد الأثر والامتداد وكون مدارس وجامعات الاعلام حتى في بلادنا جهزت للتعاطي مع الحدث عبر خلقه وليس تغطيته نجد أنفسنا تحت ضغط الخواء الاعلامي المضاد والذي كان من الممكن أن يشكل ذخيرة لتوعية الجمهور في حين أننا اليوم نترك الجمهور ليكتشف مع الزمن شرور مآرب الولايات المتحدة واتباعها مع الزمن والمشكلة الحقيقية أن من يحسن استخدام الزمن يستطيع خلق حقائق جديدة على الأرض عبر الاعلام ومناقشتها لاحقا كمحاربة طواحين الهواء وهذا ينطبق ايضا على الشارع الامريكي السليب الارادة تجاه التكتلات الاقتصادية المصرفية والاعلامية ومجمع صناعة الاسلحة وهمحقيقة من كسب الحروب التي خاضتها الامبراطورية كسبوا من دورهم بتوفير السيولة بأجر لشراء الاسلحة والمساحة الاعلامية لخلق الاوهام التي ترجمت حربا ومنن اعادة العمار واعادة تأهيل صناعة النفط العراقيةوالسيطرة عليها علماًا بأنها كانت تتفرد عربيا بخبراتها الوطنية ومستقلة عن تكتل الشركات النفطية العالمية تنقيبا واستخراجاً وتكريراً ياهل ترى هل سنرى يوماً بروبوغدنا مضادة ايجابية على شاكلة ما كان متوفر بأيام الاتحاد السوفيتي على عللها وفي حال لم يحص فما هو مصيرنا وإالى أين نمضي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...