ما سبب الفشل في كبح نشاط تنظيم “الدولة”في البادية السورية؟

27-06-2021

ما سبب الفشل في كبح نشاط تنظيم “الدولة”في البادية السورية؟

منذ مطلع عام 2021 تخوض قوات سورية مدعومة من روسيا عمليات عسكرية برية في منطقة البادية السورية، وعلى الرغم من الدعم المقدم لها من قبل الطائرات الحربية، إلا أنها لم تتمكن وحتى الآن من كبح نشاط تنظيم “داعش”.

وباتت منطقة البادية السورية القاعدة الرئيسية التي تنطلق منها هجمات خلايا تنظيم “الدولة”، وذلك بعد قرابة عامين من إعلان الولايات المتحدة الأميركية القضاء على نفوذه بشكل كامل، بعد السيطرة على آخر معاقله في منطقة الباغوز بريف مدينة دير الزور.وتبلغ مساحة البادية السورية نحو 80 ألف كيلومتر مربع، وتتوزع على محافظات: دير الزور، الرقة، حلب، حماة، حمص، ريف دمشق، والسويداء.

وبحسب مراقبين فإن نشاط خلايا “داعش” في البادية يأتي ضمن استراتيجية مختلفة بشكل جذري عن استراتيجياته السابقة في القتال، خاصة من ناحية تنقّل المقاتلين أو أساليب الاستهداف المحددة.

“عبوات وكمائن”

وفي الوقت الذي تغيب فيه تفاصيل ما يجري على الأرض تشير المعلومات أن تكتيكات داعش في المنطقة تعتمد على بـ”العبوات الناسفة”، إلى جانب الكمائن، وخاصة في المنطقة الممتدة من ريف حمص الشرقي وصولاً إلى دير الزور.

وقبل أيام كان المتحدث الرسمي باسم تنظيم “الدولة”، “أبي حمزة القرشي” قد أشاد بعمليات خلايا التنظيم المنتشرة في البادية السورية وصحراء الأنباء في العراق، وباقي الأراضي العراقية.

وقال إن تلك العمليات هي السبب الرئيسي لحملات ملاحقة التنظيم في هذه المناطق من قبل “الحشد الشعبي” والجيش العراقي من جهة الأراضي العراقية، والجيش السوري والروس و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في سورية.واعتبر “القرشي” في تسجيل صوتي تناقلته معرفات تابعة للتنظيم أن عمليات ملاحقة خلايا الأخير في البادية “لا فائدة منها”.

“مترامية الأطراف”

ويستبعد المحلل والخبير العسكري، العقيد إسماعيل أيوب أن يتمكن الروس والسوريين من إنهاء نفوذ “داعش” في البادية السورية “في وقت قريب”، وذلك تقف ورائه عدة أسباب، من بينها صعوبة تضاريس المنطقة.

ويقول أيوب في تصريحات لموقع “السورية.نت”: “المعارك تدور في منطقة يبلغ طولها 180 كيلومترا بدءا من مطار التيفور ووصولا إلى جبال البشري في محافظة الرقة. وبعرض 90 كيلومترا”.

ويضيف المحلل العسكري: “القصف الروسي مستمر منذ خمسة أشهر. هل هذا الحديث ينتهي في أسبوع أو 3 أشهر؟.

لا أحد يعرف لأن المنطقة مفتوحة على البادية التدمرية وموصولة أيضا مع بادية الأنبار، وبالتالي من السهولة على داعش التنقل فيها”.

ماذا عن إيران؟

وللفصائل المدعومة من إيران قواعد عسكرية وحواجز في مناطق متفرقة في البادية السورية، وبالأخص على الطريق الواصل بين ريف حمص الشرقي ومحافظة دير الزور.

وبحسب أيوب فإن معارك البادية تهم موسكو أكثر من طهران، كون الأولى تسعى إلى حماية المناطق الاقتصادية التي تسيطر عليها، وخاصة حقول الغاز في توينان وآراك والشاعر.

ويضيف أيوب: “الروس يريدون حماية مصالحهم والعقود طويلة الأجل التي وقعوها بخصوص الآبار النفطية والغازية”.

وتعتمد موسكو في عملياتها العسكرية ضد تنظيم “الدولة” على 3 قوات سورية رئيسية، بحسب شعبان، وهي “الدفاع الوطني”، “فيلق القدس”، قوات “الفيلق الخامس”.

ثلاثة أسباب

وبوجهة نظر شعبان فهناك 3 أسباب تقف وراء عدم قدرة موسكو على كبح نشاط تنظيم “الدولة” في البادية حتى الآن، رغم الكثافة النارية التي تنفذها في المنطقة.

أولى الأسباب هي المساحة الكبيرة التي تمتد عليها البادية، حيث تتوزع على مختلف المحافظات السورية، من الرقة إلى حمص ودير الزور وحماة وحلب.

أمام السبب الثاني، يضيف الباحث السوري: “يرتبط بمعرفة تنظيم الدولة بتضاريس وطبيعة القتال في البادية، خاصة أنها كانت ضمن نفوذه قبل الإعلان عن إنهاء وجوده العسكري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. هذه المعرفة تسهّل عليه التحرك وتنفيذ الهجمات”.

وهناك سبب ثالث يرتبط بالاستراتيجية القتالية التي يسير فيها التنظيم، من خلال الضرب والعودة بسرعة إلى أماكن غير معروفة.


ويتابع شعبان: “هذه الاستراتيجية تصعّب من عملية تحديد مواقع هجماته، لاسيما في ظل عدم كفاءة العمل العسكري للميليشيات في المنطقة”.

 

 


 وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...