الجعفري: لجنة التحقيق الدولية حول سورية تهمل الأمور الجوهرية

30-07-2013

الجعفري: لجنة التحقيق الدولية حول سورية تهمل الأمور الجوهرية

دعا الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة حول سورية باولو بينيرو إلى النظر للأزمة الجارية في سورية نظرة أكثر شمولية من أجل تسمية الأمور بمسمياتها ومعالجة أسباب المشكلة الحقيقية وليس فقط توصيفها من وجهة نظر أحادية مؤكدا أن اللجنة ومن خلال تقريرها الذي عرضته اليوم تتعمد المبالغة الكبيرة في عرض استنتاجاتها وتهمل كليا الأمور الجوهرية أو تهمشها.
وبين الجعفري في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن جلسة خصصت لمناقشة حالة حقوق الإنسان في سورية أن هناك مشاهد تقشعر لها الأبدان وتنتهك بشكل فاضح كرامة وحقوق الإنسان السوري كجرائم المجموعات الإرهابية من أكل للحوم البشر وقتل للأبرياء وذبح وتنكيل بالجثث ونحر على الهوية الدينية والطائفية ورمى للناس من فوق أسطح البنايات إلى ارتكاب المئات من التفجيرات الانتحارية باستخدام السيارات المفخخة في أماكن مأهولة بالسكان وتجنيد الأطفال وخطف رجال الدين وذبحهم واغتيال عالم دين في المسجد واطلاق الفتاوى المضللة مثل فتاوى الجهاد الجنسي وإعدام الأطفال بتهمة الكفر وسرقة المعامل وتفكيكها ونقلها إلى تركيا.

وقال الجعفري أدعو بنيرو إلى النظر للأزمة الجارية في سورية نظرة أكثر شمولية من أجل تسمية الأمور بمسمياتها ومعالجة أسباب المشكلة الحقيقية وليس فقط توصيفها من وجهة نظر أحادية مجددا التأكيد على أن الحكومة السورية سوف تبذل كل ما بوسعها من أجل تزويد اللجنة بكل ما لديها من معلومات موثقة تصب في خانة تشكيل نظرة محايدة ومستقلة فعلا تساعد اللجنة على القيام والوفاء بالتزاماتها وواجباتها.
ولفت الجعفري الى أن الأزمة الجارية في سورية بدأت منذ أكثر من عامين عاشت فيها فترة قاتمة من تاريخها المعاصر وفقدت خلالها عشرات الآلاف من خيرة أبنائها علاوة على إصابة وتشويه وتهجير مئات الآلاف من سكانها كما استنزف اقتصادها وتم تدمير جزء مهم من بنيتها التحتية وتأثرت صناعتها وزراعاتها وتجارتها وثقافتها وتراثها وصورتها وتغيرت أيضا بسببها نظرة السوريين إلى محيطهم العربي والإقليمي والدولي.
وأضاف الجعفري إنه لا يمكن أن يتصور أحد ما من السوريين الوطنيين أن ما يحصل في بلادهم يصب في مصلحتها ومصلحة أي من أبنائها وللأسف فإنه كان لزاما على سورية أن تدفع أثمانا سياسية باهظة بدل مواقفها الوطنية والقومية وإيثارها مصالح أشقائها العرب على مصالحها الوطنية منذ الاستقلال وحتى الآن لا بل كان لزاما عليها أن تكون دائما في الصف الأول للدفاع ضد التهديدات الخارجية وتلقي الصدمات نيابة عن غيرها.
وقال الجعفري إنه بفعل هذه المواقف المبدئية غير القابلة للتفاوض أضحى السوريون متهمين ظلما بالتشدد سياسيا وغيرهم ممن يفرطون بالحقوق يوصفون بالاعتدال وان السوريين باتوا يتعرضون لمعاملة تمييزية في بعض مطارات العالم في حين ان مواطني الدول التي يحمل جنسيتها منفذو العمليات الإرهابية خلال أحداث نيويورك ولندن ومدريد وباريس والعراق وسورية ومالي يعاملون معاملة تفضيلية.

