من هو روبرت فورد السفير الأميركي إلى دمشق

13-02-2010

من هو روبرت فورد السفير الأميركي إلى دمشق

الجمل: تناقلت التقارير خبر قيام الإدارة الأميركية بتعيين روبرت ستيفن فورد ليتولى منصب السفير الأميركي في سوريا, وبحسب قواعد والبروتوكول, فإن الإدارة الأميركية سوف تقوم بعد اكتمال الإجراءات الدبلوماسية, بالإعلان رسميا عن تعيينه: فمن هو روبرت ستيفن فورد؟ وما هو جدول أعماله المتوقع في دمشق؟
السيرة الذاتية: التعريف بالخطوط العامة
تقول المعلومات الأميركية, بأن روبرت ستيفن فورد, الذي سيتولى منصب السفير الأميركي في سوريا, من الدبلوماسيين المتميزين, وتتضمن سيرته الذاتية النقاط الآتية:
• من مواطني منطقة دينفر الأميركية, ولكنه ظل فترة طويلة مقيما في ميريلاند.
• حصل على درجة الماجستير في عام 1983م, من جامعة جون هوبكنز الأميركية.
• يجيد التحدث بخمس لغات: الإنجليزية-الألمانية-الفرنسية-التركية والعربية.
• يعتبر من أبرز الدبلوماسيين الأميركيين المختصين في مجال الشؤون العربية.روبرت فورد
• زوجته أليسون باركلي تعمل دبلوماسية أيضا.
• التحق بالعمل الدبلوماسي في عام 1985م, وعمل في كل من: أزمير (تركيا), القاهرة (مصر), الجزائر (الجزائر), ياوندى (الكاميرون).
• تولى منصب نائب رئيس البعثة الأميركية في البحرين من عام 2001م وحتى حتى عام 2004م.
• تولى منصب القنصل السياسي في السفارة الأميركية بالعراق في الفترة من عام 2004م وحتى عام 2006م.
• تولى منصب السفير الأميركي في الجزائر من آب (أغسطس) 2006م وحتى حزيران (يونيو) 2008م.
تم ترشيحه بواسطة الإدارة الأميركية الحالية ليتولى منصب السفير الأميركي في سوريا, وحتى الآن لم يتم رفع اسمه لمجلس الشيوخ الأميركي, ولم يؤد القسم, ومن المتوقع أن تكتمل هذه الإجراءات قريبا.
ماذا تقول التسريبات:
نشرت وكالة فرانس بريس تقريرا, أشارت فيه إلى النقاط الآتية:
• أعلنت الإدارة الأميركية عن خبر قرارها بتعيين سفير أميركي جديد في سوريا, بشكل متزامن مع إعلانها عن زيارة الدبلوماسي وليام برونس الأميركي الرفيع المستوى إلى منطقة الشرق الأوسط, في جولة تشمل سوريا-لبنان- وتركيا.
• يتولى وليام برونس, منصب مساعد وزير الخارجية الأميركية للشئون السياسية, وهو ثالث أكبر دبلوماسي في الخارجية الأميركية, إضافة إلى توليه منصب السفير الأميركي في الأردن, وهو من المتحدثين بشكل جيد للغة العربية.
• سوف يزور وليام برونس دمشق أولا, حيث سيلتقي بالرئيس الأسد, ووزير الخارجية وليد المعلم, ثم بعد ذلك سوف يتوجه إلى لبنان, حيث يلتقي الرئيس ميشيل سليمان, ورئيس الوزراء سعد الحريري, إضافة إلى بعض الأطراف الأخرى.
• خلال لقاءات الدبلوماسي وليام برونس مع القيادة السورية, سوف يركز على استعراض القضايا الإقليمية, ومعرفة الكيفية التي تنظر بها دمشق حاليا إلى الوضع في المنقطة وملف السلام في الشرق الأوسط.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن فيليب كراوي, المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية, قد سعى إلى نفي وجود أي علاقة بين زيارة وليام برونس للمنطقة, وبين تعيين السفير الأميركي الجديد في سوريا, هذا, وأضافت بعض التسريبات, بأن الإدارة الأميركية قد اتصلت يوم أمس الجمعة برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري, وأكدت له عن التزام دعم واشنطن بدعم ملف محكمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
لم تصدر أي تسريبات إضافية حول زيارة وليام برونس لكل من بيروت والعاصمة الأذربيجانية باكو, ومن غير المؤكد أن كانت زيارة بيروت سوف تتضمن الحوار مع الأطراف اللبنانية حول ملف اغتيال الحريري, وملف أسلحة حزب الله اللبناني, أما بالنسبة لأذربيجان, فبرغم عدم وجود أي تسريبات, فإن الأكثر احتمالا, هو قيام برونس بالتفاهم مع الزعماء الأذربيجانيين حول ملف العلاقات الأذربيجانية-التركية, وملف الوجود العسكري الأميركي في أذربيجان, وربما ملف إيران, وملف أنابيب النفط والغاز.
هذا, وبرغم نفي الخارجية الأميركية لوجود أي علاقة بين جولة برونس, وتعيين السفير روبرت فورد, فإن ما هو واضح, وأكثر احتمالا, يتمثل في أن برونس سوف يقوم من خلال جولته بعملية الاستطلاع السياسي-الدبلوماسي اللازمة لجهة تمهيد المسرح للسفير الأميركي الجديد في سوريا.
خلفيات الأداء السلوكي الدبلوماسي للسفير روبرت فورد:
