ماذا تريد واشنطن من الاجتماع الإيراني- الأمريكي المزمع عقده

15-05-2007

ماذا تريد واشنطن من الاجتماع الإيراني- الأمريكي المزمع عقده

الجمل:    تم الإعلان عن عقد اجتماع في بغداد على مستوى السفراء بين أمريكا وإيران، وذلك للتفاهم حول أمن واستقرار العراق، وبرغم أن بعض المراقبين يرى أن واشنطن وطهران تنظران إلى أنفسهما باعتبارهما اللاعبين الأساسيين في المسرح العراقي، فإن المعلومات تقول غير ذلك:
• فرص النجاح المتوقع:
حول الاجتماع الإيراني- الأمريكي المزمع عقده حول أمن العراق على مستوى السفراء في بغداد، تشير المعلومات إلى أن فرصته في النجاح ضئيلة، وقد ينجح فقط في وضع الأرضية لفهم وإدراك متبادل أفضل بين الطرفين على النحو الذي يفسح المجال أمامهم إجراء مفاوضات إيرانية- أمريكية محتملة الحدوث. ويحذر بعض المراقبين من أنه يتوجب عند تقييم هذا الاجتماع الأخذ في الاعتبار حقيقة عدم وجود اعتراف لا في واشنطن ولا في طهران بمنافع هذا الاجتماع، خاصة وأن الإدراك الشامل المتبادل بين الطرفين يعزز الفكرة القائلة بأن إمكانية التوصل إلى نتائج مفيدة بين الطرفين في هذا الاجتماع هي فكرة مضللة.
• ماذا تريد الإدارة الأمريكية من هذا الاجتماع:
تريد الإدارة الأمريكية من إيران، وقف تدفقات السلاح إلى الفصائل الشيعية العراقية، وعدم القيام بتدريب عناصر هذه الفصائل داخل المعسكرات الإيرانية وتزويدها بالعتاد والسلاح، وأن تقوم بسحب عناصر فيلق القدس الموجودين وعناصر المخابرات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني الموجودين داخل العراق. كذلك تريد الإدارة الأمريكية من طهران القيام بدور في عملية المصالحة الوطنية العراقية بين السنة والشيعة والأكراد والأطياف الأخرى، والأحزاب السياسية العراقية.
• الموقف الأمريكي من إيران:
خلال فترة غزو أفغانستان، كان هناك تعامل كبير بين إيران والإدارة الأمريكية، وقد ساعدت الجهود الإيرانية الأمريكيين كثيراً في السيطرة على أفغانستان، وعززت الاستقرار والأمن في غرب أفغانستان، ولم يترتب على الغزو الأمريكي أي حركات معارضة  وسط الشيعة الافغان الموجود في المناطق الغربية المتاخمة لإيران، وقد لعب نظام الرئيس محمد خاتمي آنذاك دوراً بارزاً في كل ملفات العلاقات الإيرانية- الأمريكية، ولكن، بعد فترة قفز إلى السلطة في إيران جناح المتشددين بزعامة أحمدي نجار، وفي أمريكا صعدت حركة المحافظين الجدد وتبدلت المعايير، ومن ثم غيرت الإدارة الأمريكية أسلوب تعاملها مع إيران، وحولت طبيعة العلاقة من علاقة تعاونية إلى علاقة صراعية.
البنود الجديدة في توجهات الإدارة الأمريكية إزاء إيران في فترة ما بعد غزو واحتلال العراق تضمنت الآتي:
- ملف البرنامج النووي الإيراني.
- الضغط على إيران لكي تضغط على حركتي حماس والجهاد الإسلامي من أجل الاعتراف بإسرائيل.
- دفع إيران لكي توقف دعمها لحزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني.
• الإدارة الأمريكية وخيارات المواجهة مع إيران:
فكرة المواجهة مع النظام الإيراني الحالي، تخضع لعدة اعتبارات، أبرزها:
- ترى العناصر المتشددة داخل الإدارة الأمريكية بأن النظام الإيراني الحالي يتسم بالهشاشة والضعف الداخلي، وبالتالي يتوجب على الإدارة الأمريكية أن تسعى للإطاحة بالنظام الإيراني الحالي، إما بالوسائل العسكرية، أو بالوسائل السياسية والاقتصادية.
- ترى العناصر غير المتشددة أن النظام الإيراني الحالي يمكن التعامل معه وتوظيفه من أجل دعم وتعزيز السيطرة الأمريكية على العراق وأفغانستان، وإضعاف حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي، وإبعاده عن سوريا.
بالنسبة لخيار العناصر المتشددة داخل الإدارة الأمريكية، فهو الخيار الذي مازال سائداً ومسيطراً، ولكن مازالت الكثير من المصاعب تقف امام تنفيذه، ويمكن استعراض ذلك على النحو الآتي:
- بالنسبة للخيار العسكري: هناك نقص في المعلومات الاستخبارية حول قدرة إيران العسكرية على إلحاق الضرر بالمصالح الأمريكية، وذلك لأن رد الفعل الإيراني سوف يكون أكثر ضرراً كما تؤكد المعلومات المتاحة حالياً، وسوف يزداد وضع القوات الأمريكية سوءاً داخل العراق وأفغانستان، وأيضاً سوف تتهدد المصالح الأمريكية في دول الخليج بواسطة الشيعة الخليجيين الذين يشكلون 14% من سكان السعودية، و60% من سكان البحرين، ونسبة غير قليلة من سكان قطر، الكويت، الإمارات، وسلطنة عُمان، إضافة إلى أن ردود الفعل بواسطة الحركات الإسلامية سوف تلحق ضرراً بالغاً بالمصالح الأمريكية في باكستان وتركيا، وبلدان آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا.
الضربات العسكرية الجوي لن تكون كافية لإزالة النظام الإيراني إذا لم يصحبها غزو عسكري أمريكي، وقد خططت الإدارة الأمريكية للقيام بعملية الغزو، ولما كان تمويل غزو واحتلال إيران يتطلب أموالاً بأضعاف ما كلف غزو واحتلال العراق، وسوف تترتب عليه خسائر بأضعاف ما خسرته أمريكا في العراق، فقد أصبحت الإدارة الأمريكية غير قادرة عملياً على القيام بهذا الغزو. خاصة وأن الكونغرس الحالي سوف لن يسمح مطلقاً بهذا الأمر.
- بالنسبة للخيار السياسي: القوى والحركات السياسية الإيرانية الحالية التي تستطيع القيام بدور فاعل في تغيير النظام، إضافة إلى أنها لا تتمتع بالشعبية المقبولة لكي تقدم نفسها بديلاً للنظام.. وماتزال الإدارة الأمريكية تتعامل مع هذه الحركات والقوى باعتبارها تمثل الرصيد الأولي للمسار السياسي في المخطط الأمريكي، وقد أنفقت الإدارة الأمريكية على حركات المعارضة الإيرانية الكثير من الأموال، ولن تستطيع إدارة بوش في ظل الكونغرس الحالي طلب المخصصات اللازمة لتمويل المعارضة الإيرانية، وعلى الأرجح أن يقوم السعوديون والخليجيون بهذا الدور.. كذلك وجود المعارضة الإيرانية هو حصراً داخل العراق، وبسبب سيطرة الشيعة على الحكومة العراقية، فإن المعارضة الإيرانية أصبحت مشلولة الحركة داخل العراق، برغم مساندة الأمريكيين غير المحدودة لها.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...