مخاوف من مجزرة في عين العرب وتركيا تستغل الوضع لإقامة منطقة عازلة تحت سلطتها

26-09-2014

مخاوف من مجزرة في عين العرب وتركيا تستغل الوضع لإقامة منطقة عازلة تحت سلطتها

ظلت الغارات التي تقودها الولايات المتحدة على الاراضي السورية لليوم الثالث على التوالي، محط تساؤل عن نتائجها الفعلية واهدافها المتوخاة على الارض، خصوصا مع ندرة المعلومات التي تشير الى حجم الخسائر في صفوف التنظيمات الارهابية المستهدفة في الضربات، وما حققته بالفعل لجهة اضعاف تنظيم «داعش» او حتى ضرب تجمعات مسلحيه بالقرب من بلدة عين العرب السورية التي يدافع عنها المقاتلون الاكراد، بالقرب من الحدود التركية.جنود سوريون في عدرا العمالية في ريف دمشق امس (ا ف ب)
وبينما شنت مقاتلات «التحالف» الذي تقوده واشنطن غارات على بئر نفطي تحت سيطرة «داعش»، بعد ساعات من غارات مكثفة، شاركت فيها طائرات سعودية وإماراتية، طالت مصافي نفطية، تصدى المقاتلون الاكراد لهجوم جديد لـ«داعش» على بلدة عين العرب (كوباني) المحاصرة من كل الجهات، وحذر رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم من أن الاكراد يتخوفون من «مجزرة جديدة» ما لم يحصل المقاتلون الاكراد على أسلحة نوعية، طارحا تساؤلات عن سبب ابتعاد الضربات الاميركية عن حشود «الجهاديين» الذين يطوقون البلدة.
وذكر صالح بان أسلحة «داعش» جاءت من مخازن «الجيش الحر» على الحدود التركية، و«هي أعطيت له»، كما أن الأسلحة الأثقل جاءت من مدينة الموصل العراقية، مشيرا الى انه تمّ السماح للتنظيم بنقل أسلحته الثقيلة، التي لم تغب لحظة عن مجهر «الرادارات» الأميركية، لمسافات طويلة كي تحاصر بلدة عين العرب. وأعلن أن دائرة الشكوك تكتمل مع سعي تركيا لإقامة منطقة عازلة، سيحاربها «الاتحاد الديموقراطي» باعتبارها احتلالا.
في هذا الوقت، شن الرئيس الإيراني حسن روحاني هجوما على دول غربية وعربية. وألقى باللوم، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في صعود «داعش» وجماعات متشددة أخرى على «أجهزة استخبارات معينة وضعت السلاح في يد مجانين لا يستثنون أحدا الآن». وقال «جميع أولئك الذين لعبوا دورا في تأسيس ودعم هذه الجماعات الإرهابية يجب أن يقروا بأخطائهم».
وأضاف أن «العدوان العسكري ضد أفغانستان والعراق، والتدخلات غير المناسبة في سوريا، تشكل أمثلة واضحة على هذه الإستراتيجية المغلوطة في الشرق الأوسط. إن الإستراتيجية المغلوطة للغرب في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز، حولت هذه الأقسام من العالم إلى ملاذات للإرهابيين والمتطرفين». ودعا «السياسيين المعتدلين ونخب» الشرق الأوسط إلى أن يتحملوا هم مسؤولية «القيادة للتصدي للعنف والإرهاب.. وإذا أرادت أي دولة أخرى أن تقوم بتحرك ضد الإرهاب، فيجب أن تأتي لدعمهم».
وأحكمت القوات السورية سيطرتها على مدينة عدرا العمالية في ريف دمشق، بعد ما يزيد عن عام ونصف العام على احتلال كتائب «جيش الإسلام» لها، واختطافها للآلاف من سكانها، لا يزال مصير معظمهم مجهولا.
واستباقا للهزيمة التي منيت بها كتائبه، أعلن نشطاء مقربون من «جيش الإسلام» قراره بالانسحاب المفاجئ من المدينة، بحجة «أن أهدافه من العملية برمتها قد تحققت».
