ماذا تحتوي حقيبة أوباما في زيارته لتركيا

05-04-2009

ماذا تحتوي حقيبة أوباما في زيارته لتركيا

الجمل: سيصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء اليوم إلى العاصمة التركية أنقرة، وذلك في زيارة رسمية تستغرق يومين، هذا، وتنظر الأوساط السياسية والدبلوماسية إلى هذه الزيارة باعتبارها ستضع الأساس للعلاقات التركية – الأمريكية خلال فترة ولاية الإدارة الأمريكية الجديدة.
* ماذا تقول المعلومات:
خلال يومي 6 و7 نيسان سيكون الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضيفاً لدى حكومة حزب العدالة والتنمية التركية وتقول المعلومات والتسريبات أن هذه الزيارة تحمل أكثر من دلالة:
• لجهة التوقيت: تأتي الزيارة مباشرة بعد مشاركة الرئيس الأمريكي في قمة مجموعة الـ20 وقمة الاتحاد الأوروبي – الولايات المتحدة الأمريكية، وقمة حلف الناتو، إضافة إلى العديد من القمم الثنائية، التي تضمنت قمة واشنطن – موسكو، قمة واشنطن – بكين، قمة واشنطن – برلين، قمة واشنطن – لندن، قمة واشنطن - باريس.
• لجهة الاستراتيجية: تشير الزيارة إلى استمرار القيمة الاستراتيجية لتركيا في الإدراك الأمريكي على أساس اعتبارات أن تركيا تلعب دوراً هاماً في تعزيز النفوذ الاستراتيجي الأمريكي في الشرقين الأوسط والأدنى وجنوب أوروبا.
وعلى هذه الخلفية تقول المعلومات والتسريبات بأن حقيبة الرئيس أوباما تحمل العديد من الأوراق الخاصة بعلاقات خط أنقرة – واشنطن والتي منها على سبيل المثال لا الحصر:
• الدور التركي في الشرق الأوسط.
• الدور التركي في القوقاز وآسيا الوسطى.
• الدور التركي في الملف الإيراني.
• الدور التركي في الملف العراقي.
• الدور التركي في أفغانستان.
• الدور التركي في حلف الناتو.
• الدور التركي في الملف الروسي.
هذه الملفات تتقاطع جميعها ضمن العديد من الملفات النوعية الأمريكية الأخرى وعلى وجه الخصوص الملفات النوعية الآتية:
• ملف إمدادات النفط والغاز.
• ملف الحرب الأمريكية ضد الإرهاب.
• ملف نشر القواعد العسكرية الأمريكية.
• ملف التعاون الأمني – العسكري – السياسي.
وبالمقابل لهذه الملفات الأمريكية توجد ملفات تركية تتميز بخصوصيتها الشديدة لجهة استقلاليتها عن الارتباط بالتوجهات الأمريكية، وتقول التحليلات بأن تركيا لم تعد صيداً سهلاً لدبلوماسية واشنطن وعلى وجه الخصوص في الفترة الجديدة التي أعقبت صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا. أما الملفات التركية فتتمثل في الآتي:
• ملف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
• ملف الأزمة القبرصية.
• ملف الوضع الاقتصادي التركي.
• ملف استقلالية توجهات السياسة الخارجية التركية إزاء الشرق الأوسط وإيران وروسيا.
• ملف الدور التركي في القوقاز والبلقان وآسيا الوسطى.
ستنطوي لقاءات الرئيس أوباما مع القيادة التركية على التفاهم حول هذه الملفات وعلى الأغلب أن تنطوي الحوارات والنقاشات على العديد من النقاط الخلافية وتشير التوقعات إلى أن الخلافات ستكون منخفضة الشدة وذلك بسبب توجهات إدارة أوباما الديمقراطية والتي وإن كانت أهدافها تتطابق مع إدارة بوش الجمهورية، فإنها تختلف لجهة التشديد على استخدام الوسائل التدخلية الدبلوماسية بدلاً عن استخدام الوسائل التدخلية العسكرية – الأمنية. وتأسيساً على ذلك، سيتفق الطرفان على أهمية تعزيز العلاقة الاستراتيجية التركية – الأمريكية ولكن:
• هل ستوافق تركيا على الوقوف إلى جانب إسرائيل في أزمة الشرق الأوسط؟
• هل ستوافق تركيا على الوقوف إلى جانب واشنطن في أزمة الملف النووي الإيراني.
• هل ستوافق تركيا على الوقوف إلى جانب واشنطن في مخطط تطويق روسيا؟
• هل ستوافق تركيا على الوقوف إلى جانب واشنطن في دعم الحركات الكردية الانفصالية؟
• هل ستوافق تركيا على الوقوف إلى جانب واشنطن في دعم أذربيجان والتخلي عن أرمينيا؟
هذا، وحتى في الملفات التي أقرت فيها أنقرة على الوقوف مع واشنطن فهناك المزيد من الخلافات وعلى سبيل المثال لا الحصر:
• أقرت أنقرة بالوقوف إلى جانب واشنطن في أفغانستان ولكن أنقرة ترفض حالياً دعم الجهود الأمريكية الهادفة لتصعيد الحرب وترى بأن الجهود يجب أن تنصب حصراً على إعمار أفغانستان، فهل ستقبل أنقرة بإرسال المزيد من القوات لدعم توسيع الحرب في أفغانستان؟
• أقرت أنقرة بالوقوف إلى جانب واشنطن في الانسحاب من العراق، فهل ستقبل أنقرة أن تكون عملية الانسحاب مجرد غطاء لإعادة انتشار القوات الأمريكية في العراق؟
