ما هو الدور الجديد لجماعة الإخوان المسلمين السوريين؟

09-09-2007

ما هو الدور الجديد لجماعة الإخوان المسلمين السوريين؟

الجمل:     نشر الموقع الالكتروني التابع لجماعة الإخوان المسلمين السوريين مقالاً كتبه (الأخ المسلم) فيصل الشيخ محمد، وقد حمل المقال عنوان (سورية وإيران تعملان لإشعال المنطقة من أجل مصالحهما).
• أبرز محتويات المقال:
ركز المقال على مجموعة من النقاط، والتي هدف لإبرازها كعناصر سياسية تهدف لنقل الفكرة إلى القارئ، وتتمثل هذه النقاط في الآتي:
- بالنسبة لسورية: تحاول القيادة السورية إقناع العالم بأن الطريق إلى السلام والأمن في لبنان يمر عبر دمشق.
- بالنسبة لإيران: تحاول القيادة الإيرانية  إقناع العالم بأن إيران تمثل الدولة النووية التاسعة في العالم، (الدول النووية الثمان هي: الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا، الهند، باكستان، وكوريا الشمالية).
ويركز المقال على أن القيادة السورية والقيادة الإيرانية تعملان جنباً إلى جنب من أجل:
- إثارة الخلافات وعرقلة محاولات التسوية في لبنان.
- إثارة الخلافات وعرقلة محاولات التسوية في العراق.
ويتوصل كاتب المقال (الأخ المسلم) فيصل الشيخ محمد، إلى أن القيادتان السورية والإيرانية، تركزان بأن تؤدي التصعيدات والخلافات في لبنان والعراق إلى أهداف تكتيكية فائقة الأهمية بالنسبة للقيادتين السورية والإيرانية، وهي:
- ان تظل أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي في حالة تركيز وانشغال دائم بما يحدث في لبنان والعراق، دون انتباه لما يحدث في (دمشق) و(طهران).
- أن يؤدي  ما يحدث في لبنان والعراق إلى توريط أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي، وتشتيت جهودهما بدلا من التركيز على (دمشق) و(طهران).
- أن يؤدي انشغال أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي بما يحدث في لبنان والعراق، إلى توفير الوقت والفرصة اللازمة لـ(دمشق) و(طهران) بأن تقوما بتنفيذ ما تريدانه وتهدفان إلى تحقيقه.
كتبت عناصر جماعة الإخوان المسلمين الكثير من المقالات التي تنتقد القيادتين السورية والإيرانية، وقد ظلت مقالات الإخوان المسلمين تتميز بالطابع التعبوي واستخدام المفردات الجهادية من أجل رفع حماسة عناصرها.
ولكن ما هو جديد هذه المرة هو قيام (الأخ المسلم) فيصل الشيخ محمد، بمحاولة إعداد (تحليل سياسي) يحاول استخدام عملية الربط المنطقي بين (غايات وأهداف) القيادتين السورية والإيرانية، و(الأداء السلوكي) الميداني لهاتين القيادتين، ومدى تأثير ذلك على (البيئة الداخلية والإقليمية التي تتمثل في لبنان، والعراق).. ومحاولة توظيف واستغلال هذه التأثيرات لمصلحتيهما..
الاستخدام من الناحية الشكلية النظرية لا يتطابق مع منهج (الفكر) الإخواني السلفي، ولكنه يتطابق مع منهج (فكر) معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومعهد المسعى الأمريكي، ومعهد هدسن، ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطية.. وغيرها من مراكز اللوبي الإسرائيلي، والتي يطلق عليه الأمريكيون تسمية (بيت الشيطان) التي يسيطر عليها اليهود الأمريكيون.
تحالفت جماعة الإخوان المسلمين مع إدارة بوش التي تسيطر عليها جماعة المحافظين الجدد، من اليهود الأمريكيين، وليس سراً اللقاءات التي جمعت بين بعض عناصر الإخوان السوريين ومسؤولي البيت الأبيض.. وليس سراً قيام الإدارة الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية ووكالة المعونة الامريكية بتقديم الدعم لحركة الإخوان المسلمين السوريين، والتي توسط الزعيم السياسي اللبناني وليد جنبلاط متوسلاً إلى الإدارة الأمريكية وإلى نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني شخصياً بتقديم الدعم إلى الإخوان المسلمين السوريين.
