المركز الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية يرد على مقالة الجمل

26-09-2007

المركز الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية يرد على مقالة الجمل

ترددت كثيراً في التعليق على الرد على مقالي الذي نشر في 29 تموز الماضي على الموقع الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين تحت عنوان (نجاد وبشار يتوعدان المنطقة بالتفجير).. لو لم يأت رد قسم الدراسات والترجمة لموقع الجمل القريب – على ما يبدو – من النظام الحاكم في دمشق.. بعيداً عن الموضوعية والحيادية.. إضافة إلى قلب الحقائق وتشويه ما جاء في مقالي من أفكار وتحليلات.. وتغييره لعنوان المقال بحسب ما يهوى القائمين على موقع الجمل.. فقد ابتدع عنوناً لمقالي هو: (سورية وإيران تعملان لإشعال المنطقة من أجل مصالحهما).
بداية أقدر لموقع الجمل اهتمامه بقراءة ما تطرحه المعارضة السورية من أفكار وتحليلات.. ولي عتب على القائمين عليه في ردهم على مقالي.. لأنهم جانبوا الموضوعية والحيادية.. وتلاعبوا بالجمل والأفكار بما يتناغم مع أهوائهم ومشاربهم.. ولو أنهم كانوا بعكس ذلك لفازوا باحترام الجميع!! فقد اختفت المصداقية من الساحة السورية منذ ما يزيد على أربعة عقود.. عندما وطئت أقدام النظام السوري عتبات قصر المهاجرين على ظهر دبابة ضالة في الثامن من آذار 1963.. والشعب السوري بشوق وحنين وتلهف لعودتها.. وكنت أتمنى لو كان موقع الجمل في صف رغبات الجماهير التواقة لقراءة الكلمة الحرة ومطالعة التحليل الموضوعي غير المنحاز إلى أي جهة كانت.. وليس لتزيين ما يفعله النظام السوري ودفعه إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء القاتلة.. وإلى جرِّ البلاد إلى المجهول!!
ومع احترامي لرأي القائمين على قسم الدراسات والترجمة في موقع الجمل.. إلا أنني كنت أتمنى لو كان الخلاف في الرأي أخذ طابع الفروسية والنبل .. لا الانحدار  إلى مهاوي السفاهة والفجور وقلب الحقائق.. وقد فاتهم – على ما يبدو - قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعدد علامات المنافق التي منها: ((..إذا خاصم فجر)).. أما نحن في جماعة الإخوان المسلمين فليس من سماتنا أن يأخذ طابع المخاصمة والخلاف في الرأي حدَّ السفاهة والفجور.. لأننا نعرف مسبقاً أن ذلك علامة من علامات المنافقين.. والمنافقون – كما قال الله تعالى – (في الدرك الأسفل من النار).
ولما كانت المغالطات والافتراءات في رد قسم الدراسات في موقع الجمل على مقالي هي مجمل ما جاء في الرد.. فإنني سأركّز فقط على بعض النقاط المهمة التالية:
جاء في الرد أني قلت في مقالي محذراً من (أن تظل أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي في حالة تركيز وانشغال دائم بما يحدث في لبنان والعراق، دون انتباه لما يحدث في دمشق وطهران.. وأن يؤدي ما يحدث في لبنان والعراق إلى توريط أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وتشتيت جهودهما بدلاً من التركيز على دمشق وطهران).
وأنا في مقالي لم أورد أي عبارة من شأنها أن يُفهم منها ما ذهب إليه قسم الدراسات في رده على مقالي.. إنما الذي قلته أن مستنقع العراق والمستنقع الذي تريد دمشق افتعاله في لبنان.. سيجعل المنطقة بؤرة توتر دائم.. تحمل أمريكا والغرب على ارتكاب المزيد من الفواحش والموبقات في ذينك البلدين.. بحجة محاربة الإرهاب واستئصال المتطرفين الإسلاميين.. وبحجة الدفاع عن مصالحهما في الشرق الأوسط.
