الإرهاب يسبق الهدنة السورية: 500 قتيل وجريح وكيري ولافروف يعدّان شروط وقف النار

22-02-2016

الإرهاب يسبق الهدنة السورية: 500 قتيل وجريح وكيري ولافروف يعدّان شروط وقف النار

في أكثر من عاصمة إقليمية ودولية كان الحديث عن «الهدنة السورية» يتعاظم. في دمشق، موسكو، واشنطن، طهران والرياض. في ريف دمشق وحمص وحلب، كان تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة» يطلقان العنان لرسائل الدم لكل من يهمه الامر. أكثر من 500 ضحية سورية، بين قتيل وجريح، بتفجيرات انتحارية وهجمات بالصواريخ. التنظيمان الإرهابيان خارج الهدنة الوشيكة المفترضة، والأميركيون يقولون ان المعارضة السورية ما زالت تبدي اعتراضات على وقف إطلاق النار.سوريون يتفقدون موقع التفجيرات في السيدة زينب في ريف دمشق امس (رويترز)
وبدأ اليوم الدموي في حي الزهراء في حمص، الذي تعرض إلى تفجيرين انتحاريين شنهما عنصران في «داعش»، وأديا إلى مقتل حوالى 60 شخصاً، وإصابة حوالى 160 بجروح، ما يجعله الهجوم الأكبر الذي يتعرض له الحي منذ حوالي ثلاثة أشهر.
ولم تكد حمص تلملم جراحها، حتى ضربت ثلاثة تفجيرات منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، تسببت بمقتل حوالي 83 شخصاً وإصابة أكثر من 200. وقال مصدر أمني إن التفجيرات، التي بدأت بسيارة مفخخة وبعدها بانتحاريين، وقعت قرب مستشفى الصدر في المنطقة المكتظة والشديدة التحصين.
وتبنى «داعش» التفجيرات في حمص والسيدة زينب، والتي تم تنفيذها تبعاً للسيناريو المعتاد، الذي يعتمد إحداث تفجير في منطقة وإلحاقه بتفجير آخر بفارق زمني معين، بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا. وكانت منطقة السيدة زينب قد شهدت في 31 كانون الثاني الماضي ثلاثة تفجيرات متزامنة، نفذ انتحاريان اثنين منها، أسفرت عن مقتل 70 شخصا، وتبناها «داعش».
في هذا الوقت، كانت قوات الجيش السوري تواصل سيطرتها على مناطق في ريف حلب الشرقي الذي تهاوى بتسارع خلال اليومين الماضيين، حيث توسعت في محيط المحطة الحرارية بعد السيطرة عليها، وتمكنت من السيطرة على حوالي 19 قرية في المنطقة، الأمر الذي يعني السيطرة على أوتوستراد حلب - الرقة من جهة مدينة حلب وصولاً إلى مطار كويرس العسكري. وفي الوقت ذاته، أمطر مسلحون من «جبهة النصرة» حي الشيخ مقصود في حلب بالقذائف، ما أدى إلى سقوط 5 قتلى، بينهم 3 أطفال، وإصابة 20 شخصاً.
وتأتي التفجيرات فيما تواصل القوى الكبرى مساعيها لتطبيق اتفاق «وقف الأعمال العدائية» الذي كان يفترض أن يدخل حيز التنفيذ الجمعة الماضي.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمان، انه تحادث هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف و «توصلنا إلى اتفاق مؤقت من حيث المبدأ على شروط وقف الأعمال العدائية من الممكن أن يبدأ خلال الأيام المقبلة». وأضاف ان الاتفاق «لم ينجز بعد، وأتوقع من رؤسائنا الرئيس (باراك) أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يتحادثا في الأيام المقبلة في محاولة لإنجاز هذا الاتفاق».
وتابع كيري «يجري الآن استكمال التفاصيل المتعلقة بكيفية وقف القتال. في الحقيقة اقتربنا من وقف إطلاق النار أكثر من أي وقت مضى». وامتنع عن الخوض في تفاصيل القضايا التي بقيت من دون حل. واكتفى بالقول إن الجانبين «يستكملان التفاصيل».
وأعلن كيري أن أي اتفاق سيستغرق بضعة أيام، فيما يتشاور الجانبان مع دول أخرى ومع المعارضة السورية. وأضاف أنه ينبغي على روسيا الحديث مع الحكومة السورية وإيران بينما يتعين أن تتناقش الولايات المتحدة مع المعارضة السورية وشركائها.