• أقرت أنقرة بالوقوف إلى جانب واشنطن في تنفيذ مشروعات تمديد خطوط أنابيب النفط والغاز من بحر قزوين وآسيا الوسطى ولكن هل ستقبل أنقرة بتمديد هذه الخطوط إلى إسرائيل؟
• أقرت أنقرة بالوقوف إلى جانب واشنطن فيما يتعلق بتجميد صراعها مع اليونان حول جزر بحر إيجة والممرات البحرية وأزمة قبرص، فهل ستقبل أنقرة بتقديم المزيد من التنازلات لليونان التي ما تزال أكثر تشدداً في مواقفها؟
• أقرت أنقرة بالوقوف إلى جانب واشنطن في التعاون الأمني والعسكري، فهل ستفتح أنقرة أراضيها وأجوائها وشواطئها وممراتها البحرية للقوات الأمريكية ولقوات حليفتها إسرائيل ولقوات الناتو للقيام بالعمليات العسكرية لاستهداف إيران والتغلغل في البحر الأسود واستهداف سوريا وما شابه ذلك؟
بكلمات أخرى، العلاقات بين أي دولتين في العالم هي إما علاقات تعاون أو علاقات صراع وقد تحول التعاون التركي – الأمريكي خلال فترة إدارة بوش إلى صراع تركي – أمريكي دبلوماسي وإن كان صراعاً دبلوماسياً منخفض الشدة فإنه كان يمكن أن يتحول إلى صراع دبلوماسي مرتفع الشدة إذا حدث وصعدت إدارة المرشح الجمهوري جون ماكين إلى البيت الأبيض.
الآن، وبرغم صعود إدارة أوباما الديمقراطية وبرغم التوافق والتفاهم المبدئي على خط أنقرة – واشنطن لجهة التركيز على التعاون فإن الصراع بينهما سيظل لفترة طويلة قادمة متخذاً شكل "الصراع الدبلوماسي الكامن" المخفي ضمن الأجندة الدبلوماسية الأمريكية – التركية، وعلى سبيل المثال لا الحصر سيتفق الطرفان على ضرورة الحل السلمي لأزمة الشرق الأوسط ولكن سوف لن توافق تركيا على التوجهات الإسرائيلية وفي الوقت نفسه لن تعارض واشنطن التوجهات الإسرائيلية.
* سفينة العلاقات الأمريكية – التركية: إلى أين؟
سفينة العلاقات الأمريكية – التركية، برغم النوايا الحسنة والتصريحات الدبلوماسية الأنيقة التي ستصدر خلال زيارة أوباما، فإنه مصيرها سيكون مجهولاً في بحر الشرق الأوسط المضطرب والمليء بالعواصف.
إن بناء أو بالأحرى إعادة بناء الروابط التركية – الأمريكية يتوقف بشكل كبير على مدى قدرة واشنطن على تقديم التنازلات واستبدال مثالية بوش بالواعية، وتأسيساً على ذلك، فإن عملية إعادة بناء الثقة على خط أنقرة – واشنطن تتطلب من إدارة أوباما القيام بالآتي:
• الضغط على فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي لتسريع إجراءات ضمن تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي.
• التفاهم مع تركيا حول أزمات الشرق الأوسط والقوقاز والعراق وأفغانستان وإيران وإعطاء وجهة النظر التركية أهمية مركزية باعتبار أن تركيا شريك رئيس في المنطقة.
• عدم التدخل في الشؤون الداخلية التركية لجهة التأثير على توازن القوى بين أطراف الصراع السياسي الداخلي التركي.
• تقديم المساعدات الاقتصادية في الأزمة الأخيرة لتعزيز قوة تركيا.
• عدم إبداء أي حساسية سلبية إزاء استقلالية السياسة الخارجية التركية في العلاقات مع دول المنطقة وروسيا.
• إعطاء الاعتبار لاستقلالية أداء تركيا داخل مؤسسات حلف الناتو.
• بناء الشراكة مع تركيا في مجالات الطاقة النفطية.
• دعم الطموحات التركية المتعلقة بالبرنامج النووي التركي للأغراض السلمية.
• دعم الطموحات التركية إزاء إدماج تركيا ضمن بيئتها الإقليمية الشرق أوسطية.
البنود المشار إليها ليست بنوداً وأجندة برنامج حزب العدالة والتنمية الحاكم وحسب، وإنما هي البنود والأجندة التي تحتل مكانة مركزية في توجهات الرأي العام التركي. وتقول المعلومات التي كشفت عنها التطورات السياسية التركية الداخلية بأن حزب الشعب الجمهوري الذي يعتبره محور واشنطن – تل أبيب حصان الرهان الأساس لحسم وقوف تركيا إلى جانبه، قد بدأ هو الآخر يشهد المزيد من التغيرات وما كشفته المعلومات الأخيرة تحديداُ يتمثل في تزايد ظاهرة صراع الأجنحة داخل الحزب، وتقول المعلومات والتسريبات أن قطاعاً عريضاً من جماهير الحزب يطالب حالياً بضرورة مراجعة وتقويم وتعديل برنامج الحزب، للتأكيد على أجندة وبنود تتطابق بقدر كبير مع أجندة وبنود برنامج حزب العدالة والتنمية ومنها ضرورة التأكيد على إدماج تركيتا ضمن بيئتها الداخلية وإدانة إسرائيل وعدم استخدام العلمانية كغطاء وذريعة لمعاداة الدين واحترام الماضي العثماني التركي وعلى أوباما أن يفهم أن حزب الشعب سيتحول بدوره ولن يكون ذلك الحزب الذي بقي إلى جانب محور واشنطن – تل أبيب لفترة طويلة دون قيد أو شرط.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...