طهران تنتقد مسرحية قطر والإبراهيمي لا يرى حلاً بالسلاح

30-03-2013

طهران تنتقد مسرحية قطر والإبراهيمي لا يرى حلاً بالسلاح

أعلن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أنه لا يرى نهاية قريبة للحرب العنيفة في سوريا، وان تسليح المعارضة ليس حلا للأزمة، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغوط الديبلوماسية على طرفي النزاع.
وبينما حذرت واشنطن «الجيش الحر من الارتباط بأي تنظيمات متشددة»، اعتبرت موسكو أن الدعم الخارجي، بالسلاح والمال، «للإرهابيين يمثل تهديدا لأمن سوريا ودول الجوار»، في حين جددت باريس القول انها تريد ضمانات كافية قبل تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، والتأكد من أنها لن تقع في أيدي النظام السوري أو الجماعات المتشددة.

وقال الإبراهيمي، في مقابلة مع القناة البريطانية الرابعة بثت أمس، «لا أتوقع حدوث معجزات في القريب العاجل. الوضع الميداني في سوريا سيئ جداً ويزداد سوءا دائماً».
وأعلن أنه لم تكن له اتصالات بالرئيس السوري بشار الأسد منذ نهاية كانون الأول الماضي. وقال «لم أر ولا أرى أي تحسن للوضع. وأظن أن كلا منهما (السلطة والمعارضة) ما زال يعتقد بإمكان النصر العسكري لطرفه، ولذلك فإن حدة القتال تزداد ورقعته تتوسع».
وشدد على أنه من الواضح أن الأطراف السورية في الوقت الراهن غير قادرة على حل المشكلة بنفسها. وأعلن أن «انتقاده في هذا الصدد موجّه إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي وبالدرجة الأولى إلى الصين وروسيا والولايات المتحدة». وقال «أعتقد أنه يجب عليهم التحدث مع بعضهم البعض بشكل أكثر إلحاحا، وأن يمرروا بعض القرارات عبر مجلس الأمن، بالإضافة إلى تحدثهم إلى الأطراف ودول المنطقة بلهجة أشد بكثير مما كانت عليه قبل ذلك».
وحول دعوة باريس ولندن إلى رفع الحظر الأوروبي المفروض على تصدير الأسلحة إلى سوريا، قال الإبراهيمي ان «تسليح المعارضة ليس طريقة لإنهاء النزاع». وأضاف «توريد مزيد من الأسلحة إلى المعارضة سيؤدي إلى زيادة تدفق الأسلحة للحكومة، وهذا لن يحل المشكلة».
وبعد أن أشاد «بكرم المجتمع الدولي» حين تعهّد بالتبرع ب1,5 مليار دولار في كانون الثاني الماضي لمساعدة السوريين المتضررين جراء الحرب في بلادهم، اعتبر أن هذا المبلغ «سيكون ضروريا كل 6 أشهر ما لم يتحسن الوضع في سوريا». وقال «لا اعتقد أن المجتمع الدولي سيكون قادرا على توفير 1,5 مليار دولار كل 6 أشهر للسوريين، ما يعني أن هناك حاجة ملحة للقيام بعمل حقيقي من قبل جميع الأطراف للسيطرة على الوضع داخل سوريا، ووضع نهاية للصراع الدائر فيها».
ودان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش قصف كلية الهندسة المعمارية لجامعة دمشق. وقال إن «تصاعد النشاط الإرهابي للقوى المعارضة للحكومة في سوريا من جهة، والدعم الخارجي المتنامي لهذه القوى من جهة أخرى، بما في ذلك عبر تزويدها بالمال والسلاح، يمثلان تهديدا ليس لأمن سوريا فحسب بل لأمن الدول المجاورة لها أيضا». وأضاف «في ظل هذه الظروف لا ينبغي تشجيع المعارضة على مواصلة الصراع المسلح، بل يجب توجيه الحكومة السورية والمعارضة إلى إيجاد حل سياسي عبر المفاوضات والحوار».
وامتنعت واشنطن عن اتهام أي جهة بالقصف الذي استهدف كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق، أمس الأول، وأدى إلى مقتل 15 طالبا وإصابة 29. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «ليست لدينا أي معلومات تتيح لنا التأكد من هوية الجهة المسؤولة» عن قصف الكلية. ودعت القوات السورية والمسلحين إلى «توخي أقصى درجات الحذر من اجل تجنب شن هجمات على المدنيين والتأكد من أن أعمال الطرفين تتفق والقانون الدولي».
وحذرت نولاند «الجيش الحر من الارتباط بأي تنظيمات متشددة». وقالت «يتعين على هذا التنظيم أن يكون قلقا للغاية من أي دعم قد يحصل عليه من جهات ليست مصلحة الشعب السوري في صلب اهتماماتها».
ولم تستبعد نولاند فرض منطقة حظر جوي على سوريا. وقالت «نحن ندرس كافة الخيارات من أجل مساندة التسوية السلمية للنزاع في سوريا، ومدى إمكان هذه الإجراءات، وهل سيكون بإمكانها إنقاذ حياة الناس».
وكررت وزارة الخارجية الفرنسية ما كان أعلنه الرئيس فرنسوا هولاند بأنها تريد ضمانات كافية قبل تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، للتأكد من أنها لن تقع في أيدي النظام السوري أو الجماعات المتشددة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ان «أهداف فرنسا لم تتغير بالنسبة إلى الأزمة السورية، وترتكز على انه لا يمكن التوصل إلى حل للأزمة إلا عبر الحل السياسي، لكنه الآن بعيد المنال».
وأشار إلى «ما أكده وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مؤخرا من ضرورة وجود ضمانات من أن تلك الأسلحة لن تستخدم ضد من يقدمونها، وأن هذه المسألة لم تحسم بعد».
وانتقدت طهران افتتاح «الائتلاف سفارة» في الدوحة. وقال نائب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ان «خطوة قطر المسرحية منح سفارة سوريا لمجموعة لا تتمتع بأصوات الشعب متسرعة وغير معقولة». وأضاف «الشعب السوري الواعي والمقاوم لن يسمح إطلاقا للآخرين بأن يتخذوا القرار بشأن مصير بلاده».
وتابع «من مصلحة قطر التوقف عن التصرف بهذا التسرع وعن إراقة مزيد من دماء الشعب السوري». وكرر دعم طهران للنظام السوري و«شدد على أهمية (إجراء) حوار وطني كأفضل وسيلة سياسية» لتسوية النزاع، مضيفا ان «الشعب السوري يؤدي دورا قويا في محور المقاومة ولن يستسلم».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...