سياسيون وناشطون يطلقون «التيار الوطني لإنقاذ سوريا»

04-01-2013

سياسيون وناشطون يطلقون «التيار الوطني لإنقاذ سوريا»

أطلقت مجموعة من السياسيين والناشطين السوريين، من المعارضة والموالاة، أمس، «التيار الوطني لإنقاذ سوريا» الذي يهدف إلى «محاربة التدخل الخارجي»، فيما قال رئيس لجنة المصالحة في البرلمان السوري عمر أوسي، ، إن هناك ملامح تسوية بين واشنطن وموسكو حول حزمة من القضايا في الشرق الأوسط، ستنعكس إيجابا على ملف الأزمة السورية، محذرا من انه «إذا نجح مشروع الخلايا التكفيرية، فإن سوريا ستتصومل وتبلقن، وسينعكس هذا الأمر على كل الشرق الأوسط». فياض (الى اليمين) وأوسي خلال عرض فيلم عن جرائم التكفيريين في المؤتمر الصحافي في بيروت امس (فادي ابو غليوم)
وتلا أوسي، والى جانبه رئيس حزب «عدل» نبيل فياض والعضو في الهيئة التأسيسية للتيار فهد بارودي في مؤتمر صحافي في فندق «غولدن توليب» (الماريوت سابقا) في بيروت، البيان التأسيسي لـ«التيار الوطني لإنقاذ سوريا»، الذي يشدد على «بقاء سوريا موحدة، ونؤمن بأن الحوار الوطني بين السوريين وعلى أرض سوريا هو الطريق الحصري للخلاص من الأزمة»، ويدعو إلى «فضح الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان من قبل الجماعات المتطرفة التي تعمل اليوم في سوريا».
وأكد أن غاية التيار هو «العمل على كشف الارتباط بين جماعة ائتلاف الدوحة والجماعات القاعدية التي تذيق الشعب السوري الويلات»، و«عدم المساس بالجيش السوري النظامي باعتباره خطا أحمر»، و«العمل على إعادة العقد الاجتماعي بين مكونات المجتمع السوري بأديانه وقومياته وتوجهاته السياسية والثقافية».
وشدد على «محاربة التدخل الخارجي بما يتعارض مع السيادة السورية بكل أشكاله وأنواعه ووسائله»، والعمل على «كشف الاعتداء والنهب الذي تعرضت له المقدرات السورية من الثروات والآثار والبنى التحتية». وعُرض فيلمان عن العمليات الإجرامية التي يقوم بها «التكفيريون» والدمار الذي لحق بالمدارس والجامعات.
وقال فياض، ردا على سؤال حول ما إذا كان «التيار الوطني» يقبل برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، إن «هذا الأمر يقرره الشعب السوري»، معتبرا أن شرط «ائتلاف الدوحة رحيل الأسد لفتح الحوار يعني أنه يريد تدمير الشعب السوري»، مضيفا «هناك محاولة لتحويل سوريا إلى أفغانستان، ونحن لن نقبل بذلك».
وأعلن أوسي، ردا على سؤال حول دور الأكراد في ما يحصل في سوريا، أن «تركيا تشن عدوانا مباشرا على سوريا عبر جيوش من الإرهابيين، وهي اعتقدت أن النظام السوري سيسقط خلال أسابيع، وأرادت تطبيق النظام الاردوغاني في سوريا بعد مصر وليبيا. وهي حاولت أيضا التلاعب بقضية أكراد سوريا، لكني أطمئن الجميع بأن المناطق الكردية في سوريا الأكثر أمنا واستقرارا، والشعب الكردي أجهض كل هذه المحاولات».
وقال أوسي، رئيس «المبادرة الوطنية للأكراد السوريين»، لـ«السفير» حول تقييمه للوضع الأمني في سوريا، «أعتقد أن الجيش السوري الوطني النظامي انتقل، منذ حوالي الشهر والنصف شهر، من رد الفعل إلى الفعل، وتمكن بعمليات نوعية من دك أوكار المجموعات الإرهابية المسلحة وحقق انتصارات ميدانية، خاصة في ريف دمشق وفي حلب وبعض المناطق الساخنة في سوريا، وبدأ الحسم التدريجي الذي يتراكم بعد تمكنه من تحقيق ضربات للعمود الفقري للتشكيلات الإرهابية المسلحة الوهابية التكفيرية إلى أن يصل إلى الحسم التدريجي العام، وقد انعكس هذا الأمر بصورة واضحة على الحياة للمواطن السوري وخاصة في محافظة حلب وريف دمشق وبعض المناطق الأخرى».
