خبراءالسياسةالخارجيةالأمريكيةيوصفون أخطاء واشنطن في التعامل مع دمشق

22-12-2007

خبراءالسياسةالخارجيةالأمريكيةيوصفون أخطاء واشنطن في التعامل مع دمشق

الجمل: أشار الخبير الأمريكي ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي قائلاً بأن الولايات المتحدة قد ارتكبت غلطة كبرى من جراء عدم القيام بالتعامل المباشر مع سوريا وإيران.
* المشاهد المتحولة:
خلال الفترة التي أعقبت حرب صيف العام الماضي 2006م بين القوات الإسرائيلية وحزب الله اللبناني، وعلى خلفية عودة القيادة السورية لاستئناف مفاوضات السلام، كانت أبرز عناصر المشهد:
• تل أبيب تريد المفاوضات مع سوريا.
• واشنطن ترفض السماح لتل أبيب بالتفاوض مع سوريا.
واليوم، على خلفية مؤتمر أنابوليس وأزمة الرئاسة اللبنانية، صدر تقرير التخمين الاستخباري الأمريكي للقدرات النووية الإيرانية والصراع الكردي – التركي، فقد تغيرت عناصر المشهد:
• واشنطن (وعلى لسان وزيرة الخارجية الأمريكية) تقول بأنها منفتحة إزاء المحادثات مع سوريا وإيران.
• تل أبيب (وعلى لسان صحيفة هاآرتس الإسرائيلية) تقول بأن تبادل الرسائل مع بين إسرائيل وسوريا قد وصل إلى الفشل.
وعلى غرار نموذج "إغلاق الباب وفتح الشبّاك، ثم إغلاق الشبّاك وفتح الباب" تبدو لنا بوضوح عملية توزيع وتبادل الأدوار التي يقوم بها محور تل أبيب – واشنطن إزاء التعامل مع سوريا وإيران أيضاً.
* خط دمشق – طهران: إشكالية الإدراك الأمريكي – الإسرائيلي:
يلخص المحلل الأمريكي إبثير عناصر الإدراك الأمريكي – الإسرائيلي لسوريا وإيران على أساس اعتبارات أن محور واشنطن – تل أبيب ينظر إلى سورية وإيران باعتبارهما:
• تعملان من أجل تفادي أن تكونا المحطة الثانية للقوات الأمريكية التي أكملت غزو واحتلال العراق.
• تعملان من أجل تفادي ودرء مخاطر الضغوط والعقوبات الأمريكية.
• تعملان من أجل تقليل تأثيرات تحالف بعض دول جوارهما الإقليمي مع الولايات المتحدة.
وعلى هذه الخلفية يشير الخبراء:
• سطوت لازينيسكي من معهد السلام الأمريكي.
• إيلان بيرمان من مجلس السياسة الخارجية الأمريكي.
• ستيفن إيه كوك من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.
• إيميلي هوكايم من مركز هنري إل ستيمسون الأمريكي.
أشاروا إلى قيام سوريا وإيران بالآتي على أساس اعتبارات الوقاية:
• التوقيع على اتفاق دفاعي متبادل عام 2004م.
• دعمت طهران دمشق في الأحداث التي أعقبت اغتيال الحريري عام 2005م علماً بأن دمشق كانت قد دعمت طهران في حربها مع العراق خلال ثمانينات القرن الماضي.
• يمثل حزب الله أحد القواسم المشتركة الرئيسية في علاقات دمشق – طهران.
• تنظر سوريا إلى نفسها باعتبارها بلداً محاطاً بالخصوم وإيران تنظر إلى نفسها كذلك.
* القوام الجيوبوليتيكي لتحالف دمشق – طهران:
على خلفية التهديدات والمخاطر المشتركة التي تواجه سوريا وإيران، فقد كان العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان صيف العام 2006م وما ترتب عليه من قيام حزب الله بإلحاق الهزيمة بالقوات الإسرائيلية، بمثابة اللحظة الحاسمة في بروز وصعود القوام الجيوبوليتيكي لتحالف دمشق – طهران، وقد قوي واشتد عوده أكثر فأكثر عندما قام محور واشنطن – تل أبيب بالتحركات الآتية:
