جرعات زائدة للخطاب الأمريكي المعادي لروسيا في الشأن السوري

21-02-2014

جرعات زائدة للخطاب الأمريكي المعادي لروسيا في الشأن السوري

 جولة (الجمل) على الصحافة الروسية- ترجمة: مظهر عاقلة:

جرعات زائدة للخطاب الأمريكي المعادي لروسيا في الشأن السوري
الجولة الثانية من المحادثات بين الوفد السوري والمعارضة إنتهت بالفشل,الأمر الذي هدد بإنهيار كامل لعملية التسوية الدبلوماسية,إلا أن الطرفين إتفقا في اللحظة الأخيرة على العودة لطاولة المفاوضات في جولة ثالثة .
قد يبدو جدول الأعمال المتفق عليه في الجولة الثالة مشجع من وقف للعنف والإرهاب في سوريا وتشكيل حكومة إنتقالية وتحقيق المصالحة الوطنية,ولكن هذا الجدول ليس سوى وهم، فالمراحل الأولى للتسوية بحد ذاتها أثارت الكثير من الجدل والإحباط ,ناهيك صعوبة تنفيذ ما قد يتم الإتفاق عليه.
الأيام الأخيرة للمفاوضات في سويسرا كانت عقيمة ويرى الخبراء أن تعزيز عملية التفاوض في جنيف لايمكن أن تحقق حلا حقيقيا للصراع من دون مشاركة فعالة للقوى الخارجية التي بدا عليها الإضطراب وهذا ما أظهرته الدبلوماسية الأمريكية من سخط على سير المفاوضات بتوجيه الإتهام للشريك الروسي بعرقلة العملية التفاوضية.
فواشنطن عادت الى إثارة موضوع توريد الأسلحة الروسية لسوريا وإعتبرتها واحدة من العقبات الرئيسية أمام السلام في البلاد العربية,كما عمد الغرب الى تصعيد الإنتقادات الموجهة لروسيا على خلفية إرسال الأسلحة لدمشق.وكالعادة إنتهزت الولايات المتحدة الفرصة للوم الشريك الروسي وصرح وزير خارجتها جون كيري بأن على روسيا أن تكون جزءاً من الحل لا المشكلة وعدم بيع الأسلحة لدمشق وتعزير قدرات الأسد.

تعود الولايات المتحدة لسياساتها السابقة للضغط على الجانب الروسي وهذا ماحدث في مارس 2012 عندما صرحت فيكتوريا نولاند بأن الولايات المتحدة لم تبع الأسلحة نهائياً لسوريا وعلى القيادة الروسية إعادة تقييمها وبشكل عقلاني لموضوع بيع السلاح لسوريا,وبهذا روسيا تقوم بدورخطير وتصب الزيت على النار.
مثل هذه التصريحات تبدو فظة وفظيعة ولاسيما في ظل استمرار توريد الأسلحة الأمريكية للمعارضة السورية.الولايات المتحدة لم تقرر تسليم المعارضة أسلحة متطورة وفتاكة إلا أنها قامت بطرقها الملتوية ببيع الاسلحة العسكرية للسعودية والإمارت المتحدة وقطر,وهم بدورهم أعادوا توريدها للمعارضة المسلحة.وعلى سبيل المثال وخلال الجولة الثانية من مفاوضات جنيف2 صدرت العديد من التقارير التي تؤكد إمداد السعودية للمعارضة المسلحة بأسلحة أكثر تورطاً مثل أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف.ومثل هذه النوايا تظهر مدى التخطيط والطموح لإعادة تنظيم القوات المعارضة في الجنوب السوري والتي تضم 10 آلاف مقاتل ,وتحقيق إنفراج في الجهة الجنوبية لدمشق .
السعودية وجيرانها من الممالك في الخليج الفارسي لاتتوقف عن شراء الأسلحة وإستيرادها ومن ثم إيصالها لجبهات القتال السورية.
ووفقاً للمركز الروسي لرصد تجارة الإسلحة العالمية "الولايات المتحدة وقعت صفقات بما يعادل 55292000000$ أي(37,7 من إجمالي الصادرات الأمريكية)وحسب خبراء المركز وقعت السعودية صفقة بقيمة 27 ملياد دولار مقارنة ب 3112000000$ مابين عام 2009-2012 و 2108000000$مابين عام 2005-2008 وهذا يشكل إرتفاع حاد جداً في مبيع الأسلحة .
في حين يشير الجانب الروسي لعدم وجود أي خرق قانوني ودولي لعميلة نقل أوبيع الأسلحة وإستمرار التعاون العسكري و التقني بين موسكو ودمشق على وجه الخصوص.ففي فترة 2011-2012 توقفت روسيا عن تزويد سوريا بالأسلحة والمعدات العسكرية ,وتتوقع خطوة مماثلة من هذا  السلوك للولايات المتحدة وكلاً من السعودية وقطر وتركيا والجهات الأخرى الداعمة للمعارضة المسلحة.
توجيه أمريكا وشركائها الغربيين الإتهامات حول صفقات الأسلحة الروسية قامت لعدة أسباب أولها :
محاولات الغرب الإبتعاد عن التدخل العسكري في سوريا في حين الرئيس الأمريكي أوباما يلوح بإمكانية تدخل عسكري في حال فشلت المفاوضات كما عبر عن رغبة شركائه في الشرق الأوسط بالتدخل العسكري.الرئيس الأمريكي سيقوم بجولة على الشرق الأوسط وعلى الإدارة الأمريكية تسجيل نقاط لصالح الحفاظ على صورتها كقوةعسكريةعظمة والعمل على إحداث تغييرات نوعية في الصراع الذي طال آمده في سوريا.
ثانياً:إنجراف روسيا نحو شركاء أمريكا في الشرق الأوسط.وهنا يبرز "الحدث المصري"  الذي سبب قلقا حقيقيا للإدارة الامريكية ونبه خبراءها لضرورة اليقظة لطبيعة التقارب الروسي ـ المصري واللعبة المزدوجة التي يلعبها وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي الذي زار مؤخراً موسكو.
وليس آخيراً  المقاربة الأمريكية -الإيرانية والعمل غلى تقليل الفجوة بين البلدين والمجتمع الغربي ,وقد آثارت الولايات المتحدة عدة نقاط لرسم إستراتيجية سليمة ومن نقاطها: قضية الصواريخ الإيرانية الموجهة ومستقبل العلاقات الثنائية المستقبلية بين البلدين.في حين ترى بعض الأوساط في الكونغرس الامريكي ووزارة الخارجية بأن هذه الإستراتيجية سوف  تؤدي الى طريق مسدود.
عملية التسوية السورية لم تشهد توازنا حقيقيا للقوى الخارجية ,حيث كان من الأجدر على هذه القوى العمل على إيجاد صيغة تفاوضية جديدة بمشاركة إقليمية فعالة وحقيقية ,فضلاً من تراشق الإتهامات وتبدالها.


المصدر: www.regnum.ru
19\02\2014

الجمل 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...