إيهود أولمرت وكوندوليزا رايس : مهمة مشتركة من موسكو إلى كازاخستان

07-10-2008

إيهود أولمرت وكوندوليزا رايس : مهمة مشتركة من موسكو إلى كازاخستان

الجمل: تقول التقارير الدبلوماسية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت سيزور العاصمة الروسية موسكو هذا الأسبوع، وفي الوقت نفسه تقول تقارير دبلوماسية أخرى أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ستزور العاصمة الكازاخستانية «الإستانة».
* والقيمة الاستخبارية للحراك الدبلوماسي الإسرائيلي – الأمريكي المزدوج:
تحليل الحراك الدبلوماسي من حيث هو حراك يعتمد على العديد من المتغيرات وفي هذه الحالة نلاحظ الآتي:
• لجهة أطراف الحراك: نلاحظ أن الثنائي أولمرت – رايس يمثلان طرفي محور تل أبيب – واشنطن وتأسيساً على العلاقة الخاصة جداً التي تربط طرفي هذا المحور فمن المستحيل تصور حدوث مثل هذا الحراك دون وجود التنسيق المسبق بينهما، هذا وتجدر الإشارة إلى أن أولمرت سبق وألغى زيارته المقررة لموسكو ولكنه عاد واعتمد الزيارة.
• لجهة التوقيت: نلاحظ أن الحراك يتم ضمن توقيت متزامن.
• لجهة الخلفية: نلاحظ أن الحراك يأتي ضمن خلفية دراماتيكية موحدة تتمثل في تداعيات الحرب الجورجية – الروسية.
• لجهة المسرح: نلاحظ أن الحراك ينضوي تحت مظلة المسرح الأوراسي الفائق الأهمية لتحديد مستقبل النظام الدولي.
* ما هي الأهداف بعد توزيع الأدوار على خط تل أبيب – واشنطن:
سيسعى كل طرف في هذا الحراك الدبلوماسي إلى تحقيق جملة أهداف معلنة وغير معلنة ويمكن التدقيق في ذلك على النحو الآتي:
• بالنسبة لأداء أولمرت على خط تل أبيب – موسكو: تقول التسريبات بأن أولمرت بسبب اقتراب نهاية توليه لمنصب رئيس الوزراء سوف لن يطلب من موسكو الأشياء التي سوف لن يقبلها من سيأتي بعده، وبالتالي فهو سيركز على التفاهم مع موسكو حول النقاط الآتية:
- امتناع موسكو عن تزويد خصوم إسرائيل بالأسلحة وعلى وجه الخصوص سوريا وإيران.
- عدم دعم موسكو لحزب الله وحركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية.
ولما كان الإسرائيليون يدركون جيداً أنه من غير الممكن لتل أبيب أن تحصل على شيء من موسكو بلا مقابل فإن أولمرت سيعرض على موسكو الآتي:
- إمكانية إعادة ممتلكات الكنيسة الأرثوذوكسية الموجودة في أورشليم التي سبق أن وضعت إسرائيل يدها عليها وظلت موسكو تطالب بإرجاعها.
- إمكانية النظر في تقديم عرضين إضافيين لموسكو هما:
*العمل على الحد من تعاون إسرائيل مع أوكرانيا والجمهوريات السوفيتية السابقة ولها حالياُ علاقات متوترة مع موسكو.
* العمل على الالتزام بتوفير الحماية لليهود الروس الذين يحملون الجنسيتين الروسية والإسرائيلية والموجدين حالياً في إسرائيل بما يتيح لموسكو استرداد بعض الأموال والثروات التي قاموا بتهريبها من روسيا.
• بالنسبة لأداء رايس على خطا واشنطن – الإستانة: أشارت تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية إزاء زيارة كازخستان إلى النقاط الآتية:
- لا تهدف الزيارة إلى إثارة التنافس بغرض التأثير على كازخستان واستمالتها.
- كازخستان بلد مستقل ولها حق إقامة العلاقات والروابط مع من تريد وترغب.
هذا، وتقول التسريبات أن وزير الخارجية الأمريكية ستبحث مع المسؤولين الكازخستانيين الملفات الآتية:
- دعم الجهود الأمريكية في بأفغانستان.
- التعاون في مجالات النفط والغاز.
