رهان على «البريكس» لإنشاء تحالف ضد الإرهاب ونار القلمون تطال دير عطية

22-11-2013

رهان على «البريكس» لإنشاء تحالف ضد الإرهاب ونار القلمون تطال دير عطية

تحول النصر السهل في مدينة قارة إلى معركة شرسة في مدينة دير عطية، على الطريق الدولي بين حمص ودمشق، والتي أفادت مصادر أهلية فيها، بوجود عدد كبير من المسلحين، بعضهم يعتلي سيارات محملة برشاشات ثقيلة، ويخوض معركة شرسة مع الجيش، فيما طالبت دمشق، بمشاركة دول «البريكس» بإنشاء تحالف دولي ضد الإرهاب.
وبعد يوم على استهداف المستشفى الوطني في دير عطية، والحواجز المحيطة للجيش بتفجيرات انتحارية، نفّذها سعوديون، نشأت بؤرة اشتباك جديدة في المدينة التي تطل مباشرة على الطريق الدولي بين حمص ودمشق، والذي أعلن عن قطعه من قبل قوات الجيش بسبب رداءة الوضع الأمني. عناصر في الهلال الاحمر السوري خلال عبورهم احد خطوط التماس بين القوات السورية والمسلحين في حلب امس (ا ف ب)
وذكرت شبكات إخبارية وصفحات تواصل اجتماعية سورية، أمس، أنه تمّ قنص أشخاص عديدين على الطريق الدولي، كما تمّ إخلاء مباني طلاب جامعة القلمون الخاصة التي تجاور مدينة دير عطية. وقتل المسلحون الذين ينتمون لفصائل مسلحة، عرف منها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة» و«لواء درع العاصمة»، مدير ناحية المنطقة الرائد ناصر حاج أحمد مع عدد من عناصره، أمس، كما قاموا بإغلاق المستشفى الوطني واحتجاز طاقمه الطبي تحت تهديد انتحاريين، وفقاً لشبكات إخبارية مؤيدة.
وتعتبر الساحة الجديدة عتبة أخرى في معركة القلمون، التي يتوقع مراقبون ميدانيون أن تستغرق وقتاً، بسبب هامش المناورة الواسع الذي تمتلكه الفصائل المسلحة، بعتادها الخفيف نسبياً، مقارنة بالجيش، ولقدرتها على التوغل في البادية السورية المحاذية لجبال القلمون، والاختباء في وديانها. كما يشكل الحصار الخانق على المسلحين في جنوب دمشق، فرصة لمجموعات أخرى لتنفيس الضغط على خطوط الإمداد الرئيسية، ولا سيما القريبة من الحدود اللبنانية. ووفقاً لمصادر مقربة من السلطات فإن الهاربين من معارك العاصمة تحوّلوا إلى مدّ لوجستي لمقاتلي المعارضة في تلك المنطقة. كما تثير كثافة المقاتلين وهامش حركتهم الواسع، مخاوف من عودة التوتر مجدداً لأرياف حمص أيضاً.
وعلى صعيد مشابه، شهدت دمشق اليوم الأسوأ ربما خلال هذه الأزمة من حيث كثافة الاستهداف بقذائف الهاون. وسقط ما يزيد عن 30 قذيفة على مناطق متفرقة أودت بحياة مواطنين عديدين، كما جرح العشرات.
على صعيد آخر طلبت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان من الهند رسمياً المشاركة، إلى جانب دول «البريكس»، في «إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا واتخاذ موقف دولي ضد الإرهاب».
وتقوم شعبان بمهمة رسمية في الهند، حيث التقت وزير خارجيتها سلمان خورشيد في إطار محاولة دمشق وموسكو وإيران، حشد أكبر تأييد ممكن لمقترح قيام تحالف ضد الإرهاب يكون الحجر الأساس في مؤتمر «جنيف 2» المزمع. ووفقاً لمعلومات يعود الاتفاق على هذه الاستراتيجية إلى أشهر مضت، حين حصل التوافق الأميركي - الروسي لنزع الأسلحة الكيميائية السورية.
وفيما دعت دمشق إلى «تحالف وطني» ضد الإرهاب، في إشارة إلى إمكانية توافق مع القوى الأخرى المشاركة في «جنيف 2»، ألمحت موسكو إلى أن قيام تحالف دولي ضد الإرهاب بات أولوية تتعدى قضية تنحي الرئيس السوري بشار الأسد في المؤتمر الدولي.
كما علمنا بأن الجانب الإيراني يتفق مع الطرفين بضرورة بناء هذا التصور، ولا سيما أنه كان طرفاً في محادثات متعددة روسية - سورية - إيرانية آخرها كان منذ يومين.
وكانت شعبان أكدت أمام خورشيد «موقف الحكومة السورية الثابت بالمشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا من دون شروط مسبقة، وحرصها على إيجاد حل سلمي للأزمة ووضع حد للإرهاب ووقف تمويله وتسليحه».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...