وزير الثقافة في ضيافة الثورة:أشكو قلة النوم لأمارس دور المبدع

19-07-2007

وزير الثقافة في ضيافة الثورة:أشكو قلة النوم لأمارس دور المبدع

في حوار السقف المفتوح كان  وزير الثقافة جاداً حين قال إن لديه الاستعداد ليكون السقف مرتفعاً وبالفعل في الاسئلة والاجابات كان هناك ما يشير بوضوح الى هذه الحقيقة, ولكن ثمة ما يدعو دائماً الى الالتزام بالحدود الذي تبقيه في اطار الغاية التي نسعى اليها من هذا اللقاء ولاسيما ان هناك الكثير من التمنيات بأن لا يكون للنشر!!
عبر الدكتور رياض نعسان آغا بداية عن سعادته البالغة بالعودة اليوم إلى جريدة الثورة التي بدأ فيها أولى (خربشاته) في الكتابة قبل نحو 37 عاماً حين كان يلتقي في غرف الجريدة في مقرها القديم بكبار الكتاب والأدباء في سورية.‏

* المواطنة والمسؤولية‏
إن المكاشفة التي تحدث بها السيد الرئيس تنمي مزيداً من الثقة والمحبة والتفاهم وتضعنا أمام مزيد من المسؤولية وقد لاحظنا جميعاً أن سيادته وضع عنواناً هاماً للمرحلة القادمة: المواطنة والمسؤولية, لذلك سعادتنا كبيرة بأن نتابع مع سيادته هذه الرؤى التي باتت ساطعة في سماء الأمة العربية تخترق كل حجب الظلام وكل ما يهدد هذه الأمة.‏

* التشبث بالفكر القومي‏
لقد حملت السيد الرئيس مسؤوليات تخصنا نحن الإعلاميين والمثقفين إنها الحاجة إلى مزيد من التشبث بالفكر القومي وقد كان البعد القومي سمة هامة في الخطاب إذ لابد لنا أن نجدد وباستمرار حضورنا أمنام العالم كأمة عربية واحدة.‏

* اللغة العربية أداة تفكير‏
لقد توقف السيد الرئيس وقفة متأنية أمام اللغة العربية وقال إن ضعفها سيضعف الروابط القومية والوطنية والدينية فهذه اللغة هي اللسان وهو ليس مجرد مفردات وألفاظاً تطلق من الشفتين بل هو الفكر, نحن نفكر باللغة العربية ولعل المتخصصين فيها يدركون ذلك وذلك ما يميز اللغة العربية عن بقية لغات العالم فنحن في اللغات الأجنبية نقرأ كي نفهم أما في اللغة العربية فنفهم كي نقرأ.‏
اللغة أداة تفكير وفهم وليست مجرد أداة للتعبير وهذا يحملنا مسؤوليات مهمة, أن نفكر بهذه الأمة وهذه مهمة قومية ملقاة على عاتق سورية تاريخياً فمنها انطلقت فكرة الأمة وتكوينها الحضاري.‏

* الإعلاميون والمثقفون خط الدفاع الحصين‏
لقد حملنا الخطاب مسؤوليات التصدي لما ندرك جميعاً أنه محتمل أن يكون هجوماً قاسياً وصعباً على هذه الأمة مع تفاؤلنا بألا يحدث ولكن الاحتمالات كلها واردة وعلينا أن نكون نحن الإعلاميين والمثقفين الكتيبة الأولى في مرحلة التصدي والمواجهة.‏

* حديث زميل في المهنة‏
أنا هنا أتحدث ليس بوصفي وزيراً للثقافة فقط بل زميلاً عضواً في اتحاد الصحفيين وقد تحدث السيد الرئيس في خطاب القسم عن حاجة الإعلاميين لإعادة النظر في قانون المطبوعات وبين ضعفنا في نقل المعلومات لكنه مقابل ذلك أشاد بتوسع الحراك الإعلامي حتى أنه في حديثه عن الفساد ذكر أن بعض المواقع الصحفية والالكترونية تبالغ أحياناً وتنشر كثيراً ما يجعلنا مضطرين للمواجهة والتصدي عبر وسائل إعلامنا بأسلوف شفاف وصادق.‏

