الأســد: صمـود الشـعـب سـيخـرجنـا مـن الأزمـة وواشنطن «تسمح» بتسليح المعارضة

25-05-2012

الأســد: صمـود الشـعـب سـيخـرجنـا مـن الأزمـة وواشنطن «تسمح» بتسليح المعارضة

أكد الرئيس بشار الأسد، أمس، أن سوريا قادرة، بصمود شعبها وتمسكه بوحدته، على «الخروج من الأزمة»، فيما كررت طهران «ثبات موقفها الداعم للشعب السوري في مواجهة الظروف الاستثنائية التي يواجهها». وجاء ذلك في الوقت الذي انتخب مجلس الشعب السوري الجديد، في جلسته الاولى، محمد جهاد اللحام، رئيسا له.
في هذا الوقت، غرق الأسد خلال لقائه تقي بور في دمشق أمس (أ ب أ) «المجلس الوطني السوري» في خلافاته المتواصلة. وأقر رئيسه المستقيل برهان غليون، بعد ساعات من موافقة قيادة المجلس على استقالته، بأن المجلس «لم يتمكن من أن يرقى إلى تضحيات الشعب السوري»، مشيرا إلى انه تخلى عن مهماته، خصوصا بسبب «الانقسامات» بين الإسلاميين والعلمانيين.
وكان المكتب التنفيذي للمجلس أعلن، في بيان بعد اجتماعه في اسطنبول، موافقته على استقالة غليون على أن يظل في منصبه حتى تنظيم انتخابات جديدة في 9 حزيران المقبل. ويمكن أن تفتح عملية الموافقة على الاستقالة الطريق أمام تفاقم المنافسة بين ممثلي جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الشخصيات السياسية حول زعامة المجلس .
وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن تعد خطة ستسمح بموجبها لدول عربية بتقديم أسلحة إلى المقاتلين في سوريا، فيما واصلت موسكو انتقادها عددا من الدول التي تؤكد تمسكها بخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي انان «لكن على ارض الواقع يفعلون كل ما في وسعهم لإحباطها، والدفع بالبلاد نحو الحرب الأهلية». وجددت وزارة الخارجية الروسية المطالبة بتحقيق دولي في عمليات تهريب الاسلحة من لبنان الى الاراضي السورية.
إلى ذلك، قال مصدر مسؤول في الجامعة العربية، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بسوريا في 2 حزيران المقبل قد نقل من القاهرة إلى الدوحة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان الأسد تسلم رسالة خطية من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تضمنت دعوة لحضور مؤتمر قمة دول عدم الانحياز المقرر عقده في طهران في أيلول المقبل، نقلها وزير الاتصالات الإيراني رضا تقي بور.
وأكد الأسد، خلال لقائه تقي بور في دمشق، أن «سوريا تمكنت من تجاوز الضغوط والتهديدات التي تعرضت لها منذ سنوات، وهي قادرة، بصمود شعبها وتمسكه بوحدته واستقلاله، على الخروج من هذه الأزمة».
واعتبر تقي بور أن «ما تتعرض له سوريا يأتي في إطار مخطط أوسع يستهدف المنطقة برمتها»، مؤكدا «ثبات موقف بلاده الداعم للشعب السوري، في مواجهة الظروف الاستثنائية التي يواجهها».
وأكد الأسد، خلال لقائه أعضاء المحكمة الدستورية العليا، بعد أدائهم اليمين الدستورية أمامه، «أهمية الدور المنوط بالمحكمة في ما يتعلق بدستورية القوانين ونزاهة الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وخصوصا بعد إقرار الدستور الجديد للبلاد، وبعد الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا».
وعقد مجلس الشعب السوري (البرلمان) الجديد جلسته الأولى، برئاسة اكبر الأعضاء سنا عبد العزيز طراد الملحم، الذي فتح المجال للترشح لرئاسة المجلس، حيث تقدم بترشيحه كل من محمد جهاد اللحام ومجيب الرحمن الدندن. وبنتيجة التصويت انتخب اللحام رئيسا للمجلس بغالبية 225 صوتا من أصل 250. واللحام نقيب محامي دمشق وعضو في حزب البعث.
وأكد اللحام، بعد انتخابه، أن «الإصلاح نهج وفكر وعمل، وقد شرعت سوريا أبوابها لشمس تحمل فكر قائد يحب وطنه ويحبه وطنه، أثبت أن المبادئ قوة، وأن الحق ورجاله ظاهرون على الباطل وأدواته، لهذا نعاهدك يا سيادة الرئيس أن نكون كما تحب لنا أن نكون، صوتا لحق كل مواطن، أمناء على الدستور، ساعين لتطوير التشريع، آملين أن نجسد الإصلاح بخطوات عملية وأفكار إبداعية».

وقال مسؤولون أميركيون لوكالة «اسوشييتد برس» إن واشنطن تعد خطة ستسمح بموجبها لدول عربية بتقديم أسلحة إلى بعض المقاتلين في سوريا. وأوضحوا أن الإدارة الأميركية ستفحص بموجب الخطة، التي لم يتم الانتهاء منها بعد، ما إذا كان «الجيش السوري الحر» ومجموعات أخرى ملائمين لتلقي أسلحة وذخائر، والتأكد من عدم وقوع هذه الأسلحة في أيدي الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة أو «حزب الله».
لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند كررت أن واشنطن، التي تقدم معدات «غير قاتلة» إلى المعارضين، لن تقدم مساعدة عسكرية إلى المسلحين.
وقال المسؤولون إنه يمكن الآن دمج الأسلحة التي ستقدم من دول عربية مع معدات الاتصال والمساعدات الطبية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى المعارضة. وقال احدهم «خطوط التهريب هي ذاتها. نحن نستخدم الحمير» في إشارة إلى انه يمكن استخدام الطرق ذاتها لتهريب الأسلحة.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «موسكو امتنعت عن المشاركة في اجتماع كبار مسؤولي مجموعة عمل أصدقاء سوريا المعنية بإعادة بناء وتنمية الاقتصاد السوري، المنعقد في أبو ظبي، بسبب تغييب ممثلين عن الحكومة السورية».
وقال المتحدث باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش إن «روسيا تدعو إلى إجراء تحقيق في مجلس الأمن الدولي في الأنباء حول تهريب السلاح إلى لبنان لنقله إلى سوريا».
وأشار إلى إن «سوريا شهدت سلسلة من الأعمال الإرهابية. وتدل الأحداث الأخيرة في البلاد على تعزيز مواقع تنظيم القاعدة ومجموعات متطرفة أخرى قريبة منها من حيث الإيديولوجية، بالإضافة إلى ذلك يقف وراء النشاط الإرهابي عدد من اللاعبين الخارجيين، الذين يؤكدون للمجتمع الدولي علنا تمسكهم بخطة انان، لكن على ارض الواقع يفعلون كل ما في وسعهم لإحباطها، والدفع بالبلاد نحو الحرب الأهلية»، مشيرا إلى «استمرار تقديم الدعم المالي واللوجستي للعناصر المســلحة في سوريا».
ورفض المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي الكشف عن موعد تسليم تقرير بعثة الأمم المتحدة في سوريا إلى مجلس الأمن، موضحا أن المجلس سيعقد جلسة خاصة الأربعاء المقبل لمناقشة التقرير. وواصل المراقبون الدوليون جولاتهم، وزاروا دوما في ريف دمشق وأحياء في حمص ودرعا وحلب وحماه وريفها.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...