اجتماع أمني إسرائيلي حول احتمالات المواجهة مع سورية

03-01-2008

اجتماع أمني إسرائيلي حول احتمالات المواجهة مع سورية

الجمل: أبرزت الصحافة الإسرائيلية الصادرة اليوم تصريح شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي، وتصريح إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي، وكان المثير للانتباه والتدقيق أن التصريحين جاءا بشكل متزامن وإزاء موضوع واحد وهو نوايا الاستهداف الإسرائيلي لسوريا وإيران.
* توصيف التصريحات الإسرائيلية:
جاءت التصريحات الإسرائيلية على النحو الآتي:
• فيما يتعلق بسوريا: نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية تقريراً صحفياً تضمن تصريحاً لرئيس الوزراء إيهود أولمرت في حديثه أمام مؤتمر حزب كاديما الذي عقد في مقر إقامة أولمرت، وأشار تقرير أولمرت إلى النقاط الآتية المتعلقة بسوريا:
* بإمكان الإسرائيليين توقع صيف هادئ وخريف هادئ وشتاء هادئ.
* ليس لإسرائيل خطط أو رغبة أو مصلحة في المواجهة على الحدود الشمالية أو الجنوبية.
* السوريون ليس لديهم مصلحة في الحرب ضدنا.
* يوجد تضخيم في خلق بيئة التوتر ولكن القيادة المسؤولة تعرف كيف تسيطر على نفسها وتمارس ضبط النفس.
* اجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر لمناقشة الموقف على جبهة إسرائيل الشمالية وإمكانية اندلاع الصراع مع سوريا.
• فيما يتعلق بإيران: نقلت وكالة أنباء فرانس برس تقريراً إخبارياً لتصريح الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أشار فيه إلى النقاط الآتية:
* الحرب ضد إيران ليست ضرورية.
* يجب وضع نهاية للنظام الإيراني الحالي.
* الرئيس الإيراني الحالي يشكل خطراً يهدد إسرائيل والمنطقة ويمكن استخدام الوسائل الأخرى –غير الحرب- لاحتواء خطره.
* يمكن خلع الرئيس أحمدي نجاد والإطاحة به عن طريق العقوبات وليس الحرب.
* إن الشعب الإيراني لا يريد تدمير إسرائيل ولا يريد تطوير الأسلحة النووية.
* ماذا وراء التصريحات الإسرائيلية؟
فيما يتعلق بسوريا: تقول التسريبات بأن اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر قد تم وصفه بواسطة الدوائر السياسية والعسكرية والاستخبارية الإسرائيلية بالاجتماع "الفائق الحساسية" ولدواعي الأمن فقد تم الطلب من الوزراء ترك هواتفهم النقالة (الخليوي) خارج غرفة الاجتماع. وتشير التسريبات أيضاً إلى أن هذا المجلس المصغر ومجلس الوزراء قد عقدوا سلسلة من الاجتماعات في الآونة الأخيرة حول الموقف والوضع في جبهة إسرائيل الشمالية (سوريا ولبنان) والتحضيرات التي تم إنجازها في جبهة إسرائيل الداخلية لمواجهة الوضع في حالة اندلاع الصراع مع سوريا. كما تشير التسريبات إلى أن الاجتماع الأخير الذي عقد أمس الأربعاء هو الاجتماع السادس خلال الستة أسابيع الماضية الذي ناقش مسألة "احتمالات المواجهة مع سوريا".
وباستعراض التصريحات التي أطلقها أولمرت في هذا الخصوص، فإن هدف اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر هو مناقشة التحضيرات لاحتمالات حدوث خطأ من جانب سوريا في الحسابات المتعلقة بالنوايا الإسرائيلية.
أشارت التسريبات الإسرائيلية أيضاً إلى أن معظم الوزراء في المجلس الأمني المصغر قد حضروا الاجتماع وهم:
• إيهود أولمرت رئيس الوزراء.
• تسيبي ليفني وزيرة الخارجية.
• إيهود باراك وزير الدفاع.
• حاييم رامون نائب رئيس مجلس الوزراء.
• أيفدور ليبرمان وزير الشؤون الإستراتيجية.
• إيلي ييشعاي وزير الصناعة والتجارة والعمل.
• رافي إيتان وزير شؤون المتقاعدين.
• عافي ديختر وزير الأمن العام.
• شاؤل موفاز وزير النقل.
• بنيامين بن أليعازر وزير البنيات التحتية.
• دانييل فريدمان وزير العدل.
وأشارت المعلومات والتسريبات الواردة من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن اجتماعات الأيام الأخيرة كان هدف المجلس فيها هو تقييم ومناقشة "احتمال أخطاء الحسابات من جانب سوريا وليس حول معلومات جديدة تتعلق بحدوث تغيير في نشاط سوريا".