وأضاف الجعفري.. لعل ما آمن به السوريون من أن اخوانهم العرب لهم أولوية عليهم حتى في بلادهم سورية هو ما أدى بهم إلى عدم التحوط لا بل عدم التنبه حتى الآن بأن جزءا من معاناتهم سببه هذا الموقف المثالي القومي الراسخ والظاهر بأنه يوجد في سورية ولدى السوريين ما يزعج البعض ويظهر عوراتهم.
وأشار الجعفري إلى أن تجانس السوريين بعيدا عن التقسيمات الطائفية والفئوية والمذهبية والعرقية على الرغم من سقوط البعض في هذا الوحل يظهر بشكل جلي تطرف وعصبية وجاهلية البعض مؤءكدا أن ثقافة وحضارة سورية الراسخة بالقدم تكشفان ضحالة ثقافة البترودولار وعنفوان سورية القومي يخجل تابعية وضعف البعض من الأنظمة العربية.
وقال الجعفري إن "اللجنة ادعت مرارا في تقاريرها أن الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبتها المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة لم تصل إلى كثافة وحجم تلك الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبتها القوات الحكومية وهذا ما قاله بينيرو في تقريره اليوم" مضيفا إنه من المؤسف حقا بعد أكثر من سنتين على بداية الأزمة في سورية أن لجنة التحقيق لا تزال تتعمد المبالغة الكبيرة في عرض استنتاجاتها وتهمل كليا الأمور الجوهرية أو تهمشها.
وبين الجعفري أن هناك مشاهد تقشعر لها الأبدان وتنتهك بشكل فاضح كرامة وحقوق الإنسان السوري كجرائم المجموعات الإرهابية من أكل للحوم البشر وقتل للأبرياء وذبح وتنكيل بالجثث ونحر على الهوية الدينية والطائفية ورمي للناس من فوق أسطح البنايات إلى ارتكاب المئات من التفجيرات الانتحارية باستخدام السيارات المفخخة في أماكن مأهولة بالسكان وتجنيد الأطفال وخطف رجال الدين وذبحهم واغتيال عالم دين في المسجد وإطلاق الفتاوى المضللة مثل فتاوى الجهاد الجنسي وإعدام الأطفال بتهمة الكفر وسرقة المعامل وتفكيكها ونقلها إلى تركيا وغيرها.
وقال الجعفري إن "السؤال الموجه إلى لجنة التحقيق الدولية ورئيسها هو هل يمكن ألا تفوق كل تلك الجرائم الموثقة والمقززة بأي معيار كان ما تدعيه اللجنة من انتهاكات تم ارتكابها من قبل القوات الحكومية".

وأضاف الجعفري إنه من المثير للدهشة أنه على الرغم من صدور عشرات التقارير الموثقة من جهات وأطراف دولية وغير حكومية تؤءكد نشاط تنظيم جبهة النصرة المرتبط بتنظيم القاعدة في سورية والعراق لا تزال لجنة التحقيق تمعن في تجاهلها في توصيف تلك المجموعة في جميع تقاريرها وتمتنع عن توصيف تلك المجموعات المسلحة بأنها إرهابية لافتا إلى أن تقرير اللجنة يسميهم مجموعات مسلحة مناهضة للحكومة بل وتتمنع اللجنة عن اعتماد ما اتفق عليه مجلس الأمن نفسه عندما أدرج جبهة النصرة على القائمة الموحدة للجنة العقوبات المنشأة بموجب القرار 1267 الخاص بمكافحة تنظيم القاعدة.
وقال الجعفري إنه "من المثير للاستغراب أن اللجنة ترى حوادث قصف المجموعات الإرهابية المسلحة للمناطق المأهولة بالسكان المدنيين هو مجرد حالات معزولة" متسائلا ما هي الأسس التي تبنتها اللجنة لتخلص إلى هذه النتائج العبثية وكيف لهذه اللجنة أن تتغافل عن ذكر التفجيرات الانتحارية الإرهابية التي نفذت مرارا من قبل المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة وذلك باعتراف من تلك التنظيمات نفسها على مواقعها الإلكترونية الخاصة بها وتحديد هوية الإرهابيين الذين نفذوها وهي تفجيرات حصدت أرواح الآلاف من الشعب السوري البريء.
وأضاف الجعفري.. "مع ذلك لا تزال اللجنة ترى أن مرتكبي تلك الجرائم الانتحارية هم مجرد أشباح وربما ستقول اللجنة والحال هكذا في تقريرها القادم إن الحكومة هي التي تقوم بتلك التفجيرات الدموية".
وقال الجعفري إن "العالم قد تابع باهتمام بالغ الشهادة التي أدلت بها السيدة كارلا ديبونتي عضو لجنة التحقيق الدولية حول سورية والتي أكدت فيها لجوء المجموعات المسلحة في سورية الى استخدام غاز السارين في خان العسل بحلب ولم تمض ساعات حتى تكثفت الضغوط على رئيس اللجنة بينيرو الأمر الذى دفعه إلى إصدار بيان يطعن فيه بصحة استنتاجات ديبونتى" متسائلا "كيف لنا بعد كل هذا التلاعب الفاضح أن نثق بعمل لجنة التحقيق ومهنيتها".

