الأسد يطالب أوروبا بلجم إسرائيل

24-05-2010

الأسد يطالب أوروبا بلجم إسرائيل

انتقد الرئيس بشار الأسد بشدة الدور الذي تقوم به أوروبا في المنطقة داعيا الأوروبيين إلى تغيير مقارباتهم للمنطقة، وفي مقدمتها ممارسة ضغط أكبر على إسرائيل للحد من توجهاتها المتطرفة. وجاء انتقاد الأسد الواضح خلال استقباله وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير حاملا رسالة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وقبل استقباله وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله.
وذكر بيان رئاسي سوري أن الأسد تسلم رسالة شكر خطية من نظيره الفرنسي ساركوزي، نقلها كوشنير، «تتعلق بالدور الذي لعبته سوريا في إطلاق كلوتيلد رايس وبالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وأهمية البناء على ما تم تحقيقه خلال الفترة الماضية واستثمار هذه العلاقات الجيدة بما يسهم في استقرار المنطقة» .
وذكرت وكالة «سانا» أن اللقاء تناول» الموضوع النووي الإيراني حيث عبر الرئيس الأسد عن أهمية الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا والبرازيل مع إيران، وأن هذا الاتفاق بحد ذاته يؤكد أن المقاربة الصحيحة فقط تؤدي إلى نتائج إيجابية. وفي هذا الصدد أكد الرئيس الأسد ضرورة تغيير الدول المعنية مقاربتها لموضوع البرنامج النووي السلمي الإيراني وخاصة أن هذا الاتفاق يعتبر فرصة ثمينة للتوصل إلى حل دبلوماسي وتجنيب المنطقة والعالم الصدامات الكارثية».
وفي موضوع المقاومة والتهديدات الإسرائيلية المستمرة لإشعال الحروب وزعزعة استقرار المنطقة قال الرئيس الأسد «إن على الغرب أن يدرك أن المنطقة قد تغيرت، وأن اللغة والسياسات والمقاربات التي كان يستخدمها سابقا مع المنطقة لم تعد مقبولة ولم يعد مقبولا أيضا الصمت عن خروقات إسرائيل وزرعها فتيل الفتنة في المنطقة. وإذا أراد الغرب أمناً واستقراراً في منطقتنا فلا بد له من البدء بلعب دور فاعل للجم إسرائيل والحد من توجهاتها المتطرفة والخطيرة على أمن وسلام المنطقة». من جهته، عبر كوشنير عن رغبة فرنسا الدائمة بلعب دور فاعل لنزع فتيل التوتر من المنطقة وإرساء دعائم الأمن والاستقرار وحل جميع المسائل من خلال الحوار.
وحضر اللقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان ومعاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة ومدير إدارة أوروبا في وزارة الخارجية والسفير الفرنسي لدى دمشق والوفد المرافق لكوشنير، الذي انتقل الى بيروت حيث قابل كبار المسؤولين اللبنانيين ثم توجه لاحقا الى القاهرة.
وفي السياق، استقبل الأسد أمس وزير خارجية ألمانيا غيدو فيسترفيله، وشرح له الرؤية السورية من مجمل قضايا المنطقة وخصوصا عملية السلام المتوقفة، حيث أكد سعي سوريا الجاد لتحقيق السلام العادل والشامل المبني على أسس قرارات الشرعية الدولية، بحسب ما ذكرت «سانا». وبين الرئيس الأسد أن السلام على المسار الفلسطيني جوهري وأساسي في أي عملية تسوية وأنه لا يمكن تحقيق السلام دون تحقيق المصالحة الفلسطينية ولذلك من الأهمية بمكان دعم تحقيق هذه المصالحة، مؤكدا أن المعيار هو العمل السياسي من أجل السلام ودعم كل القرارات والخطوات التي تقود إلى سلام حقيقي عادل وشامل في منطقتنا.
