موسكو تحذر من فتح جبهة الجولان و الفيصل وكيري ينسقان المواقف ضد الدولة السورية

05-03-2013

موسكو تحذر من فتح جبهة الجولان و الفيصل وكيري ينسقان المواقف ضد الدولة السورية

ظهرت، أمس، مؤشرات متزايدة على احتمال تمدد نيران الأزمة السورية إلى العراق، التي تتفاقم فيه الأزمة السياسية، بطابعها المذهبي، حيث قتل 48 جنديا وموظفا سوريا بنيران مسلحين دخلوا إلى الانبار من سوريا، بحسب الرواية العراقية الرسمية، فيما حذرت موسكو، التي تترأس مجلس الأمن لشهر آذار الحالي، من إمكانية اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل بسبب وجود المسلحين قرب هضبة الجولان السورية المحتلة.
في هذا الوقت، كشف المؤتمر مسلحون يحتفلون قرب جثث قتلى الجيش السوري في حي الخالدية في حمص امس الاول (رويترز) الصحافي بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، في الرياض أمس، عن تباين في المواقف حول كيفية حل الأزمة السورية، حيث أن واشنطن جددت دعمها للحل السياسي معربة عن قلقها من تسليح المتشددين السوريين، فيما عبرت الرياض عن رغبتها بفتح الباب على مصراعيه لتسليح المعارضين .
ميدانيا، أشعل المسلحون جبهتين جديدتين، حيث شن مسلحون إسلاميون متشددون هجوما على مدينة الرقة السورية التي كانت بمنأى عن المعارك لمدة عامين، واسقطوا تمثالا للرئيس السوري السابق حافظ الاسد
وقتل مسلحون 42 جنديا وموظفا سوريا وسبعة جنود عراقيين في كمين في الانبار غرب العراق، أثناء محاولة الجيش العراقي إعادة السوريين إلى بلادهم بعدما دخلو إلى العراق خلال هجوم للمسلحين على معبر اليعربية الحدودي مع العراق. كما اصيب 20 سوريا في الهجوم. واتهمت وزارة الدفاع العراقية، في بيان، «مجموعة إرهابية» تسللت من سوريا بمهاجمة السوريين. وأوضحت أن الجنود والموظفين السوريين الذين كانوا ينقلون إلى معبر الوليد تمهيدا لتسليمهم إلى السلطات السورية «تعرضوا إلى عدوان غادر من قبل مجموعة إرهابية متسللة إلى داخل الأراضي العراقية قادمة من سوريا».
وأضاف البيان: «يعد هذا العمل الإجرامي اعتداء سافرا على سيادة العراق وأرضه وكرامته وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، كون المغدورين جرحى وعزلا من السلاح، وعليه نحذر وبشدة كل الأطراف المتصارعة في الجانب السوري من نقل صراعهم المسلح إلى داخل الأراضي العراقية أو انتهاك حرمة حدود العراق، وسيكون الرد حازما وقاسيا وبكل الوسائل المتاحة لمن يحاول المساس بحدود وأمن العراق».
في هذا الوقت، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند هاتفيا «مواصلة التعاون لتطبيع الوضع في سوريا» بحسب الكرملين. وأكد الاليزيه أن الاتصال تخلله «تبادل عميق للآراء» بين الرئيسين «في تمديد لمحادثاتهما في موسكو في 28 شباط». وأضاف: «أعرب هولاند عن قلق فرنسا حيال تصاعد أعمال العنف وتفاقم التهديدات المرتبطة بالأزمة السورية»، موضحا أن الرئيس الفرنسي «شدد على ضرورة مساهمة المجتمع الدولي بشكل حاسم لتسريع الانتقال السياسي في سوريا. كما أعرب عن استعداد للعمل من اجل ذلك مع روسيا وغيرها من شركاء فرنسا».
وفي نيويورك ، أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، في مؤتمر صحافي لمناسبة تسلم بلاده رئاسة مجلس الأمن للشهر الحالي، إن «واقع وجود الجماعات المسلحة في منطقة نشر القوات الأممية في مرتفعات الجولان ظاهرة جديدة وخطيرة. من المفترض ألا يكون المسلحون فيها. وللأسف لا يوجد شيء في صلاحيات القوات الأممية يفوضها بمعالجة هذا الوضع، لأن عناصر هذه القوات غير مسلحة».
ووصف تشوركين نشاط المسلحين الذين ينطلقون من منطقة الجولان «بالخطيرة جدا»، محذرا من أنه «قد يؤدي إلى زعزعة الأمن بين سوريا وإسرائيل». وقال إن «الطرف الذي يؤيد هذا النشاط أو يدعمه بصمته، أيا كان، يلعب لعبة خطيرة جدا». وتابع: «ليس من الممكن تجهيز القوات الأممية في الجولان أو تغيير مهمتها كي تتمكن من تحمل هذه المسؤولية، إنه خارج مسؤولياتها. كما تعرفون، فقد سحبت بعض الدول قواتها (من الجولان) بسبب الأخطار الأمنية المرتفعة. إن هذه اللعبة فعلا خطيرة للغاية».
ونفى تشوركين أن تكون روسيا وأميركا قد وصلتا إلى طريق مسدود في حل الأزمة السورية، معلنا عن اجتماع سيعقد الأسبوع المقبل بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وأحد كبار المسؤولين الأميركيين لاستئناف الحوار لحل الصراع في سوريا. وقال: «من دون إجراء حوار بين النظام والمعارضة لن يحدث أي شيء ايجابي في سوريا». واعلن ان «لبنان يعيش في دائرة الخطر مع استمرار الصراع الدموي في سوريا».

وظهر خلاف بين واشنطن والرياض حول كيفية حل الأزمة السورية. وكان بارزا عدم لقاء كيري بالملك السعودي عبد الله، والاستعاضة عنه بالاجتماع مع ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز. ووصل كيري إلى أبو ظبي أمس تمهيدا لزيارة الدوحة اليوم، حيث سيعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب غدا لبحث التطورات في سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الفيصل في الرياض، إن «الولايات المتحدة ستواصل عملها مع أصدقائها، كما فعلنا في روما، في تمكين المعارضة السورية، من أن تتمكن، ربما كما نأمل، من إحلال حل سلمي، وان لم يحدث هذا الأمر فإننا سنواصل ضغطنا على الأسد».
وحول ما إذا كانت عملية إرسال دول مثل قطر والسعودية أسلحة إلى المعارضين تقلق واشنطن، قال كيري انه لدى «المعارضة المعتدلة القدرة للتأكد من أن الأسلحة تصل إليها وليس إلى الأيدي الخطأ»، في ما بدا موافقة ضمنية على إرسال أسلحة إلى «المعتدلين». لكنه أوضح انه «ليست هناك ضمانات ألا تصل الأسلحة إلى الأيدي الخطأ»، في إشارة مبطنة إلى مواصلة رفض الإدارة الأميركية تسليح المعارضين السوريين. وانتهز الفيصل المؤتمر الصحافي لشن هجوم على الأسد.

وشدد مجلس الوزراء السعودي، في اجتماعه برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، على «أهمية تقديم المزيد من الدعم للشعب السوري للدفاع عن نفسه» .

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...