وأوضح الجعفري أن بينيرو تطرق في بيانه اليوم إلى أن مجزرة جديدة قد حصلت في حلب ولكنه لم يحدد مكان وقوعها فالمجزرة وقعت في خان العسل في نفس المكان الذي استخدمت فيه المجموعات الإرهابية السلاح الكيماوي متسائلا لماذا حدثت هذه المجزرة في خان العسل أول من أمس وقال إن "السبب هو أن الحكومة السورية والممثل الأعلى لشؤون نزع السلاح والسيد السترو توصلوا إلى اتفاق يسمح ببدء عملية التحقيق باستخدام السلاح الكيماوي في خان العسل وبمجرد أن تم الإعلان عن التوصل إلى هذا الاتفاق بين الحكومة السورية والأمانة العامة للأمم المتحدة دخلت العصابات المسلحة إلى خان العسل مجددا وذبحت 123 مدنيا وعسكريا واختطفت 150 مدنيا وعسكريا آخرين".
وبين الجعفري أن هذه المجزرة حدثت للقضاء على الشهود الذين سيشهدون أمام اللجنة التابعة للأمانة العامة على هوية من الذي استخدم السلاح الكيماوي.
وأضاف الجعفري إنه في الوقت الذي أكدت فيه اللجنة في تقاريرها قيام بعض الدول بتقديم الدعم المالي والإعلامي للمجموعات الارهابية المسلحة وبحصول عمليات لتهريب السلاح عبر الحدود بكميات كبيرة وبانتظام متزايد إلا أن اللجنة تجاهلت تسمية أنظمة هذه الدول التي ترعى تهريب السلاح ولاسيما النظام التركي الذي شرع حدوده بشكل كامل لإدخال السلاح والمرتزقة وأقام لهم قواعد تدريب وانطلاق على أراضي الجارة تركيا.
وأكد الجعفري أن هذا التجاهل غير المبرر للإشارة إلى الدور التخريبي الذي بات معروفات ومكشوفا بل ومعترفا به من قبل بعض الأنظمة مثل تركيا وقطر والسعودية وبريطانيا وفرنسا في دعم المجموعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح والتدريب والعبور و"الجهاد" يثبت لنا مرة أخرى تصميم اللجنة على بناء قضية في اتجاه واحد لا يخدم الحقيقة وعدم تقيد اللجنة بأحكام وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتحريض عليه ولاسيما القرار 1624 لعام 2005.

وقال الجعفري لقد نشرت مواقع هامة إعلامية خبرا خلال عطلة نهاية الأسبوع يفيد بأن السعودية قد مولت شراء سلاح إسرائيلي بقيمة 50 مليون دولار لكي يتم شحنه إلى أيدي الإرهابيين والمجموعات الارهابية المسلحة في سورية فهذا اخر إنجاز سعودي في شهر رمضان ونأمل أن يكون اخر إنجاز سعودي في شهر رمضان.
وأضاف الجعفري لقد كان حريا بلجنة التحقيق أن تعلق في تقاريرها على السطو المسلح على الموارد الوطنية السورية التي هي جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان السوري.. سطو مسلح على الموارد الوطنية السورية من قبل دول في الاتحاد الأوروبي.. دول تقوم وبشكل علني بشراء النفط السوري المسروق والمهرب من قبل المجموعات الارهابية المسلحة.
وقال الجعفري إن الجميع بات يعرف أن القرار الأوروبي بالسماح باستيراد النفط من تلك المجموعات الإرهابية إنما هو بهدف توفير التمويل اللازم للإرهابيين لشراء الأسلحة الأوروبية واستئجار المرتزقة الإرهابيين من أوروبا وغيرها ممن يقتلون ويهجرون الشعب السوري مبينا أن وزير داخلية فرنسا أقر مؤخرا بوجود فرنسين يقاتلون في سورية إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة تحت مسمى "جهاديين" مصنفا هؤلاء "الجهاديين" بأنهم أعداء لفرنسا لدى عودتهم إليها.. وإذا لم يعودوا إلى فرنسا فهم ليسوا أعداء ولكن إذا مارسوا الإرهاب في الأرض الفرنسية فهم إرهابيون.

