موسكو: داعمو المعارضة السورية يوحّدونها لمواصلة القتال

06-11-2012

موسكو: داعمو المعارضة السورية يوحّدونها لمواصلة القتال

ارتفع منسوب العنف في سوريا أمس، مع وقوع انفجارين دمويين في دمشق وحماه واشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمسلحين في مناطق متفرقة، وسط حراك ديبلوماسي لم يتوصل بعد إلى مخارج للأزمة السورية.
وحمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في القاهرة، الدول الراعية للمعارضة مسؤولية تواصل نزيف الدم في سوريا، مشيرا إلى أنها تعمل على توحيد المعارضة لمواصلة الأعمال القتالية ضد النظام وليس التفاوض معه. وقالت مصادر ديبلوماسية، في الدوحة، إن «الاجتماع الموسع للمعارضة السورية الخميس لإيجاد قيادة موسعة للمعارضة قد يمتد لأيام أو أسابيع»، فيما تعمل السلطات القطرية على تسويقه عبر توجيه دعوات لمسؤولين عرب وغربيين لحضور الاجتماع الخميس.
وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، خلال لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العاصمة الأردنية عمان، «للأسف الشديد ليس هناك أي تقدم بشأن الأزمة السورية بعد الاجتماع الذي جرى أمس (الأول) مع لافروف والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ».

وذكرت «سانا» أن 11 شخصا قتلوا، وأصيب العشرات بينهم أطفال، في تفجير عبوة في حي المزة 86 في دمشق. وأشار المرصد إلى «اندلاع اشتباكات في حي الحجر الأسود وحي التضامن الذي شهد حركة نزوح إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين». وتأتي هذه الاشتباكات تزامنا مع اشتباكات ليلية بين عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة الموالية للنظام ومسلّحين معارضين في اليرموك. وذكرت «سانا» أن «إرهابيين أطلقوا قذيفة هاون على حافلة ركاب في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك، ما أدى إلى استشهاد سبعة مواطنين».
وقال مسؤول في المعارضة إن اشتباكات اندلعت أمس الأول بين «لواء عاصفة الشمال»، الذي يترأسه عمار الداديخي الملقب «أبو إبراهيم» والذي يحتجز الرهائن اللبنانيين و«فرقة عمرو بن العاص» الإسلامية المتشددة
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في القاهرة، «لسنا نحن الذين نتمتع بالتأثير الحاسم على المعارضة، وأعتقد أن الذين يتمتعون بهذا التأثير لا بد أن يبذلوا الجهد لتنفيذ اتفاقيات ومبادئ جنيف» وتشجيع المعارضة على «الجلوس حول طاولة المفاوضات مع الحكومة لمناقشة برامج ومواعيد المرحلة الانتقالية».
وأضاف لافروف، الذي يلتقي في العاصمة الأردنية عمان اليوم، ممثلين عن المعارضة السورية، أن «بعض الذين شاركوا في اتفاق جنيف يفضلون أن يوحدوا المعارضة ليس على قاعدة المفاوضات بل على قاعدة مواصلة الأعمال القتالية. ونحن نرى أنهم لم ينجحوا في ذلك، وربما لو استطاعوا توحيد المعارضة على أساس اللجوء للمفاوضات لمناقشة مستقبل بلدهم لكانوا سينجحون في مهمتهم». وأكد دعم موسكو لمبادرة الرئيس المصري محمد مرسي حول تشكيل اللجنة «الرباعية» الخاصة بسوريا، والتي تضم مصر والسعودية وتركيا وإيران.

واتهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد القوى الغربية بإدارة المحادثات التي تجريها المعارضة في الدوحة لتصعيد الأزمة في سوريا، معتبرا أن الرئيس بشار الأسد وجد حلا لإنهاء الأزمة بالدعوة لحوار وطني تشارك فيه كل الأطراف.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في أديس أبابا، إن «المعارضة السورية مجتمعة في الدوحة حاليا، وهم في اجتماعات متواصلة، ونحن في قطر حريصون على توحيد صفوف الأشقاء في سوريا»، مشيرا إلى انه سيلتقي المعارضة اليوم لبحث نطاق التقدم في هذا الموضوع. وأشار إلى أن «جزءاً من المشكلة الآن هو أن لدينا العديد من مجموعات المعارضة وحان وقت التوحد، ونحتاج عنوانا واحدا للمعارضة».

ويبحث اجتماع الخميس مبادرة المعارض السوري رياض سيف، التي تحظى بدعم أميركي وخليجي، من أجل إنشاء «هيئة المبادرة الوطنية السورية» التي إذا ما قامت ستشكل «قيادة سياسية جديدة» للمعارضة السورية. وأعلن مصدر ديبلوماسي أن «قطر بدأت بتوجيه دعوات إلى عدد من المسؤولين البارزين في عدة دول عربية وغربية لحضور اجتماع فصائل المعارضة السورية الذي يبدأ في الدوحة الخميس».
وأقر المجلس الوطني السوري مشروع إعادة الهيكلة الذي يرمي من خلاله إلى توسيع تمثيله، بعد الانتقادات العديدة، خاصة الأميركية، التي تستهدفه. وقال المسؤول الإعلامي في المجلس أحمد كامل «تمت المصادقة على مشروع إعادة الهيكلة وعلى عملية ترشيق للأمانة العامة الموسعة»، وان عدد أعضاء الأمانة العامة سيصبح «أكثر من 400 بقليل مع ترك هامش 10 في المئة مفتوحا للحالات الطارئة».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «قلنا من البداية، اننا نتوقع ان يكون المجلس الوطني السوري نفسه جزءا من هيكل المعارضة الذي سيخرج من عملية الدوحة، ولكن مجموعات اخرى إضافة الى المجلس ستكون ممثلة»، إلا انها أضافت انه «لم يتضح بعد ما هي الجماعات الاخرى التي ستُدعى للانضمام». وتابعت ان «زيادة الأعداد لا توسع بالضرورة التمثيل، ولذلك نعتقد أن علينا ان نرى من الذين سيضمونهم الى المجموعة».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...