• تجميع المعتدلين العرب من أجل استهداف وعزل سوريا وإيران.
• بناء تحالف إسرائيلي – عربي معادي لإيران.
• حشد القوات الأمريكية في منطقة الخليج العربي.
• تصعيد اللهجة الأمريكية التي تتهم سوريا بتقويض الاستقرار في العراق.
• تصعيد التحركات الأمريكية الهادفة لتوظيف الأزمة اللبنانية ضد سوريا وإيران وحزب الله.
لا يمكن التقليل من الدور الهام الذي لعبه القوام الاستراتيجي لتحالف دمشق – طهران في:
• ردع إسرائيل من مغبة الاعتداء من طرف واحد على إيران.
• ردع الإدارة الأمريكية من مغبة الاعتداء على إيران لأن الذي سيدفع الثمن عند ذلك لن يكون أمريكا وحدها بل وإسرائيل أيضاً، خاصة وأن حزب الله الشيعي – اللبناني قد استعاد قدراته العسكرية وأكمل بناء ترسانته الصاروخية الهجومية.
• استمالة تركيا إلى جانب سوريا وإيران.
وكانت النتيجة تزايد الضغوط على أمريكا في العراق بواسطة تركيا في الشمال والوسط والجنوب العراقي ، إضافة إلى تزايد الضغوط على إسرائيل من جهة الجانب اللبناني ومن جهة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كذلك يشير ستيفن إيه كوك الباحث بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، بأن النفوذ السوري في لبنان سوف يكون قادماً لا محالة لأن إسرائيل تتدخل بشكل متزايد في الساحة اللبنانية، وسوف يؤدي تدخل إسرائيل إلى عودة سوريا إلى لبنان، والتي سوف تكون عودة بطلب وموافقة وإجماع اللبنانيين هذه المرة. بكلمات أخرى، إذا كانت لعبة إسرائيل في لبنان هي إخراج سوريا من لبنان فإن لعبة سوريا في لبنان هي توريط إسرائيل في لبنان.
عموماً، يقول الخبير ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية بأن إدارة بوش وكل الإدارات الأمريكية تنظر عادة إلى الدبلوماسية من المنطلقات الذاتية الضيقة وليس على أساس المنطلقات الموضوعية المتعلقة بالمصالح الأمريكية. ويشير هاس إلى أن الدبلوماسية –من وجهة نظر أمريكية- هي شيء يستخدم من أجل المكافأة أو الحث والتشجيع بالثواب في حالة الإيفاء بالالتزامات المطلوبة، أو العقاب في حالة عدم الإيفاء بها. ويضيف هاس قائلاً بأنه لا يتفق مع منظور إدارة بوش نحو الدبلوماسية ويطالب بان يتم استخدام الدبلوماسية بحيث تقوم بدور الإدارة المحايدة القادرة على ترقية وتطوير المصالح الأمريكية.
وبالنسبة لسوريا وإيران، يقول ريتشارد هاس، بأن تردد واشنطن إزاء التعامل معهما يعود إلى إدراك واشنطن بأنهما لا يتمتعان بـ"الجاذبية" اللازمة وبأنهما من دول محور الشر.
ويضيف هاس قائلاً بأن سوء إدراك إدارة بوش يعود إلى سوء في قراءة مدى ثبات واستقرار النظام في سوريا وإيران، وبدلاً من التعاون والتعامل الدبلوماسي مع دمشق وطهران فقد أضاعت واشنطن السنوات في تبديد الجهود التي هدفت إلى استهداف لا معنى له ولا طائل من وراءه ضد دمشق وطهران.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...