بوتين يستبق لقاء أوباما: الشرعية النظامية هي للجيش السوري

28-09-2015

بوتين يستبق لقاء أوباما: الشرعية النظامية هي للجيش السوري

تنطلق اليوم أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 70 في نيويورك، وذلك بالتزامن مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لولادة التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش»، الذي أصبح الشغل الشاغل لغالبية الدول، وَحَيَّدَ جزئياً كل القضايا الأخرى، وأبرزها مكافحة الفقر ومحاربة الأمراض والوضع الاقتصادي العالمي المتدهور.
وتقدمت الأزمة السورية، التي أدت إلى موجات هجرة غير مسبوقة إلى أوروبا، وكيفية محاربة «داعش» إلى الواجهة، حيث ركزت غالبية اللقاءات التي عقدت في نيويورك على كيفية مواجهة خطر التكفيريين، بالرغم من تواصل الخلافات بين الدول الكبرى بشأن هذا الأمر.
ومن أبرز المتحدثين في اليوم الأول من الجمعية العامة الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اللذان سيعقدان اجتماعاً أيضا، سبقه عقد لقاء بين وزيرَي الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، بعد يوم من عقد لقاء بين كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف. كما سيتحدث في اليوم الأول رؤساء إيران حسن روحاني وفرنسا فرانسوا هولاند والصين شي جين بينغ.
وكان قادة الدول أقروا، الجمعة الماضي، أجندة طموحة، تشمل أهدافا عالمية لمحاربة الفقر وانعدام المساواة وتغير المناخ حتى العام 2030.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على «وجوب البدء بالعمل على الفور»، طالباً من «الحكومات كافة أن تقر في باريس في كانون الأول المقبل اتفاقا متينا وشاملا حول المناخ»، فيما اعتبر البابا فرنسيس أن خطة العمل الجديدة «مؤشر مهم على الرجاء»، لكنه نبه إلى أنه لا يكفي «وضع لوائح طويلة من النوايا الطيبة».
وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، أثناء قمة للتنمية المستدامة بمشاركة زعماء العالم في الأمم المتحدة، أن بلاده ستؤسس صندوق مساعدات بتعهد مبدئي يصل إلى مليارَي دولار لمساعدة الدول النامية على تنفيذ أهداف أجندة التنمية العالمية المستدامة خلال الخمسة عشر عاما المقبلة، فيما انتقد الرئيس الكوبي راوول كاسترو، الذي سيلتقي أوباما غدا، الحظر الأميركي المفروض على بلاده، ووصفه بأنه «العائق الرئيسي» أمام التنمية الاقتصادية في كوبا، بالرغم من إشادته بإعادة العلاقات بين واشنطن وهافانا.
بوتين
 وقدم بوتين أمس ملامح لما ستتضمنه كلمته اليوم، وأبرزها اقتراحه تشكيل تحالف جديد في سوريا لمحاربة «داعش». وقال، في مقابلة مع قناة «سي بي أس» الأميركية بُثَّت أمس لكن تم تسجيلها قبل أيام: «اقترحنا التعاون مع دول المنطقة. نحاول التوصل إلى نوع من التنسيق». وأضاف: «نرغب في أرضية مشتركة لعمل جماعي ضد الإرهابيين»، موضحاً أنه أبلغ شخصياً الملكَين السعودي سلمان والأردني عبد الله الثاني باقتراحه، وكذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والولايات المتحدة.
وانتقد بوتين فشل الإستراتيجية الأميركية، بما في ذلك الفشل الذريع لتدريب البنتاغون مسلحين سوريين «معتدلين». وكرر أنه لا يوجد في سوريا إلا «الجيش الشرعي النظامي» لمحاربة «داعش» بشكل فعال.
وتحضيراً لاجتماع بوتين وأوباما اليوم، وهو الأول بينهما منذ صيف العام 2013، عقد لافروف وكيري اجتماعاً في نيويورك أمس.
وقال لافروف: «لدى روسيا والولايات المتحدة رغبة في العمل جنبا إلى جنب، ديبلوماسياً وعسكرياً، بما في ذلك بشأن مواجهة داعش». وأعرب عن اعتقاده بأن مناقشة هذه المسائل بشكل كثيف ومنتظم من قبل مختصين من كلا البلدين ستسهل «حل المشكلة البالغة التعقيد التي نواجهها».
وأعلن مسؤول أميركي أن كيري ولافروف ناقشا التدخل العسكري الروسي في سوريا والسبل نحو «عدم التعارض» واحتمال الوصول لانتقال سياسي في البلاد. وقال: «بحثا الحاجة ليس لمجرد عدم التعارض، ولكن أيضا من أجل العودة للحوار بشأن سبل المضي قدما في عملية سياسية إذا أمكن ذلك، وبحثا السبل المختلفة للتعامل مع ذلك».
وعدم التعارض تعبير ديبلوماسي معناه تجنب الحوادث غير المقصودة أو الحوادث بين قوات عسكرية مختلفة تعمل في مسرح عمليات واحد.