وفي مؤتمر صحافي لاحق انتقد المعلم رواية تهريب صواريخ «سكود» لـ «حزب الله» في لبنان، معتبرا أنها لا تتناسب مع طبيعة الحرب التي يخوضها الحزب. وقال موجها سؤاله للسائل الألماني» لو تعلم حجم صاروخ سكود لما سألت هذا السؤال؟ حجم سكود بحجم هذه القاعة، فهل يعقل إخفاؤه وتهريبه والطيران الاسرائيلي والاقمار الصناعية الأميركية تجوب المنطقة، بالاضافة إلى وجود قوات المانية تساعد لبنان في مراقبة حدوده»، وأضاف «حتى لو قدمنا هذا الصاروخ لحزب الله فإن الحزب لن يأخذه لأنه لا يتناسب مع نمط حرب الفدائيين التي يخوضها... لكني أطرح سؤالا: هل توقفت اسرائيل عن التسلح، وهل توقفت عن التحريض والمناورات، لماذا مسموح لإسرائيل وممنوع عن العرب؟ ما دام هناك احتلال وما دامت هناك حالة حرب، فسوريا لن تكون شرطيا لإسرائيل».
وردا على سؤال حول التصعيد الإسرائيلي في المنطقة قال الوزير المعلم ان استعداد سوريا للسلام لا يلغي الاحتمالات الأخرى. وقال إن سوريا «مستعدة للسلام ولتنفيذ قرارات مجلس الأمن ومبدأ الأرض مقابل السلام»، مضيفا «يجب أن نكون متنبهين الى انه بغياب السلام الحقيقي كل الاحتمالات واردة». ولفت المعلم إلى أن المناورات التي تجريها إسرائيل «ليست جديدة بل هي السادسة التي تجريها اسرائيل منذ خمسة اشهر، وإسرائيل تقرع طبول الحرب»، متسائلاً «هل إسرائيل مستعدة للحرب أم للسلام؟ ما نسمعه من أصدقائنا الاوروبيين أن المسعى يجب أن يكون باتجاه السلام وتعلمون أننا مستعدون للسلام.»
ورحب الوزير المعلم بأي جهد أوروبي يعمل من أجل عودة المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل عبر الوسيط التركي، آملا من «الأصدقاء الاوروبيين» دعم الوساطة التركية.
من جانبه، شدد فيسترفيله على دور سوريا باعتبارها «عاملا مهما للغاية للاستقرار في المنطقة». واعتبر أن المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل «تشكل فرصة من أجل حل الصراع في المنطقة، ويجب على جميع الاطراف التصرف بمسؤولية تجاه هذه المفاوضات، ونحن نشجع سوريا على المضي في هذا الطريق»، مؤكدا دعم بلاده والاتحاد الأوروبي للمفاوضات غير المباشرة، وقال «نشجع الطرفين على الدخول في مفاوضات مباشرة من جديد».
وحول موقف بلاده من اتفاق تبادل اليورانيوم الذي أبرمته إيران وتركيا والبرازيل، قال فيسترفيله «نحن نرحب بالجهود التي تبذلها البرازيل وتركيا، لكن الاتفاق هو جزء من العملية فقط ولا يدخل في صلب المشكلة، ولإيران الحق المشروع في استخدام الطاقة النووية للأغراض المدنية، لكن عليها واجب الشفافية والتعاون مع وكالة الطاقة الذرية في فيينا لأنه لا يمكن أن نقبل أن تتسلح إيران نوويا».
وهنا عقب الوزير المعلم بقوله «أكدنا للألماني أن سوريا ترحب بهذا الاتفاق الثلاثي الذي نجد فيه فرصة حقيقية للتوصل إلى حل سياسي من خلال الحوار، ونعتقد أن اللجوء إلى مجلس الامن كبديل عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية واللجوء إلى العقوبات خاصة بعد التوصل إلى هذا الاتفاق، سيكونان نكسة ولن يكونا مجديين في العمل السياسي».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...