* الإعلام ثقافة والثقافة إعلام‏
من هنا تبرز مسؤولية الإعلام فهي مسؤولية كبيرة فالإعلام ثقافة والثقافة إعلام, تصوروا ثقافة لا أحد يهتم بنقل فحواها أو مضمونها, وما قيمة القصيدة إن لم تنشر?! وما قيمة الرواية إن لم تتوفر بين أيدي القراء?!‏
وما المسرح إلا أداة إعلام وأما السينما فهي أشهر أداة إعلام عرفتها البشرية حين اخترعت لذا أجد الصلة عميقة جداً بين الثقافة والإعلام, وإن لم يكن في رسالة الإعلام ثقافة فهو إعلام فقير وباهت.‏

* لا تخدشوا مساحة الحرية‏
هنأ الوزير الزملاء الإعلاميين بما ينعمون به من حرية إعلامية وعبر عن سعادته أن يقرأ بأن سورية هي البلد العربي الثالث ضمن البلدان الأكثر حرية في التعبير الإعلامي.‏ وقال: أنا أتابع صحافة أشقائنا العرب وأقارن يومياً بين يكتب هناك وما يكتب في صحفنا المحلية وبوصفي إعلامياً أمضى سنوات طويلة في العمل في وزارة الإعلام أقول للإعلاميين حافظوا على هذه الحرية بألا تخدشوها وأن تدعوا المسؤولين عنها يطمئنون إلى أننا نجيد استخدامها كما كنا نجيد استخدام غيابها ونحن اليوم مطالبون بأن نوسع أفق هذه الحرية وأن نرتقي بالأداء.‏

 وزارة الإعلام ... تقدم ملحوظ‏
أقول وبدون مجاملة لصديقي الدكتور محسن بلال وزير الإعلام بأن إعلامنا يتقدم والشواهد كثيرة فقد ازداد عدد المنشورات التابعة للقطاع الخاص وكثرت تراخيص الصحف حتى في المحافظات وكما هو واضح فقد ارتقى مستوى الحوار السياسي والاجتماعي والأدبي ولاسيما في التلفزيون العربي السوري.‏

* الاحتفالية بأيد مثقفة .. وأمينة, لكننا لم نبلغ بالمطلوب منا‏
تعلمون أن السيد الرئيس بشار الأسد أوكل المسؤولية الكاملة عن الاحتفالية للسيدة الدكتورة حنان قصاب حسن وهي التي تضع البرامج كما أنها شكلت اللجان.. ونحن ننتظر أن نبلغ من الأمانة العامة للاحتفالية عن ماهية دور وزارة الثقافة.. وقد وضعنا منذ أول يوم شكلت فيه الأمانة طاقات وإمكانات وميزانيات الوزارة بتصرف الأمانة.. ود. قصاب حسن مشكورة تتابع - علي ما أعلم - وضع البرامج لكونها هي أيضاً موظفة في وزارة الثقافة وعميدة المعهد العالي, فنحن على لقاء مستمر, ولكن إلى اليوم لم نبلغ بالمطلوب منا في وزارة الثقافة.. لأننا نريد للصورة أن تكتمل لدى الأمانة العامة.. ونحن مطمئنون إلى أن د. قصاب حسن وفريق العمل.. يشتغلون ليل نهار من أجل الاحتفالية, وبالتالي لدينا برامج خاصة في وزارة الثقافة بوسعنا أن ننفذها في عالم الاحتفالية.‏
أما إذا أردنا أن نتصارح.. في الحقيقة إلى اليوم لم ندخل في حساب الميزانيات وما المرصود.. وأنتم تعلمون أن أي برنامج نريد وضعه يحتاج إلى ميزانية ونحن في الانتظار.. نأمل أن نبلغ قريباً.. وأرجو أن تركزوا على قولي - نحن مطمئنون - بأن الاحتفالية بأيد أمينة.. مثقفة.. ولكننا لسنا في وزارة الثقافة المسؤولين عن برامج الاحتفالية كاملة.. ربما لأنها ستشمل كل قطاعات الدولة والمجتمع.‏

