عميد الصحفيين الإسبان يطلق كتابه (سراب الشرق) من دمشق

29-10-2007

عميد الصحفيين الإسبان يطلق كتابه (سراب الشرق) من دمشق

عدد من الأسباب دفعت بالصحفي الاسباني توماس ألكوبييرو ليصدر كتابه (سراب الشرق) ويقدمه من دمشق أولاً، وهوكتابه الثاني، بعد الكتاب الذي أصدره العام الماضي (ثلاثون عاماً من الأخبار الصحفية من بيروت لبغداد).

من هذه الأسباب ومن جهة نظر عميد الصحفيين والمراسلين الأجانب في الشرق الأوسط لمدة سبعٍ وثلاثين عاماً يذكر ان مفردة «سراب» هي التي توصّف بشكلٍ عميق نظرة الأوروبي والغربي للشرق الأوسط، فالمنطقة بالنسبة له هي غير واضحة، ويقرؤها بشكلٍ مغلوط، وهي حقيقية بالنسبة إليه كالسراب، ويأتي هذا الكتاب الموجه للقارئ الغربي لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة عن هذا الشرق، الذي تنقّلت في مختلف مناطقه لفترة طويلة..!! ‏

من هنا الكتاب ليس أدبياً وان أوحى العنوان بذلك، وإن جاء وصف بعض الأماكن فيه بشيءٍ من الأدب، لكن حاولت قدر الإمكان أن أنقل كشاهد عيان وبشكلٍ موضوعي، عايش أحداث المنطقة وحروبها، والحروب عليها، وكانت الحصيلة (7500) مقالة صحفية، وخوفاً عليها من التلف والإهمال وجدت أنه من المناسب إصدارها في كتب، فكان هذا الكتاب الثاني، الذي أقدمه من بيتي الثاني وللمرة الثانية من دمشق، وأنا الذي أقيم في شارع الحمرا في بيروت، هذا الشارع الذي يتعايش فيه الجامع إلى جانب الكنيسة و المنفتح على كل الناس، وأقول وبكل صراحة، أنا مؤيد لسورية. وأحبّ لبنان..!!! ‏

مراسل صحيفة (لا بانفوارديا) يقول عن الفرق بين كتابيه، إن الكتاب الأول حاولت فيه أن أبين حقيقة الحروب في كل من بيروت وبغداد، وأيضاً خفايا السياسة في العاصمتين العربيتين .. في الكتاب سأتوسع أكثر حيث تشمل فصول الكتاب عاصمة العرب دمشق ، والقدس والقاهرة واليمن والسودان وايران.. ففي دمشق مثلاً وخلال ‏

لحرب عام 1973بين اسرائيل وسورية، كنت في السفارة الاسبانية بدمشق التي كان يقيم فيها أيضاً السفراء الأجانب كافة وكنا نسمع أصوات القذائف، ووصفت انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة القنيطرة السورية وشاهدت بأم العين مشاهد الدمار التي خلفها الإسرائيليون. ‏

أيضاً كتبت عن حرب عام «1967» في فلسطين ودخلت القدس وغزة وبعد ذلك التقيت الرئيس عرفات.. في هذا الكتاب أيضا لن يقتصر الأمر على السياسة وخفايا الحروب بل سأتناول جوانب سياحية واجتماعية وغير ذلك، على سبيل المثال كتبت تحقيقاً عن جزيرة «كيتشي» الإيرانية وهي جزيرة صغيرة جداً بالقرب من سواحل الإمارات وهي متنفس للإيرانيين وفيها تتخفف النساء على سبيل المثال من ألبستها «الشرعية» كما كتبت عن سوق الجمال في إحدى المدن المصرية وعادة مضغ القات في مدن اليمن وحياة السلطان قابوس في سلطنة عمان.. ‏

في دمشق أيضاً كتبت عن المهندس المعماري الإسباني «فرناندوارناره» الذي صمم محطة الحجاز والذي كان ابناً لأحد الإسبان الذي كان يهتم بالشؤون الموسيقية للسلطان العثماني وعندما مات والده جاء إلى دمشق وأحبها وأقام فيها ثم مات فيها، ودفن في مقبرة باب الصغير.. ‏

وبتقديره هوكتاب قريب أيضاً من كتب الرحلات، الذي يختمه بمقالة «ضفة الطريق» التي تتحدث عن الآخر.كل ما أود قوله ـ يضيف ألكوبيير ـ إن مقالات هذا الكتاب لا تتحدث عن تخمينات، بل أحداث جرت فعلاً اتبعت في نقلها اسلوباً بسيطاً، أو من «السهل الممتنع» كما تقولون في العربية.. ‏

أحداث حصلت في أمكنة محددة وأزمنة محددة، كنت من خلالها شاهد عيان ومعايشاً لها أي كان في جانب آخر من المقالات جانب تاريخي. ‏

ويختم مراسل «لابانغوارديا» كلامه في تقديم الكتاب بالتشاؤم الشديد حول ما يخطط لهذه المنطقة التي خبرها لعقود طويلة، وقال: إن الحديث عن مؤتمرات السلام التي حدثت سابقاً القادمة كله «كلام فاضي». وإن لبنان لم يعرف الأمن إلا بالوجود السوري فيه وهذا البلد المكشوف اليوم هو مفخخ وملّغم والذي قد ينفجر بأية لحظة.. ‏

وبحزن يقول إن أكثر ما آلمني في لبنان تلك المظاهرات التي كانت تنادي «سورية اطلعي برّا» أحد منهم لم يصرخ «اسرائيل اطلعي برا» وأكرر أن لبنان لم يعرف الأمن والأمان إلا بالوجود السوري وسورية ليست الجانب السيء أو الشرير في الفيلم اللبناني الطويل، بل ثمة قوى خفية اليوم تفخخ لبنان من جهات خارجية وداخلية كثيرة، وهنا لا أعرف إن كانت ستعود سورية للبنان، لكن أقول إن لبنان اليوم بدا مكشوفا وأسوأ بكثير وبما لا يقاس بوضعه أيام الوجود السوري أقول ذلك من خبرة ومعايشة طويلة لأزمات المنطقة ومع ذلك أقول: أنا مؤيد لسورية وأحب لبنان..! ‏

علي الراعي

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...