سوريا: ارتفاع وتيرة الإغتيالات وتفاؤل بـ«تهدئة» مع تزايد عديد المراقبين

03-05-2012

سوريا: ارتفاع وتيرة الإغتيالات وتفاؤل بـ«تهدئة» مع تزايد عديد المراقبين

أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال النروجي روبرت مود، امس، ان بعثته تساهم في «تهدئة» الوضع الميداني، الا انه أقر بأن وقف اطلاق النار «هش»، معتبرا ان «النجاح هو ان نرى وقفا للعنف المسلح في جميع أشكاله. وبعد ذلك ان نرى الجوانب الاخرى من خطة كوفي انان السداسية تتقدم حتى يتم تعزيز العملية السياسية».
وكان رئيس إدارة عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هيرفيه لادسو أعلن، أمس الأول، أن المنظمة الدولية تسرع وتيرة نشر المراقبين غير المسلحين في سوريا لضمان انتشار كل المراقبين الـ300 بنهاية أيار الحالي، فيما تصاعدت الهجمات ضد القوات النظامية خلال اليومين الماضيين، وأدت إلى مقتل 34 عنصرا.
وأصدر الرئيس بشار الأسد عفوا عاما عن الذين تهربوا من أداء الخدمة العسكرية. وقضى، في مرسوم، «بمنح عفو عام عن كامل العقوبات المنصوص عليها في بعض مواد قانوني خدمة العلم والعقوبات العسكرية». وأضاف «لا تشمل الأحكام المتوارين المرتكبين لجرائم الفرار الداخلي والخارجي إلا إذا سلموا أنفسهم خلال 90 يوما بالنسبة للفرار الداخلي و120 يوما بالنسبة للفرار الخارجي من تاريخ صدور هذا المرسوم التشريعي».
إلى ذلك، أكد معاون وزير الداخلية للشؤون المدنية العميد حسن جلالي، في تصريح لوكالة  (سانا) أن «الوزارة أنهت كل مستلزمات عملية انتخاب أعضاء مجلس الشعب» التي ستجرى الاثنين المقبل. ويتنافس 7195 مرشحا، بينهم 710 نساء، للفوز بمقاعد في مجلس الشعب المؤلف من 250 مقعدا.
وفي موسكو، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي باقري شددا، خلال اجتماع في موسكو، على «ضرورة تسوية الأزمة السورية على أساس حوار وطني شامل، وأكدا دعم موسكو وطهران لجهود المبعوث الأممي والعربي الخاص إلى سوريا كوفي انان».
وكانت الوزارة الروسية قالت، في بيان، في إشارة إلى التفجيرات في إدلب وهجوم على المصرف المركزي السوري، إن روسيا «تدين بشكل حاسم غارات الإرهابيين الجديدة». وأضافت ان الهجمات «في جوهرها أطلقت حملة على نطاق واسع لزعزعة استقرار الوضع وتعطيل خطة انان». وأضافت «أحدث سلسلة من التفجيرات نفذت بحيث تتزامن مع وصول» الجنرال مود الى دمشق.
ورفض الجنرال مود، في تصريح لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، الانتقادات بأن بعثة المراقبة تعمل ببطء، موضحا ان عدد المراقبين المنتشرين على الأرض في سوريا سيتضاعف خلال الايام المقبلة. وقال «هذا ليس أمرا سهلا، ونحن نرى من خلال الاعمال والانفجارات وإطلاق النار، ان وقف اطلاق النار هش فعلا، وليس قويا».
وتابع مود «لكن ما نراه ايضا على الارض هو انه في المناطق التي يتواجد فيها مراقبونا، يكون لـ(وجودهم) تأثير مهدئ، كما اننا نرى ان العاملين على الارض يأخذون النصائح من مراقبينا».
وأعلن مود ارتفاع عدد فريق المراقبين من 52 الى 59 مراقبا، مؤكدا انه يهدف الى مضاعفة هذا العدد خلال الايام المقبلة مع وصول المزيد من الطائرات التي تحمل الجنود والعربات والمعدات. وقال «انا اتفهم تماما المخاوف حول سرعة انتشار المراقبين»، مضيفا ان «أعداد الناس والمعدات الموجودة حاليا على الارض هي تماما كما نريد ان نراها، ولذلك فإن تسريع الوتيرة ومضاعفة العدد والانتشار خلال الأيام القليلة المقبلة، هو ما يناسبنا تماما».
وأعلن انه حتى عندما يرتفع العدد إلى 300 مراقب «فإننا لن نتمكن من أن نتواجد في جميع الأماكن في سوريا في الوقت ذاته». وقال «حتى ينجح هذا، فإنه يتطلب الجهود المشتركة للشعب السوري والحكومة السورية والمعارضة وعواصم العالم». وأشار الى ان «النجاح هو ان نرى وقفا للعنف المسلح في جميع اشكاله، وبعد ذلك ان نرى الجوانب الاخرى من خطة كوفي انان السداسية تتقدم حتى يتم تعزيز العملية السياسية».
وكان مود قال، لراديو هيئة الاذاعة البريطانية امس الاول، «رأينا هذا في العديد من الازمات من قبل، فإذا واصلت ببساطة زيادة العنف بمزيد من القنابل والاسلحة ومزيد من العنف فإن الامر يصبح دائرة يكون من المستحيل تقريبا كسرها. لسنا في مثل هذا الموقف».
وتجول فريق من المراقبين الدوليين في مدينة حمص. وذكرت وكالة «فرانس برس» ان فريق المراقبين يقوم بجولتين يوميا في الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون، وخصوصا الخالدية والقصور والقرابيص. وذكرت «سانا» ان المراقبين زاروا حماه.
وكان مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو أعلن، في نيويورك امس الاول، ان انتهاكات وقف اطلاق النار حتى الآن «مصدرها الجانبان»، اي قوات النظام والمعارضة المسلحة، مشيرا الى ان المراقبين المنتشرين في البلاد لاحظوا احتفاظ القوات النظامية بأسلحة ثقيلة مثل المدافع والآليات المدرعة «في غالبية الاماكن حيث هم موجودون»، وهو ما يتنافى مع خطة انان.
وأبدى لادسو ثقته بأن العدد الحالي للمراقبين المنتشرين «سيزيد سريعا في الاسبوعين المقبلين» حتى يبلغ مع نهاية ايار 300 مراقب. وقال ان «السوريين لم يوافقوا على طلبنا ارسال وسائل جوية مستقلة، والامر لا يزال قيد البحث»، لكنه اعتبر انه تم عموما ضمان حرية تحرك المراقبين منذ اسبوع.
وأعلن لادسو ان السلطات السورية رفضت منح ثلاث تأشيرات لمراقبين دوليين، الا ان المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي اشار الى ان الاختلاف يتعلق بجنسية المراقبين. وأضاف «يمكنني ان اؤكد ان هناك اكثر من 110 جنسيات يستطيع حاملوها العمل بسهولة في سوريا. نحن ملتزمون نهجا ايجابيا حيال حاجات الامم المتحدة العملانية ورئيس بعثة المراقبين الجنرال مود يعلم بهذا الامر».