* السفر طلباً للإبداع‏
وأشار سيادة الوزير أنه يحب السفر كثيراً ليس من أجل المال لأن ما نأخذه لا يستأهل شيئاً, وهناك الكثير من السفرات يجهلها الكثيرون فهي ليست إفادة وإنما على نفقتي الشخصية وهذا ليس ممنوعاً علماً بأن أطول سفر لا يتجاوز يومين ونصف ويحسب علي سفراً وأنا بدوري أطالب كوزير بالسفر كثيراً وأقول إننا اخترقنا في وزارة الثقافة كثيراً من المساحات التي كانت مغلقة الأبواب وأنا بصدد تأليف كتاب (سارح في المكان) وهذا يتطلب مني السفر حكماً.‏

* نشيطة جداً ضمن الإمكانات‏
إن المراكز في الخارج نشيطة جداً لكن ضمن ما يقدم لها من إمكانات, نحن نعاني من أزمات في مسائل الإيفاد لا نستطيع أن نقوم بأنشطة ضخمة لكن هل توقفت مراكزنا عن النشاط? لا.‏ ففي إسبانيا المركز الثقافي على مدى عامين أقام العديد من الأنشطة وقامن بإعداد ندوات دولية بعنوان (بين أمويو دمشق وقرطبة).‏
كما أقمنا حدائق نحتية سورية وفيها إبداعات السوريون. وفي طهران أقيم عام 2006 الحوار العربي الإيراني, وفي باريس يقوم المركز بتعليم اللغة العربية, كما أحدثنا هذا العام مركزاً جديداً في صنعاء وسنفتتحه نهاية هذا العام, المشكلة مالية وليست قلة أنشطة.‏

* نقص الكوادر والأسباب مالية‏
فالمعهدان مكتظان ولدينا أزمة في الكوادر (الأساتذة) فلا يوجد لدينا أساتذة, بالإضافة إلى الأجور فهي ليست مشجعة وليست مغرية, ونحن بحاجة إلى إعادة النظر وهذا الشيء كما تعرفون يتعلق بوزارة المالية وقدرتها على سداد الاحتياجات وأمامنا مشروع لإعادة النظر في الأجور في إنصاف الأساتذة الكبار بالإضافة إلى استقدام عدد من كبار المتخصصين في المسرح والموسيقا من الوطن العربي, ولدي رغبات بعدة أمور منها إعادة النظر بقسم النقد, كما نريد إضافة قسمن جديد للمعهد العالي وهو الإدارات الثقافية, فنحن نعاني عجزاً بالإدارة الثقافية.‏ عندما جئت وزيراً للثقافة وجدت أن عدد المثقفين فيها قليلاً جداً لذلك هممت للاستعانة والندب ليكون هناك طاقم ثقافي موجود.‏

* معرض قادم في الأمم المتحدة‏
وهناك من انتقدني بتوزيع اللوحات على السفارات وقد وزع قسم منها على سفارتنا في واشنطن فأقيم معرض فني تشكيلي رائع والآن لنعد العدة لتشكيل معرض في الأمم المتحدة وكل السادة السفراء طلبوا إرسالها إليهم لذلك شكلت لجنة لوضع آلية للإعارة برئاسة د. علي القيم لكي توضع في أروقة الدولة.‏

* استراتيجيات الثقافة في مجال الدراسات‏
هناك من يرى أن الثقافة لا تحتاج إلى استراتيجيات لأن المثقفين يخترعون استراتيجياتهم وأنا قرأت هذا الرأي في الصحافة وأحببته لكني لم أتبناه فالإبداع لا خطة له فالكاتب هو من يأتي ويقول أنا لدي رواية والشاعر كذلك.‏ أنا أعمل استراتيجية فقط حول ما هي الدراسات التي أريدها عن النقد واتجه الآن إلى الفكر القومي واللغة العربية والثقافة العربية وإحيائها.‏
الاستراتيجيات الثقافية لات توضع وأنا أؤمن بها وأعرف جيداً إلى أين تمضي وزارة الثقافة وأنا شخصياً لدي مشروعي الثقافي والذي هو مشروعكم وجئت بهذا المشروع من هذا الحراك الثقافي الذي نعيشه منذ أكثر من 40 عاماً وهذا المشروع هو للوطن وأعتبره مشروع لكل مثقف في سورية والوطن العربي لأنني أرى أن سورية ليست مسؤولة عن سورية فقط ثقافياً وإنما مسؤولة من ثقافة الأمة جمعاء.‏