وفي الاجتماع الذي عقد قبل ثلاثة أسابيع إعلام الوزراء لأول مرة بتزويد سوريا بصواريخ «أرض – أرض»، ولكن ممثلي المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أفادوا بأن سوريا لا تنوي مهاجمة إسرائيل. كما تم إعلام الوزراء بواسطة الاستخبارات العسكرية ومسؤولي قيادة الوطن الأم فيما يتعلق بترسانة سوريا الصاروخية وجاهزية الجبهة الداخلية في حالة مواجهة الهجوم السوري. وقد ناقش المجلس الأمني بشكل مطوّل:
• تعزيز قدرة المواقع التي تعاني من الانكشاف في مواجهة الخطر.
• مستوى الاستعدادات للانتقام من سوريا في حالة حدوث سيناريو "الهجوم السوري".
كذلك أشارت التسريبات الإسرائيلية إلى أن الجنرال بوسي بيداتز رئيس فرع البحوث بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قد تحدث أمام الحكومة الإسرائيلية قائلاً بأن سوريا تحضر للحرب مع إسرائيل، وقال بأن القيادة السورية أصدرت أوامر بزيادة إنتاج الصواريخ طويلة المدى، وأمرت الجيش السوري بوضع ونشر صواريخه المضادة للدبابات والدروع بالقرب من الحدود السورية – الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، ولكن الجنرال بيداتز أضاف قائلاً بأنه بينما تقوم القيادة السورية بتحضير الجيش السوري لاحتمالات الصراع العسكري مع إسرائيل فإنها على الجانب الآخر لا تستبعد احتمالات الوصول إلى حل سياسي مع إسرائيل.
فيما يتعلق بإيران: كانت إسرائيل تدفع باتجاه القيام بتوجيه الضربات العسكرية لإيران، إما بواسطة الولايات المتحدة أو وبواسطة إسرائيل والولايات المتحدة أو بواسطة إسرائيل منفردة شرط أن تؤمن لها الإدارة الأمريكية الدعم والمساندة والحماية الكاملة. ولكن، لقد أصبح قيام الولايات المتحدة بالتورط في مغامرة الحرب مع إيران غير وارد لجملة أسباب:
• نقص المعلومات الاستخبارية عن القدرات العسكرية الحقيقية التقليدية وغير التقليدية التي تملكها إيران.
• خسارة الولايات المتحدة الفادحة التي ستتعرض لها في العراق والخليج وآسيا الوسطى والشرق الأدنى، وشرق المتوسط، إضافة إلى خسائرها العسكرية الميدانية واحتمالات ضرب إسرائيل بصواريخ حزب الله اللبناني.
• معارضة الرأي العام الأمريكي ومعظم أعضاء الكونغرس الأمريكي للحرب.
• معارضة تركيا وروسيا والصين لضرب إيران.
• انكشاف الأسانيد والمبررات التي ظلت الولايات المتحدة تستند عليها في التسويق لضرب إيران بعد صدور تقري تخمين المخابرات الأمريكية الذي أكد عدم وجود خطر نووي إيراني في الوقت الحالي.
كذلك تقول التسريبات السياسية والاستخبارية بأن إدارة بوش أصبحت تراهن حالياً على جدوى الحصول على تعاون إيران مع الإدارة الأمريكية في ما يختص بـ:
• الملف العراقي.
• الملف الكردي.
• الملف الأفغاني.
وعلى خلفية تفاهم طهران – واشنطن الجاري حالياً في المنطقة الخضراء فإن واشنطن ستحاول توسيع التفاهم بما يؤدي إلى التوصل إلى "حل دبلوماسي" حول البرنامج النووي الإيراني على غرار الحل الدبلوماسي الذي توصلت إليه واشنطن في ملف البرنامج النووي الكوري الشمالي، وهناك تسريبات تقول بأن الإدارة الأمريكية تدرس حالياً مدى جدوى إقامة لجنة سداسية خاصة للتفاوض من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي لأزمة الملف النووي الإيراني.
عموماً، تعددت الصور واللقطات ولكن يبقى المشهد واحداً فالأزمة ليست هي أزمة التطرف السوري واحتمالات خطأ حسابات دمشق، فسوريا ليست دولة متطرفة وأهل دمشق مشهورين منذ أيام طريق الحرير بأنهم يتقنون علم الحساب. كذلك، فإن الأزمة ليست أزمة البرنامج النووي الإيراني وكل ما هناك أن الرئيس أحمدي نجاد يحاول أن يكمل تطوير القدرات النووية الإيرانية التي بدأت بقيام الولايات المتحدة بتزويد شاه إيران بها لتعزيز قدرات نظام الشاهنشاه الحليف لأمريكا وإسرائيل في القيام بدور "شرطي الخليج" وابتزاز الدول العربية. وبرغم توقف البرنامج النووي الإيراني لفترة من الزمن إلا أن الرئيس نجاد اضطر لإحيائه من جديد حفاظاً على إيران، وللحيلولة دون أن تكون طهران محطة تالية للقوات الأمريكية التي وصلت إلى بغداد وأقامت قواعدها العسكرية على مشارف الحدود الإيرانية – العراقية.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...