وأضاف الجعفري انطلاقا من ذلك لطالما عبرت الحكومة السورية عن موقفها الرافض لمضمون التقارير والاستنتاجات الصادرة عن لجنة التحقيق لكونها مسيسة وغير موضوعية وغير مهنية حيث تنسجم مع التوجهات السياسية لدول تضمر العداء لسورية.. الدولة والشعب والمؤسسات والجيش وكذلك لأن هذه التقارير شكلت منذ البداية جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل كما استخدمت كجسر للتحامل المطلق ضد الحكومة السورية حيث اعتمد أعضاء اللجنة في صياغة تقاريرهم واحصائياتهم على مصادر أحادية الجانب وغير مهنية إضافة إلى أن اللجنة اعترفت أنها قامت بمئات المقابلات المباشرة أو عن طريق سكايب مع أشخاص مع من تسميهم بالمعارضين للحكومة من خارج وداخل سورية ولم تقم اللجنة بمقابلة أحد من غير هؤلاء الأمر الذي يجعل هذه الشهادات الأحادية الجانب والمشكوك بصحتها معيارا ناقصا لإثبات الواقع.
وقال الجعفري.. "للوهلة الأولى قد يعتقد البعض أن سويسرا بتوجيهها رسالة تطلب فيها دعوة لجنة التحقيق لتقديم إحاطة للجمعية العامة إنما هي حريصة من حيث المبدأ على مسائل حقوق الإنسان وقانون الإنسان الدولي وقرارات الجمعية العامة ولكن الواقع يثبت أن سويسرا تمارس انتقائية مريبة تستند إلى خلفيات سياسية تناسب أجندات مشبوهة لبعض الدول الكبرى ويكفيني لإثبات ما أقول ان أشير إلى أن الجمعية العامة قد أوصت في قرارها رقم 46 -10 تاريخ 5/11/2009 حكومة سويسرا بصفتها الحكومة الوديعة لاتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب بأن تتخذ الخطوات اللازمة في أقرب وقت ممكن لعقد مؤتمر للأطراف المتعاقدة السامية في اتفاقية جنيف الرابعة بشأن تدابير إنفاذ الاتفاقية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وكفالة احترامها وفقا للمادة واحد من اتفاقية جنيف.
وأوضح الجعفري أن الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان أعادا التأكيد على ذلك في عدد من القرارات ولكن رغم كل هذه القرارات إضافة إلى المطالبات المتكررة من دول حركة عدم الانحياز مازالت الحكومة السويسرية تتهرب من القيام بمسؤولياتها تلك من خلال إيجاد ذرائع غير واقعية وواهية لعدم عقد هذا المؤتمر في حين تنبري دون تردد للمساهمة في الحملة التي تستهدف سورية رغم أن سويسرا بصفتها الدولة التي ستستضيف مؤتمر جنيف يفترض بها أن تنأى بنفسها عن اتخاذ أي مبادرة تسيء إلى دورها كمضيف للمؤتمر القادم للحل السياسي السلمي للازمة في سورية.

