الخطوط الرئيسية للسيناريو العراقي بعد الانسحاب العسكري الأمريكي

02-07-2009

الخطوط الرئيسية للسيناريو العراقي بعد الانسحاب العسكري الأمريكي

الجمل: مع تقدم الأيام واقتراب موعد الاستفتاء العراقي العام الذي سيحدد مصير الاتفاقية الأمنية الأمريكية – العراقية بدت الساحة السياسية العراقية أكثر حراكاً وتفاعلاً بشكل ينذر باحتمالات دخول الصراع العراقي – العراقي والصراع العراقي – الأمريكي والصراع الأمريكي – الأمريكي الداخلي إلى مرحلة نوعية جديدة.
* التطورات المتوازية مع الانسحاب العسكري الأمريكي:
لاحظ المراقبون أن عملية انسحاب القوات الأمريكية من مناطق تمركزها في المدن العراقية ترافقت مع الوقائع والتطورات الآتية:
• تزايد الانفجارات والاغتيالات.
• تزايد الخلافات السياسية العراقية.
على خلفية هذين التطورين تزايدت الشكوك حول الآتي:
• مدى مصداقية وقدرة قوات الأمن العراقية على الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة في المواقع التي انسحبت منها القوات الأمريكية.
• مدى مصداقية القوى السياسية العراقية في التعامل مع العملية السياسية الديمقراطية بشكل يؤكد على استمرارية قواعد اللعبة الديمقراطية.
• مدى مصداقية دول الجوار الإقليمي في تبني واعتماد توجهات عدم التدخل لجهة محاولة التأثير في الشأن العراقي الداخلي.
• مدى مصداقية حلفاء أمريكا العراقيين في الاعتماد على قدراتهم السياسية الداخلية وعدم التعويل على واشنطن.
• مدى مصداقية خصوم أمريكا العراقيين في عدم القيام بشن عمليات الانتقام ضد حلفاء واشنطن والالتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية.
تأسيساً على ذلك، فإن هناك العديد من التساؤلات التي بدأت تطرح نفسها بقوة في الساحة العراقية: فهل ستخرج أمريكا فعلاً من العراق إذا أعلن العراقيون عبر الاستفتاء عن رفضهم للاتفاقية الأمنية الأمريكية – العراقية؟ وإذا وافق الاستفتاء على الاتفاقية الأمنية فهل ستقبل قوى المقاومة العراقية نتيجة الاستفتاء خاصة وأن قوى المقاومة الوطنية العراقية ما تزال أكثر تأكيداً لجهة عدم شرعية الاستفتاء؟ وكيف سيكون بقاء القوات الأمريكية في العراق خاصة أن الاتفاقية الأمنية والتي تتفرع عنها اتفاقيات أخرى لم تحدد لا هي ولا الاتفاقيات التي تفرعت عنها حجم القوات الأمريكية ولا صنوفها العسكرية التي ستكون حاضرة مع ملاحظة أن كل صنوف القوات الأمريكية (جوية – برية - بحرية) موجودة حالياً في العراق وأيضاً فإن الاتفاقية الأمنية والاتفاقيات الأخرى التي تفرعت عنها لم تحدد حتى الآن مصير مئات الألوف من جيوش الظل الأمريكية التي تتمركز في العراق وحالياً يوجد في العراق المزيد من عناصر المقاولين الأمريكيين والمخابرات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي وغيرها..
* شبكة القواعد العسكرية الأمريكية في العراق: إلى أين؟
تقول المعلومات أن القواعد العسكرية الأمريكية الرئيسية الموجودة حالياً في العراق يبلغ عددها 14 قاعدة عسكرية وهناك عشرات القواعد العسكرية الثانوية المرتبطة بهذه القواعد الرئيسية وتقول المعلومات أن شبكة القواعد العسكرية الأمريكية في العراق ستنتظم إن لم تكن قد انتظمت بالفعل ضمن شبكة إقليمية – دولية كبرى تربط القواعد العسكرية الأمريكية الممتدة من جزيرة دييغو غارسيا النائية في جنوب المحيط الهندي وشمالاً حتى القواعد العسكرية الأمريكية في جورجيا وبلغاريا، بما في ذلك القواعد العسكرية الأمريكية في السعودية والخليج العربي وتركيا وأذربيجان.
تشير التوقعات إلى أن خبراء أن البنتاغون ينحون إلى أن تؤدي موافقة الاستفتاء العراقي إلى التوقيع على الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة وفقاً لـ:
• قانون اتفاقية وضع القوات الأمريكية في الخارج.
• قانون اتفاقية القوات الزائرة الأمريكية.
تقول المعلومات والتسريبات أن تحركات البنتاغون بعد إقامة القواعد العسكرية في العراق ستكون باتجاه السعي للحصول على قاعدة عسكرية في لبنان وقاعدة في الأردن وقاعدة في مصر وكما يقولون فإن هذه القواعد العسكرية الثلاث هي حلم الجنرال ديفيد بتراوس قائد القيادة الأمريكية الوسطى.