وتمدد الجيش السوري باتجاه عدرا البلد التي تبعد مئات الأمتار عن عدرا العمالية، وذلك بعد ادعاءات المعارضة بدء عملية تحصينها. واشتدت حدة المعارك الدائرة على مداخل عدرا البلد.
ووفقا لمعلومات فإن قرار التقدم نحو عدرا العمالية جرى نتيجة معطيات متعددة، بينها أنباء الخلافات التي ضربت تحالف الكتائب الناشطة في الغوطة الشرقية، ولاسيما في منطقتي دوما وعدرا، وأيضا، لكي يحرم المقاتلون المحاصرون في جوبر من إمكانية الانسحاب نحو عمق دوما ومن ثم عدرا، ما يترك أثرا سلبيا على طريق دمشق الدولي، وهو المنفذ الوحيد المتاح بين مدينتي حمص ودمشق، وباقي مناطق وسط سوريا حاليا.
وسيترك أي تقدم في عدرا البلد أثره أيضا على معركتي عين ترما وجوبر. كما سيساهم إلى حد كبير في محاصرة دوما التي تضم قيادات عدة فصائل، أبرزها «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش.
وعلى المقلب الآخر من البلد، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «طائرات حربية، تقودها الولايات المتحدة، أغارت على بئر نفط، يسيطر عليه داعش، جنوب غربي بلدة البوكمال». وكان قتل «14 جهاديا وخمسة مدنيين في ضربات جوية شنها التحالف على مصاف نفطية في محافظة دير الزور والحسكة» في محاولة لقطع مصدر رئيسي من مصادر عائدات التنظيم.
وأعلن البنتاغون، أمس، أن مقاتلات سعودية وإماراتية شاركت بكثافة في الغارات ضد مواقع «داعش». وقال المتحدث باسمه الأميرال جون كيربي إن «10 مقاتلات من الدولتين العربيتين، أغارت برفقة ست مقاتلات أميركية، على مصافي النفط الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية»، موضحا أن 80 في المئة من القصف قامت به المقاتلات السعودية والإماراتية.
وأعلن كيربي أنه من السابق لأوانه القول إن التحالف «ينتصر» على «داعش». وقال «سؤالكم هو كيف تعرفون أنكم تنتصرون؟ وما أقوله لكم هو أننا سنستغرق بعض الوقت لنكون قادرين على أن نقول ذلك». وأضاف «حتى بعد الضربات التي تعرضوا لها، ما زال لديهم تمويل عند أطراف أصابعهم. ما زال لديهم كثير من المتطوعين. ما زال لديهم كثير من الأسلحة والمركبات والقدرة على التحرك».
ويبدو أن واشنطن ستواصل استهداف مواقع «جبهة النصرة» في سوريا، بعد إعلان مدير مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركي (أف بي آيه) جيمس كومي أن «مجموعة خراسان» لا تزال تخطط لمهاجمة الولايات المتحدة وأوروبا، معتبرا ان الضربات التي تعرضت لها المجموعة لم توقف هذا الأمر.
وبعد ساعات من استبعاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مشاركة بلاده في الهجمات على «الدولة الإسلامية» في سوريا، عاد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان وترك الباب مفتوحا أمام إمكانية المشاركة في الهجمات.
وقال لودريان، لراديو «آر تي إل» الفرنسي، «الفرصة غير متاحة اليوم. لدينا بالفعل مهمة في العراق، وسنرى كيف يتطور الموقف خلال الأيام المقبلة».
ومع الإلحاح عليه أكثر ليوضح هذه الإمكانية مستقبلا قال «المسألة مطروحة على الطاولة».
وأعلنت الرئاسة الفرنسية، في بيان، أن باريس «ستكثف دعمها للمعارضة المعتدلة في سوريا، وستعزز الأمن في كافة الأماكن العامة ووسائل النقل» لمواجهة التهديد «الجهادي» في فرنسا.

 وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...