أما عن تعارض مقالي – كما يقول الرد - مع نظرية منهج الفكر الإخواني السلفي وتطابق ما جاء فيه مع  نهج فكر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.. وغيرها من معاهد ذكرها الموقع لم أسمع أنا بها.. فإنني أشك بارتباط موقع الجمل بهذه المعاهد إن كانت حقيقة موجودة.. لأنه ينفذ سياستها وأسلوبها وطريقة تفكيرها.. مؤكداً له ولكل من قرأ مقالي وقرأ الرد عليه.. أو سيقرأ تعليقي عليه.. فإنني وجميع كتّاب جماعة الإخوان المسلمين.. سواء منهم السوريون أو غيرهم المنتشرون في كل أصقاع العالم.. سنبقى ملتزمين بفكر الجماعة اعتقاداً وسلوكاً إلى أن نلقى الله.. ولن تغيرنا همهمات الآخرين أو تشكيكهم أو افتراءاتهم!.
أما عن زعم قسم الدراسات في رده من أنني سكت على الدور الأمريكي والإسرائيلي في مشاكل لبنان والعراق.. فهذا عارٍ عن الصحة.. ولكنني أكدت في مقالي.. وأؤكد مجدداً أن من سهّل للأمريكيين والصهاينة هذا الدور الإجرامي والتخريبي الذي يقومان به في العراق هما النظامين السوري والإيراني.. اللذان اعترفا مرات ومرات.. بأن الدعم اللوجستي والمخابراتي اللذان قدمتهما دمشق وطهران.. هي التي ساعدت القوات الأمريكية الغازية من احتلال بغداد.. وأنه – كما يمنُّ حكام دمشق وطهران على حكام واشنطن – بأنه لولا هذا الدعم لما تمكّنت القوات الأمريكية الغازية من دخول بغداد بهذه السهولة.. وبأقل الخسائر.
أما عن الدور الجديد لجماعة الإخوان المسلمين السوريين.. التي يتهمها قسم الدراسات في رده على مقالي بأنها تحولت من معاداة "إسرائيل" وأمريكا إلى عميلة لها وقابضة لأموالها بعكس ما هي عليه جماعة الإخوان في كل من مصر وفلسطين.. فهذا ليس له عندي أي تعليق لأنه يفتقد لأبسط الوثائق أو الأدلة.. وما هي إلا مجرد افتراءات دأب النظام منذ ما يقرب من أربعة عقود وهو يلصقها بجماعة الإخوان المسلمين والمنتمين إليها أو المتعاطفين معها.
وأما عن قول موقع الجمل بأن جماعة الإخوان المسلمين في مصر تقود في هذه الأيام المعارضة وتقود المظاهرات الشعبية ضد أمريكا و"إسرائيل".. كما وأن حركة حماس تقود المقاومة الفلسطينية الباسلة ضد الصهاينة.. فهذا شرف لنا نعتز به.. وكم كنت أتمنى على موقع الجمل أن يوضح أسباب بروز الجماعة في كل من مصر وفلسطين والمغرب واليمن والأردن والسودان وليس لها من وجود في سورية.. وهي التي كانت الأقوى والأبرز في خمسينات وستينات القرن الماضي.. إلى أن جاء حزب البعث إلى الحكم.. فضّيق عليها ولاحق أفرادها وافتعل المعارك معها.. وعمل على استئصالها ونفي كل من ينتمي لها أو يتعاطف معها.. بل وراح إلى بعد من ذلك عندما سن حافظ الأسد عام 1980 قانون اجتثاث الإخوان المعروف بقانون العار رقم (49).. الذي يحكم على كل منتم لجماعة الإخوان لمسلمين بالإعدام بأثر رجعي.. فلو تمتعت جماعة الإخوان المسلمين وباقي الأطياف السياسية المتنوعة  في سورية بنفس الهامش من الحرية التي تتمتع بها مثيلاتها في هذه الدول التي ذكرناها.. لما كانت تعيش سورية هذه الأوضاع المتردية.. والتداعيات المهلكة.. في ظل حزب البعث الشمولي الحاكم الذي جعل من نفسه – بحسب المادة الثامنة من الدستور الذي ابتدعه – القائد والموجه للدولة والمجتمع.