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية نشرت أمس الأول، إن «معظم المتمردين هم مجرمون وتجار مخدرات». وبعد أن رفض تحميل الحكومة السورية أي لوم للانهيار الظاهر لاتفاق وقف إطلاق النار، شدد على أن «المتمردين هم الذين صعدوا هجماتهم، وأن للنظام السوري الحق في الدفاع عن نفسه». واتهم المقداد الولايات المتحدة وفرنسا «بالسعي بشكل علني إلى افشال خطة السلام»، موضحا ان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، خاصة، يدعو «إلى الحرب». وقال «هذا ما يريده الغرب، أن يتحكم المتشددون والعناصر التابعة للقاعدة بكل المنطقة». وأشار إلى انه «يوجد داخل المعارضة عناصر من جماعة الإخوان المسلمين والقاعدة، بالإضافة إلى عناصر إجرامية»، واتهمها بـ1600 خرق لوقف إطلاق النار منذ انطلاقه في 12 نيسان الماضي.
وانتقد المقداد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي كان اتهم السلطات السورية، الأسبوع الماضي، بأنها تنتهك وقف إطلاق النار عبر عدم سحب الأسلحة الثقيلة ومواصلة قصف المناطق السكانية. وقال إنه «منحاز للغاية. قد نغفر له عن بعض تصريحاته، لكن مراقبي الأمم المتحدة في سوريا الآن، ويجب أن تستند تصريحاته إلى ما يقولونه». وأعلن مقتل حوالى 6 آلاف جندي وعنصر امن ومدنيين مؤيدين للسلطة.
إلى ذلك، أطلق في دمشق «ائتلاف قوى التغيير السلمي»، الذي يضم «حزب الإرادة الشعبية» و«الحزب السوري القومي الاجتماعي» و«التيار الثالث من أجل سوريا» و«تيار طريق التغيير السلمي والتجمع الماركسي الديموقراطي» و«تيار العمل الوطني» إضافة إلى لجان حراك شعبي من دير الزور واللاذقية.

وذكرت وكالة «الأناضول» التركية ان وزير الخارجية احمد داود اوغلو بحث في اتصال هاتفي تلقاه من انان «الوضع في سوريا». ونقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن «أنان اتصل بداود أوغلو وزوده بمعلومات بشأن أنشطة بعثة الأمم المتحدة في سوريا. وأبلغ الوزير التركي أنان خلال المكالمة الهاتفية التي استمرت 15 دقيقة بوجهات نظر تركيا بشأن الوضع في سوريا».
وكان المتحدث باسم الحكومة التركية بولنت ارينتش قال، بعد اجتماع الحكومة، إن «التطورات في سوريا ليست إيجابية بعد»، مضيفا أن «سفك الدماء لا يزال متواصلا». وتابع «نعتقد أنه يمكن أن تعمل تركيا والدول الأخرى على إقناع مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات جذرية بشأن سوريا إذا لم يطبق نظام الأسد خطة أنان تماما».
وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في القاهرة قبيل سفره إلى بكين اليوم، «الحكومة السورية بضرورة أن تنفذ تعهداتها للجامعة العربية بوقف العنف وكذلك تعهداتها تجاه الالتزام بخطة أنان». وأكد «أهمية عمل هؤلاء المراقبين في الحد من العنف الموجود حاليا في سوريا»، مذكرا «بتجربة 162 مراقبا عربيا أسهم وجودهم في تخفيف حدة العنف بشكل كبير».
وأضاف العربي، الذي التقى وفدا من هيئة التنسيق الوطنية في سوريا برئاسة صالح مسلم، «لا يمكن حل الأزمة السورية من دون وقف العنف، ولا يمكن إطلاق عملية سياسية مع استمراره، لأن حل هذه الأزمة سيكون سياسيا من خلال جلوس الحكومة السورية والمعارضة حول طاولة المفاوضات، ولهذا فإن الجامعة العربية تحضر لمؤتمر موسع للمعارضة في مقر الأمانة العامة في 16 أيار الحالي».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...