تعتبر جامعة جون هوبكنز التي منحت روبرت فورد درجة الماجستير في الآداب من أبرز وأهم الجامعات الأميركية الناشطة في حقل الدراسات العربية والشرق أوسطية, وإضافة لذلك, تتميز هذه الجامعة بسيطرة أساطين خبراء اللوبي الإسرائيلي على مجال الدراسات العربية والإسلامية والشرق أوسطية.
نلاحظ أن روبرت فورد قد التحق على وجه السرعة بالسلك الدبلوماسي الأميركي, أي بعد عامين فقط من حصوله على درجة الماجستير, وهي فترة قصيرة نسبيا, إضافة إلى أنه عهد إليه بالعمل في المناطق الآتية:
• أزمير: تعتبر تركيا بمثابة الحليف الاستراتيجي لأميركا في الشرق الأوسط, وقد شهدت الفترة التي عمل فيها روبرت فورد في تركيا صعود وتائر العلاقات التركية-الأميركية.
• القاهرة: تلعب القاهرة دور القناة, أو بالأحرى, الوكيل الشرق أوسطي الرئيسي لجدول أعمال السياسة الخارجية الأميركية الشرق أوسطية, إضافة إلى القيام بالمزيد من عمليات التنسيق بين الدبلوماسية الأميركية, والدبلوماسية الإسرائيلية, والدبلوماسية المصرية.
• الجزائر: لعبت السفارة الأميركية في الجزائر دورا هاما, لجهة مساعي إبعاد الجزائر عن النفوذ الفرنسي, إضافة إلى إقناع الجزائر لجهة الانخراط في مشروع الحرب ضد الإرهاب ومكافحة الجماعات المسلحة الإسلامية, وتعزيز العلاقات النفطية الجزائرية-الأميركية.
• ياوندى: تلعب السفارة الأميركية في الكاميرون الدور الرئيسي في تعزيز قبضة واشنطن على منطقة خليج غينيا, والذي تتم من خلاله عمليات تصدير النفط الأنجولي, والتشادي, والنيجيري, ونفط غينيا الاستوائية, وذلك بكميات تتراوح ما بين 6 إلى 7 مليون برميل يوميا تذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية, وإضافة لذلك, تقوم السفارة الأميركية في الكاميرون, بتعزيز مساعي إبعاد النفوذ الفرنسي عن منطقة وسط أفريقيا, إضافة إلى الإسهام في إدارة صراع إقليم دارفور السوداني, وملف الصراع في منطقة جنوب شرق نيجيريا الغنية بالنفط.
• وإضافة لذلك, فما هو لافت للنظر والاهتمام, أن روبرت فورد قد عمل في منصب نائب رئيس البعثة الأميركية في البحرين, والتي أصبحت الآن تمثل الدولة المضيفة لقيادة الأسطول الخامس الأميركي, أما تولي روبرت فورد لمنصب القنصل السياسي الأميركي في بغداد فهو أمر يكشف عن مدى ثقة إدارة بوش الجمهورية, وجماعة المحافظين الجدد في قدرات روبرت فورد, فقد تولى المنصب في الفترة من عام 2004م وحتى عام 2006م, وهي الفترة التي شهدت الآتي:
- سيطرة السفارة الأميركية بشكل كامل على الشئون السياسية العراقية, حيث تم في هذه الفترة إرساء الخطوط الرئيسية للعملية السياسية العراقية الجارية اليوم.
- تزايد نطاق وشدة العمليات السرية الأميركية في العراق, وعلى وجه الخصوص انتشار أنشطة الشركات الأمنية الأميركية, وتزايد الاحتقانات الطائفية بين الساسة العراقيين وأيضا بين الطوائف والأقليات والجماعات الاثنية العراقية.
- تزايد ظهور التقارير السياسية والإعلامية الساعية لبناء حملة الذرائع ضد سوريا وإيران باعتبارهما تتدخلان في الشأن العراقي.
- تزايد تغلغل الشركات والعناصر الإسرائيلية في العراق.
تقول المعلومات, بأن السفير الأميركي المرتقب, قد حصل على خمس جوائر شرف تقديرا لأدائه المتميز, وذلك خلال فترة إدارة بوش الجمهورية السابقة, وقد قامت وزيرة الخارجية الأميركية, والرئيس جورج بوش إلى تسميته لمنصب السفير الأميركي في الجزائر, وقام مجلس الشيوخ الأميركي بتأييد قرار تسميته وتولى بعدها المنصب.
بعد خمسة أعوام انقطاع, سوف يأتي سفير أميركي جديد إلى دمشق, وبرغم خبرة السفير الجديد, الذي لم يتم الإعلان رسميا عن اسمه بواسطة الإدارة الأميركية, فإن التعامل مع ملفات دبلوماسية الشرق الأوسط, سوف يكون سهلا, بقدر ما يكون العقل الدبلوماسي الأميركي منفتحا إزاء التعامل النزيه الواضح الملتزم باحترام الحقوق والمواثيق الدولية, وبالطبع سوف يكون التعامل صعبا, إذا ظل العقل الدبلوماسي الأميركي منغلقا, ومتحيزا, وهو السبب الرئيسي الذي أدى إلى إفشال الدبلوماسية الأميركية السابقة في الشرق الأوسط. فهل يا ترى سوف ينفتح عقل الدبلوماسي الأميركي الحائز على خمس جوائز تقديرية السيد روبرت فورد بما يجعله ينجح في المهمة الصعبة, ويحصد بعدها المزيد من الجوائز التقديرية, أم أنه سوف ينغلق ويفشل: دعنا ننتظر ونرى!!!

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...