سوريا: هدوء نسبي وتشاور روسي ـ أوروبي وموسكو تتسلّم من واشنطن إحداثيات لفصائل انتهكت الهدنة

04-03-2016

سوريا: هدوء نسبي وتشاور روسي ـ أوروبي وموسكو تتسلّم من واشنطن إحداثيات لفصائل انتهكت الهدنة

أعاد اتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي بدأ السبت الماضي، بعضاً من الحياة إلى السوريين، حيث خرج الناس للتنزه وسجلت نسبة إقبال على الأسواق وعاد التلامذة إلى مدارسهم من دون خوف، وانخفض عدد الضحايا المدنيين كثيراً، وهو أمر أشاد به المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي أعلن أن «المساعدة الإنسانية ووقف الأعمال العدائية كانت مهمة جداً، لكنها ليست شروطا مسبقة» في العملية السياسية، في رفض واضح لشروط معارضة الرياض للمشاركة في مفاوضات «جنيف 3» التي قد تتأخر عن موعدها في 9 آذار الحالي بسبب تعقيدات لوجستية.
وفي الوقت الذي كانت تدور فيه اشتباكات ضارية بين تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» في مخيم اليرموك في ريف دمشق، كشفت موسكو عن انضمام «جيش الإسلام» في الرحيبة إلى وقف الأعمال العدائية، في حين تسلم الروس من الاميركيين احداثيات لمواقع فصائل مسلحة انتهكت الهدنة بقصف مناطق مدنية او مواقع للجيش السوري، ما يعني احتمال تعرضها لضربات جوية روسية.
وعلى رغم الخروقات المحدودة، تنعكس الهدنة هدوءا على المناطق السورية المشمولة بالاتفاق وكذلك على حصيلة القتلى اليومية. ووثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «مقتل 73 مدنياً في الأيام الخمسة الأخيرة في كافة أنحاء سوريا، 24 منهم في المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار». وأشار مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إلى «انخفاض ملحوظ» في حصيلة القتلى المدنيين، مقارنة مع مقتل 63 مدنياً قبل يوم من سريان الهدنة. وبحسب المرصد، فان المعدل الوسطي للقتلى المدنيين خلال شهر شباط بلغ 38 مدنيا يوميا.
واستمر الهدوء في المدن الرئيسية لليوم السادس على التوالي، مع تسجيل إقبال على الأسواق وحركة طبيعية في الشوارع، لا سيما في مدينة حلب، حيث كان الأطفال يلهون خارج منازلهم.
وقال محمود أشرفي، من منطقة يسيطر عليها المسلحون في حلب لوكالة «رويترز»، «أنظر إلى الأسواق. أين كان كل هؤلاء الناس يختبئون».
وقال عبد الله أصلان «المتنزه كان يشبه خلية النحل بالأمس. كان يعج بالأطفال والأسر. السكان يشعرون بأمان أكثر للخروج مع أسرهم».
وعلى الجانب الآخر من المدينة الخاضع لسيطرة الحكومة لاحظ السكان كذلك تراجعاً في قصف المسلحين، لكنهم، مثل المقيمين في المناطق الخاضعة للمسلحين، يتوخون الحذر ويساورهم القلق من إمكانية عودة القصف والمعارك.
وفي مدينة داريا في ريف دمشق، التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة، قال المعارض شادي مطر إن الطلاب نعموا بيوم دراسي عادي. كما بدأ سكان في مناطق خاضعة للمسلحين بإصلاح المنازل والعناية بالحدائق.
وقال دي ميستورا، في ختام لقاء لمجموعة العمل حول المساعدات الإنسانية المخصصة لسوريا قبيل اجتماع آخر لمجموعة وقف الأعمال العدائية في جنيف، إن «الوضع الميداني يمكن تلخيصه بأنه هش. إن النجاح ليس مضموناً، إنما هناك تقدم واضح. اسألوا السوريين»، موضحاً أن «مستوى العنف في البلاد انخفض بشكل كبير. وبشكل عام، فإن وقف (الأعمال العدائية) صامد».
واعترف دي ميستورا بوجود «نقاط عديدة حيث تتواصل المعارك، بما في ذلك في حماه وحمص واللاذقية ودمشق»، لكنه أوضح أنها «محصورة». وأعلن أن مكتبه يعمل بشكل وثيق مع روسيا والولايات المتحدة للتحقيق في أي قتال، و «التدخل سريعاً لضمان أن الأطراف على الأرض ستهدئ الموقف».
وأوضح دي ميستورا أن «المساعدة الإنسانية ووقف الأعمال العدائية كانت مهمة جدا، لكنها ليست شروطا مسبقة» في العملية السياسية، في رد مباشر على المنسق العام لـ «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن اجتماع الرياض رياض حجاب الذي اعتبر أن «الهدنة على وشك الانهيار إذا لم تكن هناك تدخلات دولية مسؤولة للحد من العنف الذي لم يتوقف».
ومن المفترض أن تُستأنف المفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة في جنيف في التاسع من آذار الحالي، لكن دي ميستورا أشار إلى إمكانية تأجيلها بضعة أيام بسبب مشكلات لوجستية، تتعلق بعدم قدرة الوفود على حجز غرف في الفنادق بسبب معرض للسيارات، موضحاً أن بعض الوفود قد تصل جنيف في 14 الشهر الحالي.
وقبل ساعات من اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، دعا هولاند وكاميرون، بعد قمة في مدينة أميان الفرنسية، «روسيا والنظام السوري إلى وضع حد فوراً للهجمات على مجموعات المعارضة المعتدلة، ووقف الزحف على حلب الذي يقوض فرص السلام ويهدد بتعميق أزمة اللاجئين ويخدم تنظيم داعش». وأكدا «دعمهما المعارضة السورية، وارتياحهما لتمسكها بتسوية سياسية من خلال مفاوضات حقيقية».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قادة «جيش الإسلام»، الذين يسيطرون على بلدة الرحيبة بريف دمشق، انضموا إلى عملية وقف الأعمال العدائية. وذكرت، في بيان، «يوم أمس (الأول) اتخذ قادة مجموعة جيش الإسلام، الذين يسيطرون على الرحيبة قراراً بالانضمام إلى عملية وقف العمليات القتالية». وأضافت أن «مفاوضات تجري مع 5 قادة للجماعات المسلحة بشأن وقف القتال في سوريا، في محافظات دمشق ودرعا وحمص».
وتابعت «تم استلام استمارات الطلب على وقف الأعمال العدائية من 18 قائداً لجماعات المعارضة المعتدلة التي تعمل في محافظة درعا، ونتيجة لذلك تم توسيع نظام الهدنة على 9 مناطق»، موضحة أن «عدد الاتفاقيات الموقعة لوقف الأعمال العدائية في سوريا بلغ 44».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن «مركز تنسيق الهدنة الروسي بسوريا سجل خلال الـ24 ساعة الماضية 14 حالة قصف على المنازل السكنية ومواقع القوات الحكومية في دمشق والقنيطرة ودرعا واللاذقية وحماه وحلب».
وأضافت إن «المركز تسلم من الولايات المتحدة إحداثيات المسلحين الذين قاموا في الأيام الأخيرة بقصف المناطق السكنية والقوات الحكومية».

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...