الأسد يختتم زيارته إلى مينسك: الربط الإقليمي أحد أهم عوامل الاستقرار

28-07-2010

الأسد يختتم زيارته إلى مينسك: الربط الإقليمي أحد أهم عوامل الاستقرار

اختتم الرئيس بشار الأسد، أمس، زيارة استمرت يومين إلى بيلاروسيا، بتوقيع جملة من الاتفاقيات بهدفالاسد يتحدث خلال عشاء اقامه لوكاشينكو على شرفه في مينسك امس الاول. تعزيز آفاق التعاون بين البلدين، بما ينعكس إيجاباً على منطقتي الشرق الأوسط والبلطيق.
وكشف الأسد، مع انتهاء الزيارة، عن إعلان مشترك من ست صفحات يؤكد على استمرار عمل الجانبين لتطوير هذا التعاون في المجالات كافة، ولا سيما الاقتصادية والتجارية. والتقى الأسد ممثلين عن الجالية السورية في بيلاروسيا، حيث دعا أبناء الجالية إلى توجيه استثماراتهم وإمكاناتهم الاقتصادية في عملية التنمية التي تشهدها سوريا. كما زار مصنعاً للشاحنات الثقيلة والمكتبة الوطنية في مينسك.
من جهتها، وسعت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان من دائرة نتائج هذه الزيارة، بتركيزها على البعد الإقليمي الناتج عن تنويع التعاون الثنائي، الذي عملت دمشق على التركيز عليه كمنحى ورؤية منذ أكثر من عامين.
وقالت شعبان، في لقاء مع الوفد الإعلامي المرافق للأسد، إن سوريا وبيلاروسيا «جادتان جداً في تعاونهما الثنائي، وإن خطوات عملية تتخذ فور توقيع الاتفاقيات»، مشيرة إلى أن أحد أهداف هذا التعاون هو نظرة البلدين للفوائد الإقليمية التي يمكن أن تنتج عنها. وأوضحت أن سوريا تنظر إلى بيلاروسيا، من دون تجاهل جيرانها من دول البلطيق، في الوقت الذي تنظر مينسك إلى سوريا عبر وجود جيرانها، ولا سيما تركيا والعراق ولبنان.
وكررت ما كان سبق وأشار إليه الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو من أن بلاده مهتمة بالانضمام لاتفاق التعاون الاستراتيجي الذي شرعت سوريا ولبنان وتركيا والأردن بوضع تصوره، معلنة أن مينسك أبلغت دمشق موافقتها على طلبها الانضمام إلى الاتحاد الجمركي القائم بين روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان. وأوضحت شعبان أن روسيا لا تمانع هذا الانضمام، وثمة إيجابية في موقف كازاخستان التي يمكن أن يحدث تبادل زيارات بين مسؤوليها ومسؤولين سوريين في الفترة المقبلة. وأضافت، عبر تصور أكثر تفصيلاً من الناحية الجغرافية، أن أوكرانيا تقع ضمن هذا التصور الإقليمي، مشيرة إلى تجارة بحجم ملياري دولار بين البلدين، حيث من المتوقع أيضاً قيام وزير الخارجية السوري وليد المعلم بزيارتها، والإعداد لزيارة الأسد إلى كييف أيضاً.
ورأت شعبان أن هذا «الربط الإقليمي» هو من أحد أهم عوامل الاستقرار في المنطقة، وهو ما يدفع إلى تشجيع السياحة أيضاً بين هذه البلدان، مشيرة إلى أن الرئيس الأسد يركز على هذه النقطة أيضاً في زياراته.
وأثنت شعبان على التجربة البيلاروسية، ملاحظة التشابه بينها وبين التجربة السورية خصوصاً في الظروف السياسية «ولا سيما في مجال الضغوط التي تلقاها الطرفان لثنيهما عن القرار الوطني المستقل».
وأشارت إلى نجاح بيلاروسيا في مجالات عديدة، بين أبرزها البرمجيات، التي تحتل مركزاً متصدراً في مجال تصديرها إلى العالم، حيث شددت على المساحة الواسعة من مجالات التعاون التي يمكن الاستفادة منها، مشيرة إلى اهتمام الجانب البيلاروسي بالخبرة الدوائية السورية كما بزيت الزيتون السوري. وقالت إن «رغبة الجانبين وجديتهما لتحقيق نتائج هي التي دفعت الى بقاء وزير الصناعة السوري (فؤاد الجوني) في مينسك، وطلب مجيء معاونيه بهدف تحقيق خطوات عملية».
وقالت شعبان، رداً على سؤال، إنه «ما من شيء يمنع التعاون العسكري بين البلدين»، وذلك تعليقاً على ما سبق وقاله لوكاشينكو في مؤتمر صحافي مشترك مع الأسد أمس الأول. وذكرت إن الجانبين يبحثان تسيير خط جوي مشترك بين البلدين بمعدل رحلتين أسبوعياً، وأن ما يدرس الآن هو الجدوى الاقتصادية، معتبرة أن هذه المسائل تبحث ضمن إطار «رؤية كبيرة» هدفها توسيع الفضاءات الإقليمية لسوريا. وقالت إن التفاصيل تبحث تباعاً في هذا المجال، حيث أجابت على سؤال أن هذا يتم بالتنسيق مع تركيا التي تشجع هذا التحرك، ومستعدة للتفاعل معه.
ورداً على التعاون «الثلاثي» بين سوريا وبيلاروسيا وفنزويلا، الذي أشار إليه لوكاشينكو أيضاً، اعتبرت شعبان أن «هذه الدول تفكر بطرق متشابهة، ووجدت أنها تستطيع التعاون في ما بينها على اعتبار أن لفنزويلا خطاً بحريا مع بيلاروسيا لنقل النفط».
وكان الجانبان أصدرا بياناً مشتركاً أعلنا فيه تأكيدهما على «الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستويات أوسع لتحقيق شراكة استراتيجية بين البلدين». وأكدا دولياً على «ضرورة إصلاح منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بما يعكس الوقائع السياسية والاقتصادية المعاصرة».
واتفق الجانبان على وضع آلية للتشاور وتبادل الزيارات بين المسؤولين على الأقل مرة في العام، ولا سيما على مستوى وزيري الخارجية. كما شددا على «تحفيز التعاون التجاري الاقتصادي بينهما وتعزيز الصلات البرلمانية والعلاقات الحكومية في مجالات كالأمن والبحث العلمي والتكنولوجيا والنقل والطاقة والتعليم والصحة والثقافة والسياحة والرياضة».
وأشار البيان إلى أن الجانبين سيعملان على مواصلة الاستعداد لاتفاق التجارة الحرة بين البلدين، كما تحفيز العمل في قطاعات الطاقة والبتروكيميائيات والسكن والمجال الزراعي. كما اتفقا على «تطوير علاقات التعاون في مجالات الأمن والدفاع وتوسيع التعاون الثنائي بين وزارتي الداخلية في البلدين».
وأكد الجانبان «ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وجميع الأراضي العربية المحتلة الأخرى حتى عام 1967». كما نوّه باعتراف الجانبين «بحق جميع الدول بما فيها إيران في تطوير الطاقة النووية السلمية»، وبتأكيدهما «على تمسكهما بالتوصل إلى تسوية الوضع حول برنامج إيران النووي السلمي بالطرق الدبلوماسية حصراً».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...