وتساءل الجعفري منذ متى كان الشعب العربي عموما والسوري خصوصا يثق بالسياسات البريطانية والفرنسية تلك السياسات التي زرعت منذ اتفاقيات سايكس بيكو بذور الألم والمعاناة والتقسيم والتفتيت والطائفية في المنطقة وكيف يمكن للشعب العربي أن يثق بادعاءات الحكومتين الفرنسية والبريطانية بأنهما حريصتان على سلامة وأمن واستقرار وحرية وديمقراطية شعوبنا على رغم أن هاتين الحكومتين تاريخيا قد اغتالتا طموحات العرب بعد انهيار الدولة العثمانية وطعنتهم بسياسات الغدر والاحتيال والنفاق والكذب على مدار القرن العشرين وحتى الآن.
وأكد الجعفري أن الحكومة السورية زودت مرارا جميع الجهات المعنية في الأمم المتحدة بتقارير ووثائق تبين الخسائر الكبيرة جدا التي تكبدها الشعب السوري نتيجة الإجراءات الأحادية الجانب والتي طالت قطاعات الصناعة والزراعة والصحة والمصارف وغيرها من القطاعات.
وقال الجعفري.. لماذا لا نجد ذكرا لاثار تلك الإجراءات القسرية الأحادية الجانب الظالمة على حقوق الإنسان السوري في أي من تقارير أو استنتاجات لجنة التحقيق وخاصة إن هذه الإجراءات القسرية تشكل بحد ذاتها انتهاكا لحقوق الإنسان بموجب قرارات سنوية صادرة عن مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة وهذا سؤءال اخر برسم لجنة التحقيق.
وتساءل الجعفري كيف يمكن لهذا المجتمع الذي يحب البعض أن يسميه المجتمع الدولي أن يسمح لأنظمة الحكم مثل السعودية وقطر وتركيا برعاية الإرهاب الأصولي علنا وجهارا وكيف تقبل حكومات غربية عانت من هذا الإرهاب التكفيري طويلا أن تتبنى هذا الإرهاب الوهابي وترعاه وتدربه وتسلحه لتدمير قلعة الاعتدال في المنطقة وقال "أليست هذه الأسئلة مشروعة وألم يفكر البعض للحظة أن دور سورية التاريخي المعتدل دينيا هو الذي حمى شعوب المنطقة في أكثر من مناسبة من لوثة الجاهلية الأصولية المشوهة للإسلام الحنيف والتي تريد إعادة الجميع إلى عصور الظلام".
حين يتفق السوريون داخل بيتهم الوطني سيصبحون أكثر قوة وثقة وجرأة في وجه التدخل الخارجي الانتهازي وسينتصرون على التطرف والإرهاب
وأكد الجعفري أنه حين يتفق السوريون داخل بيتهم الوطني سيصبحون أكثر قوة وثقة وجرأة في وجه التدخل الخارجي الانتهازي وسينتصرون على التطرف والإرهاب وسيصونون الدين السمح من الانحراف الأخلاقي كي لا تتاح الفرصة للأعداء لتقديم الإسلام وليس الاسلامويين كعدو للإنسانية.
وقال الجعفري.. "لم ولن يبني سورية إلا أبناوءها ولن يخاف على سورية إلا شعبها ولن يحفظ سورية من الأطماع والتامر الخارجي إلا من أمن بها من أبنائها.. انها دعوة صادقة للجميع للكف عن أذية سورية.. دعوة لأهل السوريين بشكل خاص لنضمد جراحنا ونكفكف أحزاننا ولنبني بلدنا معا كما نطمح وبما يليق بنا جميعا كي تصبح سورية الغد أفضل من سورية الأمس ولا أعتقد أن هذا الهدف يختلف عليه أي سوري يحب بلاده ويريد لها الخلاص من تكالب أعدائها وخصومها عليها وعلى سلام ورفاهية وأمن شعبها".
وأضاف الجعفري.. إن صراع الإرادات الدولية الراهن يحتاج إلى محرك احتراق ديني قادر على دفع عجلات المعارك الاستهلاكية للقدرة الوطنية.. معارك وقودها العرب والمسلمون حصرا لأنهم الان الأقل إدراكا وإلماما بطبيعة وأهداف صراع الإرادات الدولية مبينا أن أعداء سورية استخدموا كل حججهم الذرائعية منذ بداية الأزمة لتحطيم الدولة والمجتمع السوريين بدءا من دعوة التدخل لحماية الحراك السلمي أولا ثم طلب الحماية ضد المجازر المفتعلة ثانيا مرورا بمطلب إنشاء مناطق جوية عازلة وممرات إنسانية عبر الحدود السورية مع الدول المجاورة ثالثا وانتقالا إلى طلب التدخل لوقف استخدام الغازات السامة رابعا وصولا إلى رمي اخر الأوراق الدموية في ساحة المعركة السياسية وهي الورقة /الطائفية/ لتكون أداة الحرب على الأرض ومرجعية الخطاب الإعلامي التهييجي لقوى الظلامية التي تسعى لتفتيت البلاد.