وأعلن أن برنامج «التيار» حافل، حيث «سنقوم داخليا بوضع خريطة لبناء هيكلية التيار، المؤلف من مجموعة من التيارات والأحزاب والمستقلين والنواب، ومن ثم سننزل إلى الشارع للقيام بندوات جماهيرية توعوية لكل مكونات الشعب السوري، وفي كل المحافظات. وعلى الصعيد الإقليمي سنقوم بجولات عربية، خاصة مصر ولبنان والخليج، للقاء كل الشرفاء والأحرار العرب، وخاصة المعارضات العلمانية. كما سنقوم بجولة في كل العواصم الغربية التي يمكن زيارتها للقاء المعارضات والكتل البرلمانية في الغرب وأيضا منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية لشرح الواقع السياسي لهذه الأزمة البنيوية التي تمر بها سوريا».
وحول ما إذا كانت خطة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي القائمة على بيان جنيف والتي تدعو إلى حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، تعني تهميشا للأسد، قال أوسي «كلا. أعتقد أن هناك مؤشرات قوية لعقد يالطا 2، وكان مؤتمر يالطا 1 من 60 سنة، حيث تقاسم فيها الاتحاد السوفياتي مع الأميركيين النفوذ العالمي، ومسار التطورات التي حدثت في الأزمة السورية هي التي ستحدد مسار النظام العالمي الجديد».
وأضاف «سيكون هناك اجتماع قريب بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرسم معالم هذا العالم الجديد. مسار الأحداث في سوريا هو الذي التقط فيه الروس هذه اللحظة التاريخية، لأنه لو سقطت سوريا فستنتقل تلك المجاميع الإرهابية إلى الحدائق الخلفية للروس».
وتابع «أعتقد أن هناك ملامح تسوية دولية بشأن الأزمة في سوريا وحزمة من القضايا في الشرق الأوسط، ابتداء من الملف النووي الإيراني، حيث أتيح للإيرانيين تخصيب اليورانيوم تحت نسبة 20 في المئة، وقضية الصراع العربي ـ الصهيوني ودعم المقاومة الشريفة في المنطقة مثل حزب الله والأزمة السورية. وأعتقد انه في كواليس موسكو وواشنطن قد تم قطع شوط لا بأس به من هذه التسوية التي ستفرض نفسها وتنعكس إيجابا على الأزمة الداخلية في سوريا، وعندها سيأتي أمر العمليات من المايسترو الأميركي للمعارضات وبعض الدول الإقليمية المنخرطة في العدوان على سوريا، مثل مشايخ وممالك النفط والبترودولار في قطر والسعودية وهذا السلجوقي العثماني رجب طيب أردوغان الذي انخرط في العدوان على سوريا، وستتمكن سوريا إلى الانتقال إلى سوريا ديموقراطية وعصرية والجمهورية الثالثة».
وحذر من انه إذا «نجح مشروع الخلايا التكفيرية الإرهابية، وهذا الفكر المتخلف ومن يدعمه على المستوى الإقليمي والدولي فستصومل سوريا وتبلقن، وتتحول إلى كانتونات وإمارات عرقية ودينية متناحرة، وسينعكس ذلك على كل دول الجوار السوري والشرق الأوسط».

                                                                                                           فايز عجور: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...