* تأخير دفع المستحقات للمعرض السنوي والمبلغ المرصود يكفي أو لا يكفي‏
لا يوجد في الوزارة مبلغ مرصود لشراء الأعمال الفنية ولا يوجد لدي باب المعروضات الفنية وجرت العادة أن الفنانين التشكيليين يبيعون ما لديهم ولدي الكثير من اللوحات فماذا أفعل بها? ولماذا لا يشترك القطاع الخاص معي بهذه المشكلة?! إن حجم المكافآت المرصودة لدي هي 15 مليوناً والفنانون يطلبون مبالغ باهظة ثمناً للوحاتهم والمشكلة أنه يوجد أنشطة ثقافية عديدة يجب أن تغطيها الوزارة.‏

* القطاع الخاص شريك‏
70% من الأنشطة الثقافة التي عملتها وزارة الثقافة هذا العام والعام الماضي هي مساهمات من القطاع الخاص.‏ هناك دعم من المجتمع الأهلي للأنشطة الثقافية وقد تكرم رئيس مجلس الوزراء بموافقة شفهية على أن يلحق مبلغاً محدداً بالموازنة القادمة لشراء الأعمال الفنية فهنا تنتهي المشكلة.‏
وقد بدأنا بشراء اللوحات الفنية وقد كلفت مديرة الفنون بذلك.‏
أنا لم أسرح أي واحد من الوزارة ولا أنظر للناس من الناحية السياسية إذا لديكم اسم فأعطوني إياه فالكل متساو تحت سقف الوطن.‏
أتمنى أن تمثل الثقافة في كل اتجاهاتها وتوازن في طرح الأفكار.‏

* دور وزارة الثقافة في حماية الملكية الفكرية‏
تقدمنا أشواط كبيرة في هذا الميدان من إنجازات الوزارة اشتغلت بدأت في عام 2007 وما قبله بشهرين في مجال حماية حقوق المؤلف واتخذنا قرارات صارمة جداً وهناك التطبيق الذي بدأ يشتكي منه الكثيرون لكن من أراد أن يعرف تفاصيل ما فعلنا فليزرنا وأن يتعرف إلى الخطوات الكبيرة التي تم إنجازها في ميدان حماية الحقوق ونلنا ثناء جيداً من الوايبو طبعاً لم نحقق كل ما أردناه لكننا أوقفنا اذاعات أذاعت أغاني اعترض أصحابها ولكن هناك من يريد استغلال الأمر لتحصيل مبالغ مستحقة لدى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون قد تصل لملايين الدولارات إذا سمحنا بذلك.‏
ونحن مقصرون فقد تضطر الدولة لدفع ملايين الليرات ونريد أن يحصل اجتماع تقني عالي المستوى مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.‏

لم تكن تتبع لنا?‏
المراكز الثقافية لم تكن تتبع لنا في الأساس لنتخلى عنها منذ عام 1982 صدر مرسوم جمهوري باتباع المراكز الثقافية للإدارة المحلية وقد رجونا مجلس الوزراء بالعودة عن الخطوة الثانية من قانون الإدارة المحلية بأن تكون المراكز الثقافية تتبع للمكتب التنفيذي في المحافظة لأن بعضها يتبع للبلديات وقد تم رفض طلبنا ولكننا عبر التعاون الوثيق بيننا وبين وزير الإدارة المحلية لا نجد مشاكل.‏
الإشراف الثقافي الفني لنا أما رواتب الموظفين وترفيعاتهم وأذوناتهم كله ليس بيدنا وهناك تجاوب قوي جداً مع وزارة الإدارة المحلية ولكن وددنا أن تتبع المراكز للمكتب التنفيذي لا أن تعود لنا لكن الجواب مالي فبعض المراكز الثقافية تنفق عليها صناديق مجالس المدن.‏