- تقديم الدعم للحركات الصينية المعارضة التي تتمركز في كازخستان وعلى وجه الخصوص الحركات الإيغورية الإسلامية السنية التي تسعى إلى فصل مقاطعة سيانغ يانغ وإقامة دولة تركستان الإسلامية.
* الأهداف غير المعلنة لتحرك دبلوماسية واشنطن – تل أبيب المزدوج:
التدقيق والفحص في توزيع الأدوار الدبلوماسية يشير إلى السيناريو الآتي:
• تقوم تل أبيب بدور اللاعب الضعيف الذي يحاول استمالة موسكو عن طريق عرض إمكانية تقديم تنازلات كثمن لترغيب روسيا لجهة عدم توسيع تعاونها مع دمشق وطهران وبقية خصوم إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
• تقوم واشنطن بدور اللاعب القوي الذي يحاول تهديد روسيا عن طريق استعراض قدراته في إغراء واستمالة جيرانها.
وعلى هذه الخلفية فإن دبلوماسية تل أبيب – واشنطن بهذا الحراك المزدوج تهدف إلى نقل رسالة واضحة يتوجب على موسكو قراءتها تتمثل في:
• أن واشنطن قادرة على التغلغل في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
• إن تغلغل واشنطن لن يتوق ف بسبب هزيمة جورجيا وهذه المرة سيكون التغلغل في كازاخستان الدولة التي تعتبر الأكثر خطورة بالنسبة لموسكو لجهة الاعتبارات الآتية:
- احتياطيات كازاخستان الضخمة من النفط والغاز إضافة إلى توافر خامات اليورانيوم.
- موقع كازاخستان الجيو-ستراتيجي الفائق الأهمية فهي من جهة تقع بجوار قلب الدولة الروسية الحيوي ومن الجهة الأخرى تمثل بوابة روسيا على دول آسيا الوسطى الأربعة: تركمانستان، أوزبكستان، طاجيكستان، كيرغيزستان.
• إن تعاون موسكو مع تل أبيب بالامتناع عن دعم خصوم إسرائيل سيترتب عليه قيام تل أبيب بمكافأة موسكو عن طريق إقناع واشنطن بعدم التمادي في التغلغل في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
إن كازاخستان فعلياً واقعة ضمن مجال عمل ثلاثة خطوط لضغط القوى الكبرى:
• روسيا: وتشدد على علاقاتها وروابطها مع كازاخستان باعتبارها الأكثر أهمية في مجال الأمن الحيوي الروسي.
• الصين: تشدد على علاقاتها وروابطها مع كازاخستان باعتبارها الدولة التي ستؤمن لبكين احتياجاتها من النفط والغاز إضافة إلى دورها الكبير المؤثر على استقرار منطقة غرب الصين وتحديداً بالنسبة لحركات التمرد الإيغورية الناشطة في سيانغ يانغ.
• الولايات المتحدة الأمريكية: وتشدد على أن كازاخستان هي الحصان الرابح الأكثر أهمية في السيطرة على آسيا الوسطى ومحاصرة روسيا من الجنوب إضافة إلى إغلاق بوابة التواصل بين روسيا وبلدان آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية، إضافة إلى أن السيطرة على مخزوناتها من النفط والغاز سيتيح لأمريكا فرصة حرمان الصين من تأمين احتياجاتها وحرمان روسيا من مزايا تمرير صادرات النفط والغاز عبر أراضيها وهو أمر سيقلل من وزن روسيا النفطي إضافة إلى خامات اليورانيوم وأهميتها بالنسبة لأمريكا.
يبدو أن الصراع الروسي – الأمريكي أصبح اليوم أكثر حيوية على خلفية نتائج الحرب الروسية – الجورجية وعلى ما يبدو فإن هذا الصراع ستنتقل عدواه إلى بعض المناطق والبلدان ذات الأهمية الحيوية في معادلات الحسابات الجيو-بوليتيكية والجيو-ستراتيجية ولكن بالنسبة لكازاخستان فإن من المستحيل عليها الاحتفاظ بعلاقات طيبة ومتوازنة مع الجميع، وعلى الأغلب أن يتم استخدامها من قبل للضغط على موسكو.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...