وأحجم كيري عن الخوض في أي تفاصيل، لكنه أشار إلى أنه لا يتوقع تغيراً وشيكاً في القتال على الأرض. وقال «لا أعتقد أنه ستكون هناك نقطة تحول بالنسبة لما يجري على الأرض خلال الأيام المقبلة فيما نحاول تنفيذ هذا. أوضحت المعارضة عزمها على المقاومة».
وكرر الموقف الأميركي بضرورة أن يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد. وقال «في وجود الأسد لا يمكن أن تنتهي الحرب، ولن تنتهي».
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف وكيري أتما خلال مكالمة هاتفية الاتفاق على معايير نظام وقف إطلاق النار في سوريا. وذكرت انه «تم الاتفاق على معايير نظام وقف إطلاق النار في سوريا خلال مكالمتين هاتفيتين أجريتا مساء 21 شباط بين لافروف وكيري»، مشيرة إلى أن تقريرا بهذا الخصوص سيقدم إلى بوتين وأوباما.
وكانت قد ذكرت ان المناقشات بين الوزيرين تناولت شروط وقف إطلاق النار الذي لن يشمل العمليات ضد التنظيمات التي يعتبرها مجلس الأمن الدولي إرهابية. وتشمل هذه الجماعات «داعش» و «جبهة النصرة».
والتقى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي زار طهران فجأة، الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الدفاع الايراني حسين دهقان.
وخلال اللقاء نقل شويغو «رسالة خاصة» من بوتين الى روحاني، وعرض «الوضع المتعلق باستقرار المنطقة وعملية المفاوضات لإعلان وقف إطلاق نار في سوريا»، كما ذكرت الرئاسة الإيرانية.
وقال روحاني إن «تسوية الأزمة في سوريا لا يمكن أن تتم إلا عبر مفاوضات سياسية، بما يضمن احترام حقوق الشعب السوري الذي يجب أن يقرر في نهاية المطاف مستقبل سوريا».
وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع صحيفة «الباييس» الاسبانية نشرت أمس الأول، انه مستعد للقبول بوقف إطلاق النار لكن على أن لا يسمح ذلك باستغلاله من قبل الإرهابيين. وقال انه «على استعداد» لوقف إطلاق النار وان كان يفضل الحديث عن «وقف للمعارك» لكن بشروط، بينها «منع دول، وخصوصا تركيا، من إرسال مقاتلين وأسلحة أو تقديم أي دعم لوجستي للإرهابيين».
وأعلنت «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر المعارضة السوري في الرياض، أمس الأول، موافقتها على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من حلفاء النظام السوري، خصوصا إيران وروسيا.
وقال مصدر مقرب من محادثات السلام، لوكالة «رويترز»، إن «المعارضة السورية وافقت على هدنة تستمر ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع». وأضاف «هذه الهدنة ستكون قابلة للتجديد، وتدعمها كل الأطراف باستثناء تنظيم الدولة الإسلامية. كما ستكون مشروطة بالتوقف عن استهداف جبهة النصرة على الأقل كبداية». ويصنف مجلس الأمن الدولي «جبهة النصرة» منظمة إرهابية.
وكان بوتين قد أعلن، أمام مسؤولين عسكريين أمس الأول، ان موسكو تهدف إلى حل الأزمة السورية باستخدام الوسائل السياسية والديبلوماسية. وقال «دائما ما كنا نهدف إلى حل أي نزاع بالوسائل السياسية والديبلوماسية فقط وقد ساعدنا في حل صراعات مريرة. سيكون ذلك هدفنا في هذه الحالة أيضا».
وتوعدت روسيا، أمس الأول، بمواصلة تقديم الدعم للقوات السورية لمحاربة المجموعات الإرهابية. وعبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عن أسفه لرفض مشروع قرار روسي إلى مجلس الأمن يدعو إلى وقف القصف التركي لمواقع الأكراد في شمال سوريا. وقال إن «الكرملين قلق لتصاعد التوتر على الحدود السورية التركية» معتبرا أن عمليات القصف التركية على مواقع كردية في سوريا «غير مقبولة».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...