وقال الجعفري.. إن غيرترود بيل مستشارة المندوب السامي البريطاني في العراق إبان الاحتلال البريطاني للعراق قالت "إن المتطرفين وتعني بذلك ثوار العراق ضد الاحتلال البريطاني اتخذوا خطة من الصعب مقاومتها ألا وهي اتحاد الشيعة والسنة أي وحدة المسلمين" وتعليقي على ذلك اليوم هو أن أجدادنا الذين قاوموا الاحتلالين البريطاني والفرنسي وقبله الاحتلال العثماني ربما كانوا أوعى من أجيالنا الراهنة بطبيعة التلاعب المشين بهويتهم وانتماءاتهم ومصيرهم المشترك.
وأوضح الجعفري أن البعض من الهامشيين في الوعي القومي يلعبون في محيط ضيق سعداء بأدوارهم وأحجامهم ومهماتهم من دون أن يشعروا لضالتهم في المخطط المرسوم أن حربا كالتي تشن على سورية والعراق ولبنان ومصر وغيرها لن تقود إلا إلى تدمير الهوية التاريخية لشعوب المنطقة ولدور هذه الشعوب الاعتدالي وذلك عن طريق تدمير النسيج الإسلامي الانفتاحي بإغراقه في صراع وهمي سني شيعي مسيحي يذكرنا بالعصور الأوروبية الظلامية.
وقال الجعفري.. إن "سورية ليست نظاما سياسيا كما يحلو للبعض أن يقول بل سورية دولة وحكومة وشعب ومؤسسات وجيش وطني فهذه هي سورية الحقيقية.. دولة عضو مؤسس في المنظمة الدولية متسائلا كيف يمكن لسوري أو عربي أصيل أن يأمن شرور السياسات البريطانية والفرنسية والعثمانية بنسختها الجديدة وهي السياسات التي زرعت في تاريخنا الحديث والمعاصر كل ما هو مؤءلم ومؤءذ وضار".
وأضاف الجعفري.. إذا كان البعض قد وقع للأسف ضحية الوهم فإن غالبية السوريين وطنيون يؤثرون وطنهم على أنفسهم ويضحون بأغلى ما لديهم من أجل الذود عن استقلالهم ووطنهم وكرامتهم.
وقال الجعفري.. قد أكون المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية في الأمم المتحدة وقد أكون من بين من يعرفون حق المعرفة ماذا يجري في عالم السياسة الدولية متعدد الأطراف في هذه المنظمة الدولية.. هذه المنظمة التي تهيمن على مقدراتها قوى نافذة الت على نفسها إلا وأن تقتل روح الميثاق وتتلاعب بأحكام القانون الدولي وتفصل مبادئء القانون الدولي الإنساني وفق مقاسات تبرر استباحة سيادة الدول وتشرعن أشكال الاستعمار الجديد.. دول نافذة تتقن فن صناعة العدو وشيطنة كل من يقول لا لأجنداتها التدخلية في شؤون الاخرين.
وأضاف الجعفري.. يمكنني أن اختار الحل السهل أن أكون في المكان والزمان والرهان الخطأ كبعض السوريين ممن وقعوا ضحية التضليل أو التبسيط أو العمالة لكن خدمة الوطن بالمعنى الكبير للكلمة هي عبادة وتقديس لا تتحملان أي اجتهاد ظرفي فالوطنية لا تتحمل الخطأ أبدا في الأوقات العصيبة والأمانة الوطنية هي الجهاد الحقيقي ذاته.
وشدد الجعفري على أن حمل الأمانة الوطنية يقتضي من جميع السوريين أن يبحثوا عن قواسم مشتركة تنقذ بلادهم وتوحدهم وتدفع باتجاه إنجاح مؤءتمر جنيف إذا كان الحرص فعلا هو صون وسيادة واستقلال ووحدة المصير المشترك لكل أبناء سورية.

وأكد الجعفري أن التلاعب بمقدرات شعوب ودول وحكومات أخرى حاضرة أمامنا والجميع يعرف عمن نتحدث والدماء تسيل في العديد من البقاع.. دماء يريد البعض أن يزيفها فيسميها ربيعا والنتائج المخيبة للامال لهذا الربيع ماثلة أمام عيوننا وأبصارنا ولا يبقى إلا أن ترى بصيرتنا ما ميزته أبصارنا.
يشار إلى أن باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة حول سورية قدم تقريرا اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة انحاز فيه إلى جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي والمجموعات الإرهابية المسلحة وتجاهل الجرائم التي يرتكبونها بحق الشعب السوري وتدمير بنيته التحتية وتجاهل دور الدول التي تدعمها بالسلاح والأموال والإعلام والتدريب وساوى بين الضحية والجلاد.


المصدر: سانا 
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...