حول الأزمة الأوكرانيّة

13-02-2022

حول الأزمة الأوكرانيّة

Image
حول الأزمة الأوكرانيّة

أكّد قادة "الديمقراطيات الغربية"، لميخائيل غورباتشوف، بعد تفكّك الاتحاد السوفياتي أنّ "النّاتو لن يتحرّك شبرًا واحدًا في اتجاه الشرق". ما فعلوه هو إحاطة روسيا بـ 14 عضوًا جديدًا في الناتو، من بحر البلطيق إلى البحر الأسود.

ما هي الدول التي يتكوّن منها النّاتو؟

تمّ إنشاء الناتو في خضم الحرب الباردة (1949) وضمّ في الأصل 12 دولة: 

الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا والدنمارك والنرويج ولوكسمبورغ وأيسلندا وبلجيكا وهولندا والبرتغال. تتالت بعد ذلك الدول المنضمّة:

- اليونان وتركيا 1952.

- جمهورية ألمانيا الاتحادية 1955. 

- بسبب خيانة فيليبي غونزاليس، انضمت إسبانيا إلى المنظمة 1982. 

- انضمت المجر وبولندا وجمهورية التشيك 1999.

- تمّ التوسع الخامس لحلف الناتو في عام 2004 بضم بلغاريا وسلوفاكيا وسلوفينيا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا.  

- استمرت العملية ف مع دخول كرواتيا وألبانيا عام 2009.

وانضم اخيرًا الجبل الأسود.

وهكذا جعلت هذه المنظمة روسيا محاصرة بالكامل على طول حدودها الغربية بأكملها، باستثناء بيلاروسيا وأوكرانيا.

ماذا تريد روسيا؟

 ليس من الضروري أن تكون خبيرًا في الشؤون العسكرية لقياس مدى خطورة هذا الوضع وتهديد الأمن القومي الروسي. 

على سبيل المثال، يمكن للصواريخ المحملة برؤوس نووية موضوعة في بولندا ورومانيا، أن تصل إلى موسكو في 15 دقيقة. لو تمكن الناتو من أوكرانيا، سيتحقّق ذلك في غضون 5 دقائق فقط، ممّا يجعل أي نوع من الدفاع مستحيلًا. 
  
القضية تتعلّق بالأمن القومي لدولة مثل روسيا، التي تعرّضت عانت دون توقف في السّنوات العشرين الماضية من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية، والوصم الإعلامي والتهديدات بجميع أنواعها، بما في ذلك حملة تشهير قاسية ضد بوتين والتي تفاقمت الآن بسبب الأزمة الأوكرانية.

لا بدّ من القول إنّ الأزمة اخترعتها "الديمقراطيات الغربية"، وهي في الواقع أقليات دنيئة في خدمة رأس المال الكبير وصناعة الأسلحة في بلدانهم، بدءًا من الولايات المتحدة. لسوء الحظ، استسلمت معظم الدول الأوروبية لتكون خصيان مطيعين لرؤساء الولايات المتحدة.  

لا يوجد أي مبرّر محتمل لهذا العدوان الذي تروج له الولايات المتحدة. فقط الانحدار الذي لا يمكن إنكاره لقوّتها العالميّة هو ما يقودها إلى الرهان على مغامرة عسكرية في أوكرانيا بحجة أنّ الحرب المنتصرة ستسمح لها باستعادة قيادة عالمية متآكلة بشكل لا يمكن إصلاحه. (منتهى الغباء).

لسوء الحظ، فإنّ رجل الدولة الوحيد في هذه اللّعبة المروّعة هو بوتين. 
البقية، بدءًا من جو بايدن والمهرج بوريس جونسون (وآخرين) هم سياسيون من الدرجة الرابعة يضعون العالم بشكل غير مسؤول على شفا محرقة نووية، كما حذر نعوم تشومسكي مرّات عديدة.

أتيليو بورون/ عالم اجتماع ومفكر سياسي ماركسي من الأرجنتين.
ترجمة: لينا الحسيني

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...