وكنت أتمنى على موقع الجمل لو وضّح للناس كم من المحاولات البائسة التي سبق ولحزب البعث اغتنامها ليمسك بعنق الحكم في سورية؟! فقد لهث بكل فضول وراء الزعيم حسني الزعيم الذي قاد أول انقلاب عسكري في سورية فاخفق.. ولم يتعلم الدرس.. بل راح بكل فضول يلهث مجدداً خلف العقيد أديب الشيشكلي الذي قاد الانقلاب العسكري الثالث.. فلم يحصد إلا الخيبة والإذلال.. ولم يتعلم من الدرس.. بل راح يلهث إلى قصر المنشية ممرغاً انفه على أعتاب عبد الناصر ليبرم معه وحدة.. يكون فيها الحاكم الفعلي لسورية (الإقليم الشمالي).. ولكن عبد لناصر أدار له ظهر المجنّ وشتت كيانه!!
وعند إخفاقه في تحقيق حلمه وأبعد غاياته المتمثلة بالإمساك بخناق سورية.. دبّر في ليل بهيم انقلابه الذي قادته حفنة من ضباطه المغامرين (اللجنة العسكرية) صباح الثامن من آذار 1963.. ليفقد بالتالي شرعيته في عيون الجماهير السورية بعد أن سلخ نفسه عنها.. وآثر أن يستأثر بالحكم بطرق غير شرعية ولا أخلاقية.. من دون كل الأطياف السياسية التي تمثل مختلف الفسيفساء الفكرية.. التي تعكس صورة سورية الحضارية التي عهدتها لعهود طويلة.. وتعرفون ويعرف السوريون والعرب والعالم نتائج هذه المغامرة.. وكيف قاد هؤلاء المغامرين سورية إلى ما هي  عليه.. وهم يدفعونها اليوم بكل حمق وغباء ولا مبالاة إلى مستنقع شبيه بمستنقع العراق.. غير متعظين بكل ما جرى ويجري في العراق!!         
وأقول لموقع الجمل والقائمين عليه.. أقول بكل فخر واعتزاز: أن جماعة الإخوان المسلمين السورية.. هي امتداد للجماعة الأم في مصر والتوأم في فلسطين.. والأشقاء في كل أصقاع العالم.. وهي جزء لا يتجزأ من كيانها ومفصل حيوي من مفاصلها.. وأنه رغم المجازر والمذابح التي ارتكبها نظام دمشق الاستبدادي والفاشي بحق أفرادها.. وما أقام لهم من سجون ومعتقلات.. وما فرض عليهم من نفي قسري.. ستبقى الجماعة عصيَّة على حكام دمشق.. وستبقى في مقدمة المعارضة الوطنية السورية.. تعمل بكل السبل المتاحة والحضارية.. على إسقاط رموز الاستبداد في قصر المهاجرين.. لتعود سورية كما كانت منارة للحرية وملاذاً لكل أحرار العرب.. ولتعود كما كانت قلب العروبة النابض ومشعل زهوها وحضارتها.
أما عن تهكّم قسم الدراسات في رده على مقالي بنعتي بـ(الأخ المسلم) لمرات عديدة.. فإن هذا النعت وسام أفتخر به واعتز.. لأن من اعتز بغير دين الإسلام ذل!!.
ختاماً أتمنى على موقع الجمل وقسم دراسته أن يتجرأ ويكشف بعض خزايا النظام الذي يحكم دمشق بطوق من حديد ملتهب.. وأن تواتيه الشجاعة ليقول كلمة حق أمام سلطان جائر.. ويعرف القائمون على الموقع قبل غيرهم ماذا فعل هذا النظام بسورية وشعب سورية وما ارتكب بحقهم من فواحش وموبقات.. على مدار أربعة عقود ونيف من حكمه؟!
كما وأتمنى على الموقع أن يتجرأ وينشر مقالي الذي كُلّف بالرد عليه.. ليقارن القارئ بينهما.. وسيجد – ولا شك – مدى المفتريات والمغالطات التي فبركها موقع الجمل لتشويه الحقائق وتزييفها.. متبعاً نفس أسلوب النظام السوري المخابراتي الذي دأب منذ استيلائه – بقوة البسطار والبندقية – على مقاليد الحكم في دمشق محاولاً بكل غباء أن يحجب الشمس بغربال.. وهيهات.. هيهات.. فقد سقطت أوراق التوت عن عورات هذا النظام منذ سنوات طويلة.. ولكن هذا النظام القادم من عتمة الماضي وظلاميته يأبى أن يقبل بحتمية التغيير.. فهو ما يزال – كما يوصف – يعيش خارج مجموعته الشمسية.

فيصل الشيخ محمد

المصدر: المركز الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...