أهمية وجود قاعدة عسكرية في لبنان والأردن ومصر، سيتيح للقيادة الوسطى تغطية الفراغات التي تعاني منها مخططات هذه القيادة بتنفيذ العمليات العسكرية الساعية لحماية أمن إسرائيل. هذا وتجدر الإشارة إلى أن القيادة الإفريقية تم تحديد مسؤوليتها بحيث تشمل جميع البلدان الإفريقية ما عدا مصر التي وضعت ضمن القيادة الوسطى بسبب وجود مصر ضمن منطقة الجوار الإقليمي الإسرائيلي إضافة إلى اهتمام القيادة الوسطى الأمريكية باحتمالات اندلاع الصراع المصري – الإسرائيلي مرة أخرى إذا سعت تل أبيب إلى تجاوز اتفاقية كامب ديفيد واستعادة احتلال شبه جزيرة سيناء.
دخلت المعركة حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق إلى معترك الساحة السياسية وتقول المعلومات الميدانية الآتي:
• تحاول أطراف التحالف الكردستاني حسم ملف كركوك قبل فوات الأوان.
• تحاول أطراف التحالف الكردستاني حل خلافاتها مع بغداد حول منطقة ديالا وهي الخلافات التي تصاعدت عند عقد جولة الانتخابات المحلية العراقية الأخيرة.
• تحاول الكتلة الشيعية السياسية تثبيت نفسها جيداً باعتبارها المرشح الرئيس للإمساك بزمام القيادة والسيطرة في العراق طالما أن عدد السكان الشيعة العراقيين يشكلون 68% إلى 70% من إجمالي السكان في العراق.
وتقول المعلومات أن الكتل السياسية العراقية تحاول السعي باتجاه تعزيز تحالفاتها وروابطها الإقليمية بحيث أصبح واضحاً أن السنة العراقيون أصبحوا أكثر ارتهاناً في تعزيز روابطهم مع السعودية وبلدان الخليج العربي بينما يسعى الشيعة لتعزيز روابطهم مع إيران أما بالنسبة لتركيا فهي وإن كانت تفضل الروابط مع السنة العراقيين فإن أنقرة بدأت حالياً بالسعي من أجل بناء الروابط مع الشيعة في العراق وبدرجة أقل مع حكومة كردستان ولكن مع التشديد على ضرورة قيام أربيل بدعم الجهود التركية الرامية إلى محاربة حزب العمال الكردستاني إضافة إلى الالتزام بعدم ضم كركوك إلى كردستان العراق.
حتى الآن من الصعب تحديد تفاصيل شكل محدد للسيناريو العراقي ولكن من الواضح أن المعالم الرئيسية لهذا السيناريو ومسارات مشاهده الرئيسية والفرعية ستتحدد بما سيتعلق بالاستفتاء العراقي على مصير الاتفاقية الأمنية العراقية – الأمريكية ومدى مصداقية الإدارة الأمريكية في التعامل بجدية ومسؤولية مع خيار استقلال العراق. وتقول المعلومات أن الخبراء الأمريكيين يدرسون حالياً مستقبل الوجود الأمريكي في العراق على ضوء نماذج القواعد العسكرية والقوات الأمريكية في المناطق الآتية:
• النموذج الألماني: بقيت القوات والقواعد العسكرية الأمريكية في ألمانيا بعد هزيمتها واحتلالها في الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، فهل سيؤدي وجود القوات الأمريكية في العراق إلى تحويله إلى ألمانيا الشرق الأوسط وهل ستقبل إسرائيل بذلك؟
• النموذج الكوري الجنوبي: بقيت القوات والقواعد العسكرية الأمريكية في كويا الجنوبية بعد هزيمتها واحتلالها في الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، فهل سيؤدي وجود القوات الأمريكية في العراق إلى تحويله إلى كوريا  الشرق الأوسط وهل ستقبل إسرائيل بذلك؟
• النموذج الياباني: بقيت القوات والقواعد العسكرية الأمريكية في اليابان بعد هزيمتها واحتلالها في الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، فهل سيؤدي وجود القوات الأمريكية في العراق إلى تحويله إلى يابان الشرق الأوسط وهل ستقبل إسرائيل بذلك؟
كثيرة هي النماذج ولكن خبراء اللوبي الإسرائيلي يسعون حالياً إلى دفع الأمور باتجاه أن يكون دخول القوات والقواعد العسكرية الأمريكية في العراق إما على غرار النموذج البلقاني بما يفتح الباب لتقسيم العراق كما حدث بالنسبة لمنطقة البلقان أو على غرار النموذج الفلبيني الذي ترتب عليه انتشار الفساد الداخلي وتغييب التنمية إضافة إلى تجنيد مئات الآلاف من الفلبينيين ضمن جيوش الظلام التي استخدمتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في شن الحروب السرية في منطقة الهند الصينية ومن أشهر الحروب السرية التي أشرف عليها مدير الوكالة وليم كولبي في لاوس وكمبوديا.
وعلى هذه الخلفية سوف لن يكون متاحاً أمام حلفاء أمريكا العراقيين الذين يؤيدون الوجود العسكري الأمريكي سوى المفاضلة بين خيار النموذج الفلبيني وخيار النموذج البلقاني باعتبارهما النموذجان المعتمدان إسرائيلياً قبل اعتمادهما أمريكياً.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...