إن ظهور منهجية مراكز دراسات اللوبي الإسرائيلي هي أمر ليس مستغرباً، خاصة وأن أجهزة إعلام معظم جماعات المعارضة السورية، ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين تتلقى الدعم المالي والإشرافي والتدريبي بواسطة مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، وغيرها.
أما من حيث المضمون، فقد تحدث المقال مستخدماً نفس لهجة معهد واشنطن وإدارة بوش، في وصف القيادة السورية والقيادة الإيرانية بالعمل على زعزعة الاستقرار في لبنان والعراق، هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى لم يتحدث المقال عن الدور الإسرائيلي والأمريكي في المسؤولية عن هذه الزعزعة.
خطاب الإخوان المسلمين السوريين.. من (فضيلة) الصمت إلى (رذيلة) الإسكات.
سكت (الأخ المسلم) فيصل الشيخ محمد، في مقاله عن (قول الحق)، وتمادى أكثر فأكثر عندما حاول إسكات هذا الحق والحقائق:
- العراقيون يجمعون (بحسب استطلاعات الرأي التي أجراها الأمريكيون  أنفسهم) بأن الاحتلال الأمريكي هو السبب في زعزعة استقرار العراق، وليس سورية أو إيران.
- اللبنانيون تؤيد أغلبيتهم العظمى حزب ا لله اللبناني والتيار الوطني الحر، وبقية فصائل المقاومة اللبنانية، والتي تقول جميعها بأن سورية بلد حليف وشقيق للبنان، ولم تكن في أي وقت من الأوقات سبباً في زعزعة استقرار لبنان.
من الواضح أن مقال (الأخ المسلم) فيصل الشيخ محمد لن يلقى القبول لدى اللبنانيين، أو لدى العراقيين الذين يعرفون السبب الرئيسي والمسؤول الأول –الذي سكت عنه (الأخ المسلم) فيصل الشيخ محمد الذي جلب عدم الاستقرار والفوضى لبلديهم.
لقد سكت أيضاً مقال (الأخ المسلم) فيصل الشيخ محمد عن توضيح دور إسرائيل في مشاكل لبنان والعراق، وعلى الأغلب أن سكوته هذه المرة كان مقصوداً لأنه لو أشار من بعيد أو من قريب إلى إسرائيل ودورها، فإن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية وغيرها من منظمات ومؤسسات اللوبي الإسرائيلي سوف تقطع دعمها لجماعة الإخوان المسلمين السورية التي يتحدث (الأخ المسلم) فيصل الشيخ محمد على لسانها.
وعموماً، ما هو الدور الجديد لجماعة الإخوان المسلمين السوريين؟ ولماذا تخلت عن مهاجمة إسرائيل (علماً أن كل حركات الإخوان المسلمين في العالمين العربي والإسلامي تقوم بمهاجمة إسرائيل)؟. وهل شاهد الإخوان المسلمين السوريين مظاهرات الإخوان المسلمين في مصر ضد إسرائيل ونظام حسني مبارك المتحالف مع أمريكا، وما هو رأي (الأخ المسلم) فيصل الشيخ محمد في حركة حماس الإسلامية التي تشكل امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين الفلسطينيين، وجهادها ضد الإسرائيليين؟.. وهل يستطيع (الأخ المسلم) فيصل الشيخ محمد كتابة مقال يؤيد حركة حماس، ويندد بالجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين واللبنانيين؟.. وهل يستطيع أيضاً كتابة مقال يؤيد جهاد الجماعات والحركات الإسلامية العراقية السنية والشيعية ضد الاحتلال الأمريكي؟.
لو فعل ذلك..  فمن الصعب أن يقوم بنشره موقع جماعة الإخوان المسلمين الالكتروني الذي تنفق عليه مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية.. وإن قام بنشره فمن الممكن أن تتراجع الإدارة الأمريكية ومنظمات اللوبي الإسرائيلي عن توفير الدعم له.. وربما يتم إدراج الجماعة ضمن قائمة الحركات الإرهابية أسوة بالحركات الإسلامية الأخرى التي تحمل  (لواء الجهاد) الذي رفعه حسن البنا ضد إسرائيل وأمريكا في الماضي، ولكن على ما يبدو فإن التاريخ قد مدّ لسانه طويلاً للمرحوم حسن البنا وسيد قطب، بسبب قيام (الأخ المسلم) فيصل وبعض زعماء الجماعة بالسكوت عن قول الحق وإسكات الحق، والتعاون مع إسرائيل.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...