وأعلن لافروف أن الغرض من تبادل معلومات الاستخبارات بين روسيا والعراق وإيران وسوريا هو التنسيق لقتال «داعش»، فيما أكد كيري أنه «من الضروري تنسيق جميع الجهود، وهذا لم يتم التنسيق بشأنه بعد. أعتقد أن لدينا مخاوف بشأن كيفية المضي قدما».
وكان المتحدث باسم مكتب رئيس الحكومة العراقية سعد الحديثي أعلن أن العراق وروسيا وإيران وسوريا اتفقت على تشكيل لجنة مشتركة لتبادل المعلومات الاستخباراتية بهدف ملاحقة عناصر «داعش».
وردا على سؤال عن موعد انطلاق عمل اللجنة المشتركة، قال الحديثي: «هذا الأمر فيه بعد امني». وأضاف: «عندما تكون هناك قاعدة معلومات استخباراتية كاملة لدى العراق من خلال التعاون مع كثير من الدول، سواء كانت الثلاث الأخيرة أو القديمة، فإنها ستعطي إمكانية عالية للقوات العراقية والأجهزة الأمنية لتحقيق الانتصار في الحرب على الإرهاب».
وذكرت قيادة العمليات المشتركة العراقية، في بيان، إن الاتفاق جاء بسبب «تزايد القلق الروسي من تواجد آلاف الإرهابيين من روسيا الذين يقومون بأعمال إجرامية مع داعش».
روحاني وهولاند
 وشدد الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن «الجميع يقبل بقاء الأسد». وقال، في مقابلة مع شبكة «سي أن أن»، «أعتقد اليوم أن الجميع قبلوا أنه يجب أن يبقى الرئيس الأسد حتى نتمكن من قتال الإرهابيين».
وكان روحاني أعلن، في مقابلة مع إذاعة «أن بي آر» بُثَّت أمس، أنه مستعد لمناقشة «خطة عمل» حول مستقبل سوريا بعد هزم «داعش». وقال إن «البدء في إجراء مناقشات، وفتح حوارات، للتوصل إلى خطة العمل التالية بعد إخراج الإرهابيين من تلك المنطقة لا يمثل مشكلة لنا في الوقت الحالي، لكن علينا جميعا أن نتصرف بشكل موحد، وأن تكون لدينا الصيغة المطلوبة لإخراج الإرهابيين فورا».
وأعلن روحاني أن إيران مستعدة لمناقشة «الخيارات المقبلة»، لكنه شدد على ضرورة إشراك الحكومة السورية في «التوصل إلى خطة عمل». وأضاف: «يجب أن تكون للشعب السوري الكلمة الأخيرة والأهم» بشأن مستقبل البلاد.
وأعلن مسؤول فرنسي أن الرئيس فرانسوا هولاند أبلغ روحاني أن بوسع طهران تسهيل التوصل لحل سياسي في سوريا، لكن لا يمكن للرئيس السوري بشار الأسد أن يكون جزءا منه. وقال: «إيران لاعب (في المنطقة)، لكن بوسعها أيضا تسهيل الأمور. قال (هولاند) إن مسألة الأسد لا يمكن طرحها كحل».
وكان هولاند عقد مؤتمراً صحافياً للإعلان عن شن طائرات فرنسية أول غارة على «داعش» قرب دير الزور. وقال هولاند: «سألتقي شركاء وأفرقاء معنيين بما يسمى النزاع السوري الذي أوقع 250 ألف قتيل، وبشار الأسد هو المسؤول الرئيسي فيه، حتى وإن كان داعش يرتكب الآن ومنذ أشهر عدة فظاعات لا اسم لها». وأضاف: «الحل السياسي يفترض مشاركة كل الأطراف المعنية، وفرنسا تتحادث مع الجميع ولا تستبعد أحدا»، ملمحا ضمنا إلى أن رحيل الأسد على الفور كما طالبت باريس لفترة طويلة، لم يعد مطروحاً.
وكان كيري ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني عقدا اجتماعين مع ظريف أمس الأول، تم خلالهما بحث أزمتي سوريا واليمن والملف النووي الإيراني.
وذكرت صحيفة «صنداي تلغراف»، أمس، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مستعد لتقبل فكرة بقاء الأسد في السلطة إلى أجل قصير ريثما يتم تشكيل حكومة وحدة في البلاد.
ونقلت عن مصدر حكومي قوله إن وجهة نظر كاميرون هي «لا يوجد في الأمد البعيد مستقبل تنعم فيه سوريا بالاستقرار والسلام حيث يمكن للشعب السوري أن يعود إلى وطن يكون الرئيس الأسد هو زعيمه».
وقال المصدر، عندما سئل إن كان الأسد سيبقى خلال فترة انتقالية، إن كاميرون لن يطالب بتنحيه على الفور. وأضاف: «كانت هناك دوما فكرة أن يكون هناك انتقال سياسي».
وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قال، في مقابلة مع صحيفة «لو موند» الفرنسية نشرت الجمعة الماضي: «يجب على الأسد أن يرحل، ولا يمكن أن يكون جزءا من مستقبل سوريا»، لكنه أضاف: «سيكون من الضروري التحدث مع الأسد باعتباره طرفا في هذه العملية إذا توصلنا إلى اتفاق بشأن سلطة انتقالية وكان الأسد جزءا منه».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...