* مسرحنا بخير ونحتاج إلى بناء المزيد‏
فنحن مطمئنون أن المسرح بخير وصلنا ل 80 عرضاً في العام الماضي (80 عنواناً) وهو ما فاق الطموح ونحن لا نتكلم عن وزارة الثقافة وإنما عن الحركة المسرحية فأنا راع أساسي لمهرجان الهواة لزيناتي قدسية وداعم قوي لمهرجان شبابلك فأنا أتكلم عن الحراك المسرحي بكليته.‏
ونحن ندعم كل الأعمال المسرحية لكننا ليس لدينا مسرح فعدد المسارح قليل ولا يكفي للمبدعين. متفائلون بأننا سنشهد مزيداً من الصروح الثقافية على مستوى القطر. نكاد ننتهي من بناء قصر الثقافة في الحسكة - نكاد ندخل جدياً في بناء مكتبة السيد الرئيس في حلب - لدينا مشاريع ممتازة, متحف اللاذقية - متحف إدلب - قصر للثقافة ومتحف في حمص, المعارض التشكيلية: أفتتح المعارض وأحرص على حضورها.‏
الفن التشكيلي يلقى كل رعاية أما عن عدم حضوري للمعارض بسبب تضارب المواعيد لكنني أستطيع القول إنني خلال فترة عام ونصف افتتحت 50 معرضاً للفن التشكيلي. وحضوري ليس تحت الأضواء وأقوم بافتتاح المعارض وأشتري اللوحات وأغيب عن المعارض التي فيها ضجة إعلامية وأضواء بسبب الاجتماعات وضغط الوقت.‏

وحول تقدم جهات خاصة للشراء أجاب الوزير:‏
أتمنى أن تتقدم جهات خاصة للشراء كي يرفع الفنانون أسعارهم وساعدونا في ذلك حثوا الناس على زيارة المعارض الفنية وشراء اللوحات وأن يتعلموا هذه العادة الجميلة.‏ لأن الفن التشكيلي لا تدعمه عملياً إلا وزارة الثقافة وهو بحاجة وهناك بالإضافة للقيمة الجمالية فهناك الاستثمار في الفن أيضاً.‏

صدق الخطاب وشفافيته‏

والمكاشفة سمة‏
ينبغي أن يكون هذا اللقاء تجسيداً حياً وعملياً للتوجيهات والتوجهات التي أطلقها خطاب القسم الثاني ولندرك بعمق كل حرف فيه والذي فتح آفاقاً واسعة أمامنا ولو سئلت عن الانطباع الأول عن خطاب سيادته لقلت: إنه حديث صادق والصدق بالشفافية التي باتت شعار هذه المرحلة الهامة من تاريخ وحياة سورية فلا شيء يخبأ عن الناس ولا سر فيما يتعلق بالمصلحة الوطنية العليا وقد تحدث سيادته للناس عما لم يسألوا عنه وعما يدور في الغرف المغلقة أثناء لقاءاته مع الوفود الأجنبية ودعا الناس ليستشفوا ما وراء الخبر وما بين السطور وبأن سيادته سيطلع الناس علي أية تفاصيل قد تحدث فيما يتعلق بمفاوضات عملية السلام, وقد اقترح آليات ممكنة أو محتملة في حال وجود راع للسلام وكيف للأمر أن يتم لقد اتسم خطاب السيد الرئيس بالمكاشفة.‏

العمل الإداري‏ وطاولة المبدع‏
المبدع عندما يكلف بعمل إداري يحزن, لأنه يفقد طاولة الابداع ولكن لأنني أحب السهر وكان أحد أجدادي, الأقدام فيهم لا ينام الليل يقرأ ويكتب ويتهجد فكان يظهر في النهار نعسان, فسمي بالنعسان, وأنا دائماً أشكو من قلة النوم لأني أريد أن أحتفظ بالمبدع إلى جوار الإداري, والعمل الإداري ليس جديداً علي, إذ قضيت سنوات طويلة مديراً لبرامج التلفزيون في رعاية وعناية فؤاد بلاط وفي تلك الآونة ألفت ما يربو عن خمس عشرة مسلسلاً, وعندما كنت سفيراً أنجزت ستة كتب وفي آخر عام قبل أن أغادر السفارة ألفت قصة وسيناريو وحوار فيلم (المهد) إخراج محمد ملص وقد أنجز هذا الفيلم العالمي ذو الكلفة المالية الضخمة.‏
أيضاً تمكنت أن استرق من الوقت الكتابة عمل تلفزيوني آخر هو اليوم الأخير يقع في مئة ساعة ومسلسل آخر بعنوان (وجوه في الظلام) يقع في ثلاثين حلقة, إضافة إلى ذلك ما زلت أتابع الكتابة للصحافة ولو على حساب عيوني ونومي ومقالاتي مستمرة فأكتب خمساً منها كل أسبوع وأوقع البريد, ولكن أحب إلي أن أعود إلى طاولة المبدع وتكليفي بعمل الوزارة أو السفارة هو أيضاً ما أجده حاجة ماسة لأن يسهم المثقفون في بناء وظنهم ولعلي أتميز عن بعض المبدعين بأني أقل منهم إبداعاً, فلو طلب مني أحد أن أجلب حنا مينة مثلاً لمنصب لقلت اتركوه ليكتب, أما رياض نعسان آغا فأتوا به وزيراً لأن ابداعه أقل بكثير, ولذلك لا أحزن بأني استطعت أن أجد الوقت لكي أمارس هواياتي وأن أنتج للثقافة وأنا قيد إنجاز عمل إبداعي جديد في الوقت الذي أحصل عليه ليلاً.‏
بالنسبة لرواتي السفراد المغرية التي هي أكثر من رواتب الوزراء أضاف نعسان آغا: الدنيا لا تحسب بالمال, أعيش حياتي الآن كما أعيشها تماماً عندما كنت في التلفزيون, فلم يتغير شيء على حياتي, فلا قل أكلنا ولا نقص مالنا ولا إنفاقنا ونعيش في بحبوحة وسألخص قولي بقول لحاتم الطائي:‏

عنينا زماناً بالتصعلك والغنا‏
وكلاً سقاناه بكأسيهما الدهر‏
فما زادنا بهواً على ذي قرابة غناها‏
ولاأزرى بأحسابنا الفقر‏
لذلك عشنا الحياة في حلوها ومرها ولمن أكن أنعم بالحياة أكثر حين بلغ راتبي أكثر من عشرة آلاف يورو ولم أشعر أني فقدت شيئاً حين انخفض إلى عشر هذا المبلغ فهذه حياتي وأعيش في منزلي بدون مرافق أو شرطي ولا أحب أن أفسد نفسي فقد تمضي الوزارة ولا أتحسر حتى أنني لمن أطلب بيتاً كي لا تقول زوجتي انتهينا من الوزارة سيخرجوننا من البيت.‏

المؤسسة العامة للسينما.. واقع سيئ وموروث‏
نحن للأسف أمام واقع سيئ وموروث ولا أنا ولا الوزير الذي سيأتي بعدي يستطيع تغييره وحل مشاكلها.‏ الحل هو في تنشيط دور القطاع الخاص في إنتاج السينما, عندما كنت سفيراً عملت على إقناع المستثمرين العرب الذي يأتون إلى سورية بأن يبنوا دوراً للسينما, الآن بعد 3 سنوات من الممكن أن نلاحظ نهضة سينمائية بسبب وجود دور سينما لأن كل من يبني مراكز للتسوق يلحظ أهمية وجود دور السينما ما ينشط الإنتاج, فالمنتج المحلي أو العربي متى يقدم على الإنتاج عندما يدرس السوق , عندما يجد أن هناك دور عرض لكن الواقع مؤسف جداً ولن نقول إن المؤسسة عبء ولكنها قطاع عام والفن لن يكون قطاعا عاما وأنا ضد دخول الدولة على هذه العملية الإبداعية فالإبداع للناس وليس للحكومة فليس مهمة وزارة الثقافة أن تبدع وإنما أن تكون في خدمة الإبداع وتوفر لهم الدعم الكامل لكي يبدعوا والوزارة بحد ذاتها لا تستطيع الإبداع.‏
الدراما السورية تحررت عندما أطلقت القطاع الخاص بدأنا ننصح زملاءنا بتقديم الاستقالة والاتجاه للقطاع الخاص ونحن نشتري وأنا أدعو من خلال جريدة الثورة من يريد أن يشاركنا في إنتاج الأفلام السينمائية ومستعدين لدعم الإنتاج المشترك.‏

متحف الفن ..‏
لدي أزمة وأضم صوتي لصوتكم نريد متحفاً للفن في سورية والجواب عند العقارات عندما لم أكن في الوزارة كان هناك قطعة أرض في العدوي وجرت مسابقة. الآن أنا أبحث عن مكان والسيد الرئيس أمرني بأن أجد المكان وبلغت المسؤولين ونحن نتابع الموضوع.‏
لما جئت إلى الوزارة وجدت آلاف اللوحات مخزنة بطريقة خاطئة معرضة للتلف ورثيت لما نحن فيه هذا ما وجدناه ولكننا لا نلوم من سبقنا فهناك وقائع: أين أذهب بهذا الكم الهائل من اللوحات?! قد تفاجئون بأنني أصدرت أكثر من 20 كتاباً لتشكيل لجان جرد ولكن لم نجد المكان المناسب.‏
د. نبيل اللو قدم اقتراحاً لعرضها في دار الأوبرا وقدمت عروض من قبل مكتبة الأسد ولكن حتى أروقة الدار والمكتبة لم تتسع, أستعنت بالرقابة الداخلية لأن هذه اللوحات ثروة وطن, وما زلنا نسعى لإيجاد المكان المناسب حتى نفرز الغث من السمين ونخرج النخب منها لأنها تقدر بالملايين.‏

وزارة بلا مقر‏  بناؤنا مستأجر منذ عام 1957‏
أنا أدرك أن هناك مشكلات كثيرة تعاني منها معاهدنا, ونحن أمام مشاكل صعبة جداً, كما في المعهد العالي للموسيقا ومعهد الفنون.‏ تخيلوا أن معهد الفنون التطبيقية هو عبارة عن مبان غير لائقة في قلعة دمشق ويجب أن تهدم, منذ عام ونصف وأنا في الوزارة لم أستطع أن أجد مكاناً بديلاً, والسيد المحافظ يبذل جهداً بأن يجد لنا المكان المناسب وبالطبع أن أكبر هماً في وزارة الثقافة هو عدم وجود مبنى لوزارة الثقافة, فالوزارة ضمن منزل سكني بشارع الروضة والمقر المتواجدين فيه منذ عام 1957 بقي على حاله لم تزد فيه أية غرفة وفكرنا أنا والزملاء بأن نضم غرفة لنضعها لمدير عام هيئة الكتاب, فقيل لنا إذا غيرنا شيء في المواصفات فإن صاحب المنزل سيرفع دعوى ويطالبنا بإخلاء المنزل, فالموضوع مطروح أمام مجلس الوزراء والسيد رئيس المجلس وعدنا أن تأخذ وزارة الثقافة مبنى هو وزارة الخارجية حين تخرج منه, فإن تم ذلك سنجد حلولاً لكثير من المشكلات ومنها مشكلة المعهد العالي.‏
بدأنا بشراء اللوحات الفنية وقد كلفت مديرة الفنون بذلك‏  لا ثقافة بلا اعلام‏

لقطات‏

ˆأكثر من الاستشهاد برأي نجم الدين السمان من وزارة الثقافة .‏

ˆالزميل ديب علي حسن سأله : لم تضع يديك على المنضدة حين تتحدث , هل تخاف عليها أن تطير هي أم كرسي الوزارة ? فرد ضاحكا: أخاف على الاثنتين معا .‏

ˆ تمنى السيد الوزير في بداية حوار السقف المفتوح في الثورة ألا يوقعه أحد وهو يصعد إلى شرفته العليا!!‏

ˆ وزارة الثقافة لا تعلم شيئاً عن دورها في احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية فهل كان ذلك على خلفية ما حدث في احتفالية حلب عاصمة للثقافة الإسلامية?!‏

ˆ تعمد الاشارة اكثر من مرة الى (ابو عمر) الاستاذ فؤاد بلاط ,استشهادا بقوله او استشارة‏

ˆ في (الثورة) كانت أولى خربشاته الإبداعية كما قال.‏

ˆ أنا من عشاق الفن التشكيلي ولا أستطيع حضور كل المعارض.‏

ˆ أشكو قلة النوم لأمارس دور المبدع.‏

ˆ عشت الحياة حلوها ومرها.‏

ˆ أعمل على إنجاز كتاب (سارح في المكان).‏

ˆ أحب السفر والحوار.‏

ˆ تتألق كتاباتي شاء من شاء وأبى من أبى.‏

ˆ ألفت /15/ مسلسلاً وأنا في العمل الإداري.‏

ˆ راتب السفير أكبر من راتب الوزير والدنيا لا تحسب بالمال.‏

 

ديب علي حسن - سوزان ابراهيم - لما المسالمة -
مانيا معروف-‏ مها يوسف- رانيا الخطيب - بشار الفاعوري.‏
المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...