جامعة الدول العربية تستجيب لرغبات واشنطن وباريس وأنقرة ضد سوريا

08-03-2013

جامعة الدول العربية تستجيب لرغبات واشنطن وباريس وأنقرة ضد سوريا

تكثفت الاتصالات بين موسكو وواشنطن حول الازمة السورية. وفيما كانت دمشق وانقرة تتبادلان الانتقادات، تحرك العراق لمحاولة ضبط حدوده المهددة بامتداد النيران السورية اليها، فيما تزايد القلق في اسرائيل من الوضع في منطقة هضبة الجولان، وذلك في وقت كان الطيران السوري يواصل غاراته على الرقة بعد أيام من استيلاء المسلحين عيها. الأسد خلال لقائه الوفد النيابي التركي في دمشق أمس (ا ف ب)
في هذا الوقت، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه وفدا من نواب المعارضة الأتراك في دمشق أمس، ضرورة التفريق بين الشعب التركي وسياسات حكومة رجب طيب اردوغان «المصرة على دعم الإرهاب والتطرف».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث مع نظيره الأميركي جون كيري الوضع في سوريا، مشيرة إلى أن الاتصال جاء بمبادرة من الجانب الأميركي. وأضاف البيان ان «لافروف وكيري ناقشا أيضا المسائل المرتبطة بالتسوية السلمية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى عدد من المشاكل في العلاقات الثنائية بين البلدين، ومن ضمنها حالة الأمور المتعلقة بأوضاع الأطفال الروس الذين تبنتهم عائلات أميركية».
وجاء الاتصال بين لافروف وكيري قبل ساعات من اجتماع بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير الخارجية الأميركية ويليام بيرنز، في لندن، لايجاد مخرج للازمة السورية.
وأعلن العراق إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية، وبدأ باعتماد مراقبة جوية لطول الحدود اثر الاشتباكات على معبر اليعربية بين القوات السورية والمسلحين، الذين قتلوا 48 جنديا وموظفا سوريا في الانبار أثناء إعادة نقلهم إلى بلادهم .
وواصل الطيران السوري تكثيف الغارات على مدينة الرقة، فيما أشارت صحيفة «الوطن» إلى مقتل عدد كبير من المسلحين، وتَحَصُّنِ الآخرين داخل المدينة، فيما كانت تصلهم تعزيزات عسكرية من تركيا.
وفيما كانت دمشق تكشف عن أجهزة تجسس إسرائيلية قرب طرطوس، أعربت الدولة العبرية عن مخاوفها من تسخين جبهة الجولان بعد خطف مسلحين متشددين 21 عنصرا من «الاندوف». وفي حين دارت اشتباكات بين الجيش السوري ومسلحين من المعارضة في قرى قريبة من منطقة الجولان، اشارت تقارير الى ان مخاوف اسرائيل نبعت من تزايد نفوذ القوى الإسلامية، خصوصاً تنظيم «القاعدة»، في المناطق التي سقطت في أيديهم. وزادت هذه المخاوف بشكل كبير إثر الإعلان عن سيطرة جماعات إسلامية على مخازن أسلحة، وقواعد صواريخ من طراز «سكود» في مناطق بعيدة حتى الآن عن الحدود. كذلك، فإن سقوط قذائف هاون في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في هضبة الجولان فاقم من هذه المخاوف. .
وذكرت وكالة (سانا) إن الرئيس بشار الأسد بحث مع وفد برلماني من «حزب الشعب الجمهوري» التركي برئاسة حسن اك غول، في دمشق، «مستجدات الأوضاع على الأراضي السورية، حيث عبر أعضاء الوفد البرلماني عن رفض الشعب التركي للتدخل في الشؤون السورية الداخلية، وحرصه على علاقات حسن الجوار، محذرين من مخاطر تأثير الأزمة في سوريا في الداخل التركي بشكل خاص وعلى دول المنطقة عموما».
وشدد الأسد «على ضرورة الفصل بين مواقف الشعب التركي الداعمة للاستقرار في سوريا ومواقف حكومة اردوغان المصرة على دعم الإرهاب والتطرف وزعزعة استقرار المنطقة»، مؤكدا أن «الشعب السوري يقدر مواقف قوى وأحزاب الشعب التركي الرافضة لسياسات حكومة اردوغان، المؤثرة سلبا في التنوع العرقي والديني الذي تتميز به مجتمعاتنا في المنطقة، لا سيما في سوريا وتركيا».

واعتبر حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا، في بيان لمناسبة الذكرى الخمسين لتسلمه السلطة، ان «سوريا اليوم أكثر قوة وتمسكا بمبادئ الثورة والحزب»، مؤكدا عزمه على «إفشال المؤامرات التي تستهدف وحدة سوريا، أرضا وشعبا، ومحاولة النيل منها عبر إرباكها وإضعاف دورها الوطني والقومي والنيل من نهجها المقاوم للمشروع الاستعماري».
وأضاف إن «الأزمة التي عاشتها سوريا فرضت مهام كبيرة لا بد من أن نضع آليات تعامل جديدة لمواجهتها، ونحن ندرك صعوبة الأمور، فهي تحتاج لفعل تشاركي يشمل كل أبناء الوطن والأمة العربية ولعلاقات ديموقراطية ولحرية التعبير ولتكافؤ الفرص بين الجميع، وذلك انطلاقا من معايير المواطنة الصحيحة».
ورحبت وزارة الخارجية التركية، في بيان، «بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب القاضي بمنح الائتلاف السوري مقعد سوريا في الجامعة، ودعوته إلى المشاركة في قمة الجامعة العربية في الدوحة في 26 و27 آذار الحالي».
واعتبرت الوزارة أن «القرار خطوة صحيحة تجاه تعزيز موقف الائتلاف، المعترف به من قبل المجتمع الدولي، ممثلا شرعيا للشعب السوري»، مؤكدة انه «يشكل رسالة مهمة للغاية لنظام الأسد، الفاقد الشرعية، والذي يسعى، عن طريق القوة، إلى كبت المطالب المشروعة للشعب السوري».
كما رحبت باريس بالقرار. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إن «فرنسا تشجع قوى المعارضة المنضوية داخل الائتلاف الوطني السوري على العمل على إقامة كيان تنفيذي كما دعا قرار الجامعة العربية، وتسريع حل النزاع في سوريا».
ورفض وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله، في مقابلة مع صحيفة «تاغشبيغل» الألمانية نشرت أمس، فكرة تزويد المقاتلين في سوريا بالأسلحة. وقال إن «الإمداد بالأسلحة ينطوي دائما على مخاطر تعزيز سباق التسلح والانزلاق نحو حرب بالوكالة قد تلهب المنطقة برمتها». ونفى إرسال أي مدرب عسكري إلى المعارضة السورية، موضحا «لا ألمانيا ولا الاتحاد الأوروبي لديهما مشاريع من هذا القبيل».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...