اتفاق على مشروع قرار وإعلان موعد جنيف غداً وبعثة الكيماوي تبدأ أعمالها

26-09-2013

اتفاق على مشروع قرار وإعلان موعد جنيف غداً وبعثة الكيماوي تبدأ أعمالها

اعتدل الموقف الديبلوماسي الاميركي قليلا. او هكذا بدا امس بعد اللقاءات المتعددة، الثنائية والخماسية، على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة. اعاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ترويض الهجمة الديبلوماسية الاميركية بقيادة نظيره الاميركي جون كيري، وجلبها الى بيت الطاعة المتمثل بالتفاهمات الكيميائية المبرمة بينهما في جنيف قبل عشرة ايام. مسلحون يستعدون لاطلاق قذيفة من داخل احد المنازل في حي الاشرفية في حلب امس (رويترز)
لن يكون هناك قفز مباشر وفوري الى قرار من مجلس الامن الدولي تحت «الفصل السابع» الآن. ستكون هناك اشارة ضمن القرار الى امكانية ان تتخذ لاحقاً، وفي قرار ثان، اجراءات تحت «الفصل السابع»، اذا ثبتت الاتهامات التي قد توجه الى سوريا بارتكاب انتهاكات ما.
كانت إشارة التسوية هذه بدأت ملامحها تتضح في وقت سابق من يوم امس. وافق كيري بوضوح على الموقف الروسي القائل بالتزام تفاهمات جنيف، التي يؤكد الروس انها لا تتضمن تهديدا فوريا باستخدام «الفصل السابع»، وانتظار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي اولاً لتبني الاتفاق الكيميائي مع دمشق، قبل الذهاب لاحقا الى مجلس الامن في نيويورك لاستصدار قرارات جديدة.
وفي الوقت ذاته، كان لقاء الغداء للخمسة الكبار في مجلس الامن، مثمرا. فقد اتفق وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، امس على صلب قرار لمجلس الامن للتخلص من الاسلحة الكيميائية السورية، سيقدم قريبا الى مجلس الامن للتصويت عليه.
وفي الوقت الذي كانت تتوجه فيه الأنظار إلى نيويورك لإمكانية تحقيق اختراق ديبلوماسي، قد يتوج غداً بلقاء يجمع كيري ولافروف مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي، الى جانب ممثلي الصين وبريطانيا وفرنسا، ويتحدد خلاله موعد المفاوضات التي طال انتظارها لذهاب الاطراف السورية والاقليمية والدولية الى مؤتمر «جنيف 2»، اصيب المشهد الميداني السوري بتعقيدات عسكرية جديدة.
فقد تعرض «الائتلاف السوري» المعارض، الذي كان رئيسه احمد الجربا يجتمع مع كيري في نيويورك، إلى ضربة معنوية كبيرة، قد تتضح تداعياتها السياسية والعسكرية في الايام المقبلة، بعد إعلان 13 من الفصائل المسلحة، رفضها الاعتراف بـ«الائتلاف وحكومته المؤقتة». وأثار تشكيلها لإطار جديد، يضم «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» وتنظيمات إسلامية متشددة، شكوكا اضافية حول القدرة التمثيلية لـ«الائتلاف» الذي يحظى بدعم دول غربية وعربية.
كما يضم التشكيل الجديد كتائب كانت منضوية تحت «لواء هيئة الأركان العامة للجيش الحر» الذي تعتبره الدول الغربية بمثابة صلة وصل مباشرة لها مع المسلحين على الأرض. وقد تؤدي هذه الخطوة الجديدة إلى زيادة المخاوف لدى الدول الغربية من وقوع أسلحة تقدمها الى المعارضة بأيدي تنظيمات متطرفة، تحدث عنها الرئيس الاميركي باراك اوباما امس الاول عندما قال إنه يجب منع تحول سوريا الى ملاذ آمن للإرهابيين. كما قد تؤدي إلى تعثر محاولات التوصل إلى حل سياسي للازمة السورية، نظراً إلى أن «الائتلاف» سيفقد بعضاً من نفوذه على المجموعات الميدانية.
في هذا الوقت، وصل المفتشون الدوليون بشأن استخدام أسلحة كيميائية في النزاع إلى دمشق، لمواصلة عملهم في 3 مواقع تتهم السلطات السورية والمعارضة بعضهما البعض باستخدام أسلحة كيميائية فيها. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي إن الفريق، الذي يقوده آكي سلستروم، سيزور خان العسل في ريف حلب والشيخ مقصود وسراقب. وأضاف إن الفريق سيبحث مع السلطات السورية «المعلومات التي بحوزتها» بشأن استخدام المسلحين أسلحة كيميائية في غوطة دمشق.
وفي محاولة للخروج من المأزق في الملف السوري، أقام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في نيويورك، مأدبة غداء لوزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي الولايات المتحدة جون كيري وبريطانيا وليام هيغ وفرنسا لوران فابيوس وروسيا سيرغي لافروف والصين وانغ يي.
وذكر بيان للأمم المتحدة انه تم خلال الغداء بحث «تفاصيل الآلية التي ستتفق عليها الأمم المتحدة قريباً مع المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية من اجل التفتيش عن الأسلحة الكيميائية وتأمينها». وأضاف «تبادل الوزراء الآراء حول توقيت (عقد) مؤتمر السلام في جنيف. لقد شدد الأمين العام والوزراء على أهمية تكثيف الجهود من اجل حل الأزمة الإنسانية داخل سوريا وفي دول الجوار». يشار الى انه سيعقد غداً اجتماع جديد سيضم لافروف وكيري وبان كي مون والمبعوث الدولي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي للاتفاق على موعد لعقد «جنيف 2». وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي ان المجتمعين «تبادلوا الآراء حول الجدول الزمني وحول اوجه اخرى من مؤتمر السلام الذي سيعقد في جنيف».
وأعلن ديبلوماسيون أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن توصلت إلى الاتفاق على «النقاط الرئيسية» لمشروع قرار يضع إطاراً لبرنامج نزع الأسلحة الكيميائية السورية. ويشير مشروع القرار إلى إمكانية أن تتخذ لاحقاً «إجراءات تحت الفصل السابع»، أي اللجوء إلى القوة إذا تهربت سوريا من التزاماتها في نزع هذه الأسلحة. ولا يتضمن مشروع القرار مع ذلك تهديداً فورياً.
وقال مسؤول أميركي «نحقق تقدماً لكننا لم ننته بعد»، فيما أعلن متحدث باسم الوفد الروسي أن القول بالتوصل لاتفاق بشأن صلب قرار بخصوص سوريا «مجرد تمنيات» من القوى الكبرى. وقال «هذه مجرد تمنياتهم. انه ليس الواقع. العمل في مشروع القرار مستمر».
وكان لافروف عبّر، بعد اجتماع مع كيري لمدة 90 دقيقة في نيويورك، عن أمله في التوصل إلى اتفاق بشأن قرار لمجلس الأمن بخصوص سوريا، مشيراً إلى «أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تؤدي دوراً رئيسياً في هذه المسائل».
وقال كيري إن «محادثاتنا كانت جد بنّاءة»، وهو ما أكده لافروف بالقول «كانت المحادثات مثمرة»، مضيفاً «هناك فهم مشترك حول كيف نسير في الأيام القليلة المقبلة، ولضرورة الاهتداء بالاتفاق الذي تحقق في جنيف. ونأمل في التوصل، من دون أن نتجاوز الأطر التي تم وضعها في جنيف، إلى اتفاق بشأن قرار يجب أن يتخذه مجلس الأمن بعد أن يصوت أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي على قرارهم».
ولفت لافروف إلى أن «هناك تخوفات من امتلاك المعارضة (السورية) لبعض مكونات هذه المواد الضارة»، مشيراً إلى أن الحكومة السورية انضمت إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وقدمت بياناً عن مخزون أسلحتها الكيميائية وأماكن وجودها.
والتقى كيري بنظيره الفرنسي لوران فابيوس لاطلاعه على مباحثاته مع لافروف. وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية إن كيري وفابيوس اتفقا على أن يكون النص «قوياً وملزماً وقابلاً للتنفيذ».
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، بعد اجتماعه مع لافروف، «يبدو أن قراراً جديداً بشأن سوريا تجري المداولات حوله حالياً في مجلس الأمن لن يكون تحت الفصل السابع». وبحث لافروف مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف ملف النووي الإيراني والأزمة السورية.
وطالب لافروف من الإبراهيمي، خلال اجتماع في نيويورك، «تكثيف جهوده للتحضير لعقد مؤتمر جنيف 2». وذكرت وزارة الخارجية الروسية «لقد أعرب الجانبان عن رؤيتهما المشتركة بأنه لا بديل عن الحل السياسي الديبلوماسي للأزمة السورية، حيث شددا على أن بدء عملية سياسية في سوريا فقط هو ما سيضمن الاستقرار الدائم داخلها بشكل خاص وسيؤثر إيجابياً على الموقف